بعد إنتهائها و" الخبز خْمَرْ " تقول " هاك الوصلة ديها لفران وعنداك طيحها " .
لكن قبل الحديث على "مول الفران " لابد أن نشير إلى "الطراح " صاحبنا هذاالذي كان له شأن في ما مضى حيث كانت مهمته حمل" وصالي الخبز "من المنازل إلى "فران الحومة " وأجرته في ذلك "كرصة " عن كل وصلة . عندما أصل أَجِد " مول الفران " ويطلق عليه كذلك " الفرارني " بدأ التحضيرات الأولية لإستقبال الخبز والمتمثّلة في تهيئ "بيت النار " المصنوعة من قطع إسمنتية خاصة وتحتها توجد الملح ودورها الإحتفاظ بالحرارة لمدة أطول ،وذلك بإدخال الحطب إليها وهذه العملية تسمى "يْحْمي بيت النار " وفي بعض الأحيان تسمعه يقول للمتعلم "ماتَقْلْهاشْ بزاف" ويراد من هذه الجملة عدم إدخال الحطب(العواد ) بكثرة إليها بغية طهي الخبز بالتأني وعدم تعرضه للحرق، وبعدها يأخد "سطل" مملوءة بالماء ويبلل قطعة ثوب ويقوم بتنظيفها وحوالي الساعة الحادية عشر يبدأ في "رمي الخبز " وفق تنظيم محكم ما يجعله يتعرف على الخبز بطريقة سهلة ولسان حاله يقول يقول " فران وكاد بحومة ") بالآلة الخشبية التي تسمى "المَطْرَحْ " وهو على شكل مجذاف وهكذا دواليك إلى أن تمتلأ وحوالي منتصف النهار يبدأ في إستقبال الزبائن حيث تبدأ الحركة داخل الحومة في إتجاه الفران من كل الفئات العمرية وكنت منهم أنتظر دوري لأخد الخبز وفي إنتظار ذلك تسمع إمرأة تناديه وهو في "الحفرة " "وافلان خبزي طاب " ويرد " الحاجة تسناي شوية وْنْجْبَدْ " الطَّرْحَة " (وهي مجموع الخبز الذي أدخل إلى بيت النار ) وتأتي أخرى بعد أن أخدت "وصلتها " وهي تقول " أوليدي ردليا هاد الخبزة تْتْنَزَزْ" ويأتي ولد صغير " كاتليك مي را الخبز ناقص " ويجيبه "تسنا " وينادي على المتعلم "سير عند دار فلان كوليهم را خبزة زايدة عندكم " بعد غيابه لهنيهة يعود خاوي الوفاض ويقول "كالوليك راهم كالولها" فينادي على والدته تقف و تقول "غْرَمْها " . و يقول له "المتعلم" أثناء إخراج الخبز "ما ديرش هادالوصلة في العمارة خليها حتى تْصْفا " ( العمارة هي قضبان حديدية سميكة على شكل رفوف توضع عليها الوصالي ) في إشارة إلى عدم إكتمال عدد الخبز بها . وهو منهمك في عمله تأتي فتاة في سن المراهقة "نتا مالك درتي لينا الخبز هاكا " يجيبها " راكم نتوما خليتوه حتى فَوَتْ في الخميرة " وتبدأ في شتمه ، هكذا يقضي مول الفران يومه في نظري ينطبق عليه المثل القائل "وجهو للنار وظهور للعار " أما أنا جاء دوري لأخذ " وصلتنا " التي أكلت منها خبزة في الطريق أغلب أبناء الحومة "أرا ضغيمة خبزكم بنين " وعند ولوجي المنزل تردد أمي على مسامعي الأسطوانة المعهودة " خليو الخبز السخون باش يتكال البارد " .
لست ربوت