مؤتمر حزب الجرار"البام" بقلم صبري يوسف

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مؤتمر حزب الجرار"البام" بقلم صبري يوسف

مؤتمر حزب الجرار"البام" بقلم صبري يوسف

صورة ملف ‏‎Fessuoyy Yyoussef‎‏ الشخصي ، ‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Fessuoyy Yyoussef‎‏‏، ‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
قبل تبرير هل يمكن أن يشهد مؤتمر حزب نقاشات تتطور إلى عنف مادي أو رمزي، علينا بقليل من بسط النقاش بخصوص واحد من أكثر الأسئلة "إحراجا"والتي لم ينتبه لها الكثيرون وهي:
- هل فعلا المغاربة ممارسون حقيقيون بالفعل أم بالطبيعة للسياسة؟
- هل توجد السياسة داخل مبادئ "التنشئة الاجتماعية" بشكل مباشر أو غير مباشر داخل مؤسسة الأسرة؟
- وهل يملك المغاربة وعيا بقيمة الفعل السياسي وأدواره ونتائجه ومهامه؟
- وهل يراهن المغاربة لتغيير أوضاعهم على السياسة أكثر من الرهان على مناطق أخرى تنتمي إلى قطاعات منتجة؟
- وهل السياسة فعل منتج للتحولات الذاتية والموضوعية بالمغرب؟
- وهل الأحزاب في النهاية نتاج للدولة أم نتاج مجتمعي خالص ؟ أم تقوم هي بتوفير الشرط القانوني فقط؟
تابعنا المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد بمدينة الجديدة العنف - العنف المضاد "الرمزيان"..وقبل ذلك من اختار تلك المدينة..؟هل لأن اللجنة التحضيرية التي تعد للمؤتمر في مشاوراتها اختارت الجديدة من أجل حياد يبعد 6 ستة من المرشحين للأمانة العامة عن مناطق ودوائر نفوذهم في ظل وجود أكثر من فريق داعم؟ أم هل اختيار الجديدة من أجل الهروب بمؤتمر لفائدة جهة ما أو ما شابه ذلك؟
في البداية ما شاهدناه على أكثر من منصة إخبارية وما تناقله رواد مواقع التواصل من حجم الاحتكاك والصراخ، و رجال الأمن الخاص الذين اختصر دورهم الجزء الصعب للمؤتمر حتى لا تحصل الكارثة، هو شيء صار عاديا داخل مؤسسات الأحزاب المغربية في الأزمنة المتأخرة من منطق وطبيعة اشتغالها.. !فقبل عقود لم يكن ممكنا حصول مثل هذه الأفعال..هل لأن الدولة كانت تضفي على المشهد سلطتها بشكل يوزع الأدوار؟ أم لأنه غاب عن ذهنية المناضلين وساسة الأحزاب منطق الذاتية ورفض الوصاية والاحتكام إلى القواعد فقط بمنطق قريب من النزاهة في الممارسة والخطاب؟
ولماذا بنهاية القرن العشرين ومنتصف العشرية الثانية من القرن الحالي صارت الأحزاب مجالا لهذه الأفعال..؟هل المغاربة صارت بالنسبة لهم هذه الممارسة تتوفر على شروط نضج أكبر من ذي قبل؟ أم هل فضاء الحرية المعبر عنه صار أوسع ؟ أم هناك شيء جوهري ظل صامتا داخل أغلب الأحزاب حتى التي تسمى وطنية وتتلقى أموالا من الدولة للقيام بالانتخابات وما إلى ذلك ، وتمارس نوعا من "الأبوية" والطهرانية الممتدة على عشاقها بشكل أزلي سافر.
عموما، حزب الجرار ليس الا حالة مشابهة وهوالذي ينظر إليه بأنه ولادة غير مكتملة؟ وأنه ظهر في ظرف" استثناء"، خرج بعد مسار "حركة لكل الديمقراطيين" إلى غاية اليوم وأثار نقاشات واسعة أعتقد أن كل المغاربة يعرفون ظاهريا أو بشكل عميق ملابسات كيف كان "الإخراج والإنتاج"..في النهاية ما حصل داخل فضاء المؤتمر حصل من قبل بمؤتمر أعرق حزب بالمغرب..حزب الاستقلال. وبعده حزب الحركة الشعبية ويمكنه أن يحصل في باقي التيارات السياسية المغربية..إنه يمثل بالنسبة لي جزءا من مهمة قطاع من المغاربة القادرين بشكل أو بأخر من مواقع مختلفة خدمة الكبار..وخدمة أنفسهم..تحت إشراف مفهوم "البراغماتية "أو مفهوم الفلسفة "الذرائعية" المكشوفة المصالح بين صغار وكبار على نفس الركح.
ويتبين اليوم أن شرائح واسعة تؤمن بجاذبية الأحزاب أكانت ذات مسار سياسي عريق أو الأخرى التي هي نتاج ظرف اقتصادي أو أيديولوجي "طارئ" أو قاهر أوبأي شكل من الإخراج كان..كل هؤلاء لديهم القناعة لخدمة الأحزاب التي يتعين النظر إلى أنها ما تزال لها راهنية وتجد لها خدامها..مناضلين متواطئين ..متعاونين..متفاهمين..مساندين..واعين لا واعين..مدفوعين..مدعومين..محتاجين..مرغمين..مراهنين أصحاب صفقات صغرى ..صفقات كبرى..لا يهم.
المهم في كل الذي ينتجه اليوم مؤتمر لواحد من الأحزاب الجديدة التي ظهرت بشكل فجائي كما ظهر على فترات غيرها..وسمي بعضها وطنيا وتاهت وطنيته..وسميت أخرى أحزاب الخدمة والكوكوت مينوت..وتشابه الفريقان عند حافة "جيل دولوز"المتشظية
كل هذا يجعلنا لا نبحث عن من سيكون أمينا عاما؟ ولا عدد أعضاء المؤتمر الوطني؟ ولا كيف سيستعد المؤتمر إلى الاستحقاقات القادمة؟ ولا ماهي نتائجه على مستويات التدبير والتنمية؟
يجدر بنا هنا استنتاج واحدة من المفارقات العجيبة..وهي أنه قبل شهور تم تعديل الحكومة بإضفاء وجوه "تكنوقراطية" وافدة من عوالم مختلفة..بعدما تعكر مزاج الدولة وهي تنظر في قلب حكومة لم تحرك المغرب "بوصة "إلى الأمام..
وأنه قبل مدة بدأ بن موسى داخل لجنة النموذج التنموي استشاراته مع هذه الأحزاب وشاع أنها تحدثت عن "إنجازات ولغو"..
وأنه قبل وقت من الزمن خرج "تقرير الخمسينية" الذي احتكم إلى أنه ل40 سنة والأحزاب تتصارع مع الدولة مما ضيع على المغرب فرصا كثيرة ليتطور.
وأنه في كل هذا يبدو جليا أن "الخصمان" أكانوا بحزب الجرار أو بقية المشهد سيتصارعون لأن جزءا مهما من الشعب لا يزال مؤمنا بالأحزاب وقيمتها، وإلا لما تواجد مؤتمرون بالآلاف في كل هذه المناسبات..بضعهم يكسر الكراسي، وفي بعضها تكسر الأواني، وفي أخرى تكسر الاصطفافات..والتوافقات المحلية القادمة من كل النقط والجغرافيات الوطنية من أجل عيون مؤتمر ينتج أمينا عاما ومجلسا وطنيا وقبله مكتبا سياسيا..وانتخابات وتزكيات..وأصوات.
في الحقيقة يشبه المشهد منطق "التتابع "عند كارل ماركس..جوع غداء شبع، وما قال فيه "مالينوفسكي "بالاحتياجات والاستجابة"..وأكثر ما تراهن عليه المدارس الأمريكية النفسية في "الإشراط"Conditionnements
في الأخير إذا لم يكن هناك شيء "ما" ذا أهمية سواء قبل المؤتمرات أو إبانها أو بعدها تتصارع عليه الآلاف من البشر رجالا ونساءا" بوعي أو بجهل" فإنه لا يتعلق بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا المصلحة العليا للوطن ولا التنمية...لأنه واضح أن الدولة بأجهزتها من تقوم بذلك بذل الجميع وهو ما نراه يوميا.
سؤالي: ماذا يجمع كل هذه الأنفس لتتصارع حتى تتصارع داخل المقرات ولساعات وأيام وتعود إلى قواعدها سالمة غانمة !؟
بقلم : صبري يوسف

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button