في سلسلة حوارات تقترحها جريدة فور تنمية على زوارها مع مفكرين ومثقفين وأدباء ومن أجل فهم أكثر وأعمق للتغيرات التي عرفتها المجتمعات بعد تفشي جائحة كورونا .
في هذه الحلقة الثانية لحواراتنا نستضيف الكاتب والقاص المغربي عبد الغفور خوى للغوص في عوالمه الخاصة خلال هذا الحجر الصحي المنزلي الذي يرى انه لايتسع سوى للوحشة والجفوة .
كيف يقضي عبد الغفور خوى فترة الحجر الصحي ؟ وهل من انشطة تقوم بها في يومك؟
غالبا ما أجد في العزلة أُنسا ومتسعا للتأمل والتفكير، لكن في عزلة هذا الحجر الصحي لم أجد سوى الوحشة والجفوة. هذا لم يمنعني من مواصلة القراءة، . لحد الآن أنهيت قراءة ” الحياة السائلة ” و ” الثقافة السائلة ” ل زيجموند باومان، وأتقرب من ” الخصائص ” لابن جني في محاولة للتفقه في لغة الضاد، أما الكتابة فلا تطاوعني إلا لماما.
ككاتب، هل تعتقد أن الجو الحالي يوفر لك طقوسا مناسبة للكتابة والقراءة، أم العكس؟
عموما تحتاج ممارسة طقوس القراءة والكتابة إلى شروط أهمها الصفاء الذهني، وهو أمر غير متاح وأنا أراقب الانهيارات في صمت، وأسمع الأنين القادم من مكان ما، وأرى البؤس يؤثث هنا وهناك فأغرق في متاهات التخيل، ثم ألوذ بالكتاب لأسافر من خلاله إلى عوالم أخري علني ألفي ما به أحيا.
هل تساهم هذه الفترة في تغيير بعض من عاداتك، سلبا أم إيجابا؟
لا، قطعا. لم تؤثر فترة الججر في عاداتي وسلوكاتي لأني متعود إراديا على الخلوة، لي فيها أصدقاء بلا حساب، وكائنات متخيلة تقاسمني شظف المكان، أحدثها وتحدثني، ولي فيها مآرب أخرى.
هلا حدثتنا عن مشروع ابداعك الجديد، والتاريخ المرتقب لصدوره؟
أقرأ، ثم أقرأ. أخاف أن أموت قبل قراءة كل ما أريد. وبين كل وجبة قرائية وأخرى أمارس شغب الكتابة ببخل. شعرا ونثرا والوانا. أكتب في ” انتظار بائعة الورد ” وهو عنوان مرحلي لتسريد قادم اشتغل عليه، ولا اعلم متى سيرى النور.
لست ربوت