تقسم الإضافة على قسمين: إضافة لفظية (غير المحضة) و إضافة معنوية (محضة).
أولا: الإضافة اللفظية (غير المحضة):
تعريف الإضافة اللفظية:
الإضافة اللفظية هي: ما كان المضاف فيها اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة،
أمثلة الإضافة اللفظية:
من نماذج الإضافة اللفظية: كاتمُ السّرِّ، ناصرُ الضَّعيفِ، مُوَاسِي المريضِ، مرفوعُ الرأسِ، طيبُ القلبِ، ليّنُ الجانبِ.
هذا النوع من الإضافة لا يستفيد منه المضاف تعريفا ولا تخصيصا، فالمضاف لا يتعرف بالمضاف إليه وإن كان معرفة، وكذلك لا يتخصص به -بمعنى تقليل إبهامه وتقريبه من المعرفة- بل إن المضاف يبقى نكرة دائما مع هذا النوع من الإضافة.
والدليل على أن المضاف لا يتعرّف في الإضافة اللفظية أنه يقع في مواضع النكرة، ولو استفاد التعريف، ما صح وقوعه في هذه المواضع، ومن ذلك:
أ- وقوعه صفة النكرة، تقول: "لي صديقٌ كاتمُ السرِّ طيبُ القلبِ".
ب- وقوعه حالا، ومعلوم أن الحال لا تكون إلا نكرة غالبا، تقول: عشْ في الحياة محمودَ السِّيرةِ نقيَّ السريرةِ وتقول: "جاء صديقي صارمَ الوجهِ حادَّ القَسَمَاتِ".
ج- وقوعه مجرورًا بالحرف "رُبَّ" تقول: "رُبَّ شَاقِّ الأمرِ هَانَ صَعْبُه، ورُبَّ ميسورِ الأمرِ صَعُبَ سَهْلُه" وما جاء في الأثر من "رُبَّ قارِئِ القرآنِ والقرآنُ يَلْعَنُه".
أما أن هذه الإضافة لا تفيد التخصيص: فلأن التركيبين قبل الإضافة وبعد الإضافة متساويان في المعنى بلا زيادة ولا نقصان، فقولنا: "الله مجيب الدّعاءِ" يساوي في المعنى: "الله مجيبٌ الدعاءَ".
وخلاصة الأمر أن هذه الإضافة اللفظية لا تفيد التعريف ولا التخصيص، وهي تفيد التخفيف بحذف التنوين من المضاف، وكذلك نون التثنية والجمع المذكر، فلا شك أن قولنا: "الإنسانُ المثقفُ مصقولُ العقلِ والضميرِ" أخف مما لو قلنا "مصقولٌ العقلُ والضميرُ"، وهذا هو السبب في أن هذه الإضافة سميت "لفظية" لأنها أفادت أمرًا لفظيًّا هو التخفيف كما سبق.
معنى الإضافة غير المحضة:
ويطلق على هذه الإضافة اللفظية اسم "غير محضَة" ومعنى المحضة: الخالصة، فهذه الإضافة إذن غير خالصة للإضافة، أو بعبارة أقرب، إنها إضافة غير حقيقية، إذ لا يترتب عليها ما يترتب على الإضافة الحقيقية من تعريف الاسم أو تخصيصه.
ولذلك قالوا: إنها على تقدير الانفصال بين الكلمتين، فقولنا: "الفتاةُ رائعةُ الجمالِ" يساوي تماما: "الفتاةُ رائعةٌ الجمالَ".
ثانيا: الإضافة المعنوية (المحضة):
تعريف الإضافة المعنوية:
الإضافة المعنوية هي: الإضافة الحقيقية، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل " طلابُ العلمِ، روعةُ الانتصارِ، ذلّةُ الهزيمةِ".
هذا النوع من الإضافة يستفيد منه "المضاف" التعريف أو التخصيص على النحو التالي:
1- إذا كان المضاف إليه معرفة كان المضاف معرفة مثل: "في محاضراتِ النحوِ سهولةُ الأسلوبِ وثَراءُ الأفكارِ".
2- إذا كان المضاف إليه نكرة أفاد تخصيصه فقط دون تعريفه مثل: "قولُ حقٍّ في وجهِ ظالمٍ شجاعةُ ضميرٍ ودليلُ حريَّةٍ".
ومن هذا يفهم لماذا سميت "معنوية" لأنها تفيد أمرًا معنويا هو تعريف المضاف أو تخصيصه.
ومن هذا أيضا يفهم لماذا سميت ِ"محضة". لأنها هي الإضافة حقيقة إنها الإضافة الخالصة التي يترتب عليها الأحكام السابقة، ولا يمكن فيها فصل المضاف عن المضاف إليه ولو على سبيل التقدير.
صور الإضافة المعنوية:
الإضافة المعنوية لها صور ثلاث:
صورة الإضافة المعنوية الأولى: ما تأتي بمعني "في" وضابطها ما كان المضاف إليه ظرفا للمضاف، وبعبارة أقرب: أن يصح إحلال المضاف في المضاف إليه وتقدير "في" بينهما، كقولنا: "سهرُ الليلِ ويقظةُ النهارِ" ، وقول الله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} وقوله أيضا: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}.
صورة الإضافة المعنوية الثانية: ما تأتي بمعنى "من" وضابطها -في تحديد النحاة- ما كان المضاف إليه كلًّا للمضاف، وبعبارة أخرى: ما كان المضاف جزءا من المضاف إليه ويصح تقدير "مِنْ" بينهما، كقولنا "بدلةُ صوفٍ وقميصُ حريرٍ وخاتمُ ذهبٍ".
صورة الإضافة المعنوية الثالثة: ما تأتي بمعنى "اللام" وهي غير النوعين السابقين، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل "صداقةُ العمر وأستاذُ المادّةِ وحريةُ الوطنِ وحضارةُ الأمةِ".
لست ربوت