ماذا ننتظر من جماعة ترابية في أي نقطة من هذا المغرب وبإخراج ما بعده إخراج قبل انعقاد الدورات يكون معه الرئيس ومجلسه وأغلبيته وهي سعيدة منشرحة الصدر تزف للساكنة أنها استطاعت أخيرا تحقيق فائض..أي فائض هذا ؟
تابعت على فايسبوك بعض المنشورات وقد انتهت دورة فبراير بإعلان المجلس "الفلاني "مثلا أن فائض محققا بلغ 60 مليونا ؟ وأن برمجته سيكون فيها الخير والنماء للبشر والبهائم !
المجالس المنتخبة في الجماعات الصغيرة في اعتقادي ماهي إلا آلية "بدائية" لتبرير وجود القانون والتشريع، فكيف بساكنة مثلا من 15 دوار ..كل دوار ب100 كانون بمنطق "قياس" وتكميم معطيات القرى..وهذه الساكنة عند إحصائها تصبح 11 ألف رجل ومرأة وشبان وصغار وأطفال ومواليد..
كل هذه البشر يحتاج إلى مستوصف علينا انتظار طبيب أنفقت عليه أسرته والدولة ملايين من أجل أن يلتحق بمستوصف فقط البناية التي تتوفر .
وكيف بنا تمثيل تلك الساكنة في جودة الخدمات والمرافق وواقع الحال يعني أنه لا توجد تلك المرافق إلا في رؤوس الذين أنتجوها "كوهم" ..
وكيف سنوفر مدرسة وأساتذة وحراسا ؟ كيف سنقنع أستاذا مستعدا لخدمة هذا الوطن بأنه عليه أن يسكن هنا بالقرية ويمارس مهامه ليصبح مع الزمن "راعيا ارتودوكسيا" للقرية وطبيبها وحكيمها والباحث فيها عن الحلول والانثربولوجي والسيوسيولوجي والمختص النفسي والمادي والمعنوي..ليس كل القرى هي على هذا النحو إنما يغيب عن أدهاننا أن المغرب واسع جدا وأن لا حدود للألم بقراه.
ليس عيبا أن نساهم في البناء بمنطق وحدة الوطن ووحدة أراضيه وترابه والمساهمة في انتشاله من الزمن الغابر..إنما كيف لجماعة ترابية تدير بحكم الاختصاص النصي بالقانون التنظيمي الذي منحها" سلطة زمنية" مطلقة مع 60 مليون فائضا يقال أنه محقق وغالبا ما يكون "متوقعا" يحاجج فيه الرئيس وأغلبيته أمام الملأ بنظافة ولايته !؟ وفي أكثر من صورة يكون برمجة لطرق مقطوعة وتنظيم مواسيم، وتوزيعا على جمعيات ومجتمع مدني وانتهى العداد..حتى ما هو مقاربات يصبح شكلها مشوها هي الأخرى ولا علاقة لها بالمجتمع المدني الحالم الغني المترفع..
منذ أن تم إنشاء هذه الجماعات والقرى لم تتخلص من آلامها ، ليس لأنها لم تخرج إلى الوجود بشكل يضمن سلامتها وبقية الذين سيتوجهون إلى مؤسساتها لقضاء أغراضهم، وإنما لأن إخراجها كان مشوها ومسوغاته ضعيفة جدا.
المجالس المنتخبة فقيرة، والساكنة تراهن على منطق التضامن داخل الدواوير والعزبان والامتداد الجغرافي بأسلوب"الكرم" الذي بحث فيه الانثربولوجي "سعد الصويان"..والتونسي" محمد الحاج سالم" مقتبسا مذهب "ايفانز بريتشاد"في دراسة المجتمعات القديمة "الجاهلية " مقابلا طقس "البوتلاش " عند مارسل موس بالكرم عند هؤلاء مكرهين ..يصبح تبادل الكرم آلية للتنفيس إبان الأزمات التي ولا بد من سقوطها على الرؤوس..هناك الجفاف وسم الأفاعي والعقارب، وهناك الكثافة السكانية والولادات والصحة والإنجاب..هناك المرض والإعاقة والتنشئة والأطفال ..هناك التنشيط والتعليم والرغبات والطموحات..هناك المجتمع الخاص والمجتمع العام..هناك نحن وهم والآخرون الذين يتساوون بحكم الدستور والورق المطبوع على ظهره أسلوب الجنة على الأرض..إنما في الواقع هناك الجماعات البئيسة الفقيرة الخالية والخاوية على عروشها، التي يصبح الأستاذ الوافد طبيبها وممرضها ومعينها..ويصبح الذين أفلتت القرى قبضتها عليهم من أبنائها مجبرون بعد التعلم على مد يد العون..والموت في مآسي "بنيات" مجتمعهم المشدودة إلى الأرض.
ويصبح الرؤساء المتحكمين والقادرين على امتلاك ناصية الأمر والفعل والتراكم والتقسيم والتفتيت والتجزيء هم الأقدر..وتتداعى الكوارث والأحقاد ويختلط الهم بالغم بالفقر بخشوع قطعان الماشية الجائعة، وورع المسنين وضباب الصباح الذي يحمل وجها للنهار مكشوف على أبشع الصور.
ليست الأوضاع مأساوية إلى هذا الحد إنما أدرك ويدرك غيري ممن ساروا بالبوادي أن أهلها تجاوز صبرهم المدى حبا في هذا الوطن ، وأن تضامن الجهات وما إلى ذلك مما ينظر بأنه حل قادم لانتشال ساكنة مهمة من براثن خداع الزمن هو استحالة كبرى في غياب تنصيص حول:
من عليه أن يحكم من ؟
من بإمكانه أن يصبح رئيسا هنا؟ ومن بإمكانه أن يقرر هنا ؟ وكيف علينا توفير اعتمادات تبني مستشفيات خارج دورات المجالس. وتنشئي مدارس ونقل وتنشيط ورفاهية على الأقل تضفي طابع أن "المجتمع الكلي" يمشي إلى نفس الاتجاه كعبا بكعب وليس بمنحى "تايلور وهربرت ومورغان..."
"خارج النص" أشعر بأن 60 مليونا ماهي إلا "آلية" لازدراد البعض مما يسمح به مجال السياسة الضيق، والخصومة الضيقة، والعشق والحب والكراهية والزبونية والسمسرة لشراء ولاء جديد و6 سنوات جديدة واستمرار لوجوه تكافح خشية أن تموت ووجوه تتربح خشية أن لا تزول !
تابعت على فايسبوك بعض المنشورات وقد انتهت دورة فبراير بإعلان المجلس "الفلاني "مثلا أن فائض محققا بلغ 60 مليونا ؟ وأن برمجته سيكون فيها الخير والنماء للبشر والبهائم !
المجالس المنتخبة في الجماعات الصغيرة في اعتقادي ماهي إلا آلية "بدائية" لتبرير وجود القانون والتشريع، فكيف بساكنة مثلا من 15 دوار ..كل دوار ب100 كانون بمنطق "قياس" وتكميم معطيات القرى..وهذه الساكنة عند إحصائها تصبح 11 ألف رجل ومرأة وشبان وصغار وأطفال ومواليد..
كل هذه البشر يحتاج إلى مستوصف علينا انتظار طبيب أنفقت عليه أسرته والدولة ملايين من أجل أن يلتحق بمستوصف فقط البناية التي تتوفر .
وكيف بنا تمثيل تلك الساكنة في جودة الخدمات والمرافق وواقع الحال يعني أنه لا توجد تلك المرافق إلا في رؤوس الذين أنتجوها "كوهم" ..
وكيف سنوفر مدرسة وأساتذة وحراسا ؟ كيف سنقنع أستاذا مستعدا لخدمة هذا الوطن بأنه عليه أن يسكن هنا بالقرية ويمارس مهامه ليصبح مع الزمن "راعيا ارتودوكسيا" للقرية وطبيبها وحكيمها والباحث فيها عن الحلول والانثربولوجي والسيوسيولوجي والمختص النفسي والمادي والمعنوي..ليس كل القرى هي على هذا النحو إنما يغيب عن أدهاننا أن المغرب واسع جدا وأن لا حدود للألم بقراه.
ليس عيبا أن نساهم في البناء بمنطق وحدة الوطن ووحدة أراضيه وترابه والمساهمة في انتشاله من الزمن الغابر..إنما كيف لجماعة ترابية تدير بحكم الاختصاص النصي بالقانون التنظيمي الذي منحها" سلطة زمنية" مطلقة مع 60 مليون فائضا يقال أنه محقق وغالبا ما يكون "متوقعا" يحاجج فيه الرئيس وأغلبيته أمام الملأ بنظافة ولايته !؟ وفي أكثر من صورة يكون برمجة لطرق مقطوعة وتنظيم مواسيم، وتوزيعا على جمعيات ومجتمع مدني وانتهى العداد..حتى ما هو مقاربات يصبح شكلها مشوها هي الأخرى ولا علاقة لها بالمجتمع المدني الحالم الغني المترفع..
منذ أن تم إنشاء هذه الجماعات والقرى لم تتخلص من آلامها ، ليس لأنها لم تخرج إلى الوجود بشكل يضمن سلامتها وبقية الذين سيتوجهون إلى مؤسساتها لقضاء أغراضهم، وإنما لأن إخراجها كان مشوها ومسوغاته ضعيفة جدا.
المجالس المنتخبة فقيرة، والساكنة تراهن على منطق التضامن داخل الدواوير والعزبان والامتداد الجغرافي بأسلوب"الكرم" الذي بحث فيه الانثربولوجي "سعد الصويان"..والتونسي" محمد الحاج سالم" مقتبسا مذهب "ايفانز بريتشاد"في دراسة المجتمعات القديمة "الجاهلية " مقابلا طقس "البوتلاش " عند مارسل موس بالكرم عند هؤلاء مكرهين ..يصبح تبادل الكرم آلية للتنفيس إبان الأزمات التي ولا بد من سقوطها على الرؤوس..هناك الجفاف وسم الأفاعي والعقارب، وهناك الكثافة السكانية والولادات والصحة والإنجاب..هناك المرض والإعاقة والتنشئة والأطفال ..هناك التنشيط والتعليم والرغبات والطموحات..هناك المجتمع الخاص والمجتمع العام..هناك نحن وهم والآخرون الذين يتساوون بحكم الدستور والورق المطبوع على ظهره أسلوب الجنة على الأرض..إنما في الواقع هناك الجماعات البئيسة الفقيرة الخالية والخاوية على عروشها، التي يصبح الأستاذ الوافد طبيبها وممرضها ومعينها..ويصبح الذين أفلتت القرى قبضتها عليهم من أبنائها مجبرون بعد التعلم على مد يد العون..والموت في مآسي "بنيات" مجتمعهم المشدودة إلى الأرض.
ويصبح الرؤساء المتحكمين والقادرين على امتلاك ناصية الأمر والفعل والتراكم والتقسيم والتفتيت والتجزيء هم الأقدر..وتتداعى الكوارث والأحقاد ويختلط الهم بالغم بالفقر بخشوع قطعان الماشية الجائعة، وورع المسنين وضباب الصباح الذي يحمل وجها للنهار مكشوف على أبشع الصور.
ليست الأوضاع مأساوية إلى هذا الحد إنما أدرك ويدرك غيري ممن ساروا بالبوادي أن أهلها تجاوز صبرهم المدى حبا في هذا الوطن ، وأن تضامن الجهات وما إلى ذلك مما ينظر بأنه حل قادم لانتشال ساكنة مهمة من براثن خداع الزمن هو استحالة كبرى في غياب تنصيص حول:
من عليه أن يحكم من ؟
من بإمكانه أن يصبح رئيسا هنا؟ ومن بإمكانه أن يقرر هنا ؟ وكيف علينا توفير اعتمادات تبني مستشفيات خارج دورات المجالس. وتنشئي مدارس ونقل وتنشيط ورفاهية على الأقل تضفي طابع أن "المجتمع الكلي" يمشي إلى نفس الاتجاه كعبا بكعب وليس بمنحى "تايلور وهربرت ومورغان..."
"خارج النص" أشعر بأن 60 مليونا ماهي إلا "آلية" لازدراد البعض مما يسمح به مجال السياسة الضيق، والخصومة الضيقة، والعشق والحب والكراهية والزبونية والسمسرة لشراء ولاء جديد و6 سنوات جديدة واستمرار لوجوه تكافح خشية أن تموت ووجوه تتربح خشية أن لا تزول !
بقلم: صبري يوسف
لست ربوت