قطع سمير بلفقيه، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، في عهد إلياس العماري وحكيم بنشماش، أشواطا كبيرة في الاستعداد لتأسيس حزب سياسي جديد، يخرج من رحم “البام”.
وشرع بلفقيه، الخبير الاقتصادي، الذي استغنى عنه عبد اللطيف وهبي، رفقة أربعة خبراء آخرين كانوا يشتغلون ضمن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، وهم خالد أدنون ومصطفى المريزق وأحمد التهامي ومحمد بدير، (شرع) في ربط اتصالات مكثفة ومسترسلة مع أسماء بارزة في الأصالة والمعاصرة، ضمنها نواب برلمانيون ورؤساء جماعات وأساتذة جامعيون.
وتجاوب العديد من “الباميين” و”الباميات” مع فكرة تأسيس حزب سياسي، قبل حلول موعد الاستحقاقات المقبلة، خصوصا الغاضبين من مواقف عبد اللطيف وهبي، التي يصفونها بالمتسرعة، إذ شكلت ضده “جبهة” رفض تتسع رقعتها يوما بعد آخر.
ويستعد العديد من النواب والمنتخبين “الكبار”، لمغادرة “البام” صوب وجهات حزبية جديدة، أو صوب الحزب الجديد، الذي ينتظر الإعلان عن ميلاده قريبا، وهو ما دفع قياديا نافذا في الأصالة والمعاصرة، إلى الاتصال هاتفيا بوزير سابق في التجمع الوطني للأحرار، كي يشكو زعيم حزبه من محاولات “سرقة” نواب الفريق، واستقطابهم، من أجل خوض معركة 2021 الانتخابية.
وقال مصدر مقرب من سمير بلفقيه، الذي كان المختار غامبو، سفير المغرب حاليا في نيروبي، أول من قدمه إلى إلياس العماري، وكان وراء ترشيحه ضمن اللائحة الوطنية للشباب، إن “الحزب الجديد لن يشبه الأحزاب القديمة في طريقة الاشتغال والتنظيم والاستقطاب”. وأضاف المصدر نفسه أن “قوانين الحزب الجديد ستكون منضبطة لقانون تأسيس الأحزاب، غير أنه سيعتمد على روابط التواصل الاجتماعي، بنسبة كبيرة جدا، سواء في تمرير خطابه السياسي الجديد، أو استقطاب منخرطيه، أو تصريف مواقفه”.
وبدل تأسيس أمانات جهوية وإقليمية وفروع محلية في المدن، وكراء مقرات لها، وما يكلف ذلك ماليا، رغم أن المقرات الحزبية لا تفتح أبوابها إلا في المناسبات الانتخابية، فإن الحزب الجديد، المرتقب الإعلان عن تأسيسه قبل شتنبر المقبل، سيعتمد على تشكيل مجموعات “فيسبوكية” واسعة في مختلف الأقاليم والعمالات، ستكون الناطقة باسم الحزب، وهي من ستصرف مواقفه، والدفاع عن مطالب الناس.
وارتباطا بما يجري من تفاعلات داخل الأصالة والمعاصرة منذ انتخاب عبد اللطيف وهبي، قرر الأمين العام إشهار الورقة الحمراء في وجه سعيد العرصاوي، مدير فريق “البام” بمجلس النواب، الذي قضى أكثر من 8 سنوات في منصبه، إذ ظل يحظى باحترام كل مكونات الفريق، بمن فيهم وهبي، قبل أن يفاجأ بقرار إبعاده في زمن الحجر الصحي.
ولم يكتف وهبي بالتضحية بمدير فريق الحزب بمجلس النواب، بل ألحق به حسن التايقي، خريج مدرسة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي المنحلة، ومدير فريق “البام” بمجلس المستشارين.
ويعد التايقي من أبرز منتقدي وهبي، عندما كان يخوض معركة الأمانة العامة، إذ كان من مناصري حكيم بنشماش، وهو ما قد يجعل رئيس مجلس المستشارين يحتفظ به في ديوانه، لرد “الصرف” لقرار الأمين العام
منقول عن الصباح
لست ربوت