يزخر الموروث الشعبي المغربي بالكثير من المقولات الحكايات الشعبية التي تجد صداها في الحياة اليومية للمغاربة، هذه الأقوال ابتكرها المغاربة في سياقات تاريخية واجتماعية خاصة، وبهذا اكتسبت شعبيتها ولاقت قبولا من طرف العامة فبدأت تتداولها الألسن وراجت بين المغاربة. من بين هذه الأقوال الشعبية نجد مقولة “خبز السوق ما ينفع غير البراني”.
فما سر هذه هذه الحكاية الشعبية المغربية ؟
كان الجار إذا أتي الصباح واكتشف أن الخبز قد نفد من البيت، لم يكن يلجأ للسوق لشراء خبز السوق بل كان يتجه مباشرة في طلب الخبز من جاره، يمد له اليد بلا تكلف ولا حرج، وخبز السوق يحضر فقط من أجل البراني، ولسد حاجيات الزوار والواردين من الناس الذين يتوافدون على المدينة من الضواحي أو من مدن أخرى.
ثم إن خبز الجار في حالة نقصه أو غيابه يعوضه وينوب عنه خبز الجار، وطلب الخبز أو ما عدا الخبز شيء عادي وطبيعي بين الجيران الذين ما كانوا يترددون أو يتلكؤون في مد يد العون والمساعدة لكل جار في حاجة لعون أو مساعدة، شعارهم الدائم:
أن لا يبخلوا بالموجود ولا يرهقون أنفسهم في طلب المفقود.
ثم إن طلب الخبز يمكن أن يقتصر على نصف خبزة، أو حتى كسرة ولا حرج و “خبز السوق ما ينفع غير البراني”، مثل له تفسير أخر.
فأنت مثلا إذا كنت في حاجة لحبيب أو قريب أو صديق وطلبت عونه فتملص أو تلكأ أو تخلى عنك بالمرة ولم يستجب لطلبك، في الوقت الذي يتطوع فيه هذا الحبيب القريب الصديق لمد يد المعونة والمساعدة لأناس قد لا يعرفهم ولا تربطه بهم أية صلة وقد يكونون في غير ما حاجة لمساعدته أو عونه، في هذه الحالة بالذات نقول عن هذا “الحبيب”، أنه: «خبز السوق ما ينفع غير البراني”، أي خبز السوق في خدمة الغريب.
لست ربوت