من منا نحن ابناء هده البلدة العزيزة لا يتدكرماضيها المكتوب على رواسب فوسفاطية سهلة الاطلاع لكل قارىء ومكتشف. ادا قلنا الماضي بمعنى نجسد تاريخ منطقة معروفة بجودها وكرمها وطيبوبة ساكنتها المتميزة بعرقها الصحراوي المتكون من اعرق القباءل الجنوبية للمملكة .إنها بلدتي مسقط رأسي بها ترعرعت وعشت كل المراحل الإنسانية المعروفة من المهد إلى ان قسى عضمي وبلغ رشدي.
طبعا كباقي اصدقاءي كنت طفلا يافعا لأرى كل ما جادت به قريتي من واقع معاش تميز بالبساطة والتكافل والود بين ساكنتها المعدودة على رؤوس الأصابع؛ أيام بلجيكي والعروبي والخويل وشعيبا وحسن الطويل والخويل...وبن الطاهر والحاج سعيد وكدلك سي عطو وسي أبوعلي وسي عمر البلالي ... هؤلاء الأشخاص والرجال كانو معروفين كل حسب تخصصه ومهنته ونضالاته ؛ حقيقة كنا نرى في دلك الزمن كل شيئ جميل كنا نعيش موسما بموسم واسبوع بأسبوع خاضعين لمؤشرات الطبيعة التي كانت تشير الى نهاية موسم وبداية آخر؛هده المؤشرات كلها زالت واندترت مع الزمن ؛ اأين هي اسراب الغربان التي تندر ببداية فصل الشتاء والفراشات لفصل الربيع ثم اسراب طيور الزريع والبورشيريش لفصل الصيف أين هي كدلك الجحافل البشرية القادمة من الجنوب الحاملة للمناجل والتباندة مندرة هي الأخرى بموسم الحصاد كل اصبح في خبر كان .
رغم بساطة العيش وقساوة الظروف إلا كنا غالبا ما نحس ونشعر بتآمر بعض المسؤولين الدين تعاقبوا على تدبير وتسيير شؤون هده البلدة التي تكالب عليها الزمن وقست عنها الطبيعة لتخرج لنا واقع درامي معقد جعل المنطقة تعيش الفقر والتهميش والإقصاء طيلة عقود من الزمن ،كل هده الظروف أثرت بشكل كبيرعلى محدودية مستوى التعليم في المنطقة بحيث الأغلبية الساحقة لم ترقى الى دلك التعليم العالي الأكادمي واكتفت بالجامعي فما تحت وكانت قلة قليلة،لكن هدا لم يمنع عصامية الشخص الرحماني في تكوين نفسه بنفسه ليقف شامخا وصامدا في وجه كل الظروف العاتية .
دكروني يا أصحاب الفخامة عن قبيلة مغربية عرفت صبر الرحامنة اللدين علمهم الجفاف كيف يتئقلمون مع ظروف العيش القاسية دكروني يا أصحاب المهابة عن قرية عاشت البؤس والقهر في زمن الطغات أيام سنوات الجمر والرصاص بحيث انتشر الجهل والأمية بشكل ممنهج ومقصود في عهد كانت فيه الطبقية ترسم مصار الإنسان كل حسب إنتمائه وبيئته . آه من زمن أقبرت فيه العديد من المواهب عرفتها المنطقة في شتى المجالات .للاسف رغم كلمة الزمن الجميل التي ارتبطت بسنوات السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات والتي تختزل في القيم والمبادئ والأخلاق النبيلة كان يقابلها القمع وهظم الحقوق هكدا كانت الصورة بادية للعيان في بلدتي مند عقود من الزمن . لقد بزغت الألفية الثالثة بشكلها ومضمونها فشكلت الحدث على المستوى الوطني ببلوغ الملك الشاب محمد السادس لسدة الحكم ليشكل طفرة نوعية في العديد من المجالات لكن لاننسى كون هناك عدة أحداث أخرى إقليمية ودولية فرضت نفسها على الشعوب والدول أولها الإرهاب وكدلك الأزمة الإقتصادية التي عرفتها كبريات الدول المسيطرة على الإقتصاد العالمي فأرخت بضلالها على الدول النائية ثم جاء بعد دلك الربيع العربي الدي أثر بشكل كبير على بعض الأ نظمة الفاشلة ، كل هده الأحداث جعلت من صاحب الجلالة يكون سباقا للقيام بالعديد من الإصلاحات أولها دستور 2011 ليعرف المغرب منعطفا جديدا على المستوى الإقصادي والحقوقي والإجتماعي، أخيرا استبشرت بلدتي خيرا بقدوم صاحب الجلالة الدي فتحها فتحا مبينا عاطيا انطلاقة العديد من المشاريع الكبرى التي حتما سيكون لها وقعا إجابيا على مستوى المدينة مستقبلا.كل هدا جميل ،لكن المدينة الأم لازالت تفتقر الى بنية تحتية في المستوى وإلى مرافق عمومية وعلى رأسها مستشفى إقليمي يليبق وتطلعات الساكنة ،كدلك خلق فرص الشغل ولا سيما المدينة تتوفر على أحد أكبر المؤسسات الإقتصادية بالمغرب {المكتب الشريف للفوسفاط}.كما هو معروف حسب الأعراف والقوانين الدولية فكل منشأة أو مؤسسة إقتصادية فهي ملزمة بالمساهمة في تنمية المنطقة التي تنشط بها.
هكدا يمكن تحميل المسؤولية بالدرجة الأولى إلى النخبة السياسية التي تعاقبة على تسيير وتدبير الشأن المحلي لهده المدينة بحيث كانت تفتقد إلى استراتيجية العمل الهادفة والى الحكامة الجيدة التي يمكن من خلالها تحقيق كل الأهداف المرسومة حسب أولويات وحاجيات المنطقة كما كانت تفتقر إلى الجرأة السياسية والقوة الظاغطة لأستعمالها في وجه بعض الجهات والمؤسسات الداعمة.
لست ربوت