يالها من ذكريات عبرت أفق خيالي ، أتذكر عندما كنت أصنع لأمي "لامبة" التي إنقرضت في عصرنا الحالي وإنقرض معها "مول الكاز" بالسوق الذي كان يبيعه إلى جانب "قطران الغليظ والرقيق " ب"الوقية" . أو الفتيلة هناك من يسميها ب " القنديل " وهي تتكون من قطعة ثوب مبللة بالزيت وتشعل بعود الثقاب (كان ذاك لوقت وقيد العود هو لمصور فيه الكرويلة وقيد الشمع هو لمصور فيه السبع ) أو فتيلة البوطة . وعند الإنتهاء من وجبة العشاء ولتحفيزنا لغسل اليدين تقول لنا جدتي "يالاه وليداتي سيرو غسلو يديكم غياكلهم الفار " حيث تستعمل معنا عنصر التشويق وتقول " وتعالو الْيَوْمَ راكاينة حكاية جديدة " وأثناء النوم تؤنسنا بالحكايات منها "حكاية هاينة والغول" وتبدأ ب"هاينة واهاينة واش عشاك الليلة " وفي الغد نكون على موعد مع التتمة أو حكاية جديدة تبدئها ب" كان حتى كان والله كبير في كل المكان حتى كان الحبق والسوسان في حجر النبي العدنان عليه أبهى الصلاة وأزكى السلام حتى كان منذ قديم الزمان وسالف العصر والأوان قصة بين الناس يحكيها الكبير لي الصغير وتبدأ تقص قصة "الحطابة " أو قصة "جرادة مالحة " إلى أن نستيقظ في الصباح الباكر على أصوات الغنم والدجاج والبقر .ومن أجمل الأوقات عندما نكون في فصل الشتاء الناس الأوائل كانو يطلقون عليها إسم "دار الحرث" حيث نقوم بجمع حطب التدفئة المكون من بقايا الأعواد والتبن " الهيشر " وروث الأبقار"مازير " الذي كنا في الصيف نقوم بتهييئه على شكل مجموعة من الخبز ونتركه فوق "النادر "إلى أن يجف ونستعمل كذلك لطهي الخبز في فران "بوجهة " أو " القفلة " ونحن جالسون والشاي فوق المجمر بالشيبة وخبز الشعير وزيت الزيتون والسمن الحيل ونستمتع بالموسيقى التي تصدر من مشط "مَنْجَجْ" جدتي وهي تطل من ورائه "هارا أوليدي واحد لكويس نردو الراس "
لست ربوت