في اليوم، والذي يصادف تاريخ وفاة الملك الراحل الحسن، تم اعتقال إدريس البصري الذي كان ظل الملك لعقود!
قليلون يعرفون هذه القصة، والأقلية من هؤلاء من يعرف تفاصيلها، والتي بدأت ليلة وفاة الملك الحسن الثاني، حيث سيتم اعتقال رجل الشاوية القوي من طرف الجنرال حسني بن سليمان والجنرال القادري والجنرال عروب.
لقد استدعي إدريس البصري إلى ما قيل له أنه اجتماع أمني مصغر لضمان انتقال العرش في تلك الليلة الخاصة في تاريخ المملكة، قبل أن يكتشف أنه استدرج لاعتقاله واستنطاقه.
أما من اكتشفت هذه القضية، فليس إلا الأمير مولاي هشام، حينما كان يتجول في القصر ويمسح بعينيه كل التفاصيل في ذلك اليوم الخاص، وفي إحدى الممرات سيفاجئ بصراخ ومشاداة كلامية مصدرهما غرفة صغيرة كان يقف ببابها الجنرال حسني بن سليمان وعبد الحق القادري، فسارع للدخول إلى القاعة فاكتشف المفاجأة.
لقد كان إدريس البصري مربوطا إلى كرسي، و كان الجنرال عروب رفقة أحد ضباط الدرك الملكي يستنطقونه.
لقد كان المشهد مثيرا للغاية، ومازاد في حساسية المشهد، كون إدريس البصري كان يصرخ احتجاجا على الأسئلة التي كانت تطرح عليه من طرف جنرالات الحسن الثاني، وهو ما دفع الأمير إلى التدخل لتهدئة الوضع الذي كاد ينفلت في أي لحظة.
انتهت القضية عند إطلاق سراح البصري، لإكمال تفاصيل البيعة، ومصى زمن على اليوم الأسود في تاريح إدريس البصري، وظل السؤال الأكبر عالقا: لماذا تم اعتقال إدريس البصري ليلة وفاة الحسن الثاني؟
لحد الساعة لا أحد عرف السبب الحقيقي، لكن الرواية الأكثر تواترا تؤكد أن السبب يعود إلى القرار الانفرادي الذي اتخذه إدريس البصري بإغلاق الحدود، وهو قرار يوحي في ذلك السياق أن البلاد مهددة، وأن انتقال العرش تكتنفه صعوبات!
لست ربوت