من ذاكرة مهبط الرسالة "الفؤادية": بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة مهبط الرسالة "الفؤادية": بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة مهبط الرسالة "الفؤادية": بقلم عبد الكريم التابي

الفؤاديون ملل ونحل: فؤاديو البدايات والفؤاديون المتحولون وفؤاديو سقوط السهو.
كنت منذ حوالي ثمانية وعشرين عاما، أطلقت اسم "الفؤاديون" على الجماعة التي كانت تتحلق حول السيد فؤاد عالي الهمة، وكانت تعتبره مهديا منتظرا سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا على عهد الحركة الشعبية قبل سنة 1992. وقد كتبت بعض الشذرات في الموضوع على صفحات بعض الجرائد الوطنية، وفيما بعد على صفحات بعض الجرائد الورقية المحلية، ومنها جريدة "أنوال تانسيفت" التي كنت مدير نشرها.
وقد لاقى هذا التوصيف بعض الاستهجان من طرف البعض، كما لاقى كثيرا من الاستحسان من طرف البعض الآخر ممن كان في المحيط القريب من السيد فؤاد، ويعتبرون أنفسهم الأوفياء المخلصين ل"النبوة والرسالة" الفؤاديتين، بل ينزعون صفة الانتماء عمن جاء متأخرا و"طاح بيه السقف" حسب قولهم.
وكثير منهم لازالوا إلى اليوم يؤمنون أشد الإيمان أنهم هم من يعود إليهم الفضل الأوفر والأول، في إسناد السيد فؤاد في بداياته الأولى لما وفد على جماعة ابن جرير القروية، وكان أعزل من كل قوة وسلاح ونفوذ على خلاف ما توفر له في عاصفة الجرارمن دعم بشري ولوجيستيكي وإعلامي من داخل ابن جرير ومن خارجها على وجه الخصوص، لما تحولت ابن جرير إلى كعبة يأتيها الناس من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق، والتي عاد فيها قويا مسنودا بمكانته التي أصبح يحتلها ضمن مربع الحكم في حاشية الملك. ومن هذا المنطلق يشعرون أن مكانتهم الاعتبارية، ينبغي أن تبقى محفوظة ولا يمكن تجاوزها كلما تعلق الأمر باجتماع في "السقيفة" لاختيار مرشحي اللوائح الانتخابية وترتيبهم وفق معيار الولاء الفؤادي الأول .
ويمكن تقسيم الفؤاديين إلى أربعة أصناف: الصنف الأول هو الذي تمت الإشارة إليه. والصنف الثاني هو الذي يرتبط بالفؤاديين المتحولين، أي أولئك الأشخاص الذين ناصروا السيد فؤاد عالي الهمة عند مقدمه الأول، إلا أنهم تحولوا عنه مباشرة بعد 1997 لما نودي عليه إلى القصر للمهام الحقيقية التي من أجلها تم تكوينه وتعليمه في المعهد المولوي. وفيهم قاعدة واسعة من الأنصار والأتباع السابقين للحركة الشعبية بما فيهم مستشارون جماعيون كانوا يظهرون كثيرا من الولاء للسيد فؤاد، ولم يتركوا قولا من المديح إلا كالوه له ولتجربته الجماعية التي وصفوها بالاستثنائية على الصعيد القاري، لما أصبحت جماعة ابن جرير تضاهي جماعات "ريمس" و"سان دوني" وأنقرة والإسكندرية،وغدت تتلقى دعوات من حكومات أجنبية في المملكة والولايات المتحدثين للاطلاع على تجربتها، قبل أن يرتدوا عليه ويعودوا إلى البيت العامر للسيد الشعيبي ويعتبروا أن تجربته كانت باذخة وذات حكم مطلق ولا تعرف للترشيد سبيلا. والصنف الثالث هم الذين التحقوا أثناء عودة الهمة سنة 2007 وناصروه في تشريعيات 2007 وفي جماعيات 2009، وهم خليط هجين من عدد من الأطياف السياسية والبدون، والذين ينعتهم أنصار الصنف الأول بمن سقط بهم السقف. وبعد أن وضعوا لهم تحت أرجلهم كثيرا من صابون الكف والصابون البلدي، وجد بعض الأنصار الأولين أنفسهم في "الأوت"بعيدا عن الدائرة الجديدة التي حازت كثيرا من الحظوة عند السيد فؤاد. ولم يخف هؤلاء تذمرهم وخيبتهم بعد أن أصبحوا يرون في أولئك الذين أخرجوهم من ديارهم، مجرد مرتزقة انتهازيين لاهثين وراء مصالحهم الشخصية ومنقلبين على أصول الدعوة الفؤادية.
والصنف الرابع هم فؤاديو الهوى والقلب، فيهم بعض "النخبة" التي لم ترتبط بشكل مباشر بالسيد فؤاد في تجربته الأولى 92/97 ولا بعاصفة الجرار سنة 2009 وقبلها 2007، ولكنها لا تخفي انجذابها إلى شخصه، وترى فيه الأحق والأجدر والمؤهل دون غيره لإخراج أمة الرحامنة من الظلمات إلى النور. وهذا البعض ينتمي أغلبه إلى تيار "الكنبة" الذي كان يجالس محمد الشعيبي ويستمتع بقفشاته وفتوحاته، ولا يسميه إلا ب"الحاج محمد" ويسمي العيادي ب"السي محمد". ويضاف إلى هذا البعض بعض آخر من المحسوبين على اليسار الذين لا يخفون هم الآخرون هواهم السياسي تجاه السيد فؤاد، ويعتبرونه في حساب سياسي متهافت وفي مفاضلة عجيبة، الرجل الوحيد الذي بإمكانه الجواب عن المعضلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لابن جرير. ولو قدر وعاد الهمة مرة أخرى، ستجدهم في مقدمة الطابور لأداء طقوس الولاء والبيعة.
هناك شخص أشعر به من الناقمين المتذمرين كلما التقاني، وحينما يدخل مع مجموعة من المتنفذين في البام، ويبلغ به اللجاج معهم مبلغه حول التاريخ والبدايات، يقول لهم هناك شاهد واحد (في إشارة إلي) هو الذي بإمكانه أن يجيبنا (شكون ف البام الحب وشكون الهيشر).

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button