إن الحمد لله إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا{ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }وبعد: موضوع اليوم : < النظافة في الإسلام....> أيها الأيمة الكرام فبعد إلحاح منكم علي تحسينا لظنكم بي ورغبة منكم فيما في جعبتي أود أن أشارككم بما تيسر لي وجادت به العزيمة وفرضته القريحة وعليه فأقول وبالله التوفيق .
إن النظافة في الإسلام من مبادئه العظمى وآدابه السمحة يتجلى ذلك في دعوته لعدم تلويث البيئة من التبرز في الأماكن العامة وتوقي المصلي من كل ما يلوث ثيابه أو مكانه أو مطهره ولم يعتن الإسلام بطهارة الظاهر فحسب بل أسهب الكلام فيما يلوث بيئة القلوب وبين ملوثاثها حيث ذكر الحق سبحانه في القرآن سبعا وعشرين مرضا كلها تنال من القلب أقلها مرض الران ولقد صدق الحبيب إذ قال:عن حذيفة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ> رواه مسلم .وبعد هذه الجولة القصيرة أعود بحضراتكم فأقول :هذا الموضوع آثرت أن أقسمه إلى التقسم التالي
***أولا>>الإعجاز في نظافة الوضوء.. من آيات التربية الصحية الإسلامية ضرورة غسل الجماع والذي كشفت دراسات أمراض الجلد أهميته لإزالة إفرازات العرق ورائحته الناجمة عن النشاط الجنسي والمشجعة على تكاثر البكتريا وكذلك لتجديد النشاط قال تعالى:<يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا>
قال الشيخ { طبارة : <فائدة الاستحمام>وأوجب الإسلام غسل جميع البدن بالماء للرجل والمرأة عقب الاتصال الجنسي جاء في القرآن
<وإن كنتم جنبا فاطهروا> .والطهارة عملية نافعة جدا للرجل والمرأة على السواء فقد ثبت طبيا وعمليا أن الجسم الإنساني يفقد شيئا من حيويته وقوته بعد الانتهاء من الاتصال الجنسي وليس من شيء يعيد إليه تلك القوة الحيوية مثل أن يغسل الجسم ويدلك جزءا جزءا بالماء
سئل أحد الأطباء الغربيين ما هي الأشياء التي تحمي من الأمراض قال أن يغسل الوجه واليدين وغيرهما مرة أو مرتين في اليوم قيل له فإن لم يوجد الماء قال: التمرغ بالتراب قيل له إن الإسلام سبق إلى هذامنذقرون .
1797>
** وللوضوء فوائد طبية أكدها الطب الحديث في تطهير الجسم ومنع انتشار الأمراض فقد أثبت دور اليدين كنا قل رئيسي للميكروبات كما أثبتت البحوث التجريبية دور الوضوء الفعال في الحد من البكتريا على سطح الجلد وكذلك إلى دورالاستنثار أثناء الوضوء في منع الكثير من الأمراض التي تدخل عن طريق الأنف قال تعالى <فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق>الخ وقال <ص>:< عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ> .البخاري في الفتح : َقوْله : ( فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفه مَاء ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ ، وَسَقَطَ قَوْله " مَاء " لِغَيْرِهِ . وَكَذَا اِخْتَلَفَ رُوَاة الْمُوَطَّأ فِي إِسْقَاطه وَذِكْره ، وَثَبَتَ ذِكْره لِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة سُفْيَان عَنْ أَبِي الزِّنَاد .اهـ .وقال <بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما .
وأيضا : كشف الطب أهمية تقليم الأظافر لمنع تخزين الأوساخ التي ينشأ عنها مضاعفات وصدق رسول <ص><خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب>> البخاري. وأيضا فالختان يمنع تراكم الإفرازات . وما تخترنه من بكتريا قد تسبب التهابات تمتد إلى الجهاز البولي والتناسلي وأما العناية بالشعر من قص الشارب وإزالة شعر الإبطين والعانة فقد أثبت الطب الحديث ضرورة إزالة ذلك لمنع نمو البكتريا والروائح بسبب إفرازات الغدد العرقية في الإبطين والعانة ولمنع تراكم آثار الطعام وإفرازات الأنف في الشوارب وصدق الله <يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد>
ومن أجل هذا نهى الإسلام عن التبرز في الطريق والتبول في الماء الراكد قال <ص>:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِم>أبو داود ْ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ> مسلم . عَنْ جَابِرٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ> مسلم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ> البخاري .
ولقد أثبت العلم الحديث بعض أسرار هذه التعاليم النبوية فلقد كشف أن الكتلة البرازية للإنسان السليم والمريض تحتوي على العديد من الميكروبات والتي قد يؤدي بعضها إلى أمراض متعددة عند مخالفة تعاليم نبينا ومن ضمن هذه الميكروبات ملايين من البكتريا والفيروسات الأولية والفطريات منها الممرض ومنها ما يسبب المرض ومن البد يهي أن العديد من الميكروبات الممرضة وغير الممرضة تخرج من براز الإنسان الذي يلوث البيئة المحيطة به والغذاء والماء خاصة وأن 90% من الكتلة
1798>
البرازية تحتوي على الميكروبات كما أن تلوث الأيدي ببعض من هذا البراز المحمل بالميكروبات الممرضة والذي لا يرى بالعين المجردة قد ينقل العدوى من شخص لآخر ويتفشى المرض ومن هذه الأمراض الخطرة التي تنتقل عن طريق ابتلاع الطعام أو ماء ملوث بالبراز فعلى سبيل المثال :
1)ــ حمى التيفود داء الكوليرا 2 }ــ التهاب الكبد الوبائي 3} ــ شلل الأطفال وما يعرف بالنزلات المعوية التي تظهر على هيئة إسهال حاد ومن هنا جاءت أحاديث النبي <ص> قمة في المعرفة إذ نهى عن البراز في ظل الناس وطرقهم وعن التبول في الماء الراكد حيث أن براز المريض وحامل الميكروب يلوث التربة بسالمونيللا التيفود كما أن البول المحمل بها يلوث الماء والتربة وتستطيع هذه الميكروبات أن تبقى حية لمدة ستة أسابيع وفي الماء لأربعة أسابيع على الأقل ولقد أمرصلى الله عليه وسلم بغسل الأيدي وعدم التمسح باليمين ومن المثبت علميا الآن أن معظم حالات التسمم الغذائي وحالات التيفود يكون سببها متناول الأطعمة الحاملين للميكروبات الممرضة والذين لا يتوخون النظافة واتباع السنة
وخلاصة القول أن النظافة لها أسرار خاصة نظافة الوضوء ولذا يتبين السرفي تدليك أعضاء المتوضئ والمغتسل مما يلي : فعن عبد الله بن زيد <ض><أن النبي <ص> أتى بثلث مد فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه رواه ابن خزيمة وقال الألباني رحمه الله بثلثي. وعنه <ض>أن النبي <ص>توضأ فجعل يقول:هكذا يدلك> رواه أبو داود والطيالسي وأحمد وابن حبان وأبو يعلي
والتدليك واجب ومسح الرأس والأذنين له أسرار طبية فتدليك اليدين والقدمين مسكنة للآلام وذلك لأن تدليك هذه النقاط يتسبب في إفراز مادة الأندروفين وهي مادة المورفين المسكنة بقوة للآلام الطبيعية الداخلية وبالتالي تجعل الإنسان يشعر بالاسترخاء من التوتر والغضب ولذا قال <ص> :<إذا غضب أحدكم فليتوضأ>رواه الترمذي . كما أن تدليك بعض النقاط ينشط الجهاز المناعي مثل l.i.i والتي تقع بجوار المرفق عند ثنى الذراع .كما أن تدليك اليدين إلى المرفقين يحسن من وضع مسارات الطاقة التي تمر بهذه المنطقة وهي ستة مسارات فتتحسن طاقة الرئتين والأمعاء الغليظة والقلب والبنكرياس والمثانة والكلي والقناة المرارية والكبد
وأما التخليل بين أصابع اليدين والقدمين يخفف كثيرا من آلام الصداع فعملية تخليل ما بين الأصابع يخفف على المسلم كثيرامن الأوجاع كالصداع والتخفيف من درجة التوتر الناتج عن ضغط العمل اليومي
أما مسح الأذن فهو منشط لطاقة معظم الجسم البشري وإذا نظرنا في هدي النبي <ص> لأدركنا بعض أسراره التي تجلت بهذا العلم حيث كان <ص> يدلك في الغسل النصف الأيمن من الأعلى إلى الأسفل وكذا الأيسر وهذا من شأنه أن يعيد نشاط طاقة هذه المسارات ويزيد انسداد بها مما ينعكس إيجابيا على صحة وسلامة أعضاء الجسم الداخلية فأسرار الوضوء كثير من أن تحصي زيادة على أنه عبادة ونظافة تقي البدن من الأعداد الهائلة من الكائنات الدقيقة والمتطفلة التي يمكن أن تكون سببا في إصابة الإنسان بأمراض وعلل والحمد لله اهـ بقلم د. ماجد ةمشارك
1799>
علم المناعة جامعة القاهرة.قلت > لم يثبت أن النبي { ص } دلك أعضاءه في غسل الجنابة كما أوجب ذلك المالكية وقد رد عليهم ابن حزم في المحلى .
***ثانيا>>ترشيد الإسلام إلى توخي الحذرمن النجاسات السامة يتجلى ذلك في قول الصادق الأمين : {ص>(( ظهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب}}رواه مسلم . فحين أرشدنا إلى الاحتراز من الماء والإناء التي تردها الكلاب فمن أجل الخوف من نقلها مرض الكلب<الريبس>الخطير وعدة أمراض طفيلية والحكمة في الغسل سبع مرات أولاها بالتراب إن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر وكلما صغر حجم ميكروب كلما ازدادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتصاقه به ولعاب الكلب المحتوى على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل ودور التراب هو نزع المكروب منه فإن الكلاب تصاب بدودة شريطية تتعداها إلى الإنسان سماها العلمي التجريبي : .
وقد روي في إقليم فريزلندا بهولنده حيث تستخدم الكلاب في الجرأن في كل مائة منها { 12} إصابة .
قال عبد الله المصلح أحضرنا المجهر والطبيب والكب و جرب غسل الإناء بأنواع المبيدات المتوفرة لدى الناس فنظرنا فإذا جراثيم لعابه ما تزال لاصقة بالإناء وهذا إعجاز علمي كبير لنبينا عليه من ربي الصلاة والتسليم .
**** ثالثا > الترهيب من تلويث البيئة والترغيب في أماطة الأذى عن الطريق ونفع العباد كالقشور والزجاج والمسامير والحجارة وغيرها لئلا يتعثر بها أحد.عن أبي هريرة عن النبي قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان>> متفق عليه.
***رابعا>> الوضوء معروف من أنه: طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين والرأس والرجلين، ومباحثه ما يأتي: (1) دليل مشروعيته: ثبتت مشروعيته بأدلة ثلاثة: (الدليل الاول) الكتاب الكريم، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (1).
(الدليل الثاني) السنة، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
(الدليل الثالث) الاجماع، انعقد إجماع المسلمين على مشروعية الوضوء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فصار معلوما من الدين بالضرورة.
خامسا>>ـ فضائله : ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة نكتفي بالاشارة إلى بعضها: (أ) عن عبد الله الصنابجي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنشر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى
.1800>
تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظافر يديه.
فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظافر رجليه.
ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة) رواه مالك والنسائي وابن ماجه والحاكم.
ب) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل يصلح الله بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة) رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط.
(ج) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات.
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط (1) فذلكم الرباط فذلكم الرباط) رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي.
(د) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت لو أنا قد رأينا إخواننا) قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال (أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: (أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم (2) ألا يعرف خيله؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم:
ألا هلم، فيقال: (إنهم بدلوا بعدك) فأقول: سحقا سحقا) رواه مسلم.
**خامسا>>.الفرض لغة : فرض بمعنى قدر ومنه قول لبن عمر : {فرض رسول الله زكاة الفطر}رواه مسلم أي قدر ويرادفه الوجوب وهو سقوط الشيء لازما محله سقوط الشخص ميتا فإنه يسقط لازما محله لانقطاع حركته بالموت ومنه قوله تعالى {فإذا وجبت جنوبها }أي سقطت ميتة لازمة محلها واصطلاحا : ما أمر الشارع بفعله أمرا جازما يثاب فاعله ويعاقب تاركه .والفرض والواجب والمحتوم والمكتوب واللازم أسماء مترادفة عند المالكية وربما أطلق بعضهم الوجب على السنة المؤكدة اهـ ...فائدة > فإن قيل :فرائض جمع كثرة للعشرة لما فوق مع أن فرائض الوضوء سبعة فقط يقال استعمل جمع الكثرة في القلة أفاده الخرشي .الوضوء بضم الواو الفعل وبفتحها الماء على المعروف لغة وهو مشتق من الوضاءة .و الوَضَاءةُ : الحُسْنُ والنَّظافَةُ والبَهْجَةُ وقد وَضُؤَ ككَرُمَ يَوْضُؤُ وَضَاءةً بالفتح والمدّ.يقال رجل وضيء الوجه والجمع وضاء بكسر الواو.واصطلاحا : هو غسل أعضاء مخصوصة ومسح بعضهاعلى صفة مخصوصة بالماء مع إرادة رفع الحدث عن الأعضاء ..اهـ العرف الناشر
**سادسا >>ـ فرائض الوضوء عند المالكية .الجواب > سبعة عند المالكية أربعة مجمع على فرضيتها لدى سائر المذاهب لثبوتها بنص القرءان وثلاثة مختلف في
1801>
فرضيتها كما في حاشية الدسوقي . وهذه السبعة هي : أولا:غسل الوجه وحده:من منابت الشعر المعتاد إلى الذقن وبعبارة غسل ما بين الأذنين . ثانبا غسل اليدين للمرفقين وهما داخلان في الغسل قال ابن أبي زيد القيرواني وإدخالهما فيه أحوط لزوال تكلف التحديد ويجب تخليل أصابع اليدين وذلك لحديت ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.قال الأرنؤوط:رواه ابن ماجه وإسناده حسن اهـ العرف الناشر . ثالثا مسح جميع الرأس للرجل والمرأة وما استرخى من شعرهما مرة واحدة ومبدؤه من مبدإ الوجه وآخره منبت القفا المعتاد لحديث الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ قَالَتْ مَسَحَ رَأْسَهُ وَمَسَحَ مَا أَقْبَلَ مِنْهُ وَمَا أَدْبَرَ وَصُدْغَيْهِ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَة> الترمذي وقال حسن صحيح ً رابعا غسل الرجلين وحد غسل الرجلين إلى الكعبين ويدخلان في الغسل أيضا . يجب تخليل أصابع اليدين وذلك لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ > قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ قال الأرناؤط : إسناده حسن اهـ كتاب العرف الناشر للمختار الشنقيطي خامسا: النية لحديث عمر { إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ }البخاري سادسا :الفوروهو الموالاة وهو أن يفعل الوضوء في فور واحد من غير تفريق قال ابن الحاجب والتفريق اليسير مغتفر سابعا: الدلك وهو إمرار اليد على العضو مع العرك الخفيف ، عن عبد الله بن زيد ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعه » صححه ابن خزيمة كما قال الحافظ المد : كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين وقيل غير ذلك اهـ العرف الناشر.والله من وراء القصد والسلام عليكم .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }وبعد: موضوع اليوم : < النظافة في الإسلام....> أيها الأيمة الكرام فبعد إلحاح منكم علي تحسينا لظنكم بي ورغبة منكم فيما في جعبتي أود أن أشارككم بما تيسر لي وجادت به العزيمة وفرضته القريحة وعليه فأقول وبالله التوفيق .
إن النظافة في الإسلام من مبادئه العظمى وآدابه السمحة يتجلى ذلك في دعوته لعدم تلويث البيئة من التبرز في الأماكن العامة وتوقي المصلي من كل ما يلوث ثيابه أو مكانه أو مطهره ولم يعتن الإسلام بطهارة الظاهر فحسب بل أسهب الكلام فيما يلوث بيئة القلوب وبين ملوثاثها حيث ذكر الحق سبحانه في القرآن سبعا وعشرين مرضا كلها تنال من القلب أقلها مرض الران ولقد صدق الحبيب إذ قال:عن حذيفة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ> رواه مسلم .وبعد هذه الجولة القصيرة أعود بحضراتكم فأقول :هذا الموضوع آثرت أن أقسمه إلى التقسم التالي
***أولا>>الإعجاز في نظافة الوضوء.. من آيات التربية الصحية الإسلامية ضرورة غسل الجماع والذي كشفت دراسات أمراض الجلد أهميته لإزالة إفرازات العرق ورائحته الناجمة عن النشاط الجنسي والمشجعة على تكاثر البكتريا وكذلك لتجديد النشاط قال تعالى:<يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا>
قال الشيخ { طبارة : <فائدة الاستحمام>وأوجب الإسلام غسل جميع البدن بالماء للرجل والمرأة عقب الاتصال الجنسي جاء في القرآن
<وإن كنتم جنبا فاطهروا> .والطهارة عملية نافعة جدا للرجل والمرأة على السواء فقد ثبت طبيا وعمليا أن الجسم الإنساني يفقد شيئا من حيويته وقوته بعد الانتهاء من الاتصال الجنسي وليس من شيء يعيد إليه تلك القوة الحيوية مثل أن يغسل الجسم ويدلك جزءا جزءا بالماء
سئل أحد الأطباء الغربيين ما هي الأشياء التي تحمي من الأمراض قال أن يغسل الوجه واليدين وغيرهما مرة أو مرتين في اليوم قيل له فإن لم يوجد الماء قال: التمرغ بالتراب قيل له إن الإسلام سبق إلى هذامنذقرون .
1797>
** وللوضوء فوائد طبية أكدها الطب الحديث في تطهير الجسم ومنع انتشار الأمراض فقد أثبت دور اليدين كنا قل رئيسي للميكروبات كما أثبتت البحوث التجريبية دور الوضوء الفعال في الحد من البكتريا على سطح الجلد وكذلك إلى دورالاستنثار أثناء الوضوء في منع الكثير من الأمراض التي تدخل عن طريق الأنف قال تعالى <فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق>الخ وقال <ص>:< عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ> .البخاري في الفتح : َقوْله : ( فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفه مَاء ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ ، وَسَقَطَ قَوْله " مَاء " لِغَيْرِهِ . وَكَذَا اِخْتَلَفَ رُوَاة الْمُوَطَّأ فِي إِسْقَاطه وَذِكْره ، وَثَبَتَ ذِكْره لِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة سُفْيَان عَنْ أَبِي الزِّنَاد .اهـ .وقال <بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما .
وأيضا : كشف الطب أهمية تقليم الأظافر لمنع تخزين الأوساخ التي ينشأ عنها مضاعفات وصدق رسول <ص><خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب>> البخاري. وأيضا فالختان يمنع تراكم الإفرازات . وما تخترنه من بكتريا قد تسبب التهابات تمتد إلى الجهاز البولي والتناسلي وأما العناية بالشعر من قص الشارب وإزالة شعر الإبطين والعانة فقد أثبت الطب الحديث ضرورة إزالة ذلك لمنع نمو البكتريا والروائح بسبب إفرازات الغدد العرقية في الإبطين والعانة ولمنع تراكم آثار الطعام وإفرازات الأنف في الشوارب وصدق الله <يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد>
ومن أجل هذا نهى الإسلام عن التبرز في الطريق والتبول في الماء الراكد قال <ص>:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِم>أبو داود ْ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ> مسلم . عَنْ جَابِرٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ> مسلم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ> البخاري .
ولقد أثبت العلم الحديث بعض أسرار هذه التعاليم النبوية فلقد كشف أن الكتلة البرازية للإنسان السليم والمريض تحتوي على العديد من الميكروبات والتي قد يؤدي بعضها إلى أمراض متعددة عند مخالفة تعاليم نبينا ومن ضمن هذه الميكروبات ملايين من البكتريا والفيروسات الأولية والفطريات منها الممرض ومنها ما يسبب المرض ومن البد يهي أن العديد من الميكروبات الممرضة وغير الممرضة تخرج من براز الإنسان الذي يلوث البيئة المحيطة به والغذاء والماء خاصة وأن 90% من الكتلة
1798>
البرازية تحتوي على الميكروبات كما أن تلوث الأيدي ببعض من هذا البراز المحمل بالميكروبات الممرضة والذي لا يرى بالعين المجردة قد ينقل العدوى من شخص لآخر ويتفشى المرض ومن هذه الأمراض الخطرة التي تنتقل عن طريق ابتلاع الطعام أو ماء ملوث بالبراز فعلى سبيل المثال :
1)ــ حمى التيفود داء الكوليرا 2 }ــ التهاب الكبد الوبائي 3} ــ شلل الأطفال وما يعرف بالنزلات المعوية التي تظهر على هيئة إسهال حاد ومن هنا جاءت أحاديث النبي <ص> قمة في المعرفة إذ نهى عن البراز في ظل الناس وطرقهم وعن التبول في الماء الراكد حيث أن براز المريض وحامل الميكروب يلوث التربة بسالمونيللا التيفود كما أن البول المحمل بها يلوث الماء والتربة وتستطيع هذه الميكروبات أن تبقى حية لمدة ستة أسابيع وفي الماء لأربعة أسابيع على الأقل ولقد أمرصلى الله عليه وسلم بغسل الأيدي وعدم التمسح باليمين ومن المثبت علميا الآن أن معظم حالات التسمم الغذائي وحالات التيفود يكون سببها متناول الأطعمة الحاملين للميكروبات الممرضة والذين لا يتوخون النظافة واتباع السنة
وخلاصة القول أن النظافة لها أسرار خاصة نظافة الوضوء ولذا يتبين السرفي تدليك أعضاء المتوضئ والمغتسل مما يلي : فعن عبد الله بن زيد <ض><أن النبي <ص> أتى بثلث مد فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه رواه ابن خزيمة وقال الألباني رحمه الله بثلثي. وعنه <ض>أن النبي <ص>توضأ فجعل يقول:هكذا يدلك> رواه أبو داود والطيالسي وأحمد وابن حبان وأبو يعلي
والتدليك واجب ومسح الرأس والأذنين له أسرار طبية فتدليك اليدين والقدمين مسكنة للآلام وذلك لأن تدليك هذه النقاط يتسبب في إفراز مادة الأندروفين وهي مادة المورفين المسكنة بقوة للآلام الطبيعية الداخلية وبالتالي تجعل الإنسان يشعر بالاسترخاء من التوتر والغضب ولذا قال <ص> :<إذا غضب أحدكم فليتوضأ>رواه الترمذي . كما أن تدليك بعض النقاط ينشط الجهاز المناعي مثل l.i.i والتي تقع بجوار المرفق عند ثنى الذراع .كما أن تدليك اليدين إلى المرفقين يحسن من وضع مسارات الطاقة التي تمر بهذه المنطقة وهي ستة مسارات فتتحسن طاقة الرئتين والأمعاء الغليظة والقلب والبنكرياس والمثانة والكلي والقناة المرارية والكبد
وأما التخليل بين أصابع اليدين والقدمين يخفف كثيرا من آلام الصداع فعملية تخليل ما بين الأصابع يخفف على المسلم كثيرامن الأوجاع كالصداع والتخفيف من درجة التوتر الناتج عن ضغط العمل اليومي
أما مسح الأذن فهو منشط لطاقة معظم الجسم البشري وإذا نظرنا في هدي النبي <ص> لأدركنا بعض أسراره التي تجلت بهذا العلم حيث كان <ص> يدلك في الغسل النصف الأيمن من الأعلى إلى الأسفل وكذا الأيسر وهذا من شأنه أن يعيد نشاط طاقة هذه المسارات ويزيد انسداد بها مما ينعكس إيجابيا على صحة وسلامة أعضاء الجسم الداخلية فأسرار الوضوء كثير من أن تحصي زيادة على أنه عبادة ونظافة تقي البدن من الأعداد الهائلة من الكائنات الدقيقة والمتطفلة التي يمكن أن تكون سببا في إصابة الإنسان بأمراض وعلل والحمد لله اهـ بقلم د. ماجد ةمشارك
1799>
علم المناعة جامعة القاهرة.قلت > لم يثبت أن النبي { ص } دلك أعضاءه في غسل الجنابة كما أوجب ذلك المالكية وقد رد عليهم ابن حزم في المحلى .
***ثانيا>>ترشيد الإسلام إلى توخي الحذرمن النجاسات السامة يتجلى ذلك في قول الصادق الأمين : {ص>(( ظهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب}}رواه مسلم . فحين أرشدنا إلى الاحتراز من الماء والإناء التي تردها الكلاب فمن أجل الخوف من نقلها مرض الكلب<الريبس>الخطير وعدة أمراض طفيلية والحكمة في الغسل سبع مرات أولاها بالتراب إن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر وكلما صغر حجم ميكروب كلما ازدادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتصاقه به ولعاب الكلب المحتوى على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل ودور التراب هو نزع المكروب منه فإن الكلاب تصاب بدودة شريطية تتعداها إلى الإنسان سماها العلمي التجريبي : .
وقد روي في إقليم فريزلندا بهولنده حيث تستخدم الكلاب في الجرأن في كل مائة منها { 12} إصابة .
قال عبد الله المصلح أحضرنا المجهر والطبيب والكب و جرب غسل الإناء بأنواع المبيدات المتوفرة لدى الناس فنظرنا فإذا جراثيم لعابه ما تزال لاصقة بالإناء وهذا إعجاز علمي كبير لنبينا عليه من ربي الصلاة والتسليم .
**** ثالثا > الترهيب من تلويث البيئة والترغيب في أماطة الأذى عن الطريق ونفع العباد كالقشور والزجاج والمسامير والحجارة وغيرها لئلا يتعثر بها أحد.عن أبي هريرة عن النبي قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان>> متفق عليه.
***رابعا>> الوضوء معروف من أنه: طهارة مائية تتعلق بالوجه واليدين والرأس والرجلين، ومباحثه ما يأتي: (1) دليل مشروعيته: ثبتت مشروعيته بأدلة ثلاثة: (الدليل الاول) الكتاب الكريم، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (1).
(الدليل الثاني) السنة، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
(الدليل الثالث) الاجماع، انعقد إجماع المسلمين على مشروعية الوضوء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فصار معلوما من الدين بالضرورة.
خامسا>>ـ فضائله : ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة نكتفي بالاشارة إلى بعضها: (أ) عن عبد الله الصنابجي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنشر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى
.1800>
تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظافر يديه.
فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظافر رجليه.
ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة) رواه مالك والنسائي وابن ماجه والحاكم.
ب) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل يصلح الله بها عمله كله، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة) رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط.
(ج) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات.
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط (1) فذلكم الرباط فذلكم الرباط) رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي.
(د) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت لو أنا قد رأينا إخواننا) قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال (أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد) قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: (أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم (2) ألا يعرف خيله؟) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم:
ألا هلم، فيقال: (إنهم بدلوا بعدك) فأقول: سحقا سحقا) رواه مسلم.
**خامسا>>.الفرض لغة : فرض بمعنى قدر ومنه قول لبن عمر : {فرض رسول الله زكاة الفطر}رواه مسلم أي قدر ويرادفه الوجوب وهو سقوط الشيء لازما محله سقوط الشخص ميتا فإنه يسقط لازما محله لانقطاع حركته بالموت ومنه قوله تعالى {فإذا وجبت جنوبها }أي سقطت ميتة لازمة محلها واصطلاحا : ما أمر الشارع بفعله أمرا جازما يثاب فاعله ويعاقب تاركه .والفرض والواجب والمحتوم والمكتوب واللازم أسماء مترادفة عند المالكية وربما أطلق بعضهم الوجب على السنة المؤكدة اهـ ...فائدة > فإن قيل :فرائض جمع كثرة للعشرة لما فوق مع أن فرائض الوضوء سبعة فقط يقال استعمل جمع الكثرة في القلة أفاده الخرشي .الوضوء بضم الواو الفعل وبفتحها الماء على المعروف لغة وهو مشتق من الوضاءة .و الوَضَاءةُ : الحُسْنُ والنَّظافَةُ والبَهْجَةُ وقد وَضُؤَ ككَرُمَ يَوْضُؤُ وَضَاءةً بالفتح والمدّ.يقال رجل وضيء الوجه والجمع وضاء بكسر الواو.واصطلاحا : هو غسل أعضاء مخصوصة ومسح بعضهاعلى صفة مخصوصة بالماء مع إرادة رفع الحدث عن الأعضاء ..اهـ العرف الناشر
**سادسا >>ـ فرائض الوضوء عند المالكية .الجواب > سبعة عند المالكية أربعة مجمع على فرضيتها لدى سائر المذاهب لثبوتها بنص القرءان وثلاثة مختلف في
1801>
فرضيتها كما في حاشية الدسوقي . وهذه السبعة هي : أولا:غسل الوجه وحده:من منابت الشعر المعتاد إلى الذقن وبعبارة غسل ما بين الأذنين . ثانبا غسل اليدين للمرفقين وهما داخلان في الغسل قال ابن أبي زيد القيرواني وإدخالهما فيه أحوط لزوال تكلف التحديد ويجب تخليل أصابع اليدين وذلك لحديت ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.قال الأرنؤوط:رواه ابن ماجه وإسناده حسن اهـ العرف الناشر . ثالثا مسح جميع الرأس للرجل والمرأة وما استرخى من شعرهما مرة واحدة ومبدؤه من مبدإ الوجه وآخره منبت القفا المعتاد لحديث الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ قَالَتْ مَسَحَ رَأْسَهُ وَمَسَحَ مَا أَقْبَلَ مِنْهُ وَمَا أَدْبَرَ وَصُدْغَيْهِ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَة> الترمذي وقال حسن صحيح ً رابعا غسل الرجلين وحد غسل الرجلين إلى الكعبين ويدخلان في الغسل أيضا . يجب تخليل أصابع اليدين وذلك لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ > قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ قال الأرناؤط : إسناده حسن اهـ كتاب العرف الناشر للمختار الشنقيطي خامسا: النية لحديث عمر { إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ }البخاري سادسا :الفوروهو الموالاة وهو أن يفعل الوضوء في فور واحد من غير تفريق قال ابن الحاجب والتفريق اليسير مغتفر سابعا: الدلك وهو إمرار اليد على العضو مع العرك الخفيف ، عن عبد الله بن زيد ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعه » صححه ابن خزيمة كما قال الحافظ المد : كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين وقيل غير ذلك اهـ العرف الناشر.والله من وراء القصد والسلام عليكم .
لست ربوت