من ذاكرة طيور ابن جريرالمهاجرة :لمجيد تومرت بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة طيور ابن جريرالمهاجرة :لمجيد تومرت بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة طيور ابن جريرالمهاجرة :لمجيد تومرت بقلم عبد الكريم التابي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏، ‏نص مفاده '‏لمجيد تومرت 1999‏'‏‏‏(
ضع سترتك يا صاحبي من على كتفيك، فلازال في العمر ما يستحق الحياة بكل مباهجها).
يعاد نشرها إهداء إلى صديقي لمجيد بمناسبة إحالته على تقاعد الوظيفة، واستمراره عاشقا للحياة والكلمة والصورة والبلدة التي خرج من رحمها، واستنشق غبارها، وتدحرج في حاراتها، ولازال يحملها بين الضلوع.
لمجيد تومرت: الشاعر والسينمائي.
أيتها المدينة، هل حقا أنت بلاذاكرة؟ هكذا تكلم الصديق لمجيد تومرت الذي استقرـ ولازال ـ لمدة غير يسيرة بمدينة خريبكة، حيث احتضنته أبوابها المشرعة ليدخل منها كما يشاء إلى عوالم الشعر والقصة والرواية والشعر.
في مدينة خريبكة، وجد لمجيد "غنيمة" على شكل "امرأة/ حلزون، قادته إلى "امرأة لا تشيخ"، تمتطي "أجنحة الكلام"، توقفت بعد "نزول اضطراري" حتى مرور "رياح الوهم" التي عصفت ب"الفارس المكابر" لما تراءى له "الكابوس" ب "ملامح ساقطة" في مدينة سموها زورا مدينة المستقبل التي طالب أحد ممثليها في البرلمان ذات تخلف لازال مستمرا دعامة مشروع مستقبلي يتلخص في سجن ومقبرة !!! حتى وإن كان جيل ابن جرير الحالي لا يعلم شيئا عن حكاية السجن والمقبرة التي سارت بذكرها الركبان.
في مدينة خريبكة، سيحفر لمجيد تومرت شقيق الرياضي البنجريري المعروف الحاج ادريس تومرت، والمرحوم المتوفى عبد الكريم تومرت، اسمه في مدينة الفوسفاط، وستخرج له شياطين الشعر من ترابها الأصفر، وعفاريت السينما تحمل الكاميرات ولوحات ال ACTION على أكتافها، وستحف به ولدان وصبيات القصة والرواية من أمامه ومن خلفه، وسيجد هناك ما لن يجده في تلك المدينة التي تنام هي الأخرى على ثروة من التراب، لكن لا يفضل لأبنائها منها سوى الغبار واصفرار في طبقات من الكلس على الأسنان، وشقوق في البيوت ناجمة عن انفجار الديناميت في الغيران التي تؤدي إلى مسارب الجواب عن سؤال أين الثروة.
الأستاذ لمجيد تومرت هو ابن شرعي لابن جرير بالهوية والتاريخ والجغرافية والأنتروبولوجيا . خرج من الدوار الجديد في الزقاق الذي يمر الناس منه إلى سوق "الثلاث". درس الابتدائي في المدرسة التي لازالت الثانوية التأهيلية عبد الله إبراهيم تحتفظ بما تبقى من ذكرياتها المحجوزة في تلك الحجرات الثلاث التي أدارت وجهها إلى ساحة الثانوية منذ وفاة المدرسة الابتدائية منذ زمن بعيد. وفي واحدة من تلك الحجرات التي كانت مخصصة لأقسام "الشهادة"، درس معي لمجيد في القسم الخامس عند المرحوم السي أحمد لكريني والسي أحمد الهلالي، وبعدها سنكمل معا المشوار في الإعدادي في نفس الفصل الذي تواجد فيه من أتيت على ذكرهم سابقا. وسيأخذ نصيبه مما أخذناه جميعا من علم ونقاش وانفتاح على ما يجري في البلد هنا على حافة الأطلسي، وهناك في الشرق الحزين في فلسطين، وطبعا من نفس المعين الذي مثله الأستاذان الفاضلان المرحوم أحمد الحمزاوي وبعده الأستاذ محمد الحنفي.
سينتقل لمجيد رفقة نفس الشلة إلى ثانوية يوسف بن تاشفين، ومنها إلى ظهر المهراز بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، حيث سيحرز شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها
بعد مرحلة الكلية، سيعين لمجيد أستاذا بخريبكة التي سيستقر بها من 1982 إلى يومه هذا. وفي خريبكة لن يسجن نفسه في زمن ومكان رتيبين وقاتلين، بل سيجد له موطئ قدم فيما ينشغل فيه من يكتنز في دواخله ملكات الإبداع في صنوف الثقافة قراءة وكتابة وحضورا ومشاركة وفعلافي الأحداث وانفعالا معها.
وهكذا تقلد لمجيد مسؤولية الكتابة العامة سابقا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، ويتقلد حاليا مهمة الكتابة العامة للنادي السينمائي بخريبكة، ونائب الكاتب العام لجمعية مهرجان السينما الإفريقية، كما يشغل مهمة عضو بمكتب الأنشطة التربوية والثقافية بالمديرية الإقليمية بخريبكة، ويعمل مكونا بخلية النوادي السينمائية المدرسية. وهو عضو مؤسس لمجموعة من الجمعيات. كما كان من مؤسسي الفرع المحلي لليسار الاشتراكي الموحد، دون أن ننسى أنه كان ناشطا حيويا في النقابة الوطنية للتعليم (كدش).
وكان السي لمجيد قد حاز الجائزة الأولى لقصيدة النثر في المهرجان الوطني الثالث عشر بمدينة فاس سنة 1994. كما أنه نشر أغلب إنتاجاته وأعماله بعدد من الجرائد الوطنية ك بيان اليوم والطريق وأنوال والنشرة التي كانت تصدرها الشبيبة الاتحادية.
ولم يغب السي لمجيد عن وسائط التواصل الاجتماعي، فهو مواظب على إثراء التدوين الالكتروني بسيل من الإبداعات الشعرية، ما مكنه من عضوية اتحاد كتاب الإنترنيت العرب.
ليس غريبا على السي عبد لمجيد أن يعشق السينما متونها وسميائياتها وتقنياتها وأنوارها الصاخبة وظلماتها الصامتة، وهو الذي منذ طفولته ومنذ أن صار يافعا، يتمثل نفسه ممثلا على شاكلة أبطال السينما الهندية، وإلا ما كنا نناديه بالهندي في ذلك الزمن السبعيني الجميل الهادئ الصاخب الهادر العنيف.
فيا "أيها الزمن، ويا أيها الزمن، دعه يكمل الحكاية التي ابتدأت بابن جرير، ونضجت في خريبكة وستجد لها اليوم جوابا عن سؤاله الاستنكاري الأول: أيتها المدينة، هل حقا أنت بلا ذاكرة؟ فتقول له في كامل التحدي والإقدام ورحابة الصدر وبراءة الصغار كما كنا أطفالا بنعالنا البلاستيكية: لا تجزع يا صاحبي، فقد صار للمدينة ذاكرتها.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button