شعراء المقاومة الفلسطينية.. حبر ودم وبندقية

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية شعراء المقاومة الفلسطينية.. حبر ودم وبندقية

شعراء المقاومة الفلسطينية.. حبر ودم وبندقية

           شهد سلامة- مجلة ميم
فلسطين قصيدة طويلة كتبت بالحبر والدماء كلماتها طلقات وقذائف وإيقاعاتها أناة  شعب يعاني منذ عقود أسوأ  استعمار استيطاني عرفه التاريخ المعاصر.
وبقدر ما أنجبت فلسطين شهداء وفدائيين منذ وعد بلفور المشؤوم ووصولا الى النكبة ثم النكسة والهزائم العربية المتكررة التي خلقت خيبة ومرارة في النفوس بقدر ما أنجبت قبيلة من الشعراء الذين حملوا صورتها إلى العالم الخارجي وقدموا للإنسانية ملحمة  من أرقى الملاحم.
ومن محنة فلسطين ومن رحمها المثخن بالجراح ولد نخبة من الشعراء الذين امتشقوا القلم والبندقية وكتبوا بالحبر والدم فجاء شعرهم مؤثرا وثائرا وداعيا الى تحطيم الأغلال والقيود التي فرضها الاستيطان الصهيوني الغاشم.
وبقدر ما أمعن هذا العدو في دمويته وتوحشه وقام بالتصعيد في وسائل الترهيب والتقتيل امعن شعراء فلسطين في الابداع والتدفق الشعري ومن جراحهم النازفة كتبوا أجمل القصائد وأصدقها مخلصين لقضيتهم ومتخذين من الشعر سلاحا مقاوما وداعما لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله. ومن هنا اكتسبوا هويتهم وتسميتهم بشعراء المقاومة.
تقفز الى الأذهان أسماء كل من توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم عندما يذكر شعراء المقاومة باعتبار أنهم الأغزر إنتاجا والأكثر تجديدا ونضجا على مستوى البناء الفني للقصيدة وجماليتها.
وإذا رمنا البحث في مدونتهم التي تحضر فلسطين في كل مضامينها ندرك دون بالغ عناء أهمية تجاربهم شعريا وإنسانيا.

محمود درويش  عاشق من فلسطين

لم يكن درويش الشاعر الفلسطيني الأبرز بل لعله ابرز شاعر عربي معاصر على الاطلاق و اثره كما اثر  المتنبي في الشعر العربي القديم حسب النقاد الذين يصنفونه الافضل. كما تمكن من اقتلاع مكانة عالمية حتى بات شاعرا كونيا يحمل الملحمة الفلسطينية الى كل احرار العالم.
وارتبط اسمه بفلسطين ونضالها لكن ليس هذا ما صنع مجده الشعري فحسب فهو ايضا شاعر مجدد وساهم في تطوير الشعر العربي من خلال إضفاء الرمزية عليه والنحت في اللغة العربي التي طوعها كما لم يطوعها شاعر عربي من معاصريه.
وقد ولد في قرية البروة التابعة للجليل قبيل النكبة بسبع سنوات وتعرض كغيره من الفلسطينيين لارتداداتها الدرامية. وفي شبابه ناله من الاحتلال الإسرائيلي الكثير من الاعتقال والتضييقات حتى خير اللجوء الى مصر ثم لبنان وسوريا وقبرص و تونس وباريس  في ما بعد.
وقد انقسمت التجربة الشعرية الى ثلاث مراحل مختلفة الأولى هي مرحلة وجوده داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي عرفت بواكير شعره من الدواوين الأولى والتي طغى عليها تأصيل الكيان في الوطن المحتل وبدايات الوعي بالقضية وأبعادها المختلفة. وكان شعره رومانسيا في تلك الحقبة متسقا مع المناخ الشعري العربي العام ومع مزاج الجمهور العربي في تلك المرحلة أيضا.
أما  المرحلة الثانية فهي موسومة بالوعي الثوري والتي امتدت إلى بداية الثمانينات حيث الخروج من بيروت وفيها طور الشاعر أدواته الشعرية وانفتح على دلالات واسعة ورحبة وتكثفت الإحالات على الدين والأسطورة والتاريخ والحضارة.


وفي المرحلة الأخيرة باشر درويش فتوحاته الشعرية و اتضحت امكانات الحلم الكوني لديه ووصل الى ذروة الوعي بنصه الشعري الفذ وبقضيته العادلة.
وبكت الشعوب العربية واحرار العالم درويش عندما رحل عن الدنيا في 9  اوت 2008  وبرحيله فقد المشهد الشعري المقاوم  عاشقا من فلسطين ورائد المشروع الثقافي.

توفيق زياد ذاك الذي صاغ  كلمات مقاتلة

شاعر من مواليد الناصرة  في أواخر العشرينات من القرن الماضي  زاوج بين الكتابة الشعرية وتعاطي السياسة وهو الذي درس الأدب الروسي وقام بترجمة منتخبات منه كما ترجم الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت.
وقد كان رياديا في النضال السياسي تمام كما ناضل بالحبر والدواة فهو الذي  قاد مسيرة الشعر الفلسطيني بعد نكبة 1948 .
وقد كان توفيق زياد طوال حياته  مستهدفا من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني التي حاولت اغتياله عديد المرات.
وتعد قصيدة أناديكم اشد على أياديكم من اهم القصائد التي عرفت بزياد لدى جمهور القراء في العالم العربي. رغم ان له كثير من الأعمال الاخرى على غرار ادفنوا موتاكم وانهضوا واغنيات الثورة والغضب ثم كلمات مقاتلة وتهليلة الموت والشهادة وسمر في السجن الى جانب السكر المر.
ورحل زياد عن الدنيا عام 1994.

سميح القاسم صاحب حزام الورد الناسف

هو الضلع الثالث لشعراء المقاومة الفلسطينية راوح أيضا بين النضال بالكلمة والعمل السياسي وقد تناول في قصائده كفاح الفلسطينيين ودون معاناتهم تحت نير الاحتلال الصهيوني.

صورة تجمع الشاعرين سميح القاسم ومحمود درويش

وعرف القاسم بغزارة انتاجه الشعري المقاوم كما اصدر كتبا متنوعة في مجال النثر ايضا ومارس العمل الصحفي كذلك ونال تكريمات وجوائز عديدة.
قال عنه النقاد ان هوميروس من الصحراء كما وصف ايضا بأنه سيد الأبجدية وهو شاعر الصراع كما يراه البعض ايضا فقد برع في تطوير أدواته الشعرية وجعل نصه يعانق ملامح ما بعد الحاثة الشعرية.
ولسميح القاسم مدونة سرية ثرية وغزيرة نذكر منها مواكب الشمس ودمي على كفي ودخان البراكين واحبك كما يشتهي الموت ولا استأذن أحدا ورماد الوردة. ومنتصب القامة امشي وحزام الوردة الناسف.
وتوفي سميح القاسم في صيف 2014.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button