من ذاكرة الرباط المقدس لفريق الشباب: عبد اللطيف السباعي البهجة: "يوعري" ابن جرير. بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة الرباط المقدس لفريق الشباب: عبد اللطيف السباعي البهجة: "يوعري" ابن جرير. بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة الرباط المقدس لفريق الشباب: عبد اللطيف السباعي البهجة: "يوعري" ابن جرير. بقلم عبد الكريم التابي







إذا ما تبادر إلى ذهن أحد متتبعي الذاكرة الرياضية لابن جرير، أن اسم الأستاذ عبد اللطيف السباعي، لم يرد ضمن سلسلتها، فالأمر لا يتعلق بي، لأنني سبق أن اتصلت به منذ سنتين ليوافيني ببعض المعلومات المقتضبة التي تتعلق بمساره الرياضي على وجه الخصوص ، وأبدى استعداده لذلك، إلا أنه لم يعاود الاتصال بي لأسباب قد تكون على الأرجح مرتبطة بالسهو ليس إلا، وذلك لما يعرف به السي عبد اللطيف من احترام وحسن خلق.
كثيرا ما يرتبط بعض الأشخاص بفرقهم الكروية ارتباط الأم بأبنائها أو ارتباط الأبناء بأمهم، ولا تكاد تفارقهم إلا إذا فرق بينهم الموت، أو إذا حدث ما يدخل في باب الإكراه الذي لا راد له. ومع ذلك لا تنفرط عرى تلك العلاقة الروحية وتستمر حتى تخرج تلك الحشرجة الأخيرة التي تؤذن بأن الرحيل آت لا شك في ذلك ولا مهرب من ذلك.
وإذا كانت بعض الأسماء التي اشتغلت في الظل فيما يتعلق بتوفير وإعداد بعض اللوجستيك الأساسي الذي بدونه يستحيل بموجب القانون إجراء مباراة في كرة القدم، تعتبر في عرف التسيير الرياضي المحترف، فاعلا ومتدخلا أساسيا لا يقل شأنا عن الطاقم التقني والطبي والإداري.
وحينما يذكر الرياضيون هذا الجانب، فإنهم يستحضرون بعض الأسماء التي عرفتها الميادين الكروية المغربية، وفي مقدمتها كما يعرف الجمهور الرياضي، ( محمد يوعري) والد سفيان رحيمي لاعب الرجاء البيضاوي ومحمد بوسعد الملقب ب "كالا" الذي اشتغل إلى جانب النادي المكناسي ( CODM) لمدة ثلاثين سنة دون أن ننسى ما قام به المرحوم حسن بلهبالي الملقب أيضا في ابن جرير ب "كالا"، كما يوجد آخرون غيره ممن لا يعرفهم الجمهور القريب من كثير من الفرق الوطنية في كل الأقسام، والذين يقومون بأدوار مهمة تساهم في تهييء الظروف المناسبة قبل أي مباراة وبعدها، ما يجعل المكلف بهذه المهمة أول من يحضر وآخر من يغادر.
وفي ابن جرير، ارتبطت هذه المهمة بالمرحوم حسن بلهبالي الشهير ب (كالا)، ثم تحولت فيما بعد إلى الأستاذ عبد اللطيف السباعي الذي قد لا يعرفه بعض من الجيل الجديد، إلا من خلال تلك المهمة التي ارتبطت باسمه لسنوات طوال، وهم قد لا يعلمون أن الرجل لعب الكرة منذ سبعينيات القرن الماضي في صفوف الشباب، بل أجادها وبرز بشكل لافت في الممر الذي كان يشغله كجناح أيمن طائر سريع، كثيرا ما أمتع الجمهور بمراوغاته وانطلاقاته السريعة واختراقاته لدفاعات الخصوم التي كانت ساعتها تتميز بالقوة المفرطة التي لا تستوجب أية عقوبة انضباطية.
لعب عبد اللطيف البهجة في الملعب المترب الناعم المسمى بملعب الفرفارة، كما لعب في الملعب الصخري المتحجر الذي يدعى اليوم بالملعب البلدي الذي غدا معشوشبا اصطناعيا، وكان واحدا ممن يمكن أن نعتبرهم مناضلين رياضيين كرويين بمعنى من المعاني، اعتبارا لإمكانيات ذلك الزمن الذي كان لعب الكرة للمتعة ولاحترام القميص واحترام الجمهور وإسعاده بما تستطيع إليه الرجلان وباقي الأعضاء المسموح باستغلالها قانونا في اللعب وتقديم عروض تحظى باستحسان المتفرجين كبارا وصغارا.
عمل السي عبد اللطبف أستاذا للتربية البدنية والرياضة بكوليج ابن جرير الذي سيتحول جزء منه إلى ما يسمى اليوم بالثانوية التأهيلية عبد الله إبراهيم، والذي منه برزت مؤهلات عدد من اللاعبين الذين درسوا في نفس الكوليج وتحملوا فيما بعد مهام التدريس أو الإدارة التربوية وهم كثيرون يعرفهم جمهور ذلك الزمن السبعيني.
عبد اللطيف السباعي الذي ولد سنة 1953، لعب في سن مبكرة ، حيث جاور فريق النجاح سنة 1968 الذي تأسس بابن جرير بعد ذلك الموقف السخيف الذي منع اللاعبين غير المنتسبن ل "لبلاد" من اللعب للفريق الأصلي الأمل. في سنة 72/ 73 التحق بفريق الشباب الذي لعب له إلى غاية 1976، حيث لعب لموسم مع نهضة "باب أيلان" ثم بعد عمله في قطاع التعليم بدمنات، لعب لفريقه المحلي قبل أن يعود إلى ابن جرير ليلعب لفريقها من الموسم الرياضي 1982 إلى غاية 1994 السنة التي أنهى فيها المشوار كلاعب لينضم إليه من باب آخر وهو التكفل بأمتعة الفريق وهي المهمة التي لازال يشغلها إلى يوم الناس هذا.

يتميز السي عبد اللطيف بالتواضع ودماثة الخلق، ما جعله محط احترام وتقدير من طرف الجمهور والزملاء في الكوليج وباقي الأصدقاء، إضافة إلى كل من تعاقب على الفريق من لاعبين ومدربين ومسعفين طبيين وغيرهم، دون نسيان أن فريق الشباب الذي ارتبط به لمدة طويلة قضى معظمها كمكلف بالأمتعة، يسكن قلبه وعقله ووجدانه قبل أن تسكنه المهمة الرياضية. وهو بهذا الاستثناء يحق أن يوصف ب "يوعري" ابن جرير.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button