عصامية فنان ظهرت تباشير مواهبه في المدرسة، وتفجرت في الفضاء العام والخاص.
المجال لا يكون جميلا وممتعا وسارا للعين بعمرانه وعماراته وسياراته ومتاجره وملاعبه وساحاته، إلا إذا كان خاضعا لتخطيط هندسي ومعماري لا يراعي السلامة والشروط الصحية فحسب، بل يزيد ويتفنن في جماليته تشكيلا وإبداعا من لوحات وجداريات ومنحوتات لا تخلد مناسبة رسمية أو غير رسمية عابرة، فتنمحي وتتآكل قبل حلول المناسبة ذاتها في العام اللاحق، بل لتمتد في الزمن وتستمر فيه كما تصنع الشعوب المتحضرة بتصاميم مجالها ومتاحفها ومعارضها ونصبها التذكارية وساحاتها وميادينها العامة ومنحوتات فلاسفتها وشعرائها وعلمائها وفنانيها ومبدعيها الكبار العظام في كل ما ينتجه العقل البشري الخلاق من فرشاة الصباغة إلى ريشة العود.
في ابن جرير الحالية، انبعثت حركات فنية جديدة شابة وناهضة تحاول أن تضفي على المجال العام بعضا من لمساتها الفنية الإبداعية، أو تنقل بعض التجارب الوطنية التي غيرت من ملامح المجال في مدن أخرى أو للحصر في بعض من تجاربها الناجحة في بعض مدن الشمال تحديدا، في أزقتها وشوارعها ومنتزهاتها ومدارسها وجدران بناياتها.
وقبل هذه الحركات الفنية الناشئة التي سنعود إليها لاحقا في سلسلة الذاكرة الفنية للمدينة، كان عبد المولى برامي ـ ولازال ـ يساهم في بناء ذاكرة المدينة بما اشتهر به منذ ثلاثة عقود من كتابة كل لوحات المتاجر والمقاهي والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة، واللافتات الإعلانية والإشهارية للهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، وذلك طبعا قبل ظهور التكنولوجية الرقمية وحتى بعد ظهورها اليوم، مادام عبد المولى فنانا متحركا يساير ما جد في عالم الصباغة والديزاين يدويا أو من خلال الحاسوب.
عبد المولى فنان بالفطرة طور مواهبه بالعصامية والاجتهاد الشخصي، و ظهرت مواهبه الفنية مادة خاما منذ كان تلميذا بالسلك الابتدائي بإحدى مدارس بني ملال، حيث اكتشف فيه أحد أساتذته فنانا صغيرا سيكون له شأن في مجال اهتمامه وميولاته حين كان أساتذة زمان لا يعتبرون الرسم حراما والموسيقى بدعة والرقص من الكبائر كما هو حال هذا الظلام الذي غدا ينمو ويكبر بين أرجلنا كنبتة اللبلاب. لم يكمل الفتى الصغير تعليمه، وغير الوجهة إلى مركز التكوين المهني (تخصص كهرباء السيارات) الذي تخرج منه بشهادة استحقاق.
قفل عبد المولى ـ ابن الرحامنة الجنوبية ـ راجعا إلى ابن جرير، حيث فتح ورشة لمجال تخصصه المهني، واشتغل فيها لمدة طويلة تدرب وكسب معه عدد من الشبان حرفة كهربائي السيارات.
بداية من سنة 1984، سيتفرغ للأعمال الفنية التشكيلية، حيث أصبح الخطاط الرسمي للمجلس القروي. ومنها ارتبط برئيس الدائرة المسمى لغليمي الذي تعرف إلى مواهبه بعد أن قدمه إليه السيد محمد بودن سنة 1987 باعتباره مسؤولا في دار الشباب.
أقام عبد المولى معرضا للوحاته بابن جرير، وشارك في تصميم حفل ما سمي آنذاك ب "قطار التنمية"، نال إثرها ميدالية ذهبية من عامل إقليم قلعة السراغنة (التي كانت الرحامنة جزءا من نفوذها الترابي والإداري) آنذاك السيد فؤاد الرايس .
في سنة 1986، قام بتصميم لوحات الكرنفال الضخم الذي أقيم بابن جرير، ودائما بمناسبة العيدين الشهيرين (العرش و الشباب)، كما صمم باخرة مراكش التي رست بالملعب البلدي خلال حفل أحياه بعض المطربين والفكاهيين، وتم بثه على القناة الأولى.
وفي انزالة لعظم، صمم الحمامتين اللتين كانتا معروضتين في الطريق الوطنية رقم 9 ، كما صمم شعار المقاومة وجيش التحرير قبالة محطة القطار القديمة بابن جرير.
خلال رئاسة السيد عالي الهمة للمجلس البلدي (92 / 97)، فاز الملصق الذي صممه عبد المولى برامي بمناسبة تنظيم المهرجان الأول للشباب سنة 1994 بالجائزة الأولى واعتمد ملصقا رسميا للمهرجان.
كما شارك أيضا في النسختين الأولتين لمهرجان "أوتار" خلال الولاية الجماعية الثانية للسيد فؤاد عالي الهمة (2009 ـ 2015) التي لم يحضر أي دورة منها.
لم يقتصر عمل عبد المولى على ابن جرير ونواحيه، بل شمل بعض المدن والأقاليم، منها تصميمه لإحدى المقاهي بأكادير، وتصميمه لمركب سياحي بأيت ملول، ومشاركته في تصميم دار الضيافة بأيت عميرة عمالة إقليم أكادير، ومشاركته في الأعمال الفنية داخل المخيم الصيفي للتعاون الوطني بأكادير.
وفي الأقاليم الجنوبية بالصحراء، أقام مجسما لغزالين عند مدخل أبطيح جنوب السمارة. وفي مدينة طانطان، قام بتصميم سمكتين كبيرتين من الحجم الكبير فاق علوهما سبعة أمتار بمدخل الوطية، وصمم قاربا شراعيا بأحد مدارات مدخل ميناء طانطان.
عبد المولى برامي لم تشغله كهرباء السيارات والصباغة والمجسمات عن لعب كرة القدم التي لعبها حارسا لفريق شباب المرابطين خلال دوري الصداقة الذي نظم سنة 1981 ، وكان واحدا من مكتبه المسير. وأسس سنة 1982 فريقا كرويا سماه "النادي الأهلي" الذي فاز معه بأحد الدوريات.
نحضر أو نغيب أو نسافر، أو نقفل علينا أبواب منازلنا في النهار والليل وكل فصول السنة، ويبقى عبد المولى وبصماته بالخط الكوفي وغيره، تطلي كل ابن جرير ببقاليها وحلاقيها وخياطيها وفرارينها ومخابزها.
ألم نقل أن أصابعه جزء من ذاكرة ابن جرير الفنية؟
في ابن جرير الحالية، انبعثت حركات فنية جديدة شابة وناهضة تحاول أن تضفي على المجال العام بعضا من لمساتها الفنية الإبداعية، أو تنقل بعض التجارب الوطنية التي غيرت من ملامح المجال في مدن أخرى أو للحصر في بعض من تجاربها الناجحة في بعض مدن الشمال تحديدا، في أزقتها وشوارعها ومنتزهاتها ومدارسها وجدران بناياتها.
وقبل هذه الحركات الفنية الناشئة التي سنعود إليها لاحقا في سلسلة الذاكرة الفنية للمدينة، كان عبد المولى برامي ـ ولازال ـ يساهم في بناء ذاكرة المدينة بما اشتهر به منذ ثلاثة عقود من كتابة كل لوحات المتاجر والمقاهي والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة، واللافتات الإعلانية والإشهارية للهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، وذلك طبعا قبل ظهور التكنولوجية الرقمية وحتى بعد ظهورها اليوم، مادام عبد المولى فنانا متحركا يساير ما جد في عالم الصباغة والديزاين يدويا أو من خلال الحاسوب.
عبد المولى فنان بالفطرة طور مواهبه بالعصامية والاجتهاد الشخصي، و ظهرت مواهبه الفنية مادة خاما منذ كان تلميذا بالسلك الابتدائي بإحدى مدارس بني ملال، حيث اكتشف فيه أحد أساتذته فنانا صغيرا سيكون له شأن في مجال اهتمامه وميولاته حين كان أساتذة زمان لا يعتبرون الرسم حراما والموسيقى بدعة والرقص من الكبائر كما هو حال هذا الظلام الذي غدا ينمو ويكبر بين أرجلنا كنبتة اللبلاب. لم يكمل الفتى الصغير تعليمه، وغير الوجهة إلى مركز التكوين المهني (تخصص كهرباء السيارات) الذي تخرج منه بشهادة استحقاق.
قفل عبد المولى ـ ابن الرحامنة الجنوبية ـ راجعا إلى ابن جرير، حيث فتح ورشة لمجال تخصصه المهني، واشتغل فيها لمدة طويلة تدرب وكسب معه عدد من الشبان حرفة كهربائي السيارات.
بداية من سنة 1984، سيتفرغ للأعمال الفنية التشكيلية، حيث أصبح الخطاط الرسمي للمجلس القروي. ومنها ارتبط برئيس الدائرة المسمى لغليمي الذي تعرف إلى مواهبه بعد أن قدمه إليه السيد محمد بودن سنة 1987 باعتباره مسؤولا في دار الشباب.
أقام عبد المولى معرضا للوحاته بابن جرير، وشارك في تصميم حفل ما سمي آنذاك ب "قطار التنمية"، نال إثرها ميدالية ذهبية من عامل إقليم قلعة السراغنة (التي كانت الرحامنة جزءا من نفوذها الترابي والإداري) آنذاك السيد فؤاد الرايس .
في سنة 1986، قام بتصميم لوحات الكرنفال الضخم الذي أقيم بابن جرير، ودائما بمناسبة العيدين الشهيرين (العرش و الشباب)، كما صمم باخرة مراكش التي رست بالملعب البلدي خلال حفل أحياه بعض المطربين والفكاهيين، وتم بثه على القناة الأولى.
وفي انزالة لعظم، صمم الحمامتين اللتين كانتا معروضتين في الطريق الوطنية رقم 9 ، كما صمم شعار المقاومة وجيش التحرير قبالة محطة القطار القديمة بابن جرير.
خلال رئاسة السيد عالي الهمة للمجلس البلدي (92 / 97)، فاز الملصق الذي صممه عبد المولى برامي بمناسبة تنظيم المهرجان الأول للشباب سنة 1994 بالجائزة الأولى واعتمد ملصقا رسميا للمهرجان.
كما شارك أيضا في النسختين الأولتين لمهرجان "أوتار" خلال الولاية الجماعية الثانية للسيد فؤاد عالي الهمة (2009 ـ 2015) التي لم يحضر أي دورة منها.
لم يقتصر عمل عبد المولى على ابن جرير ونواحيه، بل شمل بعض المدن والأقاليم، منها تصميمه لإحدى المقاهي بأكادير، وتصميمه لمركب سياحي بأيت ملول، ومشاركته في تصميم دار الضيافة بأيت عميرة عمالة إقليم أكادير، ومشاركته في الأعمال الفنية داخل المخيم الصيفي للتعاون الوطني بأكادير.
وفي الأقاليم الجنوبية بالصحراء، أقام مجسما لغزالين عند مدخل أبطيح جنوب السمارة. وفي مدينة طانطان، قام بتصميم سمكتين كبيرتين من الحجم الكبير فاق علوهما سبعة أمتار بمدخل الوطية، وصمم قاربا شراعيا بأحد مدارات مدخل ميناء طانطان.
عبد المولى برامي لم تشغله كهرباء السيارات والصباغة والمجسمات عن لعب كرة القدم التي لعبها حارسا لفريق شباب المرابطين خلال دوري الصداقة الذي نظم سنة 1981 ، وكان واحدا من مكتبه المسير. وأسس سنة 1982 فريقا كرويا سماه "النادي الأهلي" الذي فاز معه بأحد الدوريات.
نحضر أو نغيب أو نسافر، أو نقفل علينا أبواب منازلنا في النهار والليل وكل فصول السنة، ويبقى عبد المولى وبصماته بالخط الكوفي وغيره، تطلي كل ابن جرير ببقاليها وحلاقيها وخياطيها وفرارينها ومخابزها.
ألم نقل أن أصابعه جزء من ذاكرة ابن جرير الفنية؟
لست ربوت