هاهي المحن تتوالى على إقليم الرحامنة ، وهاهي الساكنة بكل شبر تعود إلى معانقة الموت . معانقة المقادير التي لا توفر الحظ للإفلات إلا لفئة قليلة يصطحبها الحزن والهزيمة والخسائر حتى إذا لم تمت .
سيقول الملاحظون والناس والبشر والمراقبون للشأن الرحماني ،والوزارة ورئيس الحكومة والمنتخبون وجهاز السلطة والمؤمنون بالله واليوم الأخر وبالقدر خيره وشره أنه أمر الله .
ستخضع الدواب بكل أصنافها.. الحمير والبقر والإبل والمواشي والكلاب والقطط ..المنازل والأبنية والحيطان والأودية لأمر الله .
سيقول الباحثون في البيئة والجغرافيا والأرض والسماء والتقلبات المناخية ، وعلماء الأرصاد والبحار والمحيطات ونشرات الأخبار أنه أمر الله .
سيتذكر ،ويذكر الناس بعضهم بعضا من زوايا متعددة أنه “غضب الله ” ..وأنه عذاب السماء ، وسيرد عليهم الآخرون أن الله رحيم بالعباد ..وأن العلم لله في كل ما ينزل وما نزل .
سيتبادل المتضررون “عزاء ” القبيلة على ضفاف الأودية ، وعلى ضفاف” الأسرة “و النمارق والزرابي المبللة ، والدجاج النافق عند الحفر ،والبقر النافق عند الاحراش ..وبين الأوحال ..عزاء بأن الله شاء ، وأن ربك شاء ..وأن السماء لها رب وهو رب الأرض والمقادير .
سينسى الجميع المحنة حينما يتذكرون اليابان ، وأعاصير أمريكا ..إعصار” هارفي “وكاثرينا ،وأعاصير المحيط الهادي والمحيط الأطلسي بالجهة الغربية الأمريكية ..سيتذكرون كل ذلك ، وسيصبر من ضاعت بقراته ونعاجه ، وسيصبر من ضاعت دجاجاته وبعض حبات الشعير والقمح في بيدره ..سيتناسى الناس كل الأسوار التي جرفها الماء ..والقناطر التي جرفها السيل ..والمعابر والمدارس والأقسام .
وستنسى رئاسة مجلس جماعي قروي ما حصل ، وسينسى القائد ما حصل وجهاز السلطة ينسى ما حصل ،ورجال الوقاية المدنية سينسون ما حصل ..وينسى الأهالي من فقدوه فيما حصل .
وتنسى قصاصة وكالة المغربي العربي ما حصل، والمواقع الوطنية والفايسبوك والمدونين والغاضبين والإعلام الرسمي والغير الرسمي ، سينسون ما حصل لأنه يحصل دائما، وتصبح أعاصير الرحامنة ذكرى .
إنما ألا يجدر بنا تحمل المسؤولية فيما حصل في جزئها الممكن ؟ بعيدا عن قدر الله ومشيئة الله .فتلك أمور معلومة . إنما أعاصير اليابان وأمريكا والقوة الهائلة لأفعال الطبيعة لا بد وأن يكون هناك جزء من سؤال المسؤولية فيما يتلو ما جرى ويختبئ في جيوب البعض ، وعند البعض . لا أريد مزيدا من النبش فيما كان يجب فعله ، وما كان يراهن عليه الناس أن يكون ، لا أريد النبش. فهناك مسؤولية في مكان ما وفي أمكنة مختلفة ..لا أريد أن أشرح أكثر .
اليابان يابان ..أمريكا أمريكا والله في كل مكان ويفعل ما يشاء..إنما الرحامنة ليست اليابان ؟ وقدرها له ما قبله وأثناءه وما بعده ؟ !
إننا نختفي وراء مشيئة القدر والله وهذا مسلم به ، ولكن من يملك الشجاعة ليقول أنه والتقصي سيظهر المسؤولية التقصيرية للبشر في كل نقطة ضربها الطوفان أو الإعصار بالرحامنة..إنما من يمتلك الشجاعة لقول الحقيقة.بل سيهرب من يدركون أن الألم ساهموا فيه برسم طرق لعبور الأودية بشكل مغلوط ..من لا يتمتعون بالتواصل مع السكان ..زيارتهم ..ترتيب الاولويات معهم في حياتهم وقبل مماتهم العادي ، لا أريد إلصاق اتهام بأي كان إنما في العمق سيكتشف هؤلاء أنهم قصروا تقصيرا قبل الكارثة ..وبعدها.
يحز في نفسي أن الآدميين في نهاية “التراجيديا ” من يدفعون تبعات المحن من مائهم ودموعهم وجيوبهم كلما مرت عواصف ورعد وبرق فوق الديار.
لست ربوت