كبسولة خاطفة من زمن الكوليج "المشاغب": عبد الرحيم حداوي "تشيكا" ولد السي خليفة:بقلم التابي عبد الكريم

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية كبسولة خاطفة من زمن الكوليج "المشاغب": عبد الرحيم حداوي "تشيكا" ولد السي خليفة:بقلم التابي عبد الكريم

كبسولة خاطفة من زمن الكوليج "المشاغب": عبد الرحيم حداوي "تشيكا" ولد السي خليفة:بقلم التابي عبد الكريم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏                                                                                                             إذا كان من أحد من تلاميذ كوليج سبعينيات القرن المنقضي انتشر اسمه، بل كنيته الشعبية في أوساط فتيان وشبان ابن جرير المتربة شبه القروية، فهو السي عبد الرحيم حداوي المعروف ب "تشيكا"، والتي لازالت تتردد على ألسنة أصدقائه وزملائه القدامى إلى يوم الناس هذا.
ومما لا شك فيه أن شخصية عبد الرحيم المرحة المنفتحة على جميع أصدقائه ومعارفه، إضافة إلى طريقته في الحديث الذي يجعل من يستمع إليه، يستحيل أن يتمالك نفسه دون أن يضحك لهذا الموقف أو ذاك الصادر عن عبد الرحيم بعفوية دون تكلف أو افتعال.
وشخصيته تلك رافقته حتى مع انتقاله لمتابعة الدراسة في ثانوية محمد الخامس بمراكش صحبة مجموعة من "المشاهير" من أبناء بنكرير الذين ذاع صيتهم في الثانوية بما كانوا يخلدون من "أعمال" و"منجزات" لا تنسى والأكيد أن كل من كان محسوبا على تلك المجموعة، يتذكر اليوم تفاصيلها بالنقطة والفاصلة وباقي علامات الترقيم.
في ذاكرة جيلنا يقترن ذكر عبد الرحيم "تشيكا" بالعربي حركيك اللذين شكلا وقتها ثنائيا على غرار ثنائيات الكرة آنذاك كفرس وعسيلة وسعيد وحمان أو ثنائيات الفكاهة كقشبال وزروال وقرزاز ومحراش، إلا أن ما كان يجمع تشيكا وحركيك لا علاقة له بالكرة على الرغم من أن العربي كان لاعب كرة فنانا بامتياز.
صادفتني مواقف هزلية كثيرة مع السي عبد الرحيم بحكم أنه كان يتردد على دار الشلوح العامرة التي كانت محجا لكل الأصدقاء بمن فيهم العربي وتشيكا اللذان كانت تربطهما ـ ولازالت ـ علاقة صداقة خاصة مع أخي أحمد التابي.
إلا أن أطرف المواقف وأقواها، هي تلك التي ارتبطت بالانتخابات التشريعية لسنة 1997 التي ترشح فيها عبد الجليل معروف عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وانخرط السي عبد الرحيم في لجن دعم المرشح، وساهم بسيارته في الحملات التي كنا نقوم بها في بعض الأسواق والدواوير، وفي اعتقاده أن المنظمة تملك من المال ما تملكه بقية الأحزاب التي تشتته يمينا وشمالا في الزمن الانتخابي. وحدث أنه في إحدى الخرجات إلى أحد الدواوير تعرضت سيارته لرشق بحجارة هشمت الخلفية الزجاجية، فظل من يومها يطالبنا بالتعويض، ومن جهتنا كنا نجيبه :" تسنى أ السي عبد الرحيم حتى يجي الدعم". وفي كل مرة كان يلتقيني كان يسأل: "أمنضرا جا الدعم" فكنت أجيبه بالنفي، إلى أن توصلنا به وهو لا يتجاوز 10000 درهم لتغطية الحملة الانتخابية على مدى 15 يوما. ولما استبشر عبد الرحيم خيرا بوصول الدعم، وأعلمناه بمقداره وما تتطلبه بقية أيام الحملة من مصاريف، قطب حاجبيه وقال لنا: " الله ينعل دينمكم ودين داك الحزب ديالكم. نتوما حازقين ومكردين ومشيتو لواحد الحزب مكرد وحازق كثر منكم". فانفجرنا من الضحك الذي انخرط فيه هو أيضا.
في اليوم الموالي كنت راجعا وإياه من مراكش حوالي منتصف الليل على متن سيارته، فتم إيقافه في سد للدرك بسيدي بوعثمان سجل عليه مخالفة ما، فقال لي : " طريقكم أ مساخط الوالدين فيها غير البلا والمصايب بحال داك الحزب ديالكم. الله يغبر ليكم الشقف. الله يلكيها ليكم". في تلك اللحظة كنت أتلوى من الضحك، وبعد أن انتهيت وعادت عضلات البطن إلى وضعها الطبيعي، قلت له :" ما تدير ف بالك والو أ السي عبد الرحيم، دابا يخلفك ليك الله" فقال لي: "علاه اللي تابعكم غادي يخلف ليه الله"، فأجبته: "دابا يجي الدعم"، فرد علي: "الله يخلي ليكم الدار نتوما وداك الدعم ديالكم. كيسحاب لي نيت نتوما حزب بحال الاخرين فلوس انتخابات غير مدفكة، الساعة نتوما غير رباعة ديال الحُزّقْ".
طيلة ما تبقى من الطريق نحو بنكرير، تفرشخت بالضحك مع السي عبد الرحيم.
له مني كل التحيات والمتمنيات بموفور الصحة.
ملحوظة: لمن لا يعرف السي عبد الرحيم حداوي من الجيل الجديد، فهو كان قيد مزاولته لعمله المهني أحد إداريي الثانوية الجديدة (الشهيد صالح السرغيني).
(الصورة مقتطعة من صورة من داخل حجرة الدرس بأحد أقسام الإعدادي بالكوليج بداية السبعينيات، وبجانبه على ما أعتقد الحنفي، ومعهما أيضا الحاج محمد بلهاشمي والمختار بلقسير وآخرون).

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button