أحيانا عندما ننظر إلى شخص ما وقد وهن عظمه وغزا الشيب رأسه ووجهه، وتقوست قناته، وتمددت كدنته، وضعف بصره، لا نصدق أن الماثل أمامنا، كان في عنفوان شبابه رشيقا وأنيقا وفاحم الشعر وكثيفه وحاد البصر ولاعب كرة سريعا حينما يجري، يخلف الغبار والحصى يتطاير وراءه.
تلك هي حال الأستاذ الحاج حسن لكصير الذي ننبش في بعض من ذاكرته الخصبة سياسيا ورياضيا، والذي قد يكون يطل على السبعين من العمر، بعد أن أنهى مشواره المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي منذ حوالي عشرة أعوام.
الحاج حسن لكصير الذي يمشي اليوم بتثاقل بعد أن أسدل لحية ابيضت كل شعيراتها الطويلة والنابتة جوار المحجمين، لعب الكرة في صباه منذ أن كان تلميذا بالقسم المتوسط الأول. وعندما اشتد العظم وافتتلت العضلات واتسع الصدر، كان لزاما على عيون القائمين على شؤون الكرة من عرب وعجم، أن يلتقطوه ويدمجوه في فريق الأمل منذ العام 1963، وكان المرحوم السي عمر البلالي والمرحوم السي أحمد لحمادي والهاشمي المكي والحاج العربي (مول الحمام) والحاج المدني والشيخ الناصري من هؤلاء العرب والسينيور اليوناني "طاسو" والسينيور "فالسن" و"ريفيير" (رئيس وكالة البريد) من أولئك العجم.
جاور السي حسن لكصير لاعبين كبارا، منهم عمر الدكالي ورحال اكجكال والمهدي بنبراد وبلانشيط والفرنسي "فيولا" الذي كان أستاذا للفرنسية يدرس أبناء الفرنسيين وأبناء الخليفة أحمد ومنهم (محمد العيادي) والأخوان بوعريف، ومولاي أحمد من بني ملال، وحاكم يدعى امبارك الوهابي، وعلال برقية ومبشور واللاعب الشهير امحمد الناصري من دوار الشيخ علي، وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا الأنوية الأولى لفريق "الأمل".
لعب السي حسن ضد مجموعة من الفرق التي كانت تنشط آنذاك، مثل (Les diables Rouges) واليوسفية واخريبكة والنهضة السطاتية والعلم والعيادية.
ويذكر السي حسن أن ملعب الفرفارة الذي كانت تجرى فيه المقابلات، شهد حدثا مأساويا تمثل في وفاة أحد اللاعبين الأجانب داخل رقعة الميدان.
كما أن القاعدة العسكرية أصبحت شبه مدعم للفريق، وكانت تزوده في بعض المناسبات كأعياد الشباب، بالبذلات الرياضية التي نادرا ما كانت تتوفر للفرق التي كانوا يواجهونها.
كان السي حسن يشغل مهمة جناح أيسر في الفريق، والمرحوم المهدي بنبراد مدافعا أيمن، والمرحوم رحال كجكال مدافعا أيسر والدكالي عمر متوسط الدفاع، والفرنسي (فيولا) وعلال برقية في الهجوم.
ومن أغرب الطرائف التي يحكيها السي حسن، والتي تبين مدى الفتوة والقوة التي كان يتوفر عليها، أنه مرة توجه من ابن جرير إلى أيت أورير على متن دراجة هوائية (بشكليطة)، وعاد ولعب مقابلة حوالي الثالثة زوالا.
في سنة 1966 توقف عن اللعب بعد مشوار من الممارسة الكروية داخل ابن جرير في ملعب الفرفارة وفي الملعب الحالي الذي كان محاطا بسياج من الحديد والأسلاك.
إذا ما حدث مرة ووقف السي حسن لكصير أمام باب الملعب ـ وهو ما لن يحدث أبدا ـ فإن المكلفين لا شك سيمنعونه من الدخول، إلا إذا كان يتوفر على تذكرة، لأنهم لن يعرفوه وهم معذورون في ذلك، كما اعتدنا وشاهدنا كثيرا من اللاعبين وحتى الدوليين منهم، يتم صدهم عند الأبواب، وكأنهم لم يكونوا شيئا ذا بال ذات زمن ولى.
السي حسن لم يلعب الكرة فقط، بل مارس السياسة من خلال حزب الاستقلال، وكان من أنشط العناصر التي "تقطع الصباط" في كل ساحات ابن جرير والرحامنة، بنفس الحماس والبذل والعطاء والسخاء الذي كان يبلل به القميص، ويعرض جسمه لأخطار ومتاعب كرة قدم ذلك الزمن الذي كانت كسور السيقان والركب والأضلاع، هي القوة الزائدة، أما الركل والرفس والضرب، فكان يدخل في باب هوامش التسامح التحكيمي.
وكان السي حسن مناضلا نقابيا لا تفتر له همة، وهو يقوم بواجباته النقابية بنفس "تقطاع الصباط" في الكرة والحزب.وشغل منصب كاتب عام الجامعة الحرة للتعليم إلى سنة 1980، حيث وضع حدا لنشاطه السياسي والنقابي بعد أن اجتذبته رياح "الدعوة في سبيل الله".
في الجانب الإنساني والاجتماعي، السي حسن لكصير الذي اشتغلت وإياه في مدرسة "الجلود" (الحسن بوعياد) لحوالي ثلاثين سنة، رجل خدوم بامتياز، وحاضر في كل المناسبات الاجتماعية إلى جانب كل الطاقم التربوي والإداري للمؤسسة الذي لازال يعمل أو الذي أحيل على التقاعد كما أصبح ذلك السلوك من الأعراف والتقاليد التي درجت عليها المؤسسة منذ سنوات خلت.
عندما تصادفك لمة فرح أو حزن في أحد بيوت الأصدقاء، فاعلم أن السي حسن هو مركزها في الحديث الذي لا ينتهي، وهو مختتمها بالفاتحة والدعاء.
مع متمنياتنا له بموفور الصحة والصحة ثم الصحة.
الحاج حسن لكصير الذي يمشي اليوم بتثاقل بعد أن أسدل لحية ابيضت كل شعيراتها الطويلة والنابتة جوار المحجمين، لعب الكرة في صباه منذ أن كان تلميذا بالقسم المتوسط الأول. وعندما اشتد العظم وافتتلت العضلات واتسع الصدر، كان لزاما على عيون القائمين على شؤون الكرة من عرب وعجم، أن يلتقطوه ويدمجوه في فريق الأمل منذ العام 1963، وكان المرحوم السي عمر البلالي والمرحوم السي أحمد لحمادي والهاشمي المكي والحاج العربي (مول الحمام) والحاج المدني والشيخ الناصري من هؤلاء العرب والسينيور اليوناني "طاسو" والسينيور "فالسن" و"ريفيير" (رئيس وكالة البريد) من أولئك العجم.
جاور السي حسن لكصير لاعبين كبارا، منهم عمر الدكالي ورحال اكجكال والمهدي بنبراد وبلانشيط والفرنسي "فيولا" الذي كان أستاذا للفرنسية يدرس أبناء الفرنسيين وأبناء الخليفة أحمد ومنهم (محمد العيادي) والأخوان بوعريف، ومولاي أحمد من بني ملال، وحاكم يدعى امبارك الوهابي، وعلال برقية ومبشور واللاعب الشهير امحمد الناصري من دوار الشيخ علي، وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا الأنوية الأولى لفريق "الأمل".
لعب السي حسن ضد مجموعة من الفرق التي كانت تنشط آنذاك، مثل (Les diables Rouges) واليوسفية واخريبكة والنهضة السطاتية والعلم والعيادية.
ويذكر السي حسن أن ملعب الفرفارة الذي كانت تجرى فيه المقابلات، شهد حدثا مأساويا تمثل في وفاة أحد اللاعبين الأجانب داخل رقعة الميدان.
كما أن القاعدة العسكرية أصبحت شبه مدعم للفريق، وكانت تزوده في بعض المناسبات كأعياد الشباب، بالبذلات الرياضية التي نادرا ما كانت تتوفر للفرق التي كانوا يواجهونها.
كان السي حسن يشغل مهمة جناح أيسر في الفريق، والمرحوم المهدي بنبراد مدافعا أيمن، والمرحوم رحال كجكال مدافعا أيسر والدكالي عمر متوسط الدفاع، والفرنسي (فيولا) وعلال برقية في الهجوم.
ومن أغرب الطرائف التي يحكيها السي حسن، والتي تبين مدى الفتوة والقوة التي كان يتوفر عليها، أنه مرة توجه من ابن جرير إلى أيت أورير على متن دراجة هوائية (بشكليطة)، وعاد ولعب مقابلة حوالي الثالثة زوالا.
في سنة 1966 توقف عن اللعب بعد مشوار من الممارسة الكروية داخل ابن جرير في ملعب الفرفارة وفي الملعب الحالي الذي كان محاطا بسياج من الحديد والأسلاك.
إذا ما حدث مرة ووقف السي حسن لكصير أمام باب الملعب ـ وهو ما لن يحدث أبدا ـ فإن المكلفين لا شك سيمنعونه من الدخول، إلا إذا كان يتوفر على تذكرة، لأنهم لن يعرفوه وهم معذورون في ذلك، كما اعتدنا وشاهدنا كثيرا من اللاعبين وحتى الدوليين منهم، يتم صدهم عند الأبواب، وكأنهم لم يكونوا شيئا ذا بال ذات زمن ولى.
السي حسن لم يلعب الكرة فقط، بل مارس السياسة من خلال حزب الاستقلال، وكان من أنشط العناصر التي "تقطع الصباط" في كل ساحات ابن جرير والرحامنة، بنفس الحماس والبذل والعطاء والسخاء الذي كان يبلل به القميص، ويعرض جسمه لأخطار ومتاعب كرة قدم ذلك الزمن الذي كانت كسور السيقان والركب والأضلاع، هي القوة الزائدة، أما الركل والرفس والضرب، فكان يدخل في باب هوامش التسامح التحكيمي.
وكان السي حسن مناضلا نقابيا لا تفتر له همة، وهو يقوم بواجباته النقابية بنفس "تقطاع الصباط" في الكرة والحزب.وشغل منصب كاتب عام الجامعة الحرة للتعليم إلى سنة 1980، حيث وضع حدا لنشاطه السياسي والنقابي بعد أن اجتذبته رياح "الدعوة في سبيل الله".
في الجانب الإنساني والاجتماعي، السي حسن لكصير الذي اشتغلت وإياه في مدرسة "الجلود" (الحسن بوعياد) لحوالي ثلاثين سنة، رجل خدوم بامتياز، وحاضر في كل المناسبات الاجتماعية إلى جانب كل الطاقم التربوي والإداري للمؤسسة الذي لازال يعمل أو الذي أحيل على التقاعد كما أصبح ذلك السلوك من الأعراف والتقاليد التي درجت عليها المؤسسة منذ سنوات خلت.
عندما تصادفك لمة فرح أو حزن في أحد بيوت الأصدقاء، فاعلم أن السي حسن هو مركزها في الحديث الذي لا ينتهي، وهو مختتمها بالفاتحة والدعاء.
مع متمنياتنا له بموفور الصحة والصحة ثم الصحة.
في الصورة الحاج حسن لكصير لحظة تكريمه.
لست ربوت