ذكرني المارد الأزرق بمقال عن الإعلام العمومي ومعاناة المشاهدين معه. جريدة الوطن الان.
اولا لابد أن نتفق بأن دور الإعلام هو بوصلة التفكير وثقافة الشعوب وهنا يظهر الفرق بين إعلام يتبني الوهم والركاكة وإعلام حقيقي يتبني الحقيقة ويبني الإنسان دأب الإعلام العمومي خاصة القنوات التلفزيونية على نشر ردائته وخطابه الخشبي البعيد كل البعد عن التغيرات التي عرفها المجتمع المغربي والمرتبطة بتطور التكنولوجيا الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي العالمية التي كسرت كل القيود والحدودوتشبث التلفزة المغربية بنفس "الكمامر" في برامجها الحوارية خلق عزوفا كبيرا عن تتبع هاته البرامج وفقد الثقة والمصداقية في إعلام لا يعبر عن رقي المغاربة وتطلعاتهم إلى برامج تقترب من واقعهم وتضع الاصبع على مكامن الخلل في السياسات العمومية بمختلف مجالاتهاان نفس الخطاب ونفس المحللين المطبلين لسياسات الدولة الفاشلة في مجال التنمية والتي أقر بها ملك البلاد، وغياب روح التثقيف الإيجابي يحيل إلى أن هناك جهة ما تحتكر الإعلام العمومي الذي يمول من جيوب المغاربة جهة تعاكس تطلعات المغاربة المشروعة المتذمرة من التفاهات التي يشنفون بها مسامع المواطنين بعد كل نشرة اخبارلقد آن الأوان لينفتح الإعلام العمومي على كل الآراء وعلى التعدد الثقافي واللغوي والجغرافي الذي يتميز به المغرب وعلى آراء القوى الحية وتياراتها وعلى المثقفين والإعلاميين الملتزمين بقضايا بلادهم وشعبهم لقد آن الأوان لوقف هذا الاحتكار وهاته التفاهات واحترام ذكاء المغاربة وحقهم في إعلام وطني تعددي ديمقراطي.
لست ربوت