ما من شك أن المنصة ( plate-forme) التي بنيت عليها الأنوية الأولى للتربية والتعليم بالسلك الإعدادي بكوليج ابن جرير، لها حظوة وشرف التأسيس في ذلك الزمن الستيني والسبعيني الأوليين، الذي يرتبط بالشروط العامة التي كان عليها المغرب في العقد الأول لبدايات الاستقلال الناقص، الذي كان يعرف خصاصا كبيرا في الأطر والكوادر الوطنية المؤهلة لتحمل عدد من المسؤوليات للانطلاق بهذا الشعب الخارج لتوه من عهد الحماية والاستعمار، إلى عهد بناء "الدولة الحديثة" بسواعد أبنائها عوض السواعد الأجنبية التي استمرت في عدد من القطاعات ومنها قطاع التربية والتعليم في عدد من الثانويات إلى غاية الثمانينيات كما لمسنا ذلك في الثانويات التي درسنا بها في مراكش كمثال على سبيل الاستشهاد.
وانطلاقا من هذا الوضع، كان لزاما في عدم وجود الأطر، الاستعانة ببعض أساتذة الابتدائي للتدريس بإعدادية ابن جرير المستحدثة سنة 1964، الذين اشتغلوا إلى جانب مجموعة من الأجانب الذين أتينا على ذكرهم في المنشور المتعلق ب"الكوليج".
ومن هذه الزاوية يبدو بلا جدال، أن ذلك الجيل من الأساتذة الذين جيء بهم من الابتدائي، هو جيل المؤسسين بلا منازع الذي يستحق التكريم والإشادة من مطلع الفجر إلى مطلع الفجر، وسنسعى إذا ما أسعفتنا الظروف إلى استحضارهم واحدا واحدا.
ومن هؤلاء الأستاذ الفاضل السي الطيب الزاهدي أستاذ اللغة الفرنسية الذي يتحدر جغرافيا من دوار الزاوية، وهو الشقيق الأكبر للإخوة عبد الوهاب والمرحوم السي محمد وجعفر أستاذ الرياضيات المقتدر بالثانوية الجديدة (صالح السرغيني حاليا)، وهو أيضا على قرابة بآل الناصري بدوار الشيخ السي علي.
بعد قضائه لفترة وجيزة لم تتعد السنة بالتعليم الابتدائي سنة 1968 بمدرسة المحطة التي كانت تسمى ب l’école française ، سيلتحق السي الطيب بالكوليج سنة 1969 على عهد المدير السي سيلمي حيث قضى أربعة مواسم دراسية التحق بعدها بالمركز التربوي الجهوي سنة 1973. ولمثابرته واجتهاده، التحق سنة 1982 بالمدرسة العليا للأساتذة التي تخرج منها أستاذا للسلك الثانوي حيث اشتغل بالثانوية الجديدة سنة 1984. ابتداء من سنة 1996 سينهي عمله مع القسم بشكل مباشر، وسيتحول إلى المهام الإدارية حارسا عاما سنة 2003 بثانوية الصخور، فناظرا بها سنة 2004، ثم مديرا بإعدادية القاعدة العسكرية بداية من سنة 2010 إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2010.
قد يكون السي الطيب من القلائل من الجيل الأول ل"الكوليج" الذي طور مساره المهني ولم يقبع فيما وجد فيه أو أوجد نفسه فيه في زمن البدايات، بل ساعدته مؤهلاته المعرفية والبيداغوجية في أن يجتاز امتحانات الترقي ويتجاوزها بكل اقتدار وامتياز. ولا غرابة في أن يتم اختياره من طرف مفتش مادة اللغة الفرنسية الذي كان مشرفا على كل مؤسسات الجنوب، ضمن فوج الأساتذة الذين كانوا يستفيدون من تكوينات بمعهد التعاون البيداغوجي (Institut de coopération Pédagogique).
خلال الموسمين الدراسيين 73/ 74 و 74/ 75 اللذين أمضيتهما على التوالي في السنتين الثالثة والرابعة من التعليم الإعدادي، تلميذا في المحراب الفرنسي للأستاذ السي الطيب، لم أكن أعرف إن كان يتكلم مثلنا بالعامية التي نتداولها، لأنه ـ وحسب ما تختزنه ذاكرتي ـ لم أسمع منه خلال تلك السنتين كلمة بالعربية أو الدارجة، سوى مرة واحدة انفلتت منه كلمة "مثلا"، فاحمر وجهه وكأنه ارتكب واحدة من الكبائر. ودون تردد أو محاباة أقول بشكل مستقيم أن السي الطيب كان أستاذا متميزا، ملتزما، ضابطا لقسمه ومتعلميه، منضبطا لواجبه بكل تفان وإخلاص، فارضا احترامه بكفاءته دون ترهيب أو إسفاف، وهذا ما كان جعله محط تقدير واحترام من التلاميذ وكل الفاعلين في المؤسسات التي اشتغل بها.
وأقول بلا تردد أن كثيرا من كفايات اللغة الفرنسية وأدواتها التركيبية والصرفية والإملائية، (اللي باقي كنقضي بيها الغرض) اكتسبتها شخصيا من تينك السنتين اللتين أمضيتهما ومعي كثير من أصدقاء القسم في حضرة فرنسية ولسان وجمالية كاليغرافية السي الطيب.
أما عن (Alphonse de lamartine)، فهو كاتب الرواية (GRAZIELLA) التي كان السي الطيب يقدمها لنا في حصة القراءة المسترسلة (Lecture suivie)، والتي نشرت في أول مرة سنة 1852، وتقع في 119 صفحة.
بموفور الصحة والصحة والصحة ثم الصحة وطول العمر وراحة البال للسي الطيب الذي لازالت الزاوية وصباها وعراصيها وذكرياتها وأمكنتها وروائح أوليائها، تشده كما تشده ابن جرير وناسها وأمكنتها وغبارها وسوقها ومواسمها القديمة وفرارينها ومطحناتها ونبضات قلبها حينما تشتد رياحها في الخريف، وتنهمر أخاديدها في الشتاء وتزهر حقولها في الربيع، وتنضج سنابلها في الصيف، ويضوع عطر حبها في كل الفصول.
ومن هذه الزاوية يبدو بلا جدال، أن ذلك الجيل من الأساتذة الذين جيء بهم من الابتدائي، هو جيل المؤسسين بلا منازع الذي يستحق التكريم والإشادة من مطلع الفجر إلى مطلع الفجر، وسنسعى إذا ما أسعفتنا الظروف إلى استحضارهم واحدا واحدا.
ومن هؤلاء الأستاذ الفاضل السي الطيب الزاهدي أستاذ اللغة الفرنسية الذي يتحدر جغرافيا من دوار الزاوية، وهو الشقيق الأكبر للإخوة عبد الوهاب والمرحوم السي محمد وجعفر أستاذ الرياضيات المقتدر بالثانوية الجديدة (صالح السرغيني حاليا)، وهو أيضا على قرابة بآل الناصري بدوار الشيخ السي علي.
بعد قضائه لفترة وجيزة لم تتعد السنة بالتعليم الابتدائي سنة 1968 بمدرسة المحطة التي كانت تسمى ب l’école française ، سيلتحق السي الطيب بالكوليج سنة 1969 على عهد المدير السي سيلمي حيث قضى أربعة مواسم دراسية التحق بعدها بالمركز التربوي الجهوي سنة 1973. ولمثابرته واجتهاده، التحق سنة 1982 بالمدرسة العليا للأساتذة التي تخرج منها أستاذا للسلك الثانوي حيث اشتغل بالثانوية الجديدة سنة 1984. ابتداء من سنة 1996 سينهي عمله مع القسم بشكل مباشر، وسيتحول إلى المهام الإدارية حارسا عاما سنة 2003 بثانوية الصخور، فناظرا بها سنة 2004، ثم مديرا بإعدادية القاعدة العسكرية بداية من سنة 2010 إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2010.
قد يكون السي الطيب من القلائل من الجيل الأول ل"الكوليج" الذي طور مساره المهني ولم يقبع فيما وجد فيه أو أوجد نفسه فيه في زمن البدايات، بل ساعدته مؤهلاته المعرفية والبيداغوجية في أن يجتاز امتحانات الترقي ويتجاوزها بكل اقتدار وامتياز. ولا غرابة في أن يتم اختياره من طرف مفتش مادة اللغة الفرنسية الذي كان مشرفا على كل مؤسسات الجنوب، ضمن فوج الأساتذة الذين كانوا يستفيدون من تكوينات بمعهد التعاون البيداغوجي (Institut de coopération Pédagogique).
خلال الموسمين الدراسيين 73/ 74 و 74/ 75 اللذين أمضيتهما على التوالي في السنتين الثالثة والرابعة من التعليم الإعدادي، تلميذا في المحراب الفرنسي للأستاذ السي الطيب، لم أكن أعرف إن كان يتكلم مثلنا بالعامية التي نتداولها، لأنه ـ وحسب ما تختزنه ذاكرتي ـ لم أسمع منه خلال تلك السنتين كلمة بالعربية أو الدارجة، سوى مرة واحدة انفلتت منه كلمة "مثلا"، فاحمر وجهه وكأنه ارتكب واحدة من الكبائر. ودون تردد أو محاباة أقول بشكل مستقيم أن السي الطيب كان أستاذا متميزا، ملتزما، ضابطا لقسمه ومتعلميه، منضبطا لواجبه بكل تفان وإخلاص، فارضا احترامه بكفاءته دون ترهيب أو إسفاف، وهذا ما كان جعله محط تقدير واحترام من التلاميذ وكل الفاعلين في المؤسسات التي اشتغل بها.
وأقول بلا تردد أن كثيرا من كفايات اللغة الفرنسية وأدواتها التركيبية والصرفية والإملائية، (اللي باقي كنقضي بيها الغرض) اكتسبتها شخصيا من تينك السنتين اللتين أمضيتهما ومعي كثير من أصدقاء القسم في حضرة فرنسية ولسان وجمالية كاليغرافية السي الطيب.
أما عن (Alphonse de lamartine)، فهو كاتب الرواية (GRAZIELLA) التي كان السي الطيب يقدمها لنا في حصة القراءة المسترسلة (Lecture suivie)، والتي نشرت في أول مرة سنة 1852، وتقع في 119 صفحة.
بموفور الصحة والصحة والصحة ثم الصحة وطول العمر وراحة البال للسي الطيب الذي لازالت الزاوية وصباها وعراصيها وذكرياتها وأمكنتها وروائح أوليائها، تشده كما تشده ابن جرير وناسها وأمكنتها وغبارها وسوقها ومواسمها القديمة وفرارينها ومطحناتها ونبضات قلبها حينما تشتد رياحها في الخريف، وتنهمر أخاديدها في الشتاء وتزهر حقولها في الربيع، وتنضج سنابلها في الصيف، ويضوع عطر حبها في كل الفصول.
في الصورة السي الطيب بالجلباب في قسمه ومعه المدير السي عبد الله السالمي والسي امبارك بلخراز.
لست ربوت