من ذاكرة قدماء حزب الاستقلال السي عمر المعتقد (المامني) بواسطة عبب الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة قدماء حزب الاستقلال السي عمر المعتقد (المامني) بواسطة عبب الكريم التابي

من ذاكرة قدماء حزب الاستقلال السي عمر المعتقد (المامني) بواسطة عبب الكريم التابي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏                                                                                                                   عندما سألت السي عمر أين رست به سفينة السياسة في نهاية المسير والمسار، أجابني: وإلى أين تتصورني سأكون؟ ها أنذا في حانوتي الذي تعرف، وفي حزب الاستقلال الذي عرفتني فيه منذ زمن، وها أنا ومعي السي عبد القادر الحنين، نساعد الوجوه الموجودة الآن في الفرع المحلي للحزب، على الأقل نقدم شيئا قد يفيد المستقبل.
يعتبر السي عمر المعتقد من الجيل الأول الذي التحق مبكرا بحزب الاستقلال، وبالضبط منذ كان لازال تلميذا بابن جرير، وسيعزز انتماءه بعد أن انتقل إلى مراكش في الموسم الدراسي 63/64 بكوليج عرصة المعاش، حيث اكتسب بعض الخبرة والتجربة من ماكينة الحزب من خلال اللقاءات والاجتماعات والعلاقات مع كثير من الأطر القيادية الإقليمية والوطنية المستقرة بمراكش على الخصوص.
بعدما غادر الدراسة واشتغل بالعمل الحر من خلال حانوته، خصص كثيرا من الوقت والجهد للحزب، وشارك باسمه ولونه في الانتخابات الجماعية لسنة 1976، وتمكن من الظفر بمقعد في المجلس القروي لابن جرير عن دائرة دوار قدور بن السباعي، و شكل إلى جانب السادة عبد القادر الحنين وعبد الرحمان سلامة والحاج عزوز والمرحوم عبد الله بوستة والمرحوم سعيد بلحبشية وعضو آخر معارضة للأغلبية الحركية التي كان يرأسها المرحوم الحاج كبور الشعيبي. وشارك لاحقا في انتخابات 1983، وفاز بمقعده ثانية عن نفس الدائرة، وشكل مع رفاقه في حزب الاستقلال المتحالفين مع أعضاء آخرين أغلبية مكنت السيد عبد الكبير الصغيري من رئاسة المجلس الذي لم يعمر طويلا، بعد أن تدخلت السلطات ضدا على القانون، وقامت بتسخير بعض الأعضاء الذين التحقوا بالحركة الشعبية، وقلبوا الموازين لتؤول الرئاسة إلى السيد الحاج كبور الشعيبي
ترشح السي عمر لانتخابات 1992، وضمن مقعده كعادته في المجلس القروي لجماعة البراحلة بعد التقسيم الإداري وتحول جماعة ابن جرير إلى جماعة حضرية، وانتخب نائبا للرئيس الأستاذ إبراهيم حدا. كما شغل في نفس الوقت مهمة كاتب فرع الحزب هناك. ولم يتخلف عن انتخابات 1997 التي أعيد انتخابه فيها مجددا في المجلس الذي كان يرأسه السيد عبد الجليل الضراوي.
إلى جانب هذا المسار الانتخابي الحافل بالصراعات وخاصة مع الحركة الشعبية، فإن السي عمر المعتقد (المامني) نسبة إلى دوار "المامنة"، عاش كل المحطات المهمة والحساسة في تاريخ الحزب بالرحامنة، والتي أشرنا إلى بعضها في النبش الذي خصصناه لبعض الوجوه الاستقلالية، كحادث المنصة مع المرحوم السي حسن الناصري الخياط، وحادث اعتقال الحاج المدني وعبد الله بوستة وابن الطاهر سنة 74، وحادث المواجهات الدامية في سوق اثنين بوشان إبان الحملة الانتخابية لسنة 1983 التي تم فيها اعتقال السيد عبد القادر الحنين، إلى غيرها من تفاصيل الأحداث الكبيرة والصغيرة التي كان السي عمر واحدا من الفاعلين فيها.
يقبع السي عمر في حانوته الذي يوجد في الزاوية المقابلة لمدرسة أحمد الديوري (المدرسة الجديدة سابقا)، ومن هناك يجدد اللقاء ببعض رفاقه القدامى ومنهم على الخصوص السي عبد القادرالحنين، يعيدون ذكريات الزمن الذي راح، ومن هناك يحكون للجيل الذي كان بعيدا وقتها عن الأحداث وما آلت إليه اليوم مسؤولية رفع حمل الحزب والسياسة كما رفعه الأولون، ما جرى وصار في ذاك الزمن الذي صار من الماضي، ويسدون له بعض النصح والتوجيه عما ينبغي أن يكون عليه الحاضر والمستقبل.
إن كان من عبرة وقيمة تستخلصان من مسار السي عمر وبقية رفاقه الذين كانوا موضوعا للنبش في بعض من ذاكرتهم، أنهم ابتدأوا في حزب الاستقلال مبكرا ودافعوا عنه وعن اسمه طويلا بصرف النظر عن الخلفيات التي تحكم كل واحد منهم، وإن كانت في مجملها هي ذاك الارتباط الوجداني العفوي الذي سكن كثيرا من أرواح بعض المناضلين الاستقلاليين القدامى أو بعض المناضلين اليساريين القدامى، والأجمل أنهم استمروا وانتهوا في الاستقلال حتى وإن شابت الشواة وتمددت الكدنة ووهن عظم من لازال على قيد الحياة، ومن ودع الدنيا، وخلف ذكرا حسنا لأولاده وأحفاده كالسي بن الطاهر والسي عبد الله بوستة والحاج عزوز وغيرهم.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button