من ذاكرة قدماء لاعبي الشباب. ميلود بناني: مدافع صلب تألق في ابن جرير بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة قدماء لاعبي الشباب. ميلود بناني: مدافع صلب تألق في ابن جرير بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة قدماء لاعبي الشباب. ميلود بناني: مدافع صلب تألق في ابن جرير بقلم عبد الكريم التابي

 


 




ميلود بناني: مدافع صلب تألق في ابن جرير، وطاردته عيون سطات والخميسات وخريبكة، وانتقاه مدرب المنتخب ( BLAGOJE VIDINIC ) ضمن منتخب الجنوب للشبان.

قبل البدء لإعادة التذكير: هذه المنشورات التي تسمى محاولة نبش في بعض قليل من ذاكرة ابن جرير السياسية والثقافية والرياضية والفنية والمجالية وغيرها، ليست إسباغا مطلقا للجمال كله والبطولة كلها على أحداث المدينة وشخوصها، وكأنها كانت جنة عدن، وأصحابها كانوا في مقام الأساطير التي لا تتكرر، أو كانوا منزهين عن الخطأ والزلل، وإنما هي مجرد تذكير ببصمات أولئك الأشخاص في حدود معينة وبمعايير الزمن الذي برزوا فيه شأنهم شأن كثير من أبناء الشعب الذين تميزوا في بلداتهم في مجال من المجالات سالفة الذكر، وشكلوا في زمنهم تميزا في نظرهم، جعل الناس يستحضرونه ويحتفظون به بصرف النظر عن باقي الأمور الأخرى المرتبطة بالاختيار السياسي أو الدراسي أو المهني أو الشخصي في المجال الخاص الضيق الذي ليس من صلب خلفية هذا المشروع، مادامت حصيلة التقييم السياسي والرياضي والثقافي والمجالي، سنخصصها بمنشورات "سبيسيال".
أحيانا تكون الكرة نقمة على من اتبعها وفضلها على اختيارات أخرى ممكنة، فأوصلته إلى مصير ندم فيه أشد الندم على اليوم الذي مس الكرة وداعبها. وأحيانا تكون نعمة أو شبه نعمة على من آثرها على مسار آخر وجلبت بعض المنفعة ووقته شر المفسدة. وهناك من وعى التوفيق بين المنزلتين، فلعب الكرة دون أن يفرط في كسرة الخبز.
في ابن جرير زمن السبعينيات على عهد المدير السي عبد الله السالمي، برز عدد من التلاميذ الذين تميزوا بلعب الكرة، ومنها كانت لهم صلات بفريق البلدة الأول، ما أعطاهم بعض الاعتبار المعنوي في بروز أسمائهم وتكوين رأسمال رمزي قد ييسر لهم بعض الصعاب.
كان ميلود بناني ابن الدوار الجديد بالقرب من السوق الأسبوعي واحدا من أولئك التلاميذ الذين كشفت المدرسة الكوليج عن مواهبهم التي كان يغطيها غبار الأزقة والساحات، فساحت بعد ذلك وانتشرت في الملاعب حتى أضحت على لسان رياضيي البلدة وجمهورها ومسؤوليها وأعيانها ومنتخبيها، بل تعدت شهرتها البلدة إلى عيون ومسامع وانتباه فعاليات خارجية في سطات زمن قوة النهضة والخميسات زمن الكوميسير الجلاد محمود عرشان، وأولمبيك خريبكة كما كانت الحال مع السي ميلود بناني الذي فتحت له أقدامه إمكانية التواجد مع تلك الفرق سالفة الذكر.
ميلود من مواليد 1955 بابن جرير، تلقى كغيره من أبناء البلدة تعليمه الابتدائي بمدارس ابن جرير القديمة (لفريقية ـ سكويلة الحبس ـ لبرارك)والإعدادي بالكوليج، وبعضا من الثانوي بثانوية أبي العباس السبتي بمراكش. بعدها انخرط في سلك الوظيفة من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط ثم مراكش التي أحيل فيها على التقاعد، ولازال في نفس الوقت يعمل بها من بوابة أخرى.
بدأ مساره الكروي مع الشباب سنة 1970/ 1971 وشارك في أول مقابلة له ضد الفريق العسكري للقاعدة العسكرية بمناسبة ذكرى الاحتفال بتأسيس القوات المسلحة الملكية يوم 14 ماي.
وبعد أن انخرط الفريق في الجامعة في الموسم الرياضي 71/ 72 (القسم الثالث)، وبعد أن أبان عن مستويات عالية في اللعب كمتوسط الدفاع من الطراز الرفيع قوة بدنية ومهارة فنية، وغدا يحظى باهتمام كثير من الفرق، تمت المناداة عليه من طرف فريق النهضة السطاتية بلاعبيها الكبار: الحارس كباري والدوليان العلوي والمعطي، وتحت إشراف المدرب الكبير المرحوم عبد الله السطاتي. وقد رابض ميلود مع النهضة مدة شهرين يتدرب دون أن يلعب. لم تسعفه ظروف متابعة الدراسة ليستمر في سطات، وعاد إلى ابن جرير حيث سعى من جانبه فريق الزموري للخميسات الذي كان يمارس بالقسم الثاني إلى ضمه إلى صفوفه على عهد رئيسه محمود عرشان ومدربه البطاش، وأجرى معه بعض المباريات الإعدادية، وكان اقترح عليه أن يوظفه في سلك الشرطة أو الوقاية المدنية، فعاد مرة أخرى إلى بلدته. وجاءه عرض آخر من أولمبيك خريبكة الذي كان ساعتها بالقسم الوطني الثاني وكان يشرف على تدريبه المدرب لبصير. التحق بتلك الفرق جميعها، وخاض معها حصصا تدريبية، لكنه كان يضع عينه الأخرى على ما اعتبره دائما ومرتبطا بمستقبله.
ونظرا لتألقه المستمر، تمت المناداة عليه إلى جانب السي أحمد تركيا وآخرين من طرف مدرب المنتخب الوطني الذي أشرف عليه في مونديال المكسيك سنة 1970، وذلك في إطار مشروع للبحث والتنقيب لم يكتب إتمامه بعد أن فكت الجامعة ارتباطها مع السيد "فدينيك". وكان ميلود بناني وخصمان (شقيق المرحوم عبد القادر الفوكس)، من بين الذين وقع عليهم الاختيار في فئة شبان منتخب الجنوب.
كانت لميلود بناني تجربة مع فريق مولودية مراكش الذي لعب له موسما واحدا (78/79). وفي موسم 81/82، ستكون مقابلة شباب الرحامنة ضد فريق نجم مراكش بملعب الحي الحسني، آخر ما سيختم به مساره الكروي.
نتفق ـ نحن الجيل الذي تابع وعاين ميلود بناني ـ أنه كان مدافعا مميزا بصلابته وخشونته أحيانا كما كانت عليه مباريات القسم الثالث وخاصة داخل الديار، وبجودته وأناقته في استقبال الكرة وترويضها وتسديدها بقوة في الضربات الثابتة المباشرة في غالب الأحيان.
كثير من طرائف البؤس يحكيها ميلود وغيره من مجايليه عن تلك الظروف السيئة للغاية التي لم تكن تساعد على تقديم كل عناصر ومثبلات الفرجة الكاملة، وهو يسرد كيف أن الفريق كان يتنقل محشورا داخل "بي كاب"، وكيف كانت وجباته، وكيف كان يستحم ب "جعبة" ماء بارد وحيدة بالمستودع القديم، وقيمة المنح الهزيلة المضحكة. وفي المقابل كانت كثير من طرائف "التخلويض" وتزوير تلك البطاقات التعريفية الرمادية التي أصبح فيها أحمد عبيدة "أدم" عبيدة، كما أصبح عبد العزيز الراقي عزوز الراقي.
وكيف أمكن للاعب عبيدة أن يسدد ضربة جزاء في إحدى المقابلات خمس مرات، بعد أن أخفق في تسجيلها أربع مرات متتابعة تحت أنظار الحكم المسكين الخائف الذي لم يقر مشروعيتها إلا بعد تسجيلها في المرة الخامسة.
لاشك أن هواة تتبع الأرقام القياسية لكتاب "غينيس"، ليسوا على علم بتلك الطرفة النادرة التي جعلت ضربة جزاء تسدد خمس مرات.
(في الصورة ميلود بناني ثانيا يمين الصورة من صف الواقفين جوار العربي حركيك).

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button