النموذج التنموي المحلي.. أي خيارات؟ بقلم صبري يوسف

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية النموذج التنموي المحلي.. أي خيارات؟ بقلم صبري يوسف

النموذج التنموي المحلي.. أي خيارات؟ بقلم صبري يوسف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Fessuoyy Yyoussef‎‏‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏
تقترب الولاية الحالية للمجلس الجماعي لابن جرير من نهايتها.وبالتالي يقترب الناخب من موعد اختياراته بخصوص لمن سيدلي بصوته؟
وفي هذا السياق يعود إلى الأذهان ،أي السيناريوهات المطروحة من أجل تجاوز أعطاب الماضي المتعلقة بوعود للتنمية المجالية والبشرية لم تكن الإجابة بخصوصها شافية... !ويظهر رأس الشغل يطل من كل أحياء ابن جرير" الرابضة" بلا حراك..وتظهر أفات إجتماعية لم يقو المجلس الجماعي الحالي على امتلاك القدرة الكافية والتعبئة "الخبراتية" لسماع الأوجاع أكثر من مطالبته معالجة الأزمات، بحكم أن مصيبة هذا المجلس كانت افتقاره للتواصل المعبر عنه بعظمة لسان جل أركان أغلبيته حتى القريبين من رأسه.
لتكون الأشهر المتبقية قبل متم هذه السنة التي تمر شهورها ثقيلة على مجلس عليه بكشف "البون" اتجاه مجتمع محلي ظل يراقب اختصاصات "مهزوزة" لمجلس مدينته التي تتوسع بدون أدوات قطاعية فاعلة.
فهناك الذين وثقوا بالمجلس والذين صوتوا له والذين لا يهتمون وفي كل هذه الحالات هو مطالب بكشف نتائج ولايتين قاد فيهما حزب الجرار أغلبية مريحة صوتت بنعم لكل قراراته...
في الضفة الأخرى وتماشيا مع طرح مبادرة ملكية تتعلق بالنموذج التنموي عموديا تم أفقيا لتشمل الوطن برمته ،والذي تستمر لجنته الاستماع إلى كافة الفاعلين، أحزاب نقابات ومؤسسات دستورية ومجتمع مدني لإخراج يمكن توظيفه مستقبلا ومعرفة أين مكامن الخلل؟ كل هذا يجرنا فعليا إلى نفس الإجراء :حول ماهي الآليات التي يملكها الفاعلون السياسيون محليا ومدى تقدير الحاجيات من خلالها؟ تم أي الطرق يمكنها أن توظف لمعرفة تقدير الشعور العام من قيمة وجوهر وغايات فعل السياسة وجودتها والمأمول منها لتخطي ربما انزلاقات وركوض وموت" للفعل" رافق برأي الكثيرين أداء الأغلبية في ولايتها الثانية 2015-2021 ؟
تم ماهي الفلسفة التي يراهن عليها الفاعلون خارج العادة والأنماط "التكرارية" للبرامج والوعود من أجل ترسيم أخلاقي يقطع مع الفوضى. لمعضلة شكلت بالنسبة للدولة على مستويات "ماكرو" إكراها صعب جهود التنمية داخل الأقاليم والعاملات برمتها ؟
وهنا يفرض محليا نفس الانتظار، ويطرح سؤالا حول جاذبية الفاعلين السياسيين وهم يروجون لبرامجهم التي عليها أن تتخطى" التسطيح والإنشاء"، إلى امتلاك إجابات مقنعة وصادقة تمنح المواطن على الأقل القدرة ببعث الثقة في مستقبل قريب بجزء من لحظاته.
تم وقبل أن تتصدر وجوه غدا المشهد الانتخابي وذلك من حقها، و حقها الدستوري الديمقراطي التعددي ...في كل هذا هل يعي الفاعلون أن المغرب وبشكل "بنيوي" ..أي داخل البنيات Structures .أنه يحتاج إلى أن يتقاسم معه جميع هؤلاء آفة "ارتهان " التنمية، وبالتالي إيجاد طرق أفضل جودة سواء محليا جهويا ووطنيا لتجاوز أكبر صعوباتها التي رهنت المغرب على كل المقاييس خلف بلدان تقع في أسفل المراتب كونيا.
وهل يليق بنا الحديث غدا عن إمكانية بروز وجوه ذات مصداقية وقدرة وتحظى باهتمام فئات مجتمعية واسعة للخروج من الجمود سيما وأن المدينة والإقليم يعاني نفس الاكراهات؟
فهناك قطاعات عمومية عاجزة عن الخدمة ..الصحة والتعليم، وهناك التشغيل وتأهيل العنصر البشري ..هناك حاجيات فئوية تنتظر الإسهام ..قضايا الطفولة والمرأة ودوي الاحتياجات الخاصة والتنشيط والثقافة ؟ وقبل كل هذا هل يتوفر الفاعلون على قابلية تملك" المشاعر الجماعية" المشتركة مع قطاعات سكانية لديها ألف سؤال حول أسباب فشل المشاريع المحلية؟
وقبل إقفال واحد من أصعب لحظات 2021 بالنظر إلى اهتمام المواطن بما ستتمخض عنه العملية ، ترى..ما قيمة الإنسان الذي عليه أن يقبل إما باستلاب لوجوده لفترة أخرى تطول على مدى ست سنوات في الهامش ،وبين أمله في انتشاله من القاع الذي يفرض بالنظر إلى واقع المدينة -ابن جرير- إعادة تشكيل الثقة التي غيبها "اندحار " التواصل مع الناس والاستماع إليهم ، وامتلاك تجميع كل الأسئلة ونقاشها عموميا وهو مطلب أعتقد سيكون الفيصل في الانتخابات القادمة بين من ..ومن !
على أساس تأثير التكنولوجيا في هندسة جل القرارات القادمة كونيا ومحليا بدون استثناء..ابن جرير سيكون المجال الالكتروني غدا فضاءا للفصل في كل ما يتعلق بهذه العمليات.
وعلى اعتبار أن الحاجة إلى مضمون الرسالة كاملا ضاع بين "مستقبلين "قلقين وغاضبين و"مرسل" غاب تماما ولأكثر فترة على مدى السنوات منذ2015 ..
فهل يعي القادمون أن الأمر تخطى جل الأساليب التقليدية وخطاب "تعمار الشوارج"الذي لا أعتقد أن "مي فاتيحة" بأي حي من أحياء الهامش ستصدقه ؟ وكون المدينة الذكية "سيكولوجيا " رممت إلى حد بعيد نظرة المواطن المحلي إلى "ذاته والأخر" بما اسميه "الدهشة " الاجتماعية بين ضفتين متناقضتين ..هناك توسع للمجال بزخم العلوم والنجاعة والقدرة بامتلاك الخبرة والعلم التي صارت إغراءا "ماديا" ومعنويا بالنسبة لمدينة اسمها ابن جرير اختصر فيها الاعتقاد على المشاهدة فقط. أجزم أن ساكنتها ستبحث في "وعيها الجمعي" عن أفراد يشبهون الجزء الأخر ..بمعنى سيبحث الناس عن ذوو القدرة نفسها والخبرة والمؤهلات ..فابن جرير لن تدار فيها الانتخابات القادمة بنفس "الأساليب " ! لأن حجم الإعراب والتعبيرات من خلال "فايسبوك"، يقر أن هناك حاجة إلى التغيير لدا غالبية الساكنة التي يؤطرها شباب مشارك داخل منصات التواصل أعمارهم بين 17و35 متماسك البناء النظري حول جملة قضايا ،هدفهم نقل آلامهم إلى الواجهة لمعالجتها ، ولديهم الآلية لتصرف ذلك والتأثير على أسرهم.. أبائهم وأمهاتهم وعائلاتهم لاختيار سليم يحد من المعاناة القريبة من الانتحار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي لديهم جميعا.
خصوصا وأن هناك هوة صارت تكبر بين مدينتين لا يمكن معالجتها بأي مغامرة بالسياسة ولوجه من الأوجه ، وأعتقد أن دوائر القرار الإقليمي ربما هي واعية ومدركة أن لوجاهة الشرط الاجتماعي الغاضب من السياسات العمومية المحلية قراءة معينة، لأنه سيؤسس مع المستقبل إذا لم تتوفر "براديغمات" "للتنفيس "والإصلاح، ظهور معضلات يصعب حلها في مجال حساس باتت لديه صورة عالمية هي أكبر من مشكلات مدينة يتعين حل هفواتها من خلال نخبة يعول عليها.
المطلوب اليوم هو ردم الهوة التي تتسع ولا يمكن إلا من خلال مهمة فاعلين سياسيين عليهم بإيجاد جواب داخل تياراتهم السياسية قبل الخروج للناس حول :
- من بيننا يستحق أن يخرج للناس مبشرا ؟
- وأي برنامج نملك؟
- وماهي قدرتنا في فهم وتقدير الكفايات ونحن نحدث ساكنة عرفت تغيرا جذريا وربما تضاعفت كتافة؟
- وهل نستطيع نحن التخاطب مع قطاع الفوسفاط بشكل مقنع لانتزاع مكاسب تتجاوز ملاعب القرب ،وكراسي القرب، وجوائز القرب ..إلى شركات قوية وبشكل شجاع لا يستند إلى" الصنطيحة والجبوه" فقط؟ بل إلى العلم والفن وأدوات تتناغم مع مطالب كبرى لسياقات الانعطافة الوطنية التي تبحث اليوم حول اختلالات: لماذا علينا تبني نموذج تنموي .
أرجح أن السؤال الأخير هو الذي سيمنح ساكنة المدينة وجاهة الفصل فيمن عليه أن يربح الرهان ويحتاج إلى مساندتها، لأنه القادر على إخراج مدينة من كل ألوان فقدان الأمل والعتاب. في مجال صار مع الوقت تتشكل فيه" ظواهر اجتماعية" حاقدة على المجال بتقدير سوسيولوجي يمس حتى النخبة المتعلمة من خلال ما "يتداعى" فايسبوكيا وداخل فضاءات عمومية بتعبير "هابرماس ".
بالنسبة لهؤلاء ابن جرير باتت معطا( أركيولوجيا )وتراثا لا يغري أحد بنقاشه وهنا جوهر المصيبة.
بقلم/صبري ويسف

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button