ترى هل المعنى المبطن لكلام لحسن الداودي،أن التغيير سينطلق من الرحامنة و بالضبط من إبن جرير "مدينة القاعدة العسكرية،مدينة الفوسفاط،مدينة البوليتيكنيك،و مدينة الفقر و التمرد و الثورة.."هل يعي جيدا ما يقول و هو صاحب الجنسية الفرنسية و الزوجة الفرنسية و الأبناء الفرنسيين،الذي يدرسون في مدارس البعثة؟؟هل يعي جيدا ما يقول و هو الذي وقف في وجه الشعب لٱستفزازهم مرارا إبان حملة المقاطعة،و الذي دافع عن فرنسا عوض أن يدافع عن المغرب و بالتالي ٱختار الإصطفاف في صف "خونة الوطن"؟؟هل يعي جيدا ما يقول،أم أنه يستمر في ٱستفزاز مشاعرنا و سوقها نحو التمرد و الثورة؟؟ما معنى أن الشباب لي بغا يحرگ يحرگ لبنگرير،تلك المدينة التي لازال ينطقها كما نطقها الفرنسيون،و ليس كما ننطقها نحن،هم يعرفون بنگرير فقط نظرا لمكانتها العالمية "هي مصدر للثروة"،مصدر للفوسفاط،تلك المادة التي لو توقفت سلسلة إنتاجها حتما ستؤثر على الأمن الغذائي العالمي...
هل يعي جيدا حجم دعوته تلك؟؟أم أنه زكى نفسه عبرها ليؤكد أنه من الخونة،من تسللوا و تجسسوا داخل الإسلام السياسي،الذي عبره يحاولون لي ذراع "إمارة المؤمنين" و سحب بساطها،لأنها مركز القوة التي يستمد منها النظام الملكي شرعيته الدينية و بالتالي الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية فالسياسية...
ماذا لو؟؟
ماذا لو ٱستجاب لدعوته المزعومة كل شباب الوطن الباخثين عن الكرامة التي سحلت في الشوارع،و سحلت داخل البيوت،و سحلت داخل الأنفس...و حلوا ها هنا من كل فج عميق؟؟
ماذا لو تراكمت الهجرة نحو هذه شبه المدينة،هل نحن أمام مدينة ميتروبول (Metropolitan area)؟؟و هل نحن بصدد إعادة تدوير إحدى تجارب مدرسة شيكاغو؟؟
لقد تشابه علينا البقر يا أيها الأعين التي لا تنام،هل سقطتم ضحية لخديعة ماكرة،أم أن الخطأ الفادح كان عفويا و عشوائيا كفلتة لسان أظهرت ما لا تخرجه باقي الاستنطاقات الأمنية الاستخباراتية و الإعلامية؟؟
نحن الباحثون عن الحقيقة،في كلامكم،صوركم،حركاتكم،نظراتكم،بل حتى نواياكم من لاحظنا الخطر...في حين يقف جمهور عريض يصفق و يتسابق لأخذ السيلفيات،التي تعتبر كٱمتداد لإضفاء الشرعية على من قال و ما يقول...
اليوم و أنا أتصفح مواقع الأخبار و المعلومات،أثارني حجم كل تلك التغييرات الكبرى في عديد من التحركات حمالة الأوجه،إعفاءات بالجملة،و تمهيدات لفرض مسطرة العقاب أمام الإخلال بالواجب الوطني،صراعات الأجنحة،تحركات الأحزاب،بوثقة السباق نحو إنتاج ثورات مضادة قبل الثورة،عودة موضوع "الريف المغربي" إلى الواجهة من خلال تصريحات عبدالعالي حامي الدين المتهم في قضية ٱغتيال الطالب آيت الجيد،و تأكيده على تلقي المعتقلين للتعذيب كما يطالب بالإفراج عنهم و تصنيفهم كمعتقلين الرأي و حرية التعبير...الخ
هنالك حرب طاحنة ٱستشعرتها منذ زمن،و هذا ليس وليدا للصدفة،بل له علاقة وطيدة بقرب موعد الاستحقاقات الانتخابية،تلك الفرصة التي يراها المتربصون سانحة للإنقضاض على ما تبقى لنا في الوطن...
إنهم يخططون ليل نهار،في حين الكل يصفق و لا يعلم ما يدور خلف الكواليس...
على أي تأهبوا جيدا بكل عزم و تفاني للقادم،فليس دائما يكون القادم أجمل،ليس تشاؤما بل معرفة بحجم الخطر المحذق بالوطن...
لست ربوت