تقع الصخورالرحامنة شمال مدينة ابن جرير ، وتزيد عن 15 ألف نسمة ، ويعد النشاط الأساسي لساكنتها ، الكسب والفلاحة البورية وعائدات بعض الأنشطة على شارع يعبر المدينة ،ويعبر ابن جرير بعدها وسيدي بوعثمان ..الطريق السريع وضع مستقبل ذلك المركز في المحك ،كما وضعت ابن جرير وسيدي بوعثمان ..أو لنقل أن “النكبة ” كانت نكبات .
سؤالنا هو الأتي ..كيف ينظر أهل ذلك المركز الصغير إلى المستقبل ؟
على اعتبار أن الأفق ضاق بالرجال هناك منذ عقود خلت . ففيما مضى كانت الصخور ملاذ الكثيرين ، كان بعض من ساكنة ابن جرير، وكثير منهم يحترفون من المهن المرتبطة بالتجارة وإدارة المقاهي والطهي وحراسة المواقف وأنشطة أخرى . أيام كانت الصخور قبل “لوطوروت ” تدر عائدات وأموال على الجميع .
وقبل هذا الجرد . عرفت الصخور بضفة الشمال التي لطالما سبق أبناءها لامتلاك كل شيء ، تنافسوا في التعليم والرياضة ،وتوفرت الصحة وكمال الأجسام والموسيقى والعلم والأفق “المتحضر ” بالنسبة للكثير منهم…الأجيال الحالية وجدت سعة “الظواهر الاجتماعية” أكبر من حجم التنمية فتأثر الإنتاج الإنساني بمضاعفات محيطه.
كانت الصخور تغني بالزيارة والفرجة ..حتى الصحة كانت هناك متطورة مقارنة بباقي الرحامنة .
ترى هل الساكنة التي تجاوزت 15 ألف راضية تمام الرضا عن الواقع الحالي ؟ عليكم بتجريب “الاستمارة ” للإجابة على الحاجات والمشاكل والثابت والمتحول بتلك البقاع .
وعليكم بالبحث عن كم يحتاج الناس هناك من أجل الكرامة ؟
من أجل طرق معبدة ، ومركز حيوي ، وجيوب مملوءة بعدما أفرغها الطريق السيار . مصيبة الطريق أنه عبر بشكل لم يلتفت فيه لساكنة الرحامنة عموما ، التي عولت على ذلك السبيل لا غير.
بعده لم يتدارك مسؤولو الرحامنة منذ نشأة المشروع إلى تسخير إمكانيات أخرى لتجاوز المحنة التي كانت جديدة وباتت قديمة مكلفة .
الصخور اليوم هي “ركام” من الذكريات الجميلة ، صار هناك شباب كثر بالعشرات ، يوم الحادث المؤلم لعبد اللطيف الحسوني ، شاهدنا صخورا أخرى ، شاهدنا حجم “الاهانة ” المجالية التي تعرض لها هؤلاء ، شح التنمية ، قلة الفرص ، غياب تناغم مركز تراجع إلى الخلف عوض أن يتقدم إلى الأمام ..أين هي فرق الصخور الكروية ؟ ورياضييها ، وحلم معانقة المستقبل ..فقط ما تزال الأبنية شاهدة على أن “نسيم ” المدنية مر من هناك ذات يوم .
الحاضر يعج بالمشاكل ، بالمحن . يوم واقعة فقدان تلك الربوع للحسوني ، استمعنا إلى “صرخة ” وأوجاع الناس التي لا تكفي فيها مبادرات واحتواء وكراسي واجتماعات وقيل وقال ..هندسة مستقبل الصخور هو أكبر من مجرد ..استفسار ومداد وأوراق وجمعيات ومجتمع مدني .. ؟
امتصاص محنة الصخور تحتاج إلى نقاش موسع كبير ، إلى تدخل يوازي وحشة الناس هناك إلى سماع أصواتهم وليس إلى استعمال” كاتم للصوت” .
تحتاج الصخور إلى موارد مالية مهمة لبعث “الصورة البصرية ” شكلها الحقيقي . أن تجد ربات البيوت وأبناءهم فضاءات للجلوس إذا لم يستطع أحد توفير ما هو أجمل للفئات الصغيرة، تحتاج الأسوار إلى صباغة وطلاء ،وتعبيد طرق ومسح وصمة “العار ” بالسوق ..سوق الأربعاء عندما يصير الخميس وراء الأربعاء يوما يشهد على فضاعة المكان ..أين هي أجوبة المجلس الجماعي حول ما يستطيع فعله حتى لا نتحدث عما لا يستطيعه ؟
النظافة والصحة ومسح السوء عن واجهة المركز من جهة ابن جرير ، ربط الأحياء ببعضها بعضا . وإخراج الناس من سجن “فوضى” العمران الذي لعبت فيه ربما السياسة حتى صار المركز الذي خبر أحداثا كبرى عشوائيا مشوها من كل ناحية يمزقه منظر السوق الأسبوعي .
الصخور لا تحتاج إلى “موسم للخيل” تتبارى فيه نوايا السياسة بمراكز النفوذ ، وينتهي كل ذلك على حساب حصيلة هي صفر في الأخير ، فالمواسم لا تنتج “قرينة للبراءة ” لمجتمع معين من كونه فعلا يحتاج إلى “الفرجة ” كرهان أخير بعدما تحقق كل غرض من علة الاحتفالية ..الصخور تحتاج إلى تشخيص ميداني واستماع إلى الناس ، إلى امتصاص حزنهم وغضبهم ، ومن تم تركهم يعصفون بأذهانهم في إيجاد مسوغات للخروج من النفق .
ففي علم النفس الاجتماعي تراهن” الاستشارة “على أن الحل دائما بيد المستشير وليس المستشار للخروج من الوضع النفسي أكان رهابا أو اكتئابا أو أي حال هو ..كذلك في التنمية وباقي دورات الإنتاج ..حتى في القيم .
وفي بناء الأسوار، وفي تقديم المجتمع على الفرد لأنه وسيلة الفرد للسعادة ..لا تتركوا أهل الصخور وحدهم يبحثون في “التنمية ” المعلقة في السماء من قبيل التسويف ..وحلول “الرقعة ” وآخر ساعة.
الوضع الهش يحتاج هناك إلى تدخل يوازي “محنة ” هؤلاء ، إلى الجلوس إلى الطاولة والاعتماد على الأرقام ، أو بصيغة علم الاجتماع إلى مسح المعطيات والبيانات ..فهناك طفرة في الشكل الهرمي السكاني أغلبها شباب عاطلون إلا ما تجود به أقدار الله ..
وهناك كذلك طموحات ومواهب وأحلام ، إنما الصخور هي نفس سيدي بوعثمان وابن جرير.علما أن الصخور هو مركز حيوي لجماعات الرامنة الشمالية ..سيدي عبد الله وسكورة والجعافرة وسيدي منصور وسيدي غانم وولاد حسون ..هؤلاء جميعا تركوا” صخورهم” حينما عجزت الإرادة السياسية والإدارة والأقدار عن “لا مركزية “ابن جرير ، فراح بعضهم يبحث عن نفسه في الدار البيضاء والمهجر ،وغادر آخرون صوب ابن جرير ..تفرقت القلوب وبقيت الصخور تقاسي بمن فيها ممن بقوا متمسكين بجدران البناء رغم الداء والنسيان .
تذكروا أن المسألة لا تحتاج إلى مراكز للدراسات أو أبحاث اجتماعية وبعثات بالوكالة يقودها من لا يفهمون في الصخور شيئا ولا يمكن أن يجيبوا على لسان حال يحتاج إلى من يعنيه سماع حالهم .بل إلى إشراك السكان في إنتاج الحلول ..وليس إلى تسطيح الحلول بل إلى تعميق تلك الحلول.
لست ربوت