النتائج الغير متوقعة للإستحقاقات الأخيرة بالدوار والتمثيلية المتنوعة التي أفرزتها صناديق الإقتراع مع التحفظ على بعض الوجوه التي لولا قواعدها الخلفية لما وصلت كراسي المجلس ولو إلتحفت رمزية الأحزاب التاريخية العتيدة وكذلك الولادة القيصرية التي فرضتها عمليات "البلوكاج" الأفقية كلها عوامل عجلت بتصدعات مجلس الإملاءات مع أول الهزات الإرتدادية في إنتظار ترميم مؤقت أو إعادة بناء محتمل وللأسف الشديد إن القراءات الأولية للمهتمين بالشأن السياسي والحزبي بدوار العجب خلصت إلى كون السياسة تلفظ أنفاسها الأخيرة ولربما ستعرف تشييعها النهائي لمثواها الأخير ولكي نصور للمتابعين الأوفياء المشاهد الحقيقية والمؤلمة بعيدا عن المساحيق التي تفرط فيها أبواق الصفحات المرقية البارعة في صور التضليل إقتراع 8 شتنبر 2021 شكل لحظة مفصلية في تاريخ جميع الأحزاب التي وجدت نفسها أمام إستحقاقات جديدة بحلة من الزمن القديم وهو الأمر الذي لم يستسغه قادة أحزاب الشكارة وعجل بتكثلهم على مستوى القيادات المركزية حماية لمصالح ممتلكاتهم من جهة وقطع الطريق على الأحزاب الصغيرة على حد تعبيرهم خوفا ألا تكبر عليهم في المستقبل القريب فكانت عمليات "البلوكاج" أقرب الحلول لهكذا سيناريوهات والمخالف للأعراف والقوانين هو التدخل السافر لبعض الجهات ليتم دبح الديموقراطية علانية وتغتصب الإرادة في واضحة النهار وكي نسمي الأشياء بمسمياتها دونما إملاق أو عصبية فحزب الجرار يبقى الوحيد الذي يسابق الزمن تحسبا لأية سيناريوهات وهذا واضح بجلاء لأنصاره قبل منافسيه الذين إبتلعتهم الأرض فور فرز الصناديق بإستثناء الأحزاب الملتزمة بالتنسيقيات النقابية المرتبطة بالملف المطلبي ومحاكمات الأساتذة المتعاقدين التي تثير إهتمام الرأي العام الوطني والخارجي في إنتظار حلحلتها
والمثير للجدل في هذه التحركات المكوكية لقادة حزب الجرار بإقليم الرحامنة عامة وبالدوار بصفة خاصة السرعة المستعملة والمفرطة لآلة مشروخة كان الأجدر إستبدال قطع غيارها قبل المغامرة بها وسط الحقول الصعبة المسير وربما رجالات البيت أحق بسياقتها وإخراجها سالكة لمعرفتهم بالمنطقة وجغرافيتها والقراءات السالفة الذكر مستقاة من تصريحات أشخاص كانوا حتى الأمس القريب يشكلون لبنة "حركة لكل الديموقراطيين" قبل أن تركب مقطورة الجرار زمرة الوافدين ويتم إقصاء أهل البيت ورواد الشعارات في مشاهد حزينة زاد من درماتيكياتها المستوى المتدني للخطابات الحزبية الفاقدة للفنيات وأدبيات الخطابة فما بالك بالمصطلحات السياسية الموزونة والمركزة
بكل صراحة وأنا أتابع تسجيل المؤتمر الإقليمي لحزب الجرار ومع كامل إحتراماتي لمجموعة من الأصدقاء والأساتذة الذين يموتون عشقا في هذا الحزب ولهم الحرية والحق في إختيار مايشاؤون والجميع يعرفهم منذ تأسيس الحزب بالإقليم وهم معدودون على رؤوس الأصابع منهم من غادر البيت بلا وداع ومنهم من أبعد بأحجيات مصطنعة أو حقائق صادمة والكتيبة المحاربة لازالت تقاتل بالرغم من إفتقارها لدخيرة الدعم التي تمتلكها جيوب المقاومة والسائرة على نهج تصفيات الحسابات وتفويت الهياكل الحزبية للوافذين ضمانا لمصالحها الشخصية وغلق أبواب التمرد المحتملة كما حدث سابقا لما وصل الخبث السياسي درجة تسجيل المكالمات الهاتفية السرية والمساومة بها مقابل كراسي مؤقتة كانت سببا في التراجع الخطير لحزب الجرار بإقليم الرحامنة و الذي لم يتحصل إلا على ستة مقاعد بمشقة الأنفس ويصدم المنجمين الذين راهنوا على 18 مقعدا اليوم ومانراه بالمشهد السياسي بالدوار وبالرغم من كون هذا الحزب يتحرك منفردا فالأمور تحتمل قراءات متعددة فالأخبار المتداولة وسط بيت أولاد جرار تتقاذف أخبار الورقة الحمراء التي أشهرت في وجه زعيمهم وأفادته بعدم دخوله غمار سباق القبة نهائيا مما عجل بإنتذابه لخبير الميزان السابق والإختلاء بالتجمعات والمؤتمرات وسط الضيعات ليقينه التام بأن روائح المحاضن والدجاج سما قاتلا لأشجار الكرم الرحمانية الأصيلة كما أن إعتلاء زعيم الجرار منبر الخطابة دون إمتلاكه الحمولة الثقافية اللازمة لهكذا خطابات والتي تركز على الصيغة بعناية فائقة لبلوغ الهدف ولفت إنتباه المتلقين بعيدا عن لغة الخشب شكل محاولة الإنتحار الثانية لازالت ضحيتها "السياسة" ترقد بقسم الإنعاش منتظرة تداعيات تهورها هنا أقصد المصطلحات الكبيرة التي تم توظيفها وكما تقول أجيال الألفين " لاعلاقة " هل أدرك زعيم الجرار حجم زلة لسانه وهو يقحم سكان أقاليم الصحراء في مؤتمر إقليمي لحزبه ؟ هل الظرفية مناسبة ليذكر زعيم الجرار أهالي الرحامنة بأثمنة السكر بالأقاليم الصحراوية التي يعرفها الصغير قبل الكبير ؟ ألم يضع زعيم الجرار تحاليل النقاد في الحسبان بعدما وظف مصطلح مزايدة في المؤتمر ؟ وكما يقولون غلطة الشاطر بألف حساب لذا يتساءل العديد من أبناء الدوار عن المعايير التي إعتمدها زعيم حزب الجرار ليقر بصفتي "القوة والكبرانية" لحزبه على مستوى إقليم الرحامنة اللهم إذا كان يقصد إنتمائه القديم لحزب الإستقلال التاريخي المجيد الذي لا ينكره إلا الجاحدون ؟ ومن المستملحات دون أحد الفيسبوكيين في حسابه قبل يومين جملة غاية في الدقة "جرار الرحامنة في عباءة جديدة على خطى شباطية " ولربما كواليس إبعاد المنسق الجهوي السابق ستفجر الملفات الكبيرة التي لن تفصل فيها إلا ردهات المحاكم والعبرة بالخواتيم كما أن برقية الولاء الختامية التي تم رفعها تلاوة بالنيابة فرضت طرح تساؤلات الإطمئنان على الحالة الصحية للأمين الإقليمي ومدى قدرته على العطاء المستمر وإعادة توهج وهيبة الحزب التي أكد زعيمهم علنا أنهم مطالبون بإعادة المجد والثقة وهما مصطلحان لو كان خطيبا بكل ما تحمل الكلمة لتفادى تداولهما حيث أن خبراء السياسة يؤكدون أن إستعادة المجد والثقة لن تحصل إلا بالتغيير الجدري والقطيعة والغريب في النازلة كيف لمدير إقليمي سابق أن يختثم تلاوة برقيته بشعارات فرجوية تنشدها الجماهير المغربية بالملاعب الكروية حين إستشعارها الخوف والحكرة من طرف الأجهزة القمعية وكأن حزب الجرار ليس لديه نشيده الرسمي وهو الذي طالما صدحت به الحناجر البامية التي غادرت المشهد السياسي تباعا ودون سابق إنذار
ختاما وليس أخيرا بينكم أصدقاؤنا ومادامت السياسة بالدوار تعيش الفراغ القاتل فأبناء الرحامنة الشرفاء أحق بحمل مشعل أصبح محط أنظار ومطمع الغرباء وتذكروا جيدا قول الأسلاف "شكارة خاوية ولا قبر غريب" هناك من يريد تفقيركم ودفعكم نحو هجر الدوار فحاربوهم كما هو مشهود للرجالات بالرحامنة إن كان موتكم محتوما على أيديهم بطريقة مجازية توظيفية لغويا حتى لا يظن البعض أننا نروج لخطابات دموية فالأفضل أن تهلكوا شامخين وقوفا كأشجار النخيل فرقاب أجدادكم لم تنحني يوما إلا للخالق في المساجد أما النذالة والتجسس فهما تابثان في التاريخ منذ القدم وإلا لما قرأنا رائعة"رأفت الهجان"
تحرير عبد الغني رشيق
لست ربوت