التسامح في الإسلام من خطب الشيخ عبد الحميد أمين إمام مسجد الهلالي رحمه الله

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية التسامح في الإسلام من خطب الشيخ عبد الحميد أمين إمام مسجد الهلالي رحمه الله

التسامح في الإسلام من خطب الشيخ عبد الحميد أمين إمام مسجد الهلالي رحمه الله

 الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الرحمة ومزيح الظلمة صاحب الشفاعةمحمد بن عبد الله النبي الهادي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد < صور من تسامح الإسلام >> لإسلام دين التسامح والرحمة، ويكفي أن نعلم الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ، و النسائي في السنن، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أمن رجلاً على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافراً ).لا يتوفر وصف للصورة.
أيها الناس إن الصراع المرير الذي بدأ يجلو على أرض الإسلام وهذا الحنق المتناهي وهذا القتل المستشري وهذه الحروب القائمة على نغمات الطائفية والعرق وهذا التفكك المقيت سبب ذالك ومرده إلى أمور ثلاث أولها عدم تشبت الأمة الإسلامية بالمخلصين اللذين قال في شأنهما الحبيب المصطفى . في المستدرك .عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»+ الضلال : الضياع والميل عن الصواب++الحوض : نهر الكوثر
.وثانيها\تفسخ الجم الغفير من الأمة واختيارهم لذالك وعضهم عليه بالنواجذ ودفاعهم المستميت على أن الحياة هي خمر وعربدة ورقص وعري وبغاء وتحلل ثالثها \تدمرآخرين من هذا التفسخ والجبروت فولد لديهم فكر ضيق وتشدد وغلو في الدين استباحوا به كل نفس أو مال طبقا لما تولد بعد الحربين بين الخيرين من أصحاب رسول الله علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله الله عنه من بزوغ طائفة الخوارج الذين كفروا الأمة وأعملوا فيها السيف فقتلوا كثيرا من الخلق ممن خالفهم الرأي وفي العصر الحديث ولدت طائفة التكفير والهجرة من رحم المعتقلات وتعذيب الناس مما لم يسبق له مثيل أيام جما ل الراحل في مصر من سنة خمسين إلى مابعد الستين وتسعمائة وألف .تلكم أيها الناس هي القشة التي قطعت ظهر البعير وفككت تماسك الأمة ومهدت الطريق لأعدائها لينالوا منها وقد كان ذالك كذالك وهو الذي سيكون طالما لم تعد الأمة إلى رشدها وتتوب إلى ربها وإليكم ألأمثلة من تسامح الإسلام \
1>>ـ أخلاق الإسلام في الحروب \
جهز النبي(ص)في جمادى الولى جيشا للقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير رسوله إلى أمير بصرى وأمر عليهم زيد بن حارثة ووصاهم بقوله:فعن خالد بن زيد قال : خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون فيهم رجالا في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص فافلقوها بالسيوف ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تقطعن شجرة ولا تعقرن نخلا ولا تهدموا بيتا وهذا أيضا منقطع وضعيف> سنن البيهقي .
2547
عن سليمان بن بريدة عن ابيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسملين خيرا فقال اغزو بسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا> الترمذي قال الشيخ الألباني : صحيح
فالتقى جيش المسلمين الذي يبلغ عدده ثلاثة آلاف مع جشش الروم الذي يبلغ عدده مائة وخمسون ألفا وذلك في غزوة مؤتة فاستشهد القواد المذكورون وأخذ الراية خالد بن الوليد فهزم الروم هزيمة نكراء فنعى النبي(ص) من استشهد.
قلت> وقد طبق هذا الهدي جنود غزة في حرب رمضان 2014مع اليهود حيث كانوا لايقتلون إلا الجنود يهاجمونهم في التكنات بالرغم من قدرتهم على هجوم المستوطنين العزل من غير العسكريين لكن اليهود كانوا يقصفون البيوت ويقتلون بقصف الطائرات المئات في الطلعة الواحدة
وفي المعجم الكبير عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ"إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لا تَغُلُّوا وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلا شَيْخًا كَبِيرًا"، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، إِلا إِسْرَائِيلُ، وفي السنن الكبرى للبيهقي : ر عن أبى عمران الجونى ان ابا بكر رضى الله عنه بعث يزيد بن أبى سفيان إلى الشام فمشى معه يشيعه قال يزيد بن أبى سفيان إنى اكره ان تكون ماشيا وانا راكب قال فقال انك خرجت غازيا في سبيل الله وإنى احتسب في مشيى هذا معك ثم اوصاه فقال لا تقتلوا صبيا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة الا لمأكل ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه - (وقد روى في ذلك) عن النبي صلى الله عليه وسلم
أين هذه الرحمة اليوم في ظل العولمة والتبجح بالعدالة القائمة على المصالح فكل خلاف قام لم تحضر فيه الرقابة الإلهية إلا وتكون النكاية فيه للقوي.يوم طبق الإسلام على الأرض كما أراد الله له لم ير الناس فيه ما نرى اليوم من مسخ للحقائق حيث تلاحظ في عقول الأكثرين الصادق مكذبا والكاذب مصدقا والسنة بدعة والبدعة سنة وقلة ذات اليد نقصا والثراء الفاحش رجولة وذالك ناتج عن المرج والهرج الذي تعيش في ظل تزاحمه البشرية. يقول الشيخ الغزالي رحمه الله في خلق المسلم، ، . روى الطبراني عن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال:"امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين"رواه أحمد..وفي رواية: أن رجلاً جاءه يشكو قسوة قلبه فقال له: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟! ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلِن قلبك وتدرك حاجتك".
وذلك أن القلب يتبلَّد في المجتمعات التي تضجّ بالمرح الدائم، والتي تصبح وتمسي وهي لا ترى من الحياة غير آفاقها الزاهرة، ونعمها الباهرة، والمترفون إنما يتنكرون لآلام الجماهير؛ لأن الملذات التي تُيسَّر لهم تغلف أفئدتهم، وتطمس بصائرهم، فلا تجعلهم يشعرون بحاجة المحتاج، وألم المتألم، وحزن المحزون، والناس إنما يرزقون الأفئدة النبيلة، والمشاعر المرهفة، عندما يتقلبون في أحوال الحياة المختلفة، ويبلون

2548
من السراء والضراء.. عندئذ يُحسُّون بالوحشة مع اليتيم، وبالفقدان مع الثكلى، وبالتبعية مع البائس الفقير .اهـ
إن من حباه الله بالرحمة في قلبه ففيه صفة للرحمن .والرحمة صفةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسنة ، و (الرحمن) و (الرحيم) من أسماءه تعالى تكررا في الكتاب والسنة مراتٍ عديدة .? الدليل من الكتاب :... 1- قوله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة : 1و2].2- قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحيمٌ } [البقرة : 218].? الدليل من السنة :1- تحية الإسلام : ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) ، وقد وردت في أحاديث صحيحة كثيرة.2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لما خلق الله الخلق ، كتب في كتاب ، فهو عنده فوق العرش : إنَّ رحمتي تغلب (أو : غلبت) غضبي)).رواه البخاري (3194) ، ومسلم (2751).
2>ـ أخلاق الإسلام مع غير المسلمين\
أما الإسلام فهو دين الرحمة والتسامح، ودين الوفاء بالعهود حتى للأعداء، ونحن نعلم يقيناً أن اليهود ما ذاقوا طعم الأمن والاستقرار إلا في ظلال الإسلام، وما تعرض يهودي للأذى إلا يوم أن نقض اليهود العهود مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وما عرف الصليبيون والنصارى طعم الأمن والأمان إلا في ظلال الإسلام.اهـ محمد حسان في الظهير الذي نشره سلطان المغرب محمد بن عبد الله في 5 أبريل 1864 ونصه:((بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نأمر من يقف على كتابنا هذا من سائر خدامنا وعمالنا والقائمين بوظائف أعمالنا أن يعاملوا اليهود الذين بسائرإ يالتنا بما أوجبه الله تعالى من نصب ميزان الحق والتسوية بينهم وبين غيرهم في الأحكام حتى لا يلحق أحد منهم مثقال ذرة من الظلم ولا يضام ولا ينالهم مكروه ولا اهتضام الخ اهـ الأقليات للقرضاوي...
3>ـ موقفه صلى الله عليه من وحشي وتسامحه الأمثل معه ومع أهل مكة والطائف.روى البخاري عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ
خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قُلْتُ نَعَمْ وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ قَالَ فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ قَالَ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فَلَمَّا أَنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ
.
2549
أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ قَالَ وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ قَالَ فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ آنْتَ وَحْشِيٌّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنْ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي قَالَ فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ قَالَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ قَالَ فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ قَالَ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ
وعفاعن أهل مكة ..(وقال لهم حين اجتمعوا في المسجد : « ما ترون أني صانع بكم ؟ » قالوا : خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم قال : « اذهبوا فأنتم الطلقاء » السنن الكبرى للبيهقي . كما عفا أبو بكر عن مسطح حيث شارك في الإفك قال تعالى /: {لَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ >
.وعفا عن أهل الطائف روى البخاري عن عَائِشَةَ زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ فَقَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا> البخاري
وعفا عمر عن الأعربي ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ قَالَ سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ

2550
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{ خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ }وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ> البخار
4>ـ موقف أم هانئ وقيامها بشفاعة لأحدهم أجرته وهذا من التعاون المحمود الذي يبعث في الأمة روح الأخوة والتقارب .
روى البخاري عن أُم هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَاكَ ضُحًى> .وقال النووي : وَاسْتَدَلَّ بَعْض أَصْحَابنَا وَجُمْهُور الْعُلَمَاء بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى صِحَّة أَمَان الْمَرْأَة
ومنها ما في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: عن عبد الله بن رجاء الغداني قال: كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف يعمل نهاره أجمع حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحماً فطبخه أو سمكة فيشويها ثم لا يزال يشرب حتى إذا دب الشراب فيه غنى بصوت وهو يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم وكان أبو حنيفة يسمع جلبته وأبو حنيفة كان يصلي الليل كله ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل: أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس فصلى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد وركب بغلته واستأذن على الأمير قال: الأمير إيذنوا له واقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ففعل ولم يزل الأمير يوسع له من مجلسه وقال ما حاجتك؟ قال: لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال يأمر الأمير بتخليته فقال: نعم وكل من أخذه بتلك الليلة إلى يومنا هذا فأمر بتخليتهم أجمعين فركب أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه فلما نزل أبو حنيفة
مضى إليه فقال: يا فتى أضعناك قال: لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيراً عن حرمة الجوار ورعاية الحق وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان.اهـ
5>ـ عمر بن عبد العزيز وموقفه من فتح سمرقند
وهذا عمر بن عبد العزيز يوم فتح الإسلام والمسلمون مدينة سمرقند، وعرف أهل سمرقند أن الفتح لمدينتهم فتح باطل؛ سبحانك ربي! لماذا؟ لأن المسلمين دخلوا المدينة عنوة دون أن يبلغوا قومها الإسلام، فإن أبوا فالجزية، فإن أبوا فالقتال، هكذا علمهم سيد الرجال صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ما فعلوا ذلك.
فأرسل أهل سمرقند رسالة إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز طيب الله ثراه، وأخبروه بأن فتحهم الإسلامي لمدينتهم فتح باطل؛ وبينوا له ذلك، فما كان من هذا العملاق الذي تربى في مدرسة النبوة، إلا أن يصدر الأوامر إلى قائد جيشه الفاتح في مدينة سمرقند بالانسحاب فوراً، فخرجت الألوف المؤلفة من أهل سمرقند بين يدي هذا الجيش المنسحب المنتصر ليعلنوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله!
6>ـ موقف صلاح الدين الأيوبي من عدوه ريتشرد قلب الأسد
2551
وهذا صلاح الدين يوم فتح القدس، قدم يومها درساً عملياً للصليبين الحاقدين من أعظم دروس التسامح، يوم أن أرسل طبيبه الخاص بدواء من عنده، لعلاج عدوه اللدود ريتشرد قلب الأسد .
جاء صلاح الدين الكردي فحاصر القدس في منتصف رجب سنة 583هـ فخلصها من يد الصلبيين بعد أن طال أسره مدة 90 عاما لم تقم في المسجد صلاة واحدة ولا ارتفع على مآذنه أذان لكن صلاح الدين لم يعاملهم بمثل ما عاملوا به المسلمين بالرغم من أن الجنرال الفرنسي < >لما احتل سوريا ووقف على قبره كلمه قائلا :<قم يا صلاح ها قد عدنا >والخلاصة أ،ه حاصر بيت المقدس واستولى عليها وكان بيت المقدس تحت أيدي الصليبيين. والصليبيون هم نبلاء وأمراء أوربا شنوا حربا على الشرق استمرت ما يقرب من مائتي عام وبقي بيت المقدس تحت أيديهم تسعين سنة كاملة ففي هذه السنة حاصرهم صلاح الدين فلما رءا الفرنج أنهم أشرفوا على الهلاك اتفقوا مع صلاح الدين أن يسلموا إليه المدينة ويخرجوا منها بأموالهم وأولادهم وأمتعتهم .إلا أن الأهم من هذا أنه لم يعاملهم بمثل المعاملة التي عاملوا بها المسلمين عندما فتحوها أيام الدولة الفاطمية وذلك أن
الصليبيين احتلوا القدس يوم الجمعة سنة 1099 ميلادي يوليوز فأوقعوا في المسلمين مذبحة عظيمة وصلت معها الدماء إلى الكعاب .من هنا شهد الغربيون للمسلمين بالرحمة في حروبهم ضد الكفار....فمن ذلك شهادة الدكتور((جوستاف لوبون)) في كتابه حضارة العرب قال.....((والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب))...وقال((روبرتسون))((إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الجهاد والتسامح نحو أتباع الأديان الأخرى الذين غلبوهم وتركوهم أحرارا في إقامة شعائرهم الدينية))...وقال:((ميشود))((إن الإسلام الذي أمر بالجهاد متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى ولم يمس عمر النصارى بسوء حين فتح المقدس بينما ذبح الصليبيون المسلمين وحرقوا اليهود عندما دخلوها)) وقد تجلى هذا أيضا في الظهير الذي نشره سلطان المغرب محمد ن عبد الله في 5 أبريل 1864 ونصه:((بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نأمر من يقف على كتابنا هذا من سائر خدامنا وعمالنا والقائمين بوظائف أعمالنا أن يعاملوا اليهود الذين بسائرإ يالتنا بما أوجبه الله تعالى من نصب ميزان الحق والتسوية بينهم وبين غيرهم في الأحكام حتى لا يلحق أحد منهم مثقال ذرة من الظلم ولا يضام ولا ينالهم مكروه ولا اهتضام الخ اهـ الأقليات للقرضاوي...
7>ـ محمد الفاتح وتسامحه مع غير المسلمين
وهذا محمد الفاتح يعلم الدنيا كلها درساً آخر من دروس التسامح الإسلامي مع غير المسلمين، يوم فتح ودخل القسطنطينية. وتعلمون ما فعله محمد الفاتح بالنصارى الصليبيين في كنيسة -آيا صوفيا- حينما فتح القسطنطينية، فعل ما سيقف التاريخ أمامه وقفة إعزاز وإجلال وإكبار.اقرءوا التاريخ لتعرفوا ما فعله هؤلاء الأطهار الأبرار حتى في المعارك والحروب والميادين.لقد ضرب الإسلام أروع الأمثال في السماحة حتى في أرض المعارك التي تثير فيها رؤية الدم الدماء، وينتشي القادة

2552
الفاتحون بسكرة النصر للتشفي والانتقام، ولكن هذا لم يحدث في ظل حضارة الإسلام التي أصل أصولها وأسس بنيانها محمد عليه الصلاة والسلام.اهـ محمد حسان .
روى البخاري \ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأْنَا صَبَأْنَا فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ
قلت>>وقد تحقق على يديه ما تنبأ له سيد الخلق . عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فسئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ السائل كان مستقراً عنده من خبر نبوي آخر، أن الله سوف يفتح للمسلمين مدينة القسطنطينية، وكذلك سوف يفتح لهم روما، لكن المشكلة التي ثارت في نفس السائل، الذي يسأل عبد الله بن عمرو بن العاص ، أيهما تفتح أولاً القسطنطينية أم روما؟ فدعا عبد الله بن عمرو بن العاص بصندوق له حلق، فأخرج منه كتاباً ثم قال: { بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً، مدينة هرقل هي القسطنطينية }.الحديث صحيح رواه أحمد و الدارمي و الحاكم ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالاً.القسطنطينية فتحت عام ثمان مائة وسبع وخمسين للهجرة، على يد السلطان العثماني محمد الفاتح .هذه القسطنطينية فتحت الفتح الأول، أمَّا روما فلم تفتح حتى اليوم، لم يدخلها الفتح الإسلامي، لا تزال عاصمة الكاثوليكية عاصمة النصارى الآن، روما وفيها الفاتيكان.روما ما دخلها الإسلام حتى الآن، والوعد النبوي ما يزال قائماً، ومن الطريف والعجيب، يذكر بعض المؤرخين أن المسلمين لما فتحوا بلاد الأندلس، هجموا على فرنسا هجمة شرسة قوية، ولو انتصروا في تلك المعركة المشهورة التي يسميها المسلمون -معركة بلاط الشهداء لكثرة من قتل فيها من المسلمين- لو انتصروا في تلك المعركة، لفتحوا أوروبا كلها ودخلوا إلى روما، لكن وعد الله عز وجل أنه لا تدخلون روما حتى تدخلوا القسطنطينية.إذاً هذا وعد الله عز وجل عالم الغيب والشهادة، إذاً ينهزم المسلمون في بلاط الشهداء، ويتحقق وعد الله عز وجل، أن تفتح القسطنطينية بعد ذلك على يد محمد الفاتح ، ويبقى الوعد بفتح روما لم يتحقق حتى الآن، وإنه لخبر يقين { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ } [ص:88].اهـ دروس للشيخ سلمان العودة

**++اعتراف كتاب غربيين بتسامح الإسلام كل هذا تاريخ مسطور؛ ولذا يقول المفكر الشهير غستك لبون قولاً ينصر الحق قبل أن ينصف الإسلام والمسلمين، ليعلنها صريحة ويقول: ما عرف التاريخ ديناً فاتحاً متسامحاً كالإسلام، وما عرف التاريخ أمة فاتحة منتصرة متسامحة كأمة الإسلام!

.....
8>ـ وفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعهود للكفار .2553
وفي صحيح مسلم قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ما منعني أن أشهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي حسيل -رضي الله عنهما- إلا أننا قد خرجنا فأخذنا المشركون، فقالوا لنا: أتريدون محمداً؟ قلنا: لا، بل نريد المدينة، قال حذيفة : فأخذ المشركون علينا عهد الله وميثاقه أن ننصرف إلى المدينة، وألا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال حذيفة : فانطلقت أنا وأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بما قاله لنا المشركون، وبما قلناه للمشركين، فاسمع ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو في حال حرب لـ حذيفة وأبيه ( انصرفا -أي: لا تشهدا معنا المعركة- نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم ).ائتوني بلغة على وجه الأرض تجسد هذا الوفاء! هذا هو ديننا، وهذه هي أخلاق نبينا، فالحربي له عندنا معاملة، والذمي له عندنا معاملة، والعدو له عندنا معاملة، والحبيب والقريب له عندنا معاملة.ولقد وضع الإسلام القواعد والضوابط كلها وبين كل شيء، ومع أنهم في حال حرب إلا أنه يقول صلى الله عليه وسلم: ( انصرفا؛ نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم ).
تعظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للوفاء بالعهودوهذا جندي- ولا أقول: هذا قائد من قادة المسلمين- يعطي عهداً بالأمان لقرية في بلاد العراق وكانت تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وأخبر الجندي قائده أبا عبيدة ، فأرسل أبو عبيدة بن الجراح كتاباً على الفور إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليخبره بما كان، وليتلقى منه الأوامر.فأرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالة إلى أبي عبيدة بن الجراح وقال فيها بعد حمد الله والثناء عليه: إن الله تعالى قد عظّم الوفاء، ولا تكونون أوفياء حتى تفوا، فوفوا لهم بعهدهم، واستعينوا الله عليهم.
وأود أن أقف لأستخرج أمرين من هذه الحادثة: الأول: أن عمر بن الخطاب أراد أن يبين كرامة الفرد ولو كان جندياً، وكان هذا امتثالاً عملياً من عمر لقول النبي كما في صحيح البخاري : ( المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم على أعلاهم )، فأثبت عمر كرامة الفرد ولو كان جندياً قد أعطى الأمان لقرية أو لأهل بلد، فوجب على المسلمين -بما فيهم قائد الجيش- أن يفوا بعهد هذا الجندي لأهل هذا البلد.
الأمر الآخر: لقد أثبت عمر عملياً أن معاني الإسلام العظيمة ليست حبيسة الأوراق، وليست حبيسة الأدراج كما فعلت الثورة الفرنسية، أو كما فعل إعلان الحقوق العالمية للإنسان في أمريكا أو في هيئة الأمم.اهـ دروس للشيخ حسان.
9>ـ عدل عمر رضي الله وأخلاقه مع أهل بيت المقدس
واقرءوا بنود العهدة العمرية التي منحها عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدس يوم جاء من المدينة ليستلم مفاتيح بيت المقدس، فأعطاهم عهداً بالأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، ومن أراد أن يخرج منهم من أرض (إيلياء) فلابد أن يُعطى الأمان حتى يبلغ مأمنه، ومن أراد أن يبقى منهم في الأرض فلا يؤخذ منه شيء من المال حتى يحصل خراجه.فهذا هو الإسلام.اهـ حسان.قال حمديد أمين هذه خطبة جمعتها وانتقيتها من عدة مراجع كما يظهر من الإحالة عليها والله أسأل أن ينفع بها وأنتصل إلى الآفاق
 

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button