داكرة مدينة الصويرة ... والذاكرة

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية داكرة مدينة الصويرة ... والذاكرة

داكرة مدينة الصويرة ... والذاكرة

كانت مدينة الصويرة قديما تسمى *تاموزيكا* ثم *موكادور* وأخيرا الصويرة,وهدا الاسم يدل على الأرجح على لوحة أو صورة. في نظر ف برنار إن كلمة * سور* نجدها في اللغة السامة الفينيقية وقد تعني سور أو برج أو صخر وهكذا نجد أن مدينة * تير* اللبنانية القديمة قد سميت بهدا الاسم .كما أن اسم سوريا في الشرق الأوسط مشتق من هده الكلمة ,وعلى هدا الأساس فان المحتمل جدا أن تكون كلمة *سور* قد استعملت قديما في المغرب خصوصا من طرف الفينيقيين .إن *جودان * يتكلم عن معادلة لغوية وتاريخية بين كلمتي * موكادور* و *سويرة* ليذكر بوجود فكرة السور أو الصخراء والبرج في كلتا الكلمتين.إن مدينة الصويرة المشيدة على شبه جزيرة منخفضة تتوفر على شاطئ ممتد على مسافة كبيرة في ما من اضطراب الأمواج بفضل الجزيرة المقابلة للشاطئ على بعد 900متر , والتي تتحكم في مدخل الميناء وغير بعيدة عن الميناء,توجد بعض الجزر الصخرية الصغيرة.
كما أن أسوار المدينة المواجهة للبحر محمية بسلسلة من المدافع وبرجين محصنين: برج الميناء وبرج القصبة هدا الأخير يمتد على مسافة 200م, وتوجد على طوله فتحات لازالت تطل منها بعض المدافع في مواجهة البحر.أغلبها صنع بين 1595و1914 في مصانع اشبيلية وبرشلونة في عهد ملوك اسبانيا .داخل هدا السور المحكم توجد شوارع وأزقة المدينة والملاح والسقالة التي كانت تشكل المكان المفضل لإقامة الأجانب الاوربين.بعد خلق عمالة إقليم الصويرة عرفت المدينة توسعا كبيرا خارج الأسوار.وتحيط بالمدينة كتبان رملية ثابتة تعطي للمدينة طبعا بدعا .لكن موكادور القرية البربرية المتواضعة لم تؤسس إلا في سنة 1765 من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله (محمد الثالث)بتخطيط المهندس المعماري نيكولا كورنو الذي استعار تصميم المدينة الفرنسية الساحلية (سان مالو) وقد جاء هدا التأسيس في ظروف سياسية إستراتيجية وعسكرية خاصة.وعمل السلطان المؤسس على جلب العديد من الأهالي لعمارة المدينة الحديثة التأسيس من مختلف القبائل مثل الشبانات- امسكينة -اهل اكدير- بني عنتر- اجبالة- تاوريرت وكذلك البواخر الدين كانوا من أعمدة الجيش وبعض يهود سوس وبعض النصارى المعتنقين للإسلام ( لعلوج ).تقع مدينة الصويرة على ساحل المحيط الاطلسي وتحيط بها قبائل الشياظمة وحاحا.تبلغ مساحتها حوالي 1500هكتار في دلك الوقت.طقسها معتدل طول السنة بفعل تأثير تيارات بحرية باردة.فمعدل الحرارة بقى محدودا بين 15و22 درجة. الصويرة كانت ميناءا تجاريا نحو أوروبا وكدا حماية أسطوله التجاري من هجمات القراصنة. المهندس المعماري الفرنسي /كورنو/ وهو من مواليد مدينة افينيو ويبدو أن /كورنو/ لم يصمم إلا النصف الجنوبي من المدينة ,بينما البنايات الأخرى هي من عمل أحمد العلج الذي نقش اسمه على إدارة البحرية للميناء.وقد مكن إتقان تصميم المدينة من جعلها من بين المدن المغربية الجميلة والجذابة حسب أقوال *اوجين أوديو * الذي زار المدينة في سنة 1901.حسب بعض الدراسات التي أجريت في الخمسينات خصوصا من طرف الباحثين (لكوبرلي , ج ديي جاك وجودان)لم يتوقف التوسع الفينيقي والقرطاجي والروماني عند علماء الأثريات بالمثلث الممتد من طنجة إلى وليلي , بل وصل هدا التوسع إلى شواطئ الصويرة واكادير,بل وحتى شواطئ الصحراء ,كما يعلل دلك الباحث (عبدالله العروي ).وهكذا كانت جزيرة الصويرة تشكل نقطة عبور إلى المناطق الجنوبية. وقد أكد بعض الباحثين على أن بحارة ملك موريتانيا /جوبا الثاني /قد استقروا في الجزيرة بعد البحارة الفينيقيين ,وقد أدى ازدهار اقتصاد مدينة الصويرة إلى زيادة سريعة لسكانها ,ودلك بنزوح سكان منطقتي الشياظمة وحاحا, بالإضافة إلى سكان مناطق أخرى.كما ازدهرت الصناعة التقليدية في هدا العهد أهمها صناعة الخشب والصياغة والخياطة وصناعة الجلد وصناعة النحاس .وكان يتعاطى إلى هده الأعمال السكان المسلمون واليهود الدين جاءوا من مختلف مناطق المملكة ,حيث أصبحت تعد المدينة الثانية ليهود المغرب بعد مدينة مراكش.وفي سنة 1807 أعلن مولاي سلمان بمقتضى ظهير شريف حي خاص باليهود ( الملاح ) وبالإضافة إلى الصناعة التقليدية سيطر اليهود القاطنين بالمدينة على أهم الأنشطة المنتجة ,وخصوصا التجارة.كما شيد في هدا العهد عدة مساجد بخزاناتها الكبيرة والغنية ,وقد كان إمام وخطيب اكبر مسجد بالمدينة (مسجد بن يوسف) من أصل شياضمة ,بينما كان إمام مسجد القصبة من أصل حيحي ,بالإضافة إلى اليهود الاروبيين المتواجدين بالمدينة, وهدا يدل على مستوى اندماج سكانها وبعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله ( محمد الثالث ). عرف اقتصاد المدينة انحطاطا ملموسا حتى سنة 1912 تاريخ بداية الحماية الفرنسية بالمغرب.ومن الأكيد أن نشير هناك آن المدينة قد تعرضت خلال النزاع الفرنسي سنة 1844لهجومات عديدة من طرف أسطول الأمير جون فييل .كما عرفت مدينة الصويرة في القرن التاسع عشر زيادة كبيرة في عدد سكانها وهدا راجع للمجاعة التي ضربت الجنوب المغربي ,مما أدى إلى تدفق الفقراء خصوصا اليهود من المناطق الجنوبية .وخلال الاحتلال الفرنسي (1912-1956). عرف ميناء الصويرة نشاطا تجاريا مكثفا ,حيث كان يصدر إلى منطقة سوس والمناطق الداخلية للمملكة عدة منتجات , أهمها اللوز وجلد المعز والقمح ,إلا انه خلال الستينات تقلصت هده الحركة التجارية وأصبح ميناء الصويرة يعتمد على الصيد البحري...
حفيظ صادق  
https://www.facebook.com/chiadmanews.ma

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button