نص مقابلة تلفزيون الاشتراكي
حسنٌ.. هذا يتوقف علينا في الحقيقة. سادة الكون كما يطلقون على أنفسهم يعملون بجد الآن، كعادتهم دائمًا ليحاولوا ضمانة أن تكون نتيجة الأزمة في صالحهم، حتى، بشكل أكثر قسوة. والسؤال هو هل يمكن لقوى أخرى أن تعبئ نفسها لتواجه ذلك وتنتصر عليه. على سبيل المثال لو نظرت إلى حزمة التيسير النقدي الضخمة التي خرجت بها إدارة ترامب، وهي الأكبر في تاريخ البشرية. في تاريخ الولايات المتحدة وربما في تاريخ البشرية. بها بعض الجوانب الجيدة ولكن في معظمها هي موجهة لتلبية احتياجات الشركات ورجال الأموال، وهكذا، هم يأكلون من ذلك المعلف كما تأكل الخنازير. وإن استمر الأمر على تلك الحالة لن يكون هناك أي شيء فيها لمصلحة الناس الذين هم أسوأ الضحايا. بدون الخوض في التفاصيل، لكن هذا هو ما يجري، في الوقت الذي يعكف أباطرة قطاع البترول على استخلاص أكبر ربح ممكن قبل أن يدمروا العالم. وذلك ليس في المستقبل البعيد. هم يطالبون بالمزيد من التمويل والتسهيلات التشريعية، وبالطبع يتم منحهم إياها بواسطة إدارة ترامب الإجرامية. إذن، هذا هو ما يحدث أمام أعيننا، ويمكننا إما أن نواجهه أو نسمح له بالحدوث. من الممكن أن يكون عالمًا أفضل بكثير.
هذه فرصة جيدة لأن يفكر الناس في أي عالم نريد. هل نريد العودة للتاريخ القريب ومآسيه، أم أننا نريد تجاوزها. هناك طرق عديدة لفعل ذلك، طرقًا مختلفة في دول مختلفة. المشكلات في الولايات المتحدة مختلفة عن المشكلات في مصر، لكن في كل مكان هناك طرقٌ، لنحاول أن نتجاوز مآسي الماضي وإجرامه. ليس كافيًا أن نعرف أنه ممكن. من الضروري أن نشمر سواعدنا ونعمل من أجل تحقيقه.
الربيع العربي والتدخل الأمريكي
الولايات المتحدة اتبعت سياستها المعتادة بشكل طبيعي حينما وقع ديكتاتوريين مفضلين في مشاكل في حالة بعد حالة. مثل سوموزا وماركوس ودوفالييه وآخرين كثر. النمط المعتاد هو دعم الدكتاتور طالما كان ذلك ممكنًا، وعندما يصبح الأمر مستحيلًا، ربما ينقلب الجيش ضده وتنقلب طبقة رجال الأعمال ضده ومن ثم فما يفعلونه عادة هو إدعاء أنهم كانوا دومًا ضده ونفيه إلى مكان ما جزيرة في البحر الأحمر في هذه الحالة ثم يحاولون إعادة تأسيس نفس النظام بقدر الإمكان إذن، هذا ما حاولوا فعله. كانت هناك العديد من المشاكل الخطيرة بداخل مصر والتي لا يمكنك أن تنسبها إلى الولايات المتحدة وانتهى بها الأمر إلى دكتاتورية شرسة ربما الأسوء في تاريخ مصر وهي مدعومة بقوة من الولايات المتحدة ومدعومة بقوة من عالم الأعمال. كانوا يتدفقون إلى مصر لعقد المؤتمرات الاقتصادية لمعرفة ما يمكنهم جنيه من سرقة الشعب المصري خلال لحظة يائسة، ولكن ذلك هو المتوقع. السؤال هو إذا ما ستكون هناك وسائل لمواجهته، وهي ممكنة في الولايات المتحدة وفي مصر.
الإمبريالية الأمريكية اليوم: حلفاء وأعداء
من الصعب أن نجد استراتيجية متماسكة وسط الفوضى في بيت ترامب الأبيض ولكن هنالك ما يمكننا ملاحظته، الأمر الأكثر وضوحا لنا هو الجهد المبذول لخلق أممية تضم أكثر الدول رجعية واستخدامها لتكون أساس المرحلة القادمة من المصالح الإمبريالية الأمريكية. فمثلًا، في الشرق الأوسط نجد منهم مصر السيسي والدكتاتوريات العائلية في الخليج وإسرائيل في قلب الموضوع يتعاونون جميعا الآن، بشكل شبه علني. نأتي بعد ذلك مودي في الهند، الدكتاتورية الهندوسية الشرسة الدكتاتورية العنصرية والتي تحاول أن تدمر الأقلية المسلمة الضخمة وأن تفكك الديمقراطية العلمانية الهندية. نأتي إلى أوروبا دول مثل المجر بقيادة أوربان متجهة نحو الفاشية وسالفيني في إيطاليا يبني شيئا يشبه الفاشية الإيطالية القديمة. وفي امريكا اللاتينية فالمثال الأهم الرئيس البرازيلي بولسونارو الذي في الحقيقة ينافس ترامب ليروا من سيكون الشخصية الأكثر شرًا في العالم الحديث. وعند مزجهم جميعًا معًا يصبح لدينا أممية رجعية يمكنها أن تكون حجر الأساس لتوسيع والحفاظ على قوة الولايات المتحدة.
هناك أعداء محددين (للولايات المتحدة) العدو الرئيسي هو إيران والسبب في كون إيران عدو قد شرحته الاستخبارات الأمريكية بشكلٍ وافٍ في تقاريرها للكونجرس. المشكلة هي أنهم يشيرون إلى أن نفقات إيران العسكرية منخفضة للغاية حتى بمقاييس منطقة الشرق الأوسط فقط فسياستها الاستراتيجية تجاه الولايات المتحدة هي الردع فهي تحاول أن تردع حدوث الغزو لوقت كافي حتى تتدخل الدبلوماسية. فإذا كانت إيران تفكر في تطوير الأسلحة النووية وهو ما قد يكون حقيقة أو لا، فإن ذلك جزء من سياسة إيران الرادعة الآن، من قد يقف ضد وجود سياسة الردع؟ الدول المارقة، البلدان التي ترغب في القدرة على استخدام القوة بحرية، وبدون أي عوائق وهناك اثنتان من هذه الدول إسرائيل والولايات المتحدة. وبالتالي -بطبيعة الحال- لا يمكنهم احتمال وجود رادع. بالمناسبة يجدر بنا تذكر أنه في الولايات المتحدة لا يمكنك الحديث عن هذا. ربما يمكنكم في مصر، هناك حل بسيط للغاية لأي خطر محتمل قد يظن أحدهم أن إيران تمثله بسبب برنامج أسلحتها بسيط للغاية. وفي الحقيقة فقد طرحت مصر هذا الحل بقوة منذ ٣٠ سنة. وهو إعلان منطقة خاوية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، تطبق بصرامة ونحن نعلم أن ذلك يمكن تنفيذه. وقد نُفّذ بالفعل كما في حالة الاتفاق المشترك الاتفاق الأخير مع إيران حول الأسلحة النووية والذي مزقه ترامب كان يسير بشكل جيد ومراقب بشدة. والاستخبارات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية تشهدان بالتزام إيران به فتلك إذن ليست مشكلة، يمكن تأسيس منطقة خاوية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وكانت مصر في طليعة الضغط من أجل تحقيق ذلك منذ التسعينيات.
تُطرح الفكرة كل خمس سنوات في اجتماعات المراجعات النووية وفي كل مرة تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضده لا أحد غيرها يعارض الفكرة. إيران تدعم الفكرة بشدة الدول العربية بقيادة مصر تدعمها بشدة دول عدم الانحياز، ١٣٠ دولة يدعمون الفكرة بشدة والولايات المتحدة تستخدم الفيتو. لماذا؟ وكان أوباما آخر من قام بذلك، بالمناسبة، في ٢٠١٥. والجواب معروف للجميع الولايات المتحدة لا تريد لنظام الأسلحة النووية الإسرائيلي أن يخضع للفحص في الواقع، فالولايات المتحدة تنكر تمامًا أنه موجود الولايات المتحدة تدعى أنها لا تعلم إذا ما كان موجودًا وهو -بالطبع- هراء، بشكل واضح وهنالك سبب لهذا الإنكار إذا اعترفت الولايات المتحدة بأن إسرائيل لديها أسلحة نووية سيتوجب تطبيق القوانين الأمريكية، وسيتوجب إيقاف المعونة الأمريكية لإسرائيل، فالولايات المتحدة لا يمكنها منح المعونة للدول التي تطور أسلحة نووية خارج إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وبالتالي، حتى تسطيع حماية إسرائيل من الفحص، الولايات المتحدة مستعدة لأن تواجه الخطر الحقيقي لانداع حرب واسعة ربما فقط بالصدفة خلال صراعها مع إيران. يبين لنا ذلك أمرًا مهمًا ويوضح أيضا لماذا لا يمكن مناقشة هذه الأمور في الولايات المتحدة.
أنظر إلى محرك بحث جوجل وجرب أرشيف النيويورك تايمز لا يمكنهم ذكر الأمر رغم أنه واضح جدا أمام أعين الجميع كما قلت، مصر كانت في طليعة الضغط من أجل منطقة الحظر لثلاثين سنة، لكن لا يمكنك الحديث عن ذلك. وبالتالي، لابد أن تتوجه الاممية الرجعية ضد إيران وفي الحقيقة، هناك الكثير من المشاكل في إيران يمكننا قضاء المقطع كله في الحديث عن بشاعة الحكومة الإيرانية ولكن ليست هذه نقطتنا في هذه اللحظة. إيران تعاني بشدة بسبب فيروس كورونا والولايات المتحدة، بشكل واعي وعلني، تحاول أن تزيد بشكل واسع وسريع وأن تقتل أكبر عدد ممكن من الإيرانيين عن طريق تشديد العقوبات الاقتصادية. العقوبات الاقتصادية غير قانونية بالأساس والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها فرض العقوبات وهي توقع عقوبات على حوالي حوالي ٣٠ بالمئة من سكان العالم. والعقوبات الأمريكية هي عقوبات من طرف ثالث يجب على الدول الأخرى أن تلتزم بها حتى لو لم يحبوها وبالتالي، فأوروبا ترفض بقوة العقوبات ضد إيران، والتي تُستخدم حاليًا وتتمدد في الحقيقة لتزيد من عذاب الإيرانيين في وقت الحاجة يعارضها الأوروبيون لكن لا يمكن فعل شيء لأنه إذا عارضت العقوبات الأمريكية سترميك القوة الأمريكية خارج النظام الاقتصادي العالمي. فعليك إذن أن تتبع السيد لا يمكن القبول بأي من هذا. مازالت كوبا تتعرض لعقوبات اقتصادية قاتلة منذ أن حققت الاستقلال وليس بسبب أي شيء تفعله ولكن فقط، بسبب وبحسب اعتراف الملفات الداخلية الأمريكية، بسبب ما أسموه تحديها الناجح للولايات المتحدة ولا يمكن القبول بهذا . العالم تديره مافيا وإذا تحديت الأب الروحي ستُعاقب حسنا؟ هكذا تسير أغلب الأمور في العالم.
الديمقراطية في الشرق الأوسط: صراع مستمر
يُقال أن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ولكنه تفكير معيب للغاية لا أحتاج إلى الإشارة إلى التفاصيل بالنسبة لنصف السكان الذين تحكمهم إسرائيل ليست المشكلة فقط غياب الديمقراطية ولكن العيش عمليًا في سجن حتى داخل إسرائيل نفسها هناك اضطهاد بالغ ولكن إذا ذهبنا إلى العالم العربي كانت هناك انتخابات ديمقراطية في العالم العربي في يناير ٢٠٠٦ في فلسطين أول انتخابات ديمقراطية في العالم العربي روقبت بعناية ومعترف بها كانتخابات عادلة وحرة وماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن الولايات المتحدة بدأت فورا في تنظيم انقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة، إسرائيل زادت من نشاطها الإرهابي ضد غزة ووقعت عقوبات اقتصادية قاسية عليها وانساق الاتحاد الأوروبي، لعاره، وراءها كانت المشكلة أن الأشخاص الخاطئين فازوا بالانتخابات والانتخابات تكون عادلة ومقبولة فقط إذا فاز مرشحك هذا من وجهة نظر الأقوياء إذا فاز المرشح الخاطيء، دمّر الانتخابات. كانت هذه الانتخابات الحرة الوحيدة، هناك لبنان لديها انتخابات شبه حرة، نظام المحاصصة الطائفية الذي تركه الاستعمار الفرنسي يعطل بشدة نمو ديمقراطية حقيقية. في الدول الأخرى تجد بعض الملامح أشكال محدودة، في الكويت ليس بالكثير، في الغالب هي ديكتاتوريات كان الربيع العربي سيغير الوضع. لا أظن بأن الربيع العربي قد مات أعتقد أنه قد دُفع إلى التقهقر ولكن القوى مازالت موجودة وأظن أنها ستنهض مرة أخرى إنها عملية طويلة. الشخص الذي ربما قدم أحسن وصف لهذا الوضع بحسب علمي، هو جيلبير أشقر، من أصل لبناني ويدرّس في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن والذي قال مبكرًا أثناء الربيع العربي أن تلك خطوة مهمة ولكنها فقط الخطوة الأولى في عملية طويلة لتحطيم المؤسسات الاستبدادية وثقافة الاستعباد، وأنه لابد من أخذ الكثير من الخطوات ولكن من الممكن أخذها. لن تفوز في دقيقة ولكن يمكن ذلك مع مرور الوقت والتظاهرات الأخيرة في مصر دليل على ذلك والنشاط العمالي دليل آخر تجنبت تونس القمع إلى حد ما لكن هناك امثلة كافية، يمكن حتى أن ترى ذلك في الدكتاتوريات العائلية مثل السعودية الشباب يدفعون نحو نهاية لأسوء التعاليم المفروضة من القيادات الدينية الوهابية ويحرزون بعض التقدم وهي عملية يمكن أن تستمر. للأسف لم يعد هناك الكثير من الوقت.
البشرية في عصر فيروس كورونا والتغير المناخي
إلا إذا أخذت خطوات جادة لتعكس تنامي الكارثة البيئية معظم المنطقة سيصبح غير صالح للحياة حرفيًا لن تكون النجاة ممكنة. وبالمثل في جنوب آسيا إنها مشاكل حرجة ولابد من علاجها ولم يعد هنالك الكثير من الوقت لا يمكن لأرامكو أن تستمر في تسميم البيئة. إذا استمرت لن تكون هناك أرامكو, لن يمكن لأحد العيش هناك هذه التهديدات تفوق في هولها تهديد فيروس كوورنا. وهو سيء بما يكفي ويجب أن أقول أنني أظن أننا لم نقترب حتى من رؤية مداه الحقيقي. لم يضرب الفيروس الدول الفقيرة بعد حيث سيصبح الأمر كارثة في العشوائيات الاكثر فقرًا في مصر كمثال لن يكون بإمكان المرء غسل يديه كل 15 دقيقة, أو أن يبقي نفسه معزولًا عن الآخرين. ويتكرر ذلك في كل أنحاء العالم، ستكون تلك كارثة عظمى وما يحدث وما يحدث، يظهر لنا درجة السادية التي يصعب وصفها. فهنالك مثلا نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي في كل مكان كل الدول تحاول الحصول على نسبة ما ولا يمكنهم الدول الأفقر، وحتى دول غنية نسبيا كالبرازيل لا يمكنهم الحصول عليها لأن الدول الأغنى تتخطاهم في الإنفاق والتي تريد أخذ كل الأجهزة لنفسها. إذا مات مئات الملايين من البشر في مكان آخر فإنها ليست مشكلتهم، هذا السلوك السادي والمعادي للبشر، وفي ظل بيئة تنافسية فقط، يبيّن لنا أننا نعيش في عالم مريض وقد أصبح أكثر ضيقًا. خذوا مثال الاتحاد الأوروبي، يسمى بالاتحاد، ولكنهم يظهرون لنا الآن مدى الاتحاد في الموضوع. الدول الغنية مثل ألمانيا استطاعت السيطرة على انتشار الفيروس، بجانبها على بعد بضع أميال الوباء مستعر هل تساعد ألمانيا؟ كلا، ليست مشكلتنا لا تكتفي ألمانيا بعدم المساعدة ولكنها أيضا تعيق محاولات إصدار السندات الأوروبية المشتركة (يوروبوند) والتي قد تكون عنصر رئيسي في مساعدة الدول الأفقر لا، هم فقط يسعون وراء مصالحهم الخاصة على بعد أميال وراء الحدود الناس يموتون، ليست مشكلتنا. لحسن الحظ، يمكن لأولئلك الذي يعانون في شمال إيطاليا أن يطلبوا العون من وراء المحيط الأطلنطي من كوبا. كوبا تقدم النموذج الوحيد للتضامن الأممي الحقيقي ترسل أطباء وباستخدام إمدادات طبية من الصين إلى المناطق الأكثر إصابة للمرض. وكوبا تفعل ذلك منذ سنوات طويلة كانت كوبا مسؤولة بشكل كبير عن تحرر أفريقيا، والأفارقة يعلمون ذلك. عندما خرج مانديلا من السجن كان أول ما قام به هو مدح كاسترو بسبب مساهماته في تحرير أفريقيا، دحره لقوات جنوب أفريقيا في أنجولا، فتح المجال لتحرر نامبيا وأضعف نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. إنه تضامن أممي، وتضامن أممي متفان كلف كوبا الكثير ولم تجن منه شيئا. عندما كان هناك زلازل كبير في باكستان كانت القرى تُدمر والناس يموتون، أتى الأطباء الكوبيين بينما يدمر فيروس كورونا إيطاليا، أتى الأطباء الكوبيين. إذن التضامن الأممي الحقيقي ليس مستحيلا ولكن سيكون من الضروري الارتقاء إلى مستوى حضارة وثقافة الدول التي تمارسه. في نفس الوقت، بجوار كوبا ترامب ألغى بالكامل المعونة الموجهة للفلسطينيين بالكامل التي ترسل إلى مستشفيات الأونروا UNRWA بفلسطين وشرح أسبابه «إنهم لا يحترمونني بما فيه الكفاية» امسح حذائي وربما سأعطيك بعض العملات لكن إن لم تحترمني بما فيه الكفاية سأخنقك. هذا هو جار كوبا هناك طبعا فارق في القوة بين كوبا والولايات المتحدة. لا أظن أننا نريد خوض هذا النقاش وكما ذكرت سابقا، تخضع كوبا لعقوبات أمريكية قاسية منذ استقلالها.
صفقة القرن
الشيء المثير للاهتمام بخصوص صفقة قرن كوشنر ونتنياهو وكان نتنياهو صاحب الفكرة الحقيقي وأعطاها لهذا الفتى الصغير خادم ترامب، لتبدو الخطة كما لو أتت من الولايات المتحدة. السؤال المهم بخصوص هذه الصفقة هو لماذا يعطيها الناس أي اهتمام؟ لنفترض أن هذا الطرح قد أتى من الصين أو ألمانيا أو أي دولة في العالم، لم نكن حتى لننشغل بالضحك عليه إنه طرح سخيف لماذا ننظر إليه حتى؟ هذه علامة على قوة الولايات المتحدة عندما يأتي الطرح من القوة الأمريكية أيا كانت درجة سخافته وبشاعته، يصبح القضية المركزية فتقرأ النقاشات الجادة في الجرائد هل سينجح الطرح؟ هل هو عادل؟ هل سيكون به هذا العيب أو ذاك؟ ولكن رد الفعل المناسب هو الضحك. الضحك وإلقاء الطرح بعيدًا إنه حتى لا يستحق الضحك. إذا أردت أن تعرف أي نوع من الصفقات تلك فقط أنظر إلى الجناح اليميني للخارجية الإسرائيلية وما يطرحونه عادة هذه هي صفقة القرن لا تحتاج أن تلقي نظرة على التفاصيل ما يحسب لها هي أنها تعطي صفة رسمية لواقع السياسة الأمريكية في كل الأحوال إذا نظرت إلى السياسات الأمريكية في آخر ٥٠ سنة تقريبًا فإنها بسيطة ومثلًا، فإسرائيل لديها سياسة محددة وواضحة وهي خلق إسرائيل عظمى والتي ستضم كل جزء من الأراضى المحتلة ذي قيمة لدى إسرائيل وتوصله بإسرائيل باستخدام أفضل مشاريع البنية التحتية وتترك كل المناطق التي بها أكبر تركزات سكانية فلسطينية فإسرائيل لا تريد نابلس فهم يريدون الحفاظ على ما يسمونه «الدولة اليهودية الديمقراطية» وهذا معناه ألا يزيد عدد العرب. وبالتالي يستبعد الشعب الفلسطيني ولكن تأخذ إسرائيل الباقي ويقسم ما يتبقى من الشعب الفلسطيني ليعيش في مئات من المناطق الصغيرة غير صالحة للحياة بشكل عملي وينزع الفلاحين من أراضيهم والكمائن في كل مكان، حياة مستحيلة، على أمل أن يرحل الفلسطيين بشكل ما في أحد الأيام، كانت هذه ومازالت سياسة كل الحكومات الإسرائيلية، حتى المسالمين المزعومين مثل شيمون بيريز والذي كان مسؤولًا عن توسيع الاستيطان لتتعمق داخل الضفة الغربية والتي تسميها إسرائيل يهودا والسامرة وقبلت الولايات المتحدة بذلك ومولته بين الحين والآخر تقول «لا نحب ذلك نرجوكم ألا تفعلوه» ولكن يمولونه على كل حال. حسنا، الآن الأمور مكشوفة هذه هي سياستهم الرسمية لذا، يحتسب ذلك لترامب كشف لنا سياستهم بقبحها وساديتها الشديد وهو ما يليق بشخصيته ونظرته للعالم والآن هي مكشوفة للجميع ولكن بجانب ذلك، فصفقة القرن لا تستحق انتباه المعلقين ولو للحظة.
الرأسمالية والصين وأمريكا
الصين هي مجتمع متنامي ولكنها تظل بلد فقير ليست مثل الولايات المتحدة إذا نظرنا إلى مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية إنه أفضل مقياس لدينا لصحة المجتمع. مركز الصين هو حوالي ٩٠ ومركز الهند حوالي ١٣٠ كل هذا الحديث عن سيطرة الصين والهند على العالم هو بارانويا خالصة. أي من الدول يمكنها توقيع عقوبات؟ واحدة فقط الولايات المتحدة أي دولة لديها أكثر من ١٠٠٠ قاعدة عسكرية في كل أنحاء العالم؟ الولايات المتحدة أي دولة يمكنها عمليًا تخطي جميع الدول في الإنفاق بإنفاقها العسكري فقط؟ الولايات المتحدة. أي دولة لديها مزايا استثنائية لا تشاركها فيها أي دولة أخرى؟ مساحة شاسعة وموارد ضخمة وسكان متجانسون بمجرد إبادتهم للسكان الأصليين، أصبحت الساحة مفتوحة لسيطرة الأوروبيين. كان الاقتصاد قائما على العبودية لمدة قرن، خلق أسوء نظام عبودية في التاريخ وخلق أساس الاقتصاد الحالي. تذكروا أن القطن كان هو نفط العالم حتى أواخر القرن الـ ١٩ اغتنت بريطانيا بسبب القطن وكذلك الولايات المتحدة وغيرهم وأخيرا فالآن لا توجد دولة أخرى تقرب من امتلاك المميزات التي تملكها الولايات المتحدة ويصادف أنها مجتمع يديره قطاع الأعمال بشكل كبير إلى درجة استثنائية ولهذا أثره على طبيعة المجتمع. إذا نظرت إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مقاييس الدول الغنية للعدالة الاجتماعية ستجد الولايات المتحدة في قاع التقييم بجوار المكسيك واليونان. إذا نظرت إلى النظام الصحي، أحد المشكال الحالية، النظام الصحي الأمريكي كارثي يكلف ضعف التكاليف التي تنفقها الدول المماثلة ويخرج أسوء النتائج. والآن هذا النظام يعاني بشدة لأنه في النظام النيوليبرالي يتبع نموذج تجاري نموذج تجاري يعني أن النظام لا يملك طاقة فائضة لا تريد أن تهدر مالا لشراء سرير زائد لحالات الطوارئ، إذن النموذج التجاري يتبع ما يسمونه الكفاءة لا قدرة احتمال فائضة، فقط ما يكفي لتغطية الظروف العادية و ذلك لا يسير بشكل جيد كما يمكن أن يخبركم الكثيرين بما فيهم أنا من تجربتي الشخصية، ولكنه يعمل نوعا ما على الأقل. ولكن إذا حدث أي شيء خارج إطار الطبيعي فحظك سيء في الواقع. إذا نظرت عن قرب لما يحدث يكاد الأمر أن يكون محيرًا لننظر إلى أجهزة التنفس الاصطناعي والتي تمثل الآن عنق زجاجة النظام يضطر الأطباء والممرضون إلى اتخاذ قرارات مؤلمة حيال من سيقتلون اليوم لأنه لا توجد أجهزة كافية للجميع لماذا؟ إنه تاريخ طويل ولكن لننظر إلى ترامب في يناير كان معروفا للعالم كله أن هناك وباء أو جائحة وشاملة قادمة فماذا فعلت إدارة ترامب؟ كانت ترسل أجهزة التنفس والأقنعة والمعدات الأخرى خارج الولايات المتحدة إلى الصين ودول أخرى واستمر الأمر حتى مارس، عندما أدرك ترامب أخيرا أن الأمر ليس نكتة. بدأوا في استيراد نفس أجهزة التنفس والأقنعة من الصين بالنسبة للمصنعين والوسطاء وشركات الشحن. الأمر رائع لقد جنوا المال من إرسالها ويجنون المال من إرجاعها. وهكذا تجري الأمور في كل الجوانب إذا أردت حقا أن ترى صورة واضحة للعقلية السائدة في واشنطون أنظر إلى الميزانية المطروحة للسنة القادمة مشروع الميزانية في منتصف فبراير، بينما كان الوباء يستعر بشكل واضح، في منتصف فبراير يخرج علينا ترامب بميزانيته نصت على التخفيض المستمر للإنفاق على مركز مكافحة الأمراض وكل أجزاء الحكومة المرتبطة بالصحة. الاستمرار في خفض الإنفاق هذا ما كان يفعله ترامب طوال فترته الرئاسية حتى في منتصف الجائحة ولكن هناك أشياء أخرى يجب الإنفاق عليها مثل الإعانات الضخمة لصناعة الوقود الأحفوري. هذه هي الميزانية والجيش بالطبع. يخبرك ذلك ما هي عقلية هذه العصابة الإجرامية في أقوى مرحلة في تاريخ العالم بطبيعة الحال، فالناس خائفون منها في الحقيقة، الولايات المتحدة مرهوبة ومكروهة حول العالم إلى حد مدهش، يمكنك ملاحظة ذلك بقراءة الصحافة العربية تفعلون ذلك أكثر مني ولكن من قراءاتي القليلة للترجمات الأمر مدهش، سأحكي قصة شخصية توضح الأمر هناك عملية احتيال عبر الإنترنت منتشرة مقال جنوني يدعي أن الولايات المتحدة بدأت فيروس كورونا حتى تقتل الناس حول العالم وتسيطر عليه والمقال منسوب لي غير حقيقي بالطبع، ولكن تأتيني رسائل من كل أنحاء العالم وحتى من أصدقاء ومن زملاء أشخاص جادون يقولون «شكرا على قول الحقيقة أخيرًا» كراهية الولايات المتحدة عالية للغاية لدرجة أن الناس يصدقون أي شيء ولكن يجب عليك الانبطاح أمام القوة قوية لا يمكنك فعل شيء حتى يتمكن شعب الولايات المتحدة نفسه من تفكيكها وتحويلها إلى مجتمع أكثر حرية.
صعود وهبوط ساندرز ومستقبل السياسة الأمريكية
الشباب الذين عملوا بجد من اجل ساندرز يشعرون بالاكتئاب ويرون أنهم فشلوا. لكنهم مخطئين وهذا جزء من حقيقة غريبة أخرى تخص الولايات المتحدة، لا يوجد تاريخ لا توجد استمرارية تاريخية لا يوجد حركات سياسية مستمرة ولها باع طويل. كل حركة سياسية بدأت من الصفر يكونون شبابا في الغالب لذا لا يعلمون شيئا عما جرى قبلهم، خذ أي حركة اجتماعية جادة، مناهضة العبودية وحقوق المرأة والربيع العربي، أي أحد، يتحركون للأمام ويتعرضون لانتكاسات لكن لا يستسلمون لا ييأسون من أول انتكاسة، يستمرون. في الحقيقة، حملة ساندرز حققت نجاحًا ساحقًا. نجاحٌ سيترك أثرًا لقد غير بالكامل ساحة النقاش وحتى تشكيل السياسات في الولايات المتحدة. أشياء شديدة الأهمية كانت تعتبر هراء منذ بضع سنوات، أصبحت الآن محط الأنظار كالتأمين الصحي الشامل والتعليم العالي المجاني وحقوق العمال والأجور المناسبة أصبحت كلها محط الأنظار وذلك بسببه بشكل رئيسي. هذا نجاح هائل وقد فعل شيئ آخر أيضا أظهر أنه يمكنك إدارة حملة سياسية بنجاح بدون الاعتماد على الثروات الخاصة وسلطة الشركات. هذه قطيعة مع قرن من التاريخ السياسي الأمريكي هذه نجاحات كبيرة يمكنك البناء عليه ليس عليك العودة للمنزل والبكاء. أظن أن أغلب هذا الكلام ينطبق على الربيع العربي لقد حقق الكثير جعل الناس يدركون أنه هنالك ما يمكن فعله، لذا لنفعله بالرغم من قساوة الدكتاتورية وهي أسوء بكثير مما قد يواجهه أي أحد في الولايات المتحدة بالطبع.
لقد أوضح ساندرز في خطاب انسحابه أنها ليست نهاية الحركة السياسية الحملة الانتخابية ستنتهي بسبب ظروف كثيرة ولكن الحركة ستستمر ويقع على عاتق الشباب أن يعطوا بعدًا ملموسًا لهذه الكلمات أن يجعلوها حقيقة، ذلك ممكن وإذا فعلوا ذلك سيكون عالما أفضل بكثير. لكن أخشى أن علي الذهاب الآن لأنه لدي مقابلة أخرى.
Socialist Interviews April 2020
لست ربوت