التسول الالكتروني بامنصور

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية التسول الالكتروني بامنصور

التسول الالكتروني بامنصور

يومية الشعب الجزائرية - التسوّّل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...
سيل من الرسائل النصية تقتحم هواتفنا النقالة دون استئذان أو رادع من أخلاق أو ضمير. و معظم هذه الرسائل تزف لمستقبليها البشرى الوهمية بالحصول على الجائزة الكبرى كمبلغ المليون ريال أو سيارة الروزرايز الفارهة أو الحصول على الفله الراقية . و لكن الجهات التي ترسل هذه الرسائل تشترط الإجابة على سؤال و إرساله بضغطة زر من الهاتف كخطوة أخيرة للحصول على الجائزة. و يكررون عبارة الخطوة الأخيرة مع آلاف الرسائل كسلسلة من الابتزاز و الحصول على المزيد من العائد المادي من هذه الرسائل. و لقد شبه   احد الأستاذة      
   الرسائل النصية بأنها كالمنجم الثري الذي تحصد منه الجهات المستفيدة الملايين من جيوب الغلابة و المغفلين. و لو تتبعنا المضمون الثقافي لهذه المسابقات المرسلة عبر الهاتف لوجدنا فيها الركاكة و السطحية و الغرابة و السذاجة في أحيان كثيرة , فمثلا حدثني بعض الزملاء أنه ورد على هاتفه رسالة تقول : أيهما يصرف  الدولار ام الفعل ثم طلبوا منه المسارعة في الرد لكون هذا هو السؤال الحاسم للحصول على الجائزة!. و بعض هذه الرسائل النصية قد تطلب من مستقبليها إرسال رسالة فارغة و الحصول على قصيدة أو أغنية في حين أنه يمكن الحصول على ما تريد تحميله من خدمات من الشبكة الالكترونية مباشرة و بطريقة مجانية. و يتضح من تقييم هذه المسابقات حرص منتجوها على الربح المادي السريع ؛ فهم  لا يهمهم مضمون هذه المسابقات أو تقديم المعلومة المفيدة للجمهور , و إنما العيون مفتحة و بقوة على الجيوب , و على الكيفية لاصطياد الفلوس بأي طريقة كانت طالما أن الوسائل التقنية تسعفهم في ذلك. و من اللافت للنظر أن التسول الالكتروني له خطاب واحد أو نهج متفق عليه في الرسائل, فأغلب الرسائل تفتتح مقدماتها بعبارة " مبروك حصولك على الجائزة", أو عبارة " أنت مرشح للفوز بجائزة كذا...", و قد ترد هذه الرسائل عبر البريد الالكتروني كما ترد في الهواتف النقالة, و تتفق في بعض العبارات كمنهج واحد. و هذا يذكرنا بخطاب التسول التقليدي؛ الذي اعتدنا سماعة عن طريق بعض المتسولين في المساجد أو الأماكن العامة, و الذي قد نجده موثقا  في بعض الأوراق لديهم , و خطبهم العصماء تبدأ دائما بعبارة " اعلموا أن مقادير الله على العباد كثيرة..." ثم يستهل المتسول بعدها بعرض حالته؛ ليستجدي قلوب و جيوب الناس ليتعاطفوا معه. و ربما المتسولون التقليديون في الغرب لديهم فنيات متقدمة, من حيث محاولة إمتاع الناس بالأهازيج أو الموسيقى الصاخبة أو حتى الحركات البهلوانية , و كل ذلك من أجل فتات من النقود. و بما أن محور هذا المقال ينصب على ما أسميته التسول الالكتروني , فان الحاجة ماسة إلى تنظيم و تقنين لهذه المسابقات و الحد من عشوائيتها و جشعها , و مراعاة احترام  عقول الناس, و عدم اختراق هواتفهم إلا برضاهم , كذلك يجب على الجهات ذات العلاقة بالموضوع الوعي بأهمية دراسة موضوع التسول الالكتروني ؛ لأنه أصبح حقيقة ماثلة للعيان , و محاولة الوقوف على طرقه و أساليبه , و حماية المواطن من هؤلاء الجشعين , الذين حولوا المواسم الدينية إلى مواطن كسب بطرق غير مشروعة . و أضافوا بمسابقاتهم الوهمية المزيد من التكاليف المادية , و التي تمثل هما جديدا مع عبء غلاء الأسعار و أقساط البنوك واثقال كاهل المواطن والسعي لابتزازه بمختلف الوسائل  غير الشرعية في عالم ابدع فيه المحتالون   .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button