محن المسلمين وكيف الخروج منها بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية محن المسلمين وكيف الخروج منها بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

محن المسلمين وكيف الخروج منها بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

الشيخ عبد الحميد أمين إمام مسجد الهلالي رحمه الله - Home | Facebookالحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد موضوع اليوم <محن المسلمين....>
أيها الناس إن التحدث عما ألم بالمسلمين قديما وحديثا سواء مما جاء على أيادي خارجية أو داخلية من بني جلدتنا ممن لهم انحياز مفضوح إلى المناهج الغربية ووسائلها الهدامة ليطول سرده ويدمي القلوب ذكره ومشاهدته إن المتعن في حال أمتنا لا يدري بأي النكسات يبدأ ومن هي منهن أحق بالصدارة وأجدر بالقراءة أهي نكبة الأندلس في العهد القديم أم نكسة فلسطين في العهد الجديد أم النكبات الأخرى التي ينسيك اللاحق منها السابق لقد تكبد المسلمون عبر تاريخهم خسائر كثيرة في حروب صلبية شرسة ويهودية صهونية نكدة ومروا بمذابح ومجازر وما زالوا إلى يومنا هذا يذبحون كالنعاج على أيدي متسترة لاترحم الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير ولا العجوز الشمطاء ولا الصغيرة العذراء إذا سقطت ضحية في الغرب نتيجة العنف ضجت الدنيا واستنفر الإعلام ونكست الأعلام وأقيمت المؤتمرات وشلت الحركات وصدرت البيانات وتوالت الردود
أما أن يموت في اليوم الواحد مئات المسلمين فلابواكي لهم فقد صدق من قال :
قتل امرئٍ في غابة جريمة لا تغتفر**وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
والذي يدعو للحيرة أن قتل اليوم يتم بيد مسلمة خلافا لما كنا عليه بالأمس أن ذالك كان يصدر عن يد حاقدة ماكرة كافرة معتدية ولقد آن الآن لكل مسلم أن يندب أمته بما نتدب ابن الرندي أمته يوم سقطت الحضارة الأندلسية فقد قال :

لمثل هذا يذوب القلب من كمد * إذا كان في القلب إيمان وإسلام
إن دم المسلم عزيز لذا جعل تعالى في القتل الخطإ الكفارة قال تعالى
<< وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا>>
ورتب على القتل العمد النار فقال تعالى :<..وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا>
بل شن الإسلام الغارة على قتل الكافر المعاهد أو بدون سبب ففي صحيح البخاري : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا> قَوْله " لَمْ يَرَحْ " بِفَتْحِ الْيَاء وَالرَّاء وَأَصْله يَرَاح أَيْ وَجَدَ رِيح. وَالْمُرَاد بِهِ مَنْ لَهُ عَهْد مَعَ الْمُسْلِمِينَ سَوَاء كَانَ بِعَقْدِ جِزْيَة أَوْ هُدْنَة مِنْ سُلْطَان أَوْ أَمَان مِنْ مُسْلِم اهـ ،في حاية السندي أَيْ لَمْ يَشُمَّ رِيحَهَا وَهُوَ كِنَايَة عَنْ عَدَم الدُّخُول فِيهَا اِبْتِدَاء بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَجِدُ لَهَا رِيحًا وَإِنْ دَخَلَهَا قَالَ رَاحَ يَرِيحُ وَيَرَاحُ وَأَرَاحَ يُرِيحُ إِذَا وَجَدَ رَائِحَة الشَّيْءاهـ ...وبما أن الدماء لاخير في سفكها أعطى الإسلام الآمان للمرأة تؤمن من تريد .روى البخاري ومسلم عن أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ
ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَاكَ ضُحًى> قال النووي : وَاسْتَدَلَّ بَعْض أَصْحَابنَا وَجُمْهُور الْعُلَمَاء بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى صِحَّة أَمَان الْمَرْأَة . قَالُوا : وَتَقْدِير الْحَدِيث حُكْم الشَّرْع صِحَّة جَوَاز مَنْ أَجَرْت
عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا قَالَتْ أَجَرْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ...بل غضب المصطفى على خالد يوم أن أعمل السيف في أناس أسلموا لما بغتهم ولم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا .روى البخاري : عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأْنَا صَبَأْنَا فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ>يَعْنِي مِنْ قَتْله الَّذِينَ قَالُوا : صَبَأْنَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَفْسِرهُمْ عَنْ مُرَادهمْ بِذَلِكَ الْقَوْل ، فَإِنَّ فِيهِ إِشَارَة إِلَى تَصْوِيب فِعْل اِبْن عُمَر وَمَنْ تَبِعَهُ فِي تَرْكهمْ مُتَابَعَة خَالِد عَلَى قَتْل مَنْ أَمَرَهُمْ بِقَتْلِهِمْ مِنْ الْمَذْكُورِينَ بِهِ . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحِكْمَة فِي تَبَرُّئِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِعْل خَالِد مَعَ كَوْنه لَمْ يُعَاقِبهُ عَلَى ذَلِكَ لِكَوْنِهِ مُجْتَهِدًا أَنْ يَعْرِف أَنَّهُ لَمْ يَأْذَن لَهُ فِي ذَلِكَ خَشْيَة أَنْ يَعْتَقِد أَحَد أَنَّهُ كَانَ بِإِذْنِهِ ، وَلِيَنْزَجِر غَيْر خَالِد بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مِثْل فِعْله ا ه مُلَخَّصًا ، وَقَالَ اِبْن بَطَّال : الْإِثْم وَإِنْ كَانَ سَاقِطًا عَنْ الْمُجْتَهِد فِي الْحُكْم إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ بِخِلَافِ جَمَاعَة أَهْل الْعِلْم ، لَكِنَّ الضَّمَان لَازِم لِلْمُخْطِئِ عِنْد الْأَكْثَر اهـ الفتح ...حتى في حروبه صلى الله عليه مع الأعداء استنكر على من يقتل النساء والصبية روى مالك والبخاري ومسلم : عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ>قال النووي : أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى الْعَمَل بِهَذَا الْحَدِيث ، وَتَحْرِيم قَتْل النِّسَاء وَالصِّبْيَان إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا ، فَإِنْ قَاتَلُوا قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء : يُقْتَلُونَ ،وفي عون المعبود : فِيهِ أَنَّهُ لَا يَجُوز قَتْل النِّسَاء وَالصِّبْيَان ، وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ ، فَلَا يَجُوز ذَلِكَ عِنْدهمَا بِحَالٍ مِنْ الْأَحْوَال .وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَالْكُوفِيُّونَ : إِذَا قَاتَلَتْ الْمَرْأَة جَازَ قَتْلهَا . وَقَالَ اِبْن حَبِيب مِنْ الْمَالِكِيَّة : لَا يَجُوز الْقَصْد إِلَى قَتْلهَا إِذَا قَاتَلَتْ إِلَّا إِنْ بَاشَرَتْ الْقَتْل أَوْ قَصَدَتْ إِلَيْهِ.
أين هذا الهدي هذه الرحمة التي في دين الإسلام ممن أشهروا سلاحهم وأوغلوا في القتل والتنكيل والحرق والتمتيل بالجثث وتسيبوا فلم يعد تحكمهم أخلاق ولا دين مع أن كلا من الضحية والجلاد يزعمان الانتماء لدين الإسلام .نعوذ بالله من الانحطاط لقد ابتلي المسلمون في هذه الأونة الأخرة بالدماء وتتطلعوا للخصم ليعدل في القضية ويعطي بالسوية إن حال جسم الأمة الداخلي يصعب وصفه ويعظم ذكره فهو جسم متفكك مصاب بداء سرطاني خبيث لا تنفع معه الأدوية المطروحة من شعارات زائفة ونظريات هزيلة ..والآن فإلى الموضوع بالتفصيل :
أولا>> المحنة الأولى:مذبحة فلسطين والبوسنة والهرسك:وكوسفا والجبل الأسود:وكشمير والهند وبلغاريا وألبانيا و أرتيريا وبورما فلقد ذبح المسلمون في هذه البلدان واستخدم معهم أبشع أنواع القتل والتعذيب والتشريد وإذا كانت نكبتي الأندلس مثلا تعتبر من أسوأ ما مر بالمسلمين في القرون الماضية فنكبة فلسطين أسوأ فلا شك أن محنة قهر اليهود للمسلمين باحتلال بلادهم والتحكم فيهم و الاستيلاء على المسجد الأقصى ثالث الحرمين لا شك أنها محنة شديدة دونها كل المحن لأن اليهود هم أشد أعداء المسلمين كما قال المولى <لتجدن أشد الناس عدوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا>
المذبحة الأولى:مذبحة صبرا وشاتيلا هي المذبحة الرهيبة التي تعرض لها الفلسطنيون أغلبهم نساء وأطفالا في مخيمات صبرا وشاتيلا في بيروت بلبنان بعد انسحاب الفدائيين الفلسطنين من بيروت وبضمانة أمريكية عندما قام الجيش الإسرائلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائلي <أريل شارون>بتطويق منطقة المخيمات ثم السماح لذئاب قوة حزب الكتائب بارتكاب المجزرة التي ذهب ضحيتها ما بين<3000ــ4000>شهيد فلسطيني كرد على اغتيال بشير الجميل.
المذبحة الثانية:مذبحة أيلول الأسود....وهي مذبحة وتصفية للفدائيين الفلسطنيين كما شملت المخيمات الفلسطينية في الديار الأردنية في أيلول عام 1970م وقد قام بالعملية وحدات عسكرية تابعة للنظام الأردني وبمؤازة بعض الأنظمة العربية في ذلك الوقت
المذبحة الثالثة:مذبحة البوسنة والهرسك وهي حرب دينية قادها الصرب ضد المسلمين بعد تفكك يوغسلافيا إلى بضع جمهوريات من ضمنها جمهوريات البوسنة والهرسك التي واجهت أكبر مأساة بالتاريخ الحديث بسبب الهجوم الصربي منذ عام 1991 حتى أواخر عام 1995 لإقامة حلم صريبيا الكبرى ومن المحن نكسة حزيران عام 1986
المذبحة الرابعة:مذبحة حلبجة وهي جريمة إنسانية تمثلت بإقدام النظام العراقي البعتي الصدامي على فصف إحدى القرى الكردية واسمها حلبجة عام 1988 بالغزات السامة والأسلحة الكيماوية مما أدى إلى قتل أكثر من 4000 كردي إضافة إلى الإصابات الخطيرة من جراء تلك الأسلحة الفتاكة
المذبحة الخامسة : مذبحة النظام السوري لشعبه الثائر عليه فكل يوم يقتل بين المائة والمائتين منذ أكثر من <21> شهرا إلى يومنا هذا2\1\2013م واكثر هذه المذابح مذبحة يوم الاثنين "31" 12\2012 فقد قتل بالطيران وغيرها أكثر من 300شخص في يوم واحد إلى الله المشتكى
المذبحة السادسة:مذبحة الأندلس والقدس وهي مذبحة حزينة ومروعة وقعت لأهل جزيرة الأندلس لما تركوا الاستعداد للجهاد واشتغلوا باللهو والطرب والفساد ولما دهمهم العدو مسلحا لابسا ثياب البذلة والقتال خرجوا لقتاله بالعفائر وثياب الزينة فلم يصبروا إلا أياما قلائل حتى استسلموا فتمكن من طليطلة مملكتهم فصارت ملوكهم تؤدي الضرائب للنصارى ثم بعد حين غادر الأسباب وخانوا المعاهدة ونقضوها فزالت حرمة المسلمين وأدركهم الهوان والذل وفرضوا عليهم المغارم الثقيلة وقطعوا عليهم الأذان في الصوامع وأمروهم بالخروج من غرنطة إلى الأرياف والقرى ثم بعد ذلك حملوا من كان نصرانيا فأسلم على الرجوع إلى النصرانية والدخول في دينهم ثم حملوا جميع المسلمين على التنصر وترك شعائر الإسلام بالمرة وسب المصطفى ص} والذهاب معهم إلى الكنائس والتزي بزيهم والتسمي بأسمائهم والمصاهرة معهم وأحرقوا لهم المصاحف وغيرها من الكتب الإسلامية بل كانت خيولهم تدوس الكتب جاعلين منها القناطرة للمرور ويلقونها في القاذورات والنجاسات وذلك سنة 904هـ ثم من لم ينتصر قتلوه وأحرقوه فصارت الأندلس كلها دار كفر فلم يبق من يجهر فيها بالتوحيد وجعلت في المساجد والمئاذن النواقس والصلبان إنا الله لا راد لمن قضى ولا دافع لما أبرم زيادة على محاكم التفتيش والسجون الأفقية والعمودية التي كانت تحت الكنائس أنظر كتاب أزهار الرياض ونفح الطيب اهـ النصيحة للشيخ الكتاني الذي قام بإعدامه السلطان < المولى حفيظ> فمن المئاسي العظام :مذبحة الصلبيين لأهل القدس الشريف
نقل أحد جنود الصليبيين خبرا مفزعا كتبه بخطه قائلا:في الصباح الباكر في يوم الجمعة 16 يوليوز1099م قمنا بهجوم شامل على البلد القدس الشريف فهرب أهلها فتعقبهم رجالنا داخل السور وأخذوا مطاردتهم معملين فيهم القتل والتذبيح حتى بلغوا هيكل سليمان المزعوم حيث جرت مذبحة هائلة فكان رجالنا يخوضون حتى كعابهم في دماء القتلى المسلمين ثم صدر أمر بطرح كافة موتى المسلمين خارج البلدة لشدة النتن المتصاعد من جيفهم ولأن المدينة كادت أن تكون بأجمعها مملوءة بالجثت فقام المسلمون الذين قيضت لهم الحياة بسحب القتلى خارج بيت المقدس وطرحهم أمام الأبواب وتعالت أكوامهم حتى حاذت البيوت ارتفاعا وما تأتى لأحد قط أن سمع أو رأى مذبحة كهذه المذبحة التي ألمت بالشعب الوثني <يقصد المسلمين>اهـ النصر الموعود
ولما قهر صلاح الدين الصليبين فما فعل مثل ما فعلوا لما قهرونا بل لما اجتاحت جحافل الصليب الفرنسي أرض سوريا فقدم الجنرال الحاقد <عورو>فوضع قدمه على قبر صلاح الدين الأيوبي قائلا:<قم يا صلاح الدين ها قد عدنا>ولقد بقي الصليبيون في الشام نحو مائتي عام وبقي بيت المقدس في أيديهم تسعين سنة كاملة ثم هيأ الله للإسلام رجالا صمموا على أن يقاوموا العدوان فكان عماد الدين زنكي وابنه البطل نو الدين محمود الشهيد وتلميذه صلاح الدين الأيوبي الذي كتب الله له النصر على الصلبيين في معركة { حطين } وفي معركة { بيت القدس } وأعادته إلى البيت الإسلام بعدواحد تسعين سنةمن احتلاله لم تقم فيه الصلاة فغير الله الحال وكل هذا دليل على أن الأمة الإسلامية قد تنام وقد تمرض ولكنها لا تموت ما دام يجري في عروق أبنائها دم العقيدة وما دام فيها من يقودها ب{لا إله إلا الله محمد رسول الله ص} وعاد الحجر الأسود إلى البيت بعد واحد وعشرين عاما من تحويليه أيام القرامطة ومنع الحج ثم غير الله الحال ومنعت الصلاة ببغداد 41 يوما فغير الله الحال واحتلت الجزائر 128 عاما فغير الله الحال والمغرب 44عاما
والجدير بالذكر أن الأمة الإسلامية تكبدت تسع حملات صليبية وهي حروب شنها الغرب على الشرق للاستيلاء على خيراته وكانت حجتهم تخليص بيت القدس من أيدي المسلمين وقد بدأت من عام 1096 ــ إلى 1270 م موافق 489 ــ 670 هجرية وقضي على الصليبين في عهد الظاهر ببرس وبذلك انتهت الحروب الصليبية الحملة الأولى في 1096 ــ 1099
والثانية:1147 ــ1149 والثالثة:1189 ــ1192 والرابعة:1204 والخامسة :1217 ــ1221 والسادسة :1228 ــ1229 والسابعة:1248 ــ1254 والثامنة 1270 والذي قاد الحملة السابعة لويس التاسع هزم فيها وأسر بالمنصورة
<<تنبيه >> أذاعت قناة الجزيرة يوم الثاني من يناير 2013م خبرا مفاده : يحيي المسلمون كل عام من الثاني من يناير ذكرى نكبة الأندلس التي مر عليها هذا العام 2013م : <<521>عاما إلى الله الشكوى .
المذبحة السابعة مذبحة التتر:وكما تعرض الإسلام للغزو من الصليبيين النصارى تعرض للغزو من الشرق على أيدي التتر الوثنين فسقطت لبلاد الإسلامية في أيديهم بلدا بلدا وآخرا زحفوا على عاصمة الخلافة العباسية بغداد السلام فسقطت تحت ضرباتهم وبمعونة من الخونة ممن ينتسبون إلى الإسلام وسالت الدماء أنهارا وأسود نهر دجلة من كثرة ما ألقي فيه من كتب الحضارة التي سال مدداها اهـ المبشرات للقرضاوي .قلت تعرض الإسلام لغزو من الغرب على أيدي المسيحيين النصارى تعرض للعزومن الشرق على أيدي التتار الوثنيين الذين هاجموا بلاد الإسلام فوجدوا المسلمين ضعفاء متفرقين ليس لهم قيادة قوية تجمعهم ولا نهضة إيمانية توفظهم والتتار كانوا قوة عسكرية باسلة حتى كانوا يقولون في ذلك الزمان { إذا قيل لك أن التتار قد انهزموا فلا تصدق} فاصبح هذا مثل يضرب فسقطت البلاد في أيديهم بلدا وخضع لهم الأمراء المفرقون والولاة المترفون وأخيرا زحفوا على عاصمة الخلافة العباسية { بغدادفسقطت في أيديهم بمعونة من الخونة ممن ينتسبون لإسلام مثل ابن العلقمي وزير المستعصم بالله اتفق مع التتر على أن يلوه القيادة إذا سلم لهم بغداد فاحتال على الأمير حيث غره بان هؤلاء يريدون أن تكتب لهم عقد أمان وارادوا مصاهرتك فخرج لكتابة العقد ضواحي بغداد سبعمائة عالم فقتلوا جميعا فسألت الدماء أنهارا وأسود نهر دجله من كثرة ما ألقي فيها من كتب الحضارة التي سال مدادها ولم تكد تمضي سنوات حتى قيض الله للمسلمين من يعيد لهم العزة كالقائد المملوكي سيف الدين قطز الذي حقق الله له النصر فهزم التتار في معركة { عين جالوت } وذلك في الخامس والعشرين من رمضان سنة 685 هـ بعد سقوط بغداد بسنتين ثم دخل هؤلاء العتاة للإسلام وإذا الغالبون يدخلون أخيرا في دين المغلويين على خلاف ما هو معروف
ومن النكبات لإذلال المسلمين:ما وقع لمسلمين أرتيريا المسلمة لما استولت عليها الحبشة بتأييد من فرنسا فصودرت أراضيهم وسلمت للإقطاعيين من الحبشة وكانوا يجلدون بسياط يزن أكثر من 10 جرامات ويلقون في زنزنات تربط أيديهم بأرجلهم ويتركون هكذا عشرات السنوات وعندما يخرجون لا يستطعيون الوقوف ولما جاء بعد ذلك <هيلا سيلاس>واستلم السلطة أمر بخطة إنهاء المسلمين خلال خمس عشر عاما وتباهى بخطته أمام الكونجرس الأمريكي ولما حاول أحد العلماء وهو الشيخ عبد القادر أن يثور على هذه الإبادة فجمع الرجال واختفى في الغابات جمعت الحكومة نساءهم وأطفالهم وشيوخهم في أكواخ من الحشيش والقصب وسكبت عليهم البنزين وأحرقتهم جميعا ثم كان يلقي القبض على الثوار فيهتك عرض زوجته وبنته أمام عينيه
المذبحة الثامنة ومن ذلك مجازر البوسنة والهرسك :فكان يفصل الرأس عن الجسد ويلعب به الكورة وإذا ذبح الابن أمام أبيه يشرب أبوه من ذمه والعكس وإذا ذبح أمام المسجد فكان يعلق كالذبيحة في المسجد وكانت توقف النساء الحوامل فيبقرون بطونهم واحدة تلوا الأخرىقال أحد خطباء قطروا أن الصرب أخذوا طفلا فذبحوه أمام أبيه وأحرقوا وأمروا أباه أن يأكل لحمه .إنا لله
المذبحة التاسعة .ومن النكبات أيضا ما حل بمسلمي الهند:فلقد نقل أحد جنود الإنجليز المحتلين للهند قال كان المسلمون يحاطون بجلود الخنازير ثم يخيطونها عليهم أو يدلكوهم بشحومها ويشلعون فيهم النار وهم أحياء كما كان يجبر المسلمون على أن يفعل أحدهم الفاحشة في أخيه وسوف تظل هذه التصرفات وصمة عار على جبين المسيحيين الإنجليز لا تمحى على مر الأيام اهـ نقلا عن يوميات جندي صليبي كتبها بخط يده ثم تلقفها القس وليم الصوري وأعدها في كتاب ضخم اهـ أيضا النصر الموعود
ومن الفواجع الجسام مذبحة جنين التي حدثت في شهر \4\ 2002 موافق محرم 1423 فقد حاصر شارون هذا المخيم أكثر من 10 أيام وبالتالي جرف البيوت بالجرافات وقصف المباني بالطائرات فلا حول ولا قوة إلا بالله
ثانيا>>المحنة الثانية محنة حرب النكبة في 1948
فلقد خرجت بيرطانيا من فلسطين عام 1948 وسلمت كل شيء لليهود الذين قاموا يتقتيل وتشريد الشعب الفلسطيني وفي هذه الحرب هزم العرب وأعلن بعدها بقيام دولة إسرائيل ففي هذا العام صونت الأمم المتحدة من أجل تقسيم فلسطين مع انسحاب البرطانيين ليفسحوا المجال لليهود لإقامة كيانهم الخبيث تنفيذا لوعد<بلفور اللعين>والأغرب من هذا أن الجيوش العربية هزمت لأمر مبيت منه أنهم قابلوا الجيش اليهودي بمعدات من مخلفات الحرب العالمية الثانية غير صالحة كما قال أحد الضباط لقناة أبي طيبي يوم 2001/5/15 ومن ذلك أن الجيوش العربية دخلت فجردت الفلسطينين من سلاحهم ممن مكن العدو من الانتصار كما صرح بذلك أحد المفكرين الفلسطينين في هذا اليوم لهذه القناة ومن قبل بشهور حدث بهذا فوق المنبر أحد خطباء هذه البلدة وعدها خيانة من طرف الغرب ومؤامرة على هذا الشعب
3>>ـ المحنة الثالثة :محنة حرب الخليج الأولى والثانية فالأولى وقعت ما بين عام 1979 حتى 1987 واستمرت ثمان سنوات وذلك بين الإخوة الأعداء العراق وإيران فمات بسببها الآف ولا زال آثارها إلى اليوم وأما الثانية فهي حرب وقعت بين قوات دول التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبين القوات العراقية التي احتلت الكويت وذلك في 17/1/1991 ومن مخلفاتها انقسام البيت العربي ومنها تمزيق هذا الشعب وإذلاله من طرف الجنود ..والآن فإلى إشارات النبوة إلى هذه المحن:
1>روى البخاري عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا
2>وروى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ>البخاري ومسلم
3> عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ>أحمد وأبو داود تداعى : تجتمع ويدعو بعضُهم بعضا.. الغثاء : ما يحمله السيل من رغوة ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض..... السيل : الماء الغزير المندفع بشدة..
4>وروى البزار من حديث أنس وأحمد عَنْ سَمُرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ يَمْلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَيْدِيَكُمْ مِنْ الْعَجَمِ ثُمَّ يَكُونُوا أُسْدًا لَا يَفِرُّونَ فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ>
وأما الحرب الحاسمة بيننا وبين اليهود فنتركها حتى يأتي أجلها فإن أجلها لآت قريب لا ريب فيه .روى مسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ
وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ قَوْمًا وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ وَيَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ>قال النووي وْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَلْبَسُونَ الشَّعْر ، وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر )
مَعْنَاهُ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْر كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ( نِعَالهمْ الشَّعْر ) وَقَدْ وُجِدُوا فِي زَمَاننَا هَكَذَا ، وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ( حُمْر الْوُجُوه ) أَيْ بِيض الْوُجُوه مَشُوبَة بِحُمْرَةٍ . وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَة ( صِغَار الْأَعْيُن ) وَهَذِهِ كُلّهَا مُعْجِزَات لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدْ وُجِدَ قِتَال هَؤُلَاءِ التُّرْك بِجَمِيعِ صِفَاتهمْ الَّتِي ذَكَرَهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِغَار الْأَعْيُن ، حُمْر الْوُجُوه ، ذُلْف الْآنِف ، عِرَاض الْوُجُوه ، كَأَنَّ وُجُوههمْ الْمَجَانّ الْمُطْرَقَة ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعْر فَوُجِدُوا بِهَذِهِ الصِّفَات كُلّهَا فِي زَمَاننَا ، وَقَاتَلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ مَرَّات ، وَقِتَالهمْ الْآن ، وَنَسْأَل اللَّه الْكَرِيم إِحْسَان الْعَاقِبَة لِلْمُسْلِمِينَ فِي أَمْرهمْ وَأَمْر غَيْرهمْ ، وَسَائِر أَحْوَالهمْ ، وَإِدَامَة اللُّطْف بِهِمْ ، وَالْحِمَايَة ، وَصَلَّى اللَّه عَلَى رَسُوله الَّذِي لَا يَنْطِق عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى .
4>>المحنة الرابعة:محنة الفسق العام وذلك أن الخروج عن القانون والفوضى العامة في السلوك الفردي والجماعي يعدان من دون شك من الرزايا والمحن التي تتبلى بها الأمم والشعوب فكثير من المسلمين على فسق ظاهر وخروج كامل عن القانون الرباني فالفوضى في العقائد والعبادات والأخلاق فمن صلى ومن شاء أبي ومن شاء صام ومن شاء أفطر ومن زكى ومن شاء منع
فلقد ضاعت الأمانة وأشيعت الخيانة وتظاهر المنكر وتوارى المعروف فاستبيحت المحرمات وأشيع الربا وانتشر العهر والزنا وشربت الخمور وأذيع الغناء وأصبح القمار هم الكبير والصغير يتسابقون في الصباح الباكر على دفع الفاتورة المعلومة ثم السياحة والشواطئ والسينما ودور الملاهي وغير ذلك والخلاصة أن هذه الموجة العاتية العارمة من الفسق عن شريعة السماء والثورة عن قوانين الله لهي من أخطر المحن تجر على الأمة الفتن فمن عقوبات الفساد العام ضرب الظالم بالظالم قال تعالى:
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون> أي نسلط بعضهم على بعض بسبب ما كسبوا من المعاصي وفسر الأعمشي الآية بقوله:أي إذا أفسد الناس أمر عليهم شرارهم وقال <ص><كما تكونون يولى عليكم>أخرجه الفضاعي وأخرج الطبراني في الكبير والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس مرفوعا:
<إذا أظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله>
5>>المحنة الخامسة:محنة انحراف المرأة المسلمة:فأي الم أشد من ألم النفس عندما تشاهد شرفها يضيع وعرضها يدنس وكرامتها تداس وأي محنة أشد على المرء من أن يرى امرأته تأتمر بأمر الغير ويتسرب لها الهوى فأي كرامة بقيت عندما يرى المرء فتاته أو بنته أو أمه أو زوجته ترجل شعرها كل صباح استعداد للخروج إلى الآخرين غير زوجها تقضي معهم ثماني ساعات على طاولة مائدة العمل فكيف نسلم نحن المسلمين من هذا الداء الذي فتك بجسم الأمة وبين أيدينا المئات من الفضائيات التي ينقل أكثرها الشر أكثر ما ينقل الخير فإنك تجد في المحطات منها من تذيع أجمل غادة وأحسن غانية بجنب أحسن فتى وأجمل شاب يتبادلان النظرات القاتلات والعبارات الساحرات والابتسامات الفاتنات ويسمع الجميع منهما أرخم الأصوات وأرق العبارات وقد يتم منهما تبادل العناق وقبل العشاق فإلى الله المشكى .
والآن فإلى إشارات المصطفى إلى هذه المحنة التي قلما أن ينجو منها بيت:

ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا.وروى البخاري والأربعة عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ>
في الفتح : قَالَ الطَّبَرِيُّ الْمَعْنَى لَا يَجُوز لِلرِّجَالِ التَّشَبُّه بِالنِّسَاءِ فِي اللِّبَاس وَالزِّينَة الَّتِي تَخْتَصّ بِالنِّسَاءِ وَلَا الْعَكْس . قُلْت : وَكَذَا فِي الْكَلَام وَالْمَشْي ، فَأَمَّا هَيْئَة اللِّبَاس فَتَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ عَادَة كُلّ بَلَد ، فَرُبَّ قَوْم لَا يَفْتَرِق زِيّ نِسَائِهِمْ مِنْ رِجَالهمْ فِي اللُّبْس ، لَكِنْ يَمْتَاز النِّسَاء بِالِاحْتِجَابِ وَالِاسْتِتَار ، وَأَمَّا ذَمّ التَّشَبُّه بِالْكَلَامِ وَالْمَشْي فَمُخْتَصّ بِمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَصْل خِلْقَته فَإِنَّمَا يُؤْمَر بِتَكَلُّفِ تَرْكه وَالْإِدْمَان عَلَى ذَلِكَ بِالتَّدْرِيجِ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَل وَتَمَادَى دَخَلَهُ الذَّمّ ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ بَدَا مِنْهُ مَا يَدُلّ عَلَى الرِّضَا بِهِ ، وَأَخْذ هَذَا وَاضِح مِنْ لَفْظ الْمُتَشَبِّهِينَ اللَّعْن الصَّادِر مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَرْبَيْنِ : أَحَدهمَا يُرَاد بِهِ الزَّجْر عَنْ الشَّيْء الَّذِي وَقَعَ اللَّعْن بِسَبَبِهِ وَهُوَ مَخُوف ، فَإِنَّ اللَّعْن مِنْ عَلَامَات الْكَبَائِر ، وَالْآخَر يَقَع فِي حَال الْحَرَج ، وَذَلِكَ غَيْر مَخُوف ، بَلْ هُوَ رَحْمَة فِي حَقّ مَنْ لَعَنَهُ ، بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُون الَّذِي لَعَنَهُ مُسْتَحِقًّا لِذَلِكَ كَمَا ثَبَتَ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد مُسْلِم ، قَالَ : وَالْحِكْمَة فِي لَعْن مِنْ تَشَبُّه إِخْرَاجه الشَّيْء عَنْ الصِّفَة الَّتِي وَضَعَهَا عَلَيْهِ أَحْكَم الْحُكَمَاء ، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ فِي لَعْن الْوَاصِلَات بِقَوْلِهِ " الْمُغَيِّرَات خَلْق اللَّه " .
وأشار النبي<ص>إلى أن تسلسل الانحلال سيكون أوله فساد المرأة ففي د مسند أبي يعلى الموصلي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم ، وفسق فتيانكم ؟ » ، قالوا : يا رسول الله ، إن هذا لكائن ؟ قال : « نعم ، وأشد منه ، كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؟ » ، قالوا : يا رسول الله إن هذا لكائن ؟ قال : « نعم ، وأشد منه ، كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا ، والمعروف منكرا ؟ » وفي مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ .وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
ولقد ثبت أن من وراء فساد المرأة المسلمة مخططا مبيتا من طرف أعداء الله من بعض أبناء جلدتنا
6>المحنة السادسة:ضعف المسلمين إن أول محنة أصابت المسلمين كانت ضعفهم الروحي والمادي معا ففي الروح:فقد المسلمون بصفة عامة ثقتهم بربهم فما أصبحوا يعولون على الله في أية مهمة فقعدوا عن طلب الوحدة والاتحاد وتركوا الأخذ بأسباب التكتل وتركوا فريضة الجهاد ورضوا بأن يعيشوا اتباعا للمعسكرات العالمية الشرقية منها والغربية فلما هبت علينا رياح المعصية انطفأت شموع الخشية من قلوبنا فقست وتحجرت كما قست قلوب أهل الكتاب من قبل قال تعالى:<فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم >وقال<فهي كالحجارة أو أشد قسوة>
فإذا تغيرت الأنفس تغير المجتمع قال تعالى<إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم>
ومن هنا أصبحت مناهجنا التعليمية وأجهزتنا التعليمية لا تساعد على تكوين المعاني الربانية في قلوبنا ولقد صدق محمد اقبال حين قال عن المدرسة الحديثة <إنها قد تفتح أعين الجيل الجديد على حقائق ومعارف ولكنها لا تعلم عينه الدموع ولا قبله الخشوع>صحيح إننا نحتفل بالأعياد الدينية وتطبع المصاحف في حين أننا نتمرد على الدين <كالذي يقبل يد شيخه ولا يسمع نصحه>وأخشى أن يسلكنا ذلك في زمرةمن قال الله فيهم :<الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا>وأسوأ ما يصيب حياة الأمة أن يصبح الدين فيها لهوا ويصبح اللهو فيها دينا فبالإيمان انتصرنا على هجمات التتار الزاحفين من الشرق والصلبيين الزاحفين من الغرب ولقد أشعل اليهود طاقتهم الروحية فأيقظوا بها أمتهم فواجهونا ومعهم التوارة وليس معنا القرآن وتشبتوا بتعاليم التلمود وسخرنا نحن من البخاري وقال زعماؤهم <هكذا علمنا أنبياؤنا >واعتز زعماؤنا بماركس ولينين كما صرح بذالك الشيخ القرضاوي وفي 2002 /22 مارس نشرت جريدة الأحداث مقالا لخديجة البطار 128 تحت عنوان البخاري كان بينه وبين الحق حجاب>
فأخذت هذه المفترية تجني على شيخ من شيوخ الحديث وختمت مقالها <من نظر في البخاري فقد تزندق>وهذا قل من كثر يحدث في بلد كالمغرب يزعم أنه بلد مسلم فإلى الله الشكوى
سابعا>>المحنة السابعة :محنة المبادئ الهدامة:وهي محنة قاسية أصابت بلاد المسلمين وغزت ديارهم واستهدفتهم لتحول أخلاقها ومبادئها إلى أخلاق أخرىلا صلة لها بالدين وهذه المبادئ هي :
الشيوعية الإشتراكية التقدمية الثورية الماسوتية اليهودية فمن أنشطة المنظمة الماسونية اليهودية تلك الأندية المشبوهة في بلاد المسلمين لاسيما مصر مثل الروتاري والليونز وتلك الجمعيات التابعة لها تحت دعوى الأعمال الخيرية مثل الوفاء والأمل فهذه المبادئ كلها من أصل واحد تستهدف المجتمع الإسلامي القرءاني بعقائده وشرائعه
ثامنا >>المحنة الثامنة ومن محن هذه الأمة الاختلاف والتناحر:والانقسام والجفاء حتى أصبحت الأمة الواحدة مجرد أحياء بمدينة يصارع بعضها بعضا فهاهي ذي أفغانستان اليوم تذوق الويلات من جراء ذلك التمزق بين إمارة الطالبان التي سيطرت على تسعين في المائة وتحالف الشمال الذي يصارع من أجل السلطة والهيمنة تحركه أمريكا ليقضي على الإمارة نعم بعد الهجوم على أمريكا يوم 11\ تكتلت ضد هذا البلد وغزته يقدمها شيوخ الجهاد السوفياتي كرباني وغيره وإلى يومنا هذا 2013م ما زال الصرع قائما بين الطالبان وبعض لإخوانهم الأفغان تساندهم الدول العظمى فإلى الله المشتكى ولقد دعا القرآن إلى الوحدة الاقتصادية والسياسية والجغرافية وعدها من أكبر النعم فقال<واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة إخوانا>
تاسعا>>المحنة التاسعة:محنة الجهل بالإسلام إن من أخطر المحن الذي أصابت المسلمين وهم يعانون من ويلاتها ضعفا وفسادا وشرا محنة جهل جماهير المسلمين بإسلامهم في الوقت الذي عمت فيه ديار المسليمن بدور العلم ومدارسه بحيث لم تعرف بلاد المسليمن كثرة في المدارس وعناية بالتعليم كما عرفتها اليوم مع هذا فالعلم يقل والجهل يكثر والجهال يسودون والعلماء يذلون ويهانون وهذا من ضياع الأمانة لقوله <ص>:<عندما سئل <متى الساعة>فقال<ص>:<إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة > روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ
ولعل السبب المباشر في هذا الفساد هو فساد مناهج التعليم وسوء نيات الطالبين وعدم الكفاية والإخلاص في الأساتذة والمعلمين ومن ثم نادى كثير من المصلحين في بلاد المسلمين إلى مراجعة هذه المناهج ووضعها على أسس سليمة تكفل للأمة حاجتها في الإصلاح وأما سوء النية بالنسبة إلى طلاب العلم فإن له أثرا كبيرا في ذهاب بركة العلم وأثره الطيبة في نفوس أهله فأصبح الكثير لا ينوي بطالبه العلم إلا للجانب المادي البحث ولعل جل المدارس لم يؤسس إلا لهذا الغرض وحده في كل بلاد المسلمين فالنفاق والذبذة والانحراف لم يعرف بين صفوف الأمة من الأميين كما عرف بين المتعلمين والمثقفين
ومن أثار هذا ما نشرته الجريدة المغربية يوم الخميس 14/2/2002 أن رجلا بنواحي العطاوية تالكونت"في المغرب " جاء ابنه بنتيجة الامتحان فيه ضعف فلم ترق للأب النقط التي حصل عليها الابن فضربه بحديدة أودت بحياته وهذا كله من تطلع الأب إلى مستقبل الابن الوظيفي فقط.والله أعلم بالسرائر ...ففي سنن أبي داود : بَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ يَطْلُبُ بِعِلْمِهِ الدُّنْيَا عن إِسْحَق بْن يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ
وفي البخاري : باب فَضْلِ الْعِلْمِعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ> ..جعلنا الله ممن يتعلمون ويعلمون لوجهه إنه جواد كريم .
والحمد لله رب العالمين .دبجه حميد أمين كان الله وليه

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button