التضامن والتكافل الاجتماعي في ظل الإسلام بقلم المرحوم عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية التضامن والتكافل الاجتماعي في ظل الإسلام بقلم المرحوم عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

التضامن والتكافل الاجتماعي في ظل الإسلام بقلم المرحوم عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

نتيجة بحث الصور عن صور عبد الحميد امين امام مسجد الهلالينتيجة بحث الصور عن صور عبد الحميد امين امام مسجد الهلالي
التكافل الاجتماعي، عنوان يراد منه التحام الأفراد فيما بينهم في إطار من الود والرحمة يشد بعضهم بعضاً، كما يقول الحديث الشريف: " المؤمن للمؤمن بمنزلة البنيان يشد بعضه بعضا ". وللتكافل مظاهر متعددة: فالجهاد في سبيل الله ـ حيث ينضم الأفراد بعضهم إلى بعض ليقفوا في بوجه العدو من التكافل.المهندس، والطبيب، وكل ذي فن وحرفة يقوم بعمله من التكافل.وتقديم الخدمات الخاصة، والعامة من التكافل.ورعاية اليتيم أيضاً من التكافل.وافراد الأسرة كل يقوم بواجبه الأسري من التكافل.واسداء النصح، والكلمة الطيبة يقدمها الإنسان الى غيره من التكافل.ومد يد العون إلى الفقراء، والضعفاء من التكافل.
إن الإسلام سبق النظام الاجتماعي الغربي في وضع التضامن الإجتماعي مواساة للفقراء والمحرومين والمعوزين فإن الغرب لم يفكر فيه إلا في زمن قريب وذلك سنة 1941 إسترضاء لثوارث شعوبها وأول دولة بدأت بتنظيم الضمان الإجتماعي هي ألمانيا فقد أصدرت أول قانون في هذا الشأن سنة 1833للميلاد ولو عملت الحكومات الإسلامية على تطبيق الزكاة لبلغت إيرادتها الملايين التي سوف تسد حاجات الطبقات المحرومة.جعلني الله وإياكم ممن يرحمون المحتاجين والمعاقين والعاجزين تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ> الترمذي وأبو داود
إن الأمة الإسلامية عند ما فتحت عينيها على الحضرات الأخرى تحولت إلى أمة ما دية الفقير لا يأكل ولا ينام إلامن نومه مفزعة على الرصيف وتحت دوي هرير السيارات عندما أغلقت بيوت الله وفتحت فنادق ومحلات للنوم والأكل وهكذا بدأت الأمة تفقد التضامن حتى ما أصبح الجار يسأل عن جاره خصوصا المدن الكبرى بل العجب أن ترى المرء له أعمال خيرية أخرى كالإكثار من الإعتمار وبناء المساجد وليس له في إطعام الجوعى شيء يذكر فقد غابت عن أمتنا الأولويات فقد يستغني الناس عن بناء المسجد ويكتفون بالصلاة في العراء ولا يستغنون عن الطعام
++لقد أقام الإسلام مجتمعات المسلمين على أركان ثابتة، ودعائم راسخة، ومن أهم هذه الدعائم: أن يتحقق بين أبناء المجتمعات المسلمة روح الإخاء والتضامن؛ فيأخذ القوي بيد الضعيف، ويشد المقتدر من أزر العاجز، ويمكن لكل مسلم منصف أن يحكم على المجتمعات بالخير والصلاح؛ إذا رأى الضعفاء من بني ملته تتسلل إليهم المحن، وتتوالى عليهم الأتراح حثيثة، ويرى مع ذلك الأيادي الإغاثية تحميهم عن أن يضيعوا وسط الزحام، أو تسحقهم الأقدام، أو تصبح أعراضهم نهباً مقسماً بين الخونة واللئام من سفلة الناس، وشياطين البشر، إذا رأى المسلم ذلك جلياً في المجتمعات المسلمة فليشهد لها بالخير والصلاح، وإن لم يُرَ ذلك فإن على قلوبهم العفاء.اهـ سعود الشريم

2571
إن الإسلام يدعو أهله لينظموا جهودهم الواجبة والطوعية لسد حاجات الأفراد والأُسَر وكل من كان في حاجة إلى مساعدة مادية أو عينية أو معنوية أو صحية أو إعانة بدنية، ونصوص الشرع جلية متكاثرة في تخصيص أصحاب القدرات الناقصة والإمكانات القاصرة بنوع رعاية كالأطفال، وكبار السن، والعجزة، والأرامل، والمساكين، والمسافرين وأبناء السبيل.ومن المؤكد أنه يدخل فيهم ما يستجد من حوادث ونوازل حسب الحاجة والمتغيرات من نزلاء دور التوجيه الاجتماعي والملاحظة الاجتماعية،
بحقائق الوحدة و مظاهرها ملك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من السلف الصالح: العباد ، و سادوا البلاد ، و سعد بهم الأشقياء وبعدلهم ضعف الجبابرة، وانتصف الضعفاء . لقد كانوا في الحق كالبنيان المرصوص ، فعز دينهم ، و حفظت أوطانهم وأعراضهم وأموالهم
و لمثل هذا جاء التوجيه في محكم التنزيل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران:103)
وقال: ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
و لمثل هذا آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين و الأنصار ، موضحاً هذه الصورة للأجيال القادمة من أمته بقوله : " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ً ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ " متفق عليه
وفي وقفة عند هذا التمثيل النبوي الكريم نقول : إن الجدار إذا كان قائماً وحده فعمره قصير، تزلزله الهزات، و تزعزعه العواصف، وقد ينهار أمامها انهياراً, أما إذا اتصل بغيره و تكونت به غرفة ، وارتبطت بها غرفات ،
و تراص البنيان ، و تماسك العمران ، فحينئذ يرسخ البناء ، و تستقر الأركان فلا يتأثر بالحوادث . فالجدار وحده ضعيف ، و لكنه بأمثاله قوي شديد .ذلكم هو مثل المؤمن للمؤمن . بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً .المسلمون بجماعتهم مسئولون عن حماية الحق، وإقامة المثل العليا ، والأخلاق الكريمة ، يدلون على الخير و يحاربون السوء ، يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر . يتعاونون على البر و التقوى ، تعاوناً يشمل أمور الحياة كلها . بقدر ما تحمله هاتان الكلمتان الجامعتان من معنى: كلمة البر و كلمة التقوى. فالبر جماع كل خير، و التقوى اتقاء كل شر.اهـ خطب معاصرة
أولا>> ـ فضل التكافل والتضامن الاجتماعي \
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً , أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا , أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا , وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا


2572
الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا , وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ , وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ.> المعجم الكبير .
إن هذا الحديث ايها المسلمون عظيم القدر كبير الشأن حيث تضمن معظم ما تدعوا إليه الحاحة بين المسلم والمسلم بأسلوب وجيز فقد سبق كل المنظمات الإنسانية إلى إرساء مبدإ التآخي من هنا أود أن أفصل في هذا الموضوع بما يلي :أ :
1)تعرض المنفق لنفحات دعاء الملائكة له بالخلف والبركة لما رواهالبخاري ومسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا
2)تحصين المال من الكوارث والحوائج لما رواه مسلم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا قَالَ أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ))والحرة:الأرض الملبسة حجارة والشرجة بإسكان الراء وفتح الشين والجيم: مسيل الماء فقد أفاد الحديث:
فضل التقرب إلى الله بالإنفاق كما أفادأن الإنفاق يكون سببا في جلب الأمطار ودفع المضار كما في الحديث الآخر . عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الصدقة تطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء »شعب الإيمان .
3)ـ تضعيف الأجر من المتصدق المقل لقوله صلى الله عليه وسلم:<لما سئل أي الصدقة أفضل فقال:<جهد المقل>رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الجامع فقد يبدل القوي المعافي عملا مساويا لما يبدل الضعيف العاجر فيضاعف الله للضعيف لأنه بدل ما في وسعه وأنفق أحب شيء إليه...أما الغني فربما يكون قد أنفق من فضول أمواله التي لا حاجة له بها والتي لا تمثل شيئا بالنسبة إلى رأس ماله الكبير ولذك قال <ص><سبق درهم مائة ألف>فقال رجل: وكيف ذلك يا رسول الله قال:<رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به>راوه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال على شرط مسلم وهو في صحيح الجامع وغيرهما
ثانيا>>صورٍ من التكافل والتضامن الاجتماعي .\
1> من صوره اهتمام الاسلام اهتماماً كبيراً بالضعفاء والمساكين وابناء السبيل وذوي الاحتياجات الخاصة .وحدد الدين الاسلامي مسئولية المسلم نحو مجتمعه وأكد على
2573
كرامة الفرد واحترامه ونظم الصدقات وأوجب الزكاة واهتم برعاية العجزة والمسنين والمكفوفين والمعاقين عقلياً .حرص الاسلام منذ ايام الرسول صلى الله عليه وسلم على المساواة بين مختلف الفئات في المجتمع ورعايتهم ، وذلك انطلاقا من توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية ، كما أعطيت الكثير من الحقوق لغير القادرين من الضعفاء والمرضى .قال تعالى : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61).... ويقول سبحانه وتعالى معاتبا الرسول صلى الله عليه وسلم:<< عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)...ويقول الحق سبحانه : { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25>>...... وأيضاً نهت تعاليم الاسلام من كل علو وكبرياء أو سخرية من فئة مسلمة أخرى وما يؤكد ذلك.قوله تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
2>ـ من صور التكافل الاجتماعي: اهتمام التشريع الاسلامي برعاية المعاقين والمعوزين والعاجزين ، فقد نظم بيت مال المسلمين جانباً من موارد مصارف الزكاة والوصايا والأوقاف بصورة مكنت الانسان المعاق من تحقيق اغراضه في التعلم والتكافل الاجتماعي .وقد تميز المجتمع الاسلامي بالاهتمام الشديد برعاية وتربية المعاقين وإنشاء المستشفيات العلاجية لهم ، للاهتمام برعايتهم الصحية ، حيث أنشأت العديد من المستشفيات في العالم ..روى البخاري ومسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا... روى البخاري ومسلم عن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالُوا أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ كُنْتُ آمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا وَيَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُوسِرِ قَالَ قَالَ فَتَجَاوَزُوا عَنْه..... ففي عهد عمر رضي الله عنه أصاب الناس شدة وقحط وكانت قافلة من الشام مكونة من الف جمل عليها أصناف الطعام واللباس قد حلت لعثمان(ض)فتراكض التجار عليه يطلبون أن يبيعهم هذه القافلة فقال لهم:كم تعطوني ربحا قالوا:خمسة في المائة قال:إني وجدت من يعطيني أكثر قالوا:ما نعلم في التجار من يدفع أكثر قال عثمان:إني وجدت الله يقول:((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف
2574
لمن يشاء والله واسع عليم))أشهدكم يا معشر التجار أن القافلة وما فيها من بر ودقيق وزيت وسمن وثياب قد وهبتها لفقراء المدينة وأنها صدقة على المسلمين
وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ))
3>>ـ من صورالتضامن الإجتماعي: الإيثار
لقوله تعالى { ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة > . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي مَجْهُودٌ فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ فَقَالَ مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ قَالَتْ لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي قَالَ فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئْ السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ قَالَ فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ> رواه مسلم قال النووي رحمه الله هَذَا الْحَدِيث مُشْتَمِل عَلَى فَوَائِد كَثِيرَة ، مِنْهَا مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْل بَيْته مِنْ الزُّهْد فِي الدُّنْيَا وَالصَّبْر عَلَى الْجُوع وَضِيق حَال الدُّنْيَا ، وَمِنْهَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِكَبِيرِ الْقَوْم أَنْ يَبْدَأ فِي مُوَاسَاة الضَّيْف وَمَنْ يَطْرُقهُمْ بِنَفْسِهِ فَيُوَاسِيه مِنْ مَاله أَوَّلًا بِمَا يَتَيَسَّر إِنْ أَمْكَنَهُ ، ثُمَّ يَطْلُب لَهُ عَلَى سَبِيل التَّعَاوُن عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى مِنْ أَصْحَابه ، وَمِنْهَا الْمُوَاسَاة فِي حَال الشَّدَائِد . وَمِنْهَا فَضِيلَة إِكْرَام الضَّيْف وَإِيثَاره .إن الإيثار منقبة عظيمة إذا عمت في المجتمع قلت فيه الظغائن والمدلهمات .
ففي مجال الإيثار والمواساة ما يلي: روى الطبراني في الكبير أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ثم قال لغلامه اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تشاغل في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال أبو عبيدة وصل الله عمر ورحمه ثم قال:أي أبو عبيدة تعالي يا جارة اذهبي بهذه السيعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره ووجده قد عد مثلها لمعاد بن جبل فقال:اذهب بها إلى معاد وتشاغل في البيت حتى تنظر ماذا يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في حاجتك فقال رحمه الله ووصله تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا واذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت نحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فرمى بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك فقال إنهم إخوة بعضهم من بعض}....وفي عهد عمر أصاب الناس مجاعة وشدة وكانت قافلة من الشام مكونة من ألف جمل عليها أصناف الطعام واللباس قد حلت لعثمان {ض}فتراكض التجار عليا يطلبون أن يبيعهم هذه القافلة فقال لهم كم تعطوني ربحا قالوا خمسة في المائة قال إني وجدت من يعطيني أكثر فقالوا ما نعلم في التجار من يدفع
2575
أكثر من هذا الربح فقال لهم عثمان إني وجدت من يعطيني على الدرهم سبعمائة فأكثر وجدت الله يقول{مثل الدين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتث سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء}أشهدكم يا معشر التجار أن القافلة وما فيها من برودقيق وزيت وسمن وهبتها لفقراء المدينة وأنها صدقة على المسلمين
وروى مسلم قال {جاء أعرابي النبي{ص}بناقة مخطومة فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال{ص}{لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة} وروى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عمر{ض}قال:لقد أتى علينا زمان وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم}
وعن ابن عمر{ض}قال أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله{ص}رأس شاة فقال فلان أحوج والله مني فبعث به إليه فبعث هو أيضا إلى آخر يراه أحوج منه فلم يزل يبعث واحد إلى آخر حتى رجع إلى الأول بعد أن تداوله سبعة}ذكره الغزالي في الإحياء
ومن عجائب الإيثار ما ذكره العدوي كما روى القرطبي: وقال حذيفة العدوي: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي- ومعي شي من الماء- وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته، فإذا أنا به، فقلت له: أسقيك، فأشار برأسه أن نعم فإذا أنا برجل يقول: آه! آه! فأشار إلي ابن عمي أن انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم. فسمع آخر يقول: آه! آه! فأشار هشام أن انطلق إليه فجئته فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات. فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات. وقال أبو يزيد البسطامي: ما غلبني أحد ما غلبني شاب من أهل بلخ! قدم علينا حاجا فقال لي: يا با يزيد، ما حد الزهد عندكم؟ فقلت: إن وجدنا أكلنا. وإن فقدنا صبرنا . فقال: هكذا كلاب بلخ عندنا. فقلت: وما حد الزهد عندكم؟ قال: إن فقدنا شكرنا، وإن وجدنا آثرنا.ولقد مدح الله الأنصار لأنهم آثروا المهاجرين على أنفسهم فقال تعالى:{يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
وروي أن أحد الخلفاء أمر بضرب رقاب ثلاثة من الصالحين فيهم أبو الحسين النوري فتقدم أبو الحسين ليكون أول من تضرب عنقه فعجب الخليفة لذلك وسأله عن سببه فقال أبو الحسين ليكون أول من تضرب عنقه فعجب الخليفة لذلك وسأله عن سببه فقال أبوالحسين رحمه الله إني أجبت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظات فكان ذلك سبب نجاتهم جميعا}اهـ الإخوة لناصح علوان
4>> من صور التضامن والتكافل الإسلامي :تفطير الصائمين:
قال صلى الله عليه وسلم:" من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء "( أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني . فقد يتيسر في رمضا المبارك إطعام الطعام وتفطير الصوام , وذلك من أسباب مغفرة الذنوب وعتق الرقاب من النار , ومضاعفة الأجور , وورود حوض النبي , صلى الله عليه وسلم , الذي : من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا نسأل الله بمنه وجوده أن يوردنا إياه . وإطعام الطعام من أسباب دخول الجنة دار السلام , ورمضان شهر تتوفر فيه للمسلمين أسباب الرحمة وموجبات المغفرة , ومقتضيات العتق من النار , فما أجزل العطايا من المولى الكريم الغفار . . .
2576
قال تعالى: ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من يومنا يوماً عبوساً قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرا ) ( الإنسان:8-12)
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم " ( الترمذي بسند حسن )وكان من السلف من يطعم إخوانه وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن وابن مبارك.قال أبو السوار العدوي: كان رجا ل من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه. وعبادة إطعام الطعام ... ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا " ( رواه مسلم )، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
5>ـ من صور التكافل الاجتماعي منيحة العنز \\
بين أفراد الأمة المسلمة ، وهيباب عظيم يئدي إلى الجنة ، عن عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعُونَ خَصْلَةً ، أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا ، رَجَاءَ ثَوَابِهَا ، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ " [ أخرجه البخاري ] .ومعنى منيحة العنز : أن تقدم لفقير عنزاً يحلبها ويستفيد من لبنها وصوفها ، ثم يعيدها إليك ، ويدخل في ذلك كل أنثى من بهيمة الأنعام .
6>>ـ من صور التضامن المؤاخات\
في كتاب مفاهم إسلامية ما يلي :المؤاخاة لغة: أخا فلانا - أخوة، وإخاوة: اتخذه أخا (آخى فلانا مؤخاة وإخاء: اتخذه أخا) المعجم الوسيط مادة (أخو)(1).واصطلاحا: الأخوة فى الدين الإسلامى أعلى رباط اجتماعى، ذلك أن الأخوة فى الدين ناتجة عن الإيمان العميق به ، بحيث يخضع لأوامر ربه دون سواه ، ومن ثم تكون هناك عاطفة قوية موحدة تجمع المسلمين جميعا.وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة فى قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}الحجرات:10 ، كما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (المسلم أخو المسلم) وقوله: (وكونوا عباد الله إخوانا) بمعنى كونوا حريصين على أخوة الدين التى تجمع بينكم.والحب الذى يجمع بين الأخوة فى الدين ليس حبا ينصب على الذات ، وإنما هو منصب على الإيمان الذى يربط بين المؤمنين ،بحيث يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ،فالإيمان هو الرباط الدائم بين إخوة الدين ،وهو الذى يضبط سلوك المؤمنين وعاداتهم.إذ يقول الله تعالى: {لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من
2577
حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}المجادلة:22.كذلك يوضح الله نعمته إذ جعل المؤمنين إخوانا يجمعهم الإيمان ، وعظم فضل الأخوة التى ارتبطت بفضل الإيمان ارتباطا وثيقا، إذ يقول تعالى: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}آل عمران:103.هكذا حرص الإسلام على المؤاخاة بين المسلمين ، حتى فى أكثر الأمور خصوصية مثل الميراث ، إذ كان الميراث فى بداية الإسلام بالأخوة فى الدين لا فى النسب ، ولم يكن المسلمون الأوائل يبخلون بمالهم على إخوانهم المسلمين الفقراء الذين عانوا وطأة الاضطهاد بسبب دينهم.ولذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم حين رأى مجتمع المدينة ممزقا حينما هاجر إليه بسبب الخلافات بين الأوس والخررج من ناحية، وبسبب فقر معظم المهاجرين وعوزهم من ناحية أخرى، طبق مبدأ أخوة الإسلام بحيث يشعر كل مسلم أنه مكفول كفالة تامة فى المجتمع الإسلامى.ويقوم مبدأ المؤاخاة الذى طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس أن المسلمين جميعا أخوة، يعطى الغنى منهم فقيرهم بالمعروف ويعين القادر منهم غير القادر، إذ أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يتأخوا فى الله اثنين اثنين ، أو أخوين أخوين ، فقد أخذ بيد على بن أبى طالب وقال: هذا أخى، وكان حمزة بن عبدالمطلب أسد الله ، وزيد بن حارثة مولى النبى أخوين ،وأبو بكر وخارجة بن زيد الخزرجى أخوين.وهكذا تآخى كل واحد من المهاجرين مع رجل من الأنصار.كانت المؤاخاة بهذا المفهوم الاقتصادى الاجتماعى درسا فى التنظيم الاجتماعى ولم يكن معناها أبدا أن يركن المهاجرون إلى الدعة، ويتوقفوا عن السعى وراء الرزق
بل كان الهدف ترسيخ قيمة التكافل الاجتماعى بين من يشتركون فى أخوة الدين الإسلامى، بحيث يعين المسلم أخاه المسلم في وقت الحاجة الملحة دون تواكل على الغير بدون لببه أو ضرورة، ولذلك اشتغل بعض المهاجرين بالتجارة، على حين عمل البعض الآخر، فى حقول الأنصار ومزارعهم.والخلاصة أن الأخوة فى الإسلام منَّ بها الله على المؤمنين ، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - طبقها عمليا فى المؤاخاة التى قام بها بين المهاجرين والأنصار تثبيتا لدعائم المجتمع المسلم ، وترسيخا للأسس التى قامت عليها أمة المسلمين.أ.د/قاسم عبده قاسم.
والإسلام لم يقف فيما يُحقق المجتمع الإنساني عند هذا الحد الطبيعي، الذي كثيرًا ما تَطغى عليه العوامل النفسية والشخصية، فتُخرجه عن حد الاعتدال اللازم للهدوء والسعادة، والأمن والاستقرار، ولكنه شدَّ أَزْر الطبيعة الاجتماعية بما يُقوِّيها ويُقِيمها من الانحراف والانحلال.فربَط بين أفراد الإنسان برباط قلبي يوحِّد بينهم في الاتجاه والهدف، ويجعل منهم وَحدة قوية متماسكة، يأخذ بعضها برقاب بعض، سُداها المحبة، ولُحْمتها الصالح العام، وهدفها السعادة في الدنيا والآخرة، وهذا الرباط هو رباط الإيمان والعقيدة المتَّصلة بمبدأ الخير والرحمة، وهو الله - سبحانه وتعالى.

2578
وقد اتَّخذ الإسلام عنوانًا لهذا الرباط [الأُخوة الدينية] بين المسلمين، وهي أصدق تعبير عن الحقوق والواجبات الاجتماعية، وهي أقوى ما يَبعث في النفوس معانيَ التراحُم والتعاطف والتعاون، وتبادُل الشعور والإحساس؛ مما يُحقِّق للمجتمع المثالية التي تُخلصه للخير، وتَبعُد به عن الشر.
قرَّر الإسلام هذه الأخوة بين المسلمين، وجاء فيها قوله -تعالى-: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]، وجاء فيها قول الرسول - عليه السلام -: ((المسلم أخو المسلم، لا يَظلمه ولا يَخذُله ولا يَكْذِبه، بحسْب امرئ من الشر أن يَحقِر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه، ومالُه، وعِرضه)).
قرَّر الإسلام الأخوة بين المسلمين على أنها شأن يتحقَّق بمجرد الإيمان والاشتراك في العقيدة، ويَستتبع جميع آثار الأخوة من حقوق تُعرَف للمسلم، وواجبات تُعرَف عليه - وقد سما الإسلام بالأخوة الدينية عن مركز الأخوة النَّسَبيَّة - عليها اصطلح المتخاصمون، وائْتَلف المتفرِّقون، ونُسِيت العداوات، وتُبُودِل العفو والصَّفح، وأصبح المرء بعد تَفَيُّئه لظلِّها يَجلس آمنًا مُطمئنًا في ملأٍ أو خَلوة مع قاتل أبيه أو أخيه، لا يخشى انتقامًا، ولا يتوقَّع أذًى؛ ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103]، ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 11].
وبها نسِي المسلم بأخيه المسلم قَبيلته، وخرج على عَشيرته، وخاصَم أباه، وقاتَل أخاه؛ ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22].
وبها فقَدت الأخوة النَّسَبيَّة آثارها - من ولاية وتوارُث - إذا تجرَّدت عن الأخوة الدينية، وبها صار المجتمع الإسلامي بالعقيدة والإيمان ذا جهاز واحدٍ، يتقاسم الفرح والحزن، واللذة والألم، والسعادة والشقاء، والرحمة والعطف، والإرشاد والمَعونة، مهما تناءَت الديار، واختلفت الأجناس، وتبايَنت اللغات، شعار واحد: ((المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضًا))، ودعاء واحد: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحشر: 10].
وقد كان من مُقتضيات هذه الأخوَّة، التضامن الاجتماعي بين المسلمين، والتضامن الاجتماعي: هو إيمان الأفراد بمسؤولية بعضهم عن بعض، هو إيمانهم بأن كلَّ واحدٍ منهم حاملٌ لتَبِعات أخيه، ومحمول بتَبعاته على أخيه، فإذا ما أحسَن، كان إحسانه لنفسه ولأخيه، وإذا ما أساء، كانت إساءته على نفسه وعلى أخيه؛ ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13].
والتضامن الاجتماعي أول عناصر الحياة الطيِّبة للمجتمعات؛ يتوقَّف عليه حياتها، وبه تكون عزيزة كريمة، مُتمتِّعة بهَيبتها، قائمة بواجبها، ولهذا التضامن شُعبتان: تضامن أدبي، وتضامن مادي، والتضامن الأدبي يُحقِّقه قوتان: قوة تَعرف الخير
2579
والفضيلة، وتدعو إليهما بصدق وإخلاصٍ، وقوَّة تَستمع وتمتثل وتتقبَّل بقلوب مُطمئنة، وصدور مُنشرحة، وألْسِنة شاكرة، وجوارحَ عاملة، وبتفاعُل القوتين، تَقْوى رُوح التعاون، ويقف الجميع حول مركز واحد يوحِّد الاتجاه، ويُهيمن على المصالح.
وفي قوة الدعوة يقول الله -تعالى-: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، ويقول: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، ويقول: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].
وفي قوة الاستماع والاستجابة يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾.
وإذا ما عدمت قوة الدعوة في المجتمع، وسلَك الأفراد مسلك الشخصية الكريهة والمصالح الخاصة المُفسدة، أو انحرَفوا في الدعوة عن الخير والصالح العام، وتحسَّسوا شهوتهم أو شهوة الناس - تفكَّكت روابط المجتمع، واندفع إلى تلبية الأهواء، وتعرض للهلاك والدمار، وفي ذلك يقول الله: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78 - 79]، ويقول: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 116]
وكذلك إذا عدمت قوة الاستماع، وزعَم كل إنسان لنفسه الكمال، وأنه لا ينبغي أن يُوجَّه إليه نُصحٌ ولا إرشاد، وفي هذا يقول الله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]، ويقول: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 61]، ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المنافقون: 5].
وإذا بحَثنا عن عدم قوة الإرشاد في المجتمع، أو عدم قيامها بواجبها على الوجه المحقِّق للخير، لوجَدناه يرجع إلى عدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية المُلقاة على عاتق الأفراد بالنسبة للمجتمع، أو الجهل بما يجب أن تكون عليه الدعوة والإرشاد، ومن الحكمة والموعظة الحسنة، أو فِقدان الشجاعة الإيمانية في مُجابهة الناس بالحق، وهذه الثلاثة - عدم الشعور بالمسؤولية، والجهل بطريقة الدعوة، وفِقدان الشجاعة - من أقوى عوامل الفتْك بالمجتمعات.أما السبب في عدم قوة الاستماع، فهو شيء واحد، هو الغرور بالنفس والاطمئنان إليها فيما نراه، ومن هنا يَنصرِف الناس إلى الفساد وهم يعتقدون أنه صلاح، وإلى الشر وهم يعتقدون أنه خيرٌ، وإلى الباطل وهم يعتقدون أنه حقٌّ، وإلى الخيانة وهم يعتقدون أنها أمانة، وإلى الغِش والخداع وهم يعتقدون أنهما إخلاصٌ، وهكذا تَنقلب الفضائل بالغرور إلى رذائلَ، والمُقَوِّيات إلى مُضْعِفات، فيَنتاب المجتمعَ الضَّعفُ والانحلال.اهـ منتدى الألوكة الثقافية
7>ـ من صور التضامن : الوقف الخيري \ \2580
وهو ما كان في أوجه الخير وأبواب البر ابتداء كبناء المساجد ومعاهد القرآن ومدارس تعليم الشريعة والمراكز الإسلامية والثكنات للمرابطين وكفالة الفقراء وطلبة العلم النافع ومعلميهم ويتامى المسلمين وبناء المستشفيات لعلاج فقراء المسلمين ودعم الدعوة الإسلامية ومن ذلك وقف الدراهم والدنانير للقرض والتنمية وصورة ذلك أن يوقف الرجل مبلغا من الدراهم على من يكون به حاجة للقرض يقترض من المبلغ الموقوف ثم يرد ما اقترض ليأخذه آخر به حاجة وهكذا ...أما صورة الوقف للتنمية فهو أن يوقف الرجل مبلغا يجعله قراضا يعاد يربحها على الموقوف عليه على نحو ما يشترط الواقف مع بقاء أصل المال قال خليل{وزكيت عين وقفت للسلف}
.أدلة مشروعية الوقف:1>> روى الشيخان وغيرهما عن أنس بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }.وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ > قال في فقه السنة أي جعلها وقفا على أقاربه وهذا أصل الوقف الأهلي .وقال النووي قوله {بيرحاء} قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه : رُوِّينَا هَذِهِ اللَّفْظَة عَنْ شُيُوخنَا بِفَتْحِ الرَّاء وَضَمِّهَا مَعَ كَسْر الْبَاء ، وَبِفَتْحِ الْبَاء وَالرَّاء... وَفِي هَذَا الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب الْإِنْفَاق مِمَّا يُحِبُّ ، وَمُشَاوَرَة أَهْل الْعِلْم وَالْفَضْل فِي كَيْفِيَّة الصَّدَقَات وَوُجُوه الطَّاعَات وَغَيْرهَا . قَالَ أَهْل اللُّغَة : يُقَال : ( بَخٍ ) بِإِسْكَانِ الْخَاء وَتَنْوِينَهَا مَكْسُورَة ،: مَعْنَاهُ تَعْظِيم الْأَمْر وَتَفْخِيمه ... 2>> وروى البخاري في الأدب المفرد ومسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ}و قال النووي ينقطع عمل الميت بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا من هذه الثلاث لكونه كان سببها فالولد من كسبه والعلم الذي عمله أو صنفه كذلك والوقف...3>>وروى ابن ماجه بسند صحيح بإقرار الألباني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ مِنْ بَعْدِهِ ثَلَاثٌ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا وَعِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ} قَوْله ( مَا يُخَلِّفُ الرَّجُل )مِنْ خَلَّفَهُ بِالتَّشْدِيدِ أَيْ أَخَّرَهُ بَعْد قَوْله ( يَدْعُو لَهُ )أَيْ فَيَصِل إِلَيْهِ آثَار دُعَائِهِ كَمَا يَصِل إِلَيْهِ آثَار صَلَاحه وَفِيهِ حَثّ لِلْأَوْلَادِ عَلَى الدُّعَاء لِلْآبَاءِقَوْله ( وَصَدَقَة تَجْرِي )كَالْوَقْفِ وَمَا أَوْصَى بِهِ مِنْ الصَّدَقَة الْمُسْتَمِرَّة فَإِنْ أَجْرهَا لَهُ وَلِوَارِثِهِ قوله ( وَعِلْمٌ يُعْمَل بِهِ )كالتَّصْنِيف وَالتَّعْلِيم وَهَذَا الْحَدِيث هُوَ مَضْمُون

2581
حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الذي رَوَاهُ مُسْلِم وَغَيْره فَهُوَ صَحِيح مَعْنًى اهـ حاشية السندي قلت > ويدخل في هذاالمقطع الأخير طبع الكتب المفيدة كالتفسير وغيرها ونشرها وتوزيعها على المرافق العلمية وغيرها وهو من جليل القربات ربما يغفل عنه بعض الناس ...
4>>وروى ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ} .قال العلماء:ولا تنافي بين هذا الحديث والحديث السابق لأن مفهوم العدد ليس حجة أو لأن النبي{ص}أطلعه الله على الزائد فأخبر به .قال السيوطي وقد تضمن حديث ابن ماجه سبع خصال ووردت أخر بلغت بها عشرا
5}وروى الجماعة عن عبد الله بن عمر قال:أصاب عمر أرضا بخبير فأتى النبي{ص}يستامره فيها ...الخ وقد سبق
6}وروى البخاري عن ابن عباس: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا>. قَوْله : ( الْمِخْرَاف )بِكَسْرِ أَوَّله وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَآخِره فَاء أَيْ الْمَكَان الْمُثْمِر ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا يَخْرُف مِنْهُ أَيْ يَجْنِي مِنْ الثَّمَرَة. وَالْحَائِط: الْبُسْتَان. بوب البخاري البخاري لهذا الحديث وكأنه أراد دفع التوهم عما يظن أن الوقف من أعمال البر فيندب إخفاؤه فبين أنه يشرع إظهاره ولأنه يمكن أن ينازع فيه الورثة
7} ..وعَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَتْ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ> مسلم والبخاري قال النووي : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث فَضِيلَة الْغَرْس ، وَفَضِيلَة الزَّرْع ، وَأَنَّ أَجْر فَاعِلِي ذَلِكَ مُسْتَمِرّ مَا دَامَ الْغِرَاس وَالزَّرْع ، وَمَا تَوَلَّدَ مِنْهُ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة .قوله ( وَلَا يَرْزَؤُهُ )هُوَ بِرَاءٍ ثُمَّ زَاي بَعْدهَا هَمْزَة أَيْ يَنْقُصهُ وَيَأْخُذ مِنْهُ .
8>ـ من صوره : إماطة الأذى عن الطريق . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ> رواه مسلم.أين هذا من الذين يلقون الأزبال بالممرات العمومية:فيضرون الراجلين بما يحدث من الانزلاق وتصاعد الروائح المضرة بالجسم والعقل أما من ينحي من طريق المسلمين ما يؤذيهم فجزاؤه الجنة
9>، من صور التكافل الاجتماعي \ إيناس الوحشان.في مسند أحمد عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مِنْ قُطْنٍ مُنْتَثِرُ الْحَاشِيَةِ فَقُلْتُ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى إِنَّ عَلَيْكَ
2582
السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى إِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى سَلَامٌ عَلَيْكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا هَكَذَا قَالَ سَأَلْتُ عَنْ الْإِزَارِ فَقُلْتُ أَيْنَ أَتَّزِرُ فَأَقْنَعَ ظَهْرَهُ بِعَظْمِ سَاقِهِ وَقَالَ هَاهُنَا اتَّزِرْ فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ قَالَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ الْمَعْرُوفِ فَقَالَ لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الْحَبْلِ وَلَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ النَّعْلِ وَلَوْ أَنْ تَنْزِعَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوُحْشَانَ فِي الْأَرْضِ وَإِنْ سَبَّكَ رَجُلٌ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ وَأَنْتَ تَعْلَمُ فِيهِ نَحْوَهُ فَلَا تَسُبَّهُ فَيَكُونَ أَجْرُهُ لَكَ وَوِزْرُهُ عَلَيْهِ وَمَا سَرَّ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاعْمَلْ بِهِ وَمَا سَاءَ أُذُنَكَ أَنْ تَسْمَعَهُ فَاجْتَنِبْهُ>
قال ابن بطال : قال أبو سليمان الخطابى: وقيل فى تأويل أنس الوحشان وجهان: أحدهما: أن تلقاه بما يؤنسه من القول الجميل. والوجه الآخر: أنه أريد به المنقطع بأرض الفلاة، المستوحش بها تحمله فتبلغه مكان الأنس، والأول أشبه...ومنها تنشيط المهموم قال ابن الصديق وقد كان في فاس اعيان موقوفة يصرف منها مرتب شهري لشخص يسمى مونس الوحشان وعمله أنه يصعد المنارة بعد العشاء بنحو ثلاث ساعات في الترنم بقصائد في الثناء على الله إيناسا لمن يكون في الحي من المرضى والمهمومين والمؤرقين حتى يحضر الفجر.وصلة الحبل : بأن يكون لرجل حبل يستقي به أو يربط به متاعه فيحتاج إلى ما يكمل به فتهبه قطعة منها يتمم به حبله .ويدخل في ضمنها المنقطعون في الطرقات.وأصحاب الأعطاب الميكانكية ..وإهابة الشسع هو ما يشد به زمام البغل ويربط به الحذاء.
10>من صور التضامن زيارة المرضى وإطعام الجائع وتأخير المفلس \:
+1ـ في صحيح البخاري هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ>>
+ في بغية الحارث عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من موجبات المغفرة ادخالك السرور على أخيك المسلم اشباع جوعته وتنفيس كربته>في المعجم الأوسط\عن كثير النواء قال : حدثني أبو مريم الأنصاري ، وكان ابن خمسين ومائة سنة قال : سمعت عمر بن الخطاب ، يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : « إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته ، أو كسوت عريه ، أو قضيت له حاجة » « لم يرو هذا الحديث عن كثير النواء إلا علي بن هاشم ، تفرد به : محمد بن بشير ، ولا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد »
+3>ـ في صحيح مسلم \عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ لَا قَالُوا تَذَكَّرْ قَالَ كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنْ الْمُوسِرِ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَجَوَّزُوا عَنْهُ>قال النووي\فِي هَذِهِ
2583
الْأَحَادِيث فَضْل إِنْظَار الْمُعْسِر ، وَالْوَضْع عَنْهُ إِمَّا كُلّ الدَّيْن ، وَإِمَّا بَعْضه مِنْ كَثِير أَوْ قَلِيل ، وَفَضْل الْمُسَامَحَة فِي الِاقْتِضَاء وَفِي الِاسْتِيفَاء ؛ سَوَاء اُسْتُوْفِيَ مِنْ مُوسِر أَوْ مُعْسِر ، وَفَضْل الْوَضْع مِنْ الدَّيْن ، وَأَنَّهُ لَا يَحْتَقِر شَيْء مِنْ أَفْعَال الْخَيْر ؛ فَلَعَلَّهُ سَبَب السَّعَادَة وَالرَّحْمَة .وَفِيهِ جَوَاز تَوْكِيل الْعَبِيد وَالْإِذْن لَهُمْ فِي التَّصَرُّف ، وَهَذَا عَلَى قَوْل مَنْ يَقُول : شَرْع مَنْ قَبْلنَا شَرْع لَنَا .
11>ـ صورة من فقدان التكافل الاجتماعي \\
في دروس للشيخ عائض القرني ما يلي \:دخلنا في قلب لوس أنجلوس هذه المدينة الكبيرة، فوجدنا فرقة اسمها (الهوملِْك) وهم قوم ليس لديهم بيوت، وهم فقراء.وفي نيويورك منهم عشرون ألفاً لا مأوى لهم، فلا ضمان اجتماعي، ولا رعاية، ولا صدقة، ولا تكافل، أتظن أن الأمريكي يخرج حقيبته ويتصدق عليك؟! والله إنك لتموتن في الشارع ولن يحملك أحد، ولن يتصدق عليك أحد، ولن يطعمك أحد، هذه الفرقة طالت شعورهم وأظفارهم، وفيهم من البشاعة ما الله به عليم، كالحيوانات، عندهم كراتين ينامون عليها وسط هذه المدينة، وناطحات السحاب بجانبهم، والبنوك، والمال، والشركات السياحية، والدنيا، ومع ذلك يأخذ أحدهم القمامة ونحن نلحظه، فيفرقها ويلقيها ويبعثرها، ثم يخرج الكيك المنتن فيأكله.مررنا بشيخ كبير عمره أكثر من مائة، سقط حاجباه على عينيه الزرقاوين، وهو أكبر أمريكي، وقد طالت أظفاره ولحيتُه، وهو يأكل ونحن بجانبه ننظر إليه من السيارة، وكأنه لا يرانا، أصبح كالحيوان الكبير أو الكلب الفحل، لم يعد يحس بشيء، أقسمت عليه، وعنده ثوب فيه من الوسخ ما الله به عليم، فقال: عندي أحد عشر ولداً، ومع ذلك لا يلتفتون إليه، فمن أين يلتفت الولد للوالد إن لم يكن لديهم شريعة من السماء؟ والمرأة تذهب إلى المطعم هي وزوجها -وقد رأيناهم- فتحاسب عن نفسها ويحاسب الزوج عن نفسه، وترتفع المعاملات القضائية، الزوجة تشكو زوجها، ويشكوها زوجها في أشياء بسيطة، .أما الاضطراب: فإنني سمعتُ قصصاً ورأيتُ أعاجيب، منها: أن أحد أبناء البلاد العربية رحمه الله رحمة واسعة، ذهب بسيارته، وقد كان طيب القلب، يظن أنه في بلاد الإسلام، وعندهم هناك في العرف العام في كثير من الولايات ألا تُرْكِب أحداً، ما لك وللناس، ففي أوكلاهوما قبل سنتين حين سافرنا إليها، وقف رجل تعطلت سيارته يؤشر للسيارات من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر في الثلج، ثم توفي بعد صلاة الفجر، لا تقف له سيارة، إذا تعطلت سيارتك البوليس يقف لك، أما أن تتحرى من أمريكي أو أحد الناس أن يقف لك فلا؛ لأنه يتصور أنك إرهابي معك المسدس تريد قتله، فأتى طالبٌ مسلم يدرس هناك، فمر بأمريكي فأشار إليه الأمريكي، فركب معه، فلما أركبه ذهب به إلى خارج المدينة -مدينة ريفر تايمز أو ما يشابهها- فأخرج هذا الراكب خنجراً وذبح هذا الطالب وأخذ سيارته.

، قال سيد قطب رحمه الله: دخلتُ واشنطن في مستشفى هناك أتعالج، ودخل رجل في المصعد، فضرب برأسه، فخرج الدم من أنفه وأغمي عليه وأخرج لسانه، فسحبه الأطباء الأمريكان يريدون علاجه، لكن قبل أن يعالجوه بحثوا في جيوبه هل فيها دولارات، فما
2584
وجدوا شيئاً، فسحبوه كالبهيمة، وأخرجوه من المستشفى.الذي ليس عنده دولار لا يعيش هناك أبداً؛ لن تلقى علاجاً ولا طبيباً، ولا متصدقاً ولا محسناً ولا مطعماً، مجتمع يعيش بالدولار وبلا رحمة.
اهـ كلامه ...قلت> قد تغير الحال أحيانا في تلك البلاد عن وقت الشيخ سيد قطب رحمه الله فهذه الصورة نراها الآن في بلاد المسلمين أكثر ترى ذالك في معاملة الممرضين مع المرضى وترى القسوى القصوى في المستشفيات الخاصة لايعرفون إلا لغة المال فمن لديه المال اعتني به ومن لا يرد مة الباب ولو كان على شفى حفرة
ثالثا>> أسس التضامن والتكافل أو ما يحققه\\
1>ـ زكاة الأموال والنعم \
وقد حددت مصارف الزكاة بقوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}التوبة:60 ، وذلك تحقيقا لمبدأ التكافل الاجتماعى بين المسلمين حيث يلنرم الأغنياء بسد حاجة الفقراء فى المجتمع المسلم.
أما زكاة الفطر فتجب بغروب الشمس من آخر يوم من رمضان ، أو طلوع الفجر من يوم أول شوال على من كان عنده قوت يومه لحديث ابن عمر مرفوعا (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا(7) من تمر أو صاعا من شعيرعلى العبد والحرة والذكر والأنثى، والصغير والكبير ، من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) رواه مسلم(8)
2>ـ الصدقات التطوعية \\
3>ـ الكفارات \\
4>ـ الوقف الخيري \\
سبق حكمه وفضله في صور التضامن
5>>: الكفالــــة التطوعية \\ مثل من يخففون العبء على الفقير الكثير العيال أو الأرملة التي عجزت عن القيام بأطفالها أواليتامى الذين فقدوا الأبوة ..روى البخاري عنسَهْل بْن سَعْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى
6>ـ التبني الإحساني \\ \وذالك مثل من يتبنون الأطفال المتخلى عنهم ويربونهم ويسنون إليهم حتى يكبروا وفئة المتخلى كثيرة في مجتمعاتنا لكثرة العلاقات غير الشرعية

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button