في عام 1966 ومع اقتراب تنظيم مؤتمر منضمة دول القارات الثلاث ، تحول المهدي إلى شبه مطارد وأصبحت حياته مهددة ؛ ما جعل الجزائر تشدد الحراسة على منزله.. في ذات العام كان بن بركة ينتقل خفية بين الدول تارة بجواز سفر جزائري وتارة أخرى بجواز مزيف، وهو يتابع أنشطته من أجل تنظيم مؤتمردول القارات الثلاث ، حضر إلى الصين ليقنع القيادة هناك بحضور السوفييت في المؤتمر ، من بكين صوب باريس ثم إلى عدة عواصم افريقية، وفي الأخير توجه إلى كوبا لملاقاة الزعيم فيدل كاسترو والوقوف عند آخر الإستعدادات قبل اجراء المؤتمر المنشود . في هافانا أخبره الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أن الملك الحسن الثاني يمارس الضغط عليه لإزاحته من ترأس المؤتمر المقرر إجراءه في أواخر السنة في هافانا ، ثم عاد المهدي إلى باريس وهو يضع آخر اللمسات على مشروعه . إلا أن يوم 29 أكتوبر عام 1965كان يوما فرقا في حياة المهدي بن بركة وفي تاريخ المغرب المعاصر ، في هذا اليوم تلاشى مهدي في العدم كأن لا أمس له ولا ذكرى . ما الذي حدث؟
تلقى المهدي بن بركة دعوة من مخرج فرنسي للمشاركة في انتاج فيلم وثائقي عن الإستعمار والحركات الثورية تحت عنوان "باستا " دعوة استجاب لها مهدي . وفي منتصف يوم 29 أكتوبر عام 1965 إلتقى المهدي بالمخرج المزعوم في مقهى "ليب" lipp في سان جرمان، ضواحي باريس، وعلى مقربة من المقهى السالفة الذكر؛ اعترض شرطيان سبيل مهدي وأطلعوه على بطائقهم وأمروه بمرافقتهما ، أمر انصاع له بن بركة بدون جدل رغم أنه يعرف جيدا أن رأسه مطالب من عدة جهات؟ في الحقيقة إن المهدي كان على موعد بعد يوم فقط مع الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول، لأن الأخير يتابع باهتمام نشاطه في منضمة دول القارات الثلاث ، فهنا مهدي لم ينتابه شك من مرافقة الشرطيان، كون الجنرال ديغول ينتظره غدا في قصر الإليزيه.. وإلى هنا، ضاع رأس الخيط الواحد وأحكم الالتباس والغموض قبضته فيما حصل بعد ذلك :
الرواية الأولى
كان من الواضح أن المغرب لن يسمح لأحد العارفين بخباياه أن يجالس الجنرالات في الجزائر والقاهرة .. في البداية كانت خطة محمد أوفقير وزير الداخلية و أحمد الدليمي رئيس المخابرات المغربية اغتيال المهدي بن بركة داخل التراب الجزائري ، لضرب كل العصافير بحجر واحد ، إلا أن شيئا حدث في آخر لحظة فتم تأجيل أمر المهدي لعام آخر ؛ بعد تخطيط دقيق قادته المخابرات المغربية بمساعدة الجواسيس داخل التراب الفرنسي ، وصل أوفقير والدليمي إلى خطة تمكنهم من المتمرد مهدي . كانت خطة في غاية الإتقان أبطالها أشخاص فرنسيين جندتهم المخابرات المغربية وبرعوا في أدورهم . ظن مهدي أنه بصدد جلسة عمل مع مخرج لإنتاج فيلم وثائقي عن الحركات الثورية ، وحتى الشرطيان فقد كانا متواطئين مع المخابرات المغربية.
رافق بن بركة الشرطيان نحوى فيلا فاخرة ضواحي باريس، وهناك تم سجنه بانتظار قدوم وزير الداخلية المغربي محمد أوفقير ورئيس المخابرات أحمد الدليمي ، ولدى وصولهما قاما بتعذيب المهدي بن بركة حتى الموت ، ثم أعادوا جثته إلى المغرب وتم إدابتها في الأسيد (حمض الهيدروفلوريك).
الرواية الثانية
المهدي بن بركة تعارك مع الشرطيان بعدما تأكد له أن وجهتهم ليست قصر الإيليزيه ، وأثناء العراك تلقى المهدي ضربة قاتلة في عنقه فارق على اثرها الحياة فتم دفن جثته في مكان مجهول في غابة باريس ، والسؤال هنا يطرح نفسه : من كان وراء الشرطيان ؟ البعض يرى مما لا يدعو لشك أنها المخابرات المغربية ، آخرون يرمون الإتهامات نحوى الموساد الإسرائيلي الضالع في زمنها في عدة اغتيالات سياسية .. وفي العودة إلى الشرطيان، فهناك مصادر تقول أنهما اعترافا بكونهما يعملان لصالح المخابرات المغربية ، إلا أن هذا الإعتراف أيضا شاهد تناقضا في تداوله، بحيث لم تؤكده المصادر الرسمية في فرنسا ، وظل هذا الإعتراف أسيرا في أوراق الصحف .
الرواية الثالثة
اعترفت أمريكا فيما بعد أنها كانت تملك 1850 ملفا يخص المهدي بن بركة ، وهذا يتجاوز اهتمام واشنطن بـ الأيقونة الثورية، الكوبي تشي جيفارا ، كون بن بركة زعيم في العالم الثالث ومناضل شرس وعنيد ضد الإمبريالية ، وفي باريس ألقى خطابا عنيفا حول الحرب في فتنام استفز فيه بلاد العام سام، وهو كذلك أكبر المطالبين بإزاحة القواعد الأمريكية في أفريقيا ؛ كل هذا جعل منه هدفا للمخابرات الأمريكية التي نالت من المهدي وذكراه.
بعد اختفاء المهدي في باريس ، وجدت فرنسا نفسها في موقف لا تحسد عليه، بعدما أصبحت قضية اختفاء مهدي بن بركة قضية رأي دولي ، لكونه مناضلا ومعروفا في أقطار العالم وهو كان يستعد لترأس مؤتمر دول القارات الثلاث في هافانا ؛ قضية مهدي ألقت بظلالها على العلاقات بين فرنسا والمغرب ، باريس كانت تحت الصدمة وهي تتابع تداول الأخبار عن اختفاء بن بركة على أرضها، بينما الإعلام الفرنسي يتساءل كيف للمخابرات المغربية أن تنفذ خططها على أرضهم بهذه السهولة؟ أين حرمة فرنسا؟ جرعة سامة تجرعها قصر الإليزيه، والسبب كان الحليف الأكبر في افريقيا : الرباط . فدخلت العلاقات بين البلدين إلى نفق مظلم ، رغم أن فرنسا لم تود أن تخسر حليفها الكبير المغرب ، إلا أن صورتها اهتزت في الإعلام الدول بسبب ذلك الحليف .
أين الصواب ؟
عندما سئل الملك الحسن الثاني عن مصير المهدي بن بركة ، أجاب بأنه لم يكن يرى في مهدي عدوا ؛ قال بأن بن بركة لم يكن ضد الملكية في المغرب، بل كان يطالب بإزاحة البعض من السلطة ، وأضاف : "إن الذين قتلوا المهدي بن بركة هم أنفسهم من خططوا لقتلي." وهنا يقصد الجنرال محمد أوفقير وأحمد الدليمي.
في سنة 2001 نشرت الجريدة المغربية "لوجرنال" مقالا مفصلا عن قضية اختفاء المهدي بن بركة ، المقال الذي حمل اعترافا صارخا لعميل المخابرات المغربية السابق السيد ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻮﺧﺎﺭﻱ ، فكشف العميل المتقاعد للجريدة أن المخابرات المغربية والمخابرات الأمريكية بتواطؤ مع الشرطة الفرنسية وراء خطف وقتل ومحو آثر المهدي بن بركة ، اعتراف نفخ الروح في قضية مهدي من جديد ، إلا أنه لم يجد الصدى المطلوب.
وتواصل مسلسل الحقيقة الضائعة ، وكثرت الإتجاهات المزيفة ، والقذف باتهامات صوب المخابرات المغربية أو نظيرتها الأمريكية وتارة صوب الموساد الإسرائيلي ، وكل يغني على ليلاه.
فمن قتلك يا المهدي؟.
(كلمة)
يبقى المهدي بن بركة بما له وما عليه ؛ رمز النضال الذي تجاوز القومية العربية وكل المنادين بتلك الترهات التي عفا عنها الزمن . المهدي، الذي جند نفسه لدفاع عن حقوق البشرية جمعاء، ولم يحصر نفسه في إقليم الأحياء الأموات الذين لا يجمعهم سوى القاعات الفخمة لإستعراض بيانهم وبلاغتهم التي لا محل لها في لغة الضاد، وكل ما في جعبتهم من الهذيان ، ثم الإنصراف لخدمة أولياء نعمهم : نعل مهدي ؛ أكبر منهم جميعا.
ويبقى السؤال الملح، الشائك، الأبدي : من قتل المهدي؟
نصف قرن عجز عن وضع الصواب أمام هذا الإستفهام ، ويبقى المشتبه فيه الأول فيما آل إليه مصير المهدي ، هو وطني : المغرب . وإذا افترضنا جدلا أن المغرب بريئ من قتل المهدي براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، غير أن مواطنه قتل أو اختفى في ظروف مبهمة ، أليس من الواجب البحث عن الحقيقة وتقديم التوضيحات لعائلته التي شاخت وتهدمت قواها وهي تطالب لعقود طالت بمعرفة مصيره ، وكذا الرأي الدولي؟. ثم تأتي فرنسا بلد الأنوار والديمقراطية المزعومة ، أليس من واجب سلطة باريس وكل المتعاقبين على قصر الإليزيه فتح تحقيقا يصل إلى نتيجة نهائية في جريمة شنعاء وقعت على أرض فرنسا؟ أليس المهدي بن بركة ضيفا لديهم، بل ويستعد للقاء زعيم البلاد الجنرال ديغول؟ هل هكذا يعامل الضيف في القرن العشرين؟ .. وإلى هنا نصل إلى استنتاج واحد : أن المغرب وفرنسا هما المتهمين الرئيسيين في قضية المهدي بن بركة.
في الأخير ؛ مات المهدي بن بركة وهو يستعد لدفاع عن الإنسان البائس المقهور المسلوب الحق حول العالم ، مات واقفا في سبيل تحقيق الحق.
تلقى المهدي بن بركة دعوة من مخرج فرنسي للمشاركة في انتاج فيلم وثائقي عن الإستعمار والحركات الثورية تحت عنوان "باستا " دعوة استجاب لها مهدي . وفي منتصف يوم 29 أكتوبر عام 1965 إلتقى المهدي بالمخرج المزعوم في مقهى "ليب" lipp في سان جرمان، ضواحي باريس، وعلى مقربة من المقهى السالفة الذكر؛ اعترض شرطيان سبيل مهدي وأطلعوه على بطائقهم وأمروه بمرافقتهما ، أمر انصاع له بن بركة بدون جدل رغم أنه يعرف جيدا أن رأسه مطالب من عدة جهات؟ في الحقيقة إن المهدي كان على موعد بعد يوم فقط مع الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول، لأن الأخير يتابع باهتمام نشاطه في منضمة دول القارات الثلاث ، فهنا مهدي لم ينتابه شك من مرافقة الشرطيان، كون الجنرال ديغول ينتظره غدا في قصر الإليزيه.. وإلى هنا، ضاع رأس الخيط الواحد وأحكم الالتباس والغموض قبضته فيما حصل بعد ذلك :
الرواية الأولى
كان من الواضح أن المغرب لن يسمح لأحد العارفين بخباياه أن يجالس الجنرالات في الجزائر والقاهرة .. في البداية كانت خطة محمد أوفقير وزير الداخلية و أحمد الدليمي رئيس المخابرات المغربية اغتيال المهدي بن بركة داخل التراب الجزائري ، لضرب كل العصافير بحجر واحد ، إلا أن شيئا حدث في آخر لحظة فتم تأجيل أمر المهدي لعام آخر ؛ بعد تخطيط دقيق قادته المخابرات المغربية بمساعدة الجواسيس داخل التراب الفرنسي ، وصل أوفقير والدليمي إلى خطة تمكنهم من المتمرد مهدي . كانت خطة في غاية الإتقان أبطالها أشخاص فرنسيين جندتهم المخابرات المغربية وبرعوا في أدورهم . ظن مهدي أنه بصدد جلسة عمل مع مخرج لإنتاج فيلم وثائقي عن الحركات الثورية ، وحتى الشرطيان فقد كانا متواطئين مع المخابرات المغربية.
رافق بن بركة الشرطيان نحوى فيلا فاخرة ضواحي باريس، وهناك تم سجنه بانتظار قدوم وزير الداخلية المغربي محمد أوفقير ورئيس المخابرات أحمد الدليمي ، ولدى وصولهما قاما بتعذيب المهدي بن بركة حتى الموت ، ثم أعادوا جثته إلى المغرب وتم إدابتها في الأسيد (حمض الهيدروفلوريك).
الرواية الثانية
المهدي بن بركة تعارك مع الشرطيان بعدما تأكد له أن وجهتهم ليست قصر الإيليزيه ، وأثناء العراك تلقى المهدي ضربة قاتلة في عنقه فارق على اثرها الحياة فتم دفن جثته في مكان مجهول في غابة باريس ، والسؤال هنا يطرح نفسه : من كان وراء الشرطيان ؟ البعض يرى مما لا يدعو لشك أنها المخابرات المغربية ، آخرون يرمون الإتهامات نحوى الموساد الإسرائيلي الضالع في زمنها في عدة اغتيالات سياسية .. وفي العودة إلى الشرطيان، فهناك مصادر تقول أنهما اعترافا بكونهما يعملان لصالح المخابرات المغربية ، إلا أن هذا الإعتراف أيضا شاهد تناقضا في تداوله، بحيث لم تؤكده المصادر الرسمية في فرنسا ، وظل هذا الإعتراف أسيرا في أوراق الصحف .
الرواية الثالثة
اعترفت أمريكا فيما بعد أنها كانت تملك 1850 ملفا يخص المهدي بن بركة ، وهذا يتجاوز اهتمام واشنطن بـ الأيقونة الثورية، الكوبي تشي جيفارا ، كون بن بركة زعيم في العالم الثالث ومناضل شرس وعنيد ضد الإمبريالية ، وفي باريس ألقى خطابا عنيفا حول الحرب في فتنام استفز فيه بلاد العام سام، وهو كذلك أكبر المطالبين بإزاحة القواعد الأمريكية في أفريقيا ؛ كل هذا جعل منه هدفا للمخابرات الأمريكية التي نالت من المهدي وذكراه.
بعد اختفاء المهدي في باريس ، وجدت فرنسا نفسها في موقف لا تحسد عليه، بعدما أصبحت قضية اختفاء مهدي بن بركة قضية رأي دولي ، لكونه مناضلا ومعروفا في أقطار العالم وهو كان يستعد لترأس مؤتمر دول القارات الثلاث في هافانا ؛ قضية مهدي ألقت بظلالها على العلاقات بين فرنسا والمغرب ، باريس كانت تحت الصدمة وهي تتابع تداول الأخبار عن اختفاء بن بركة على أرضها، بينما الإعلام الفرنسي يتساءل كيف للمخابرات المغربية أن تنفذ خططها على أرضهم بهذه السهولة؟ أين حرمة فرنسا؟ جرعة سامة تجرعها قصر الإليزيه، والسبب كان الحليف الأكبر في افريقيا : الرباط . فدخلت العلاقات بين البلدين إلى نفق مظلم ، رغم أن فرنسا لم تود أن تخسر حليفها الكبير المغرب ، إلا أن صورتها اهتزت في الإعلام الدول بسبب ذلك الحليف .
أين الصواب ؟
عندما سئل الملك الحسن الثاني عن مصير المهدي بن بركة ، أجاب بأنه لم يكن يرى في مهدي عدوا ؛ قال بأن بن بركة لم يكن ضد الملكية في المغرب، بل كان يطالب بإزاحة البعض من السلطة ، وأضاف : "إن الذين قتلوا المهدي بن بركة هم أنفسهم من خططوا لقتلي." وهنا يقصد الجنرال محمد أوفقير وأحمد الدليمي.
في سنة 2001 نشرت الجريدة المغربية "لوجرنال" مقالا مفصلا عن قضية اختفاء المهدي بن بركة ، المقال الذي حمل اعترافا صارخا لعميل المخابرات المغربية السابق السيد ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻮﺧﺎﺭﻱ ، فكشف العميل المتقاعد للجريدة أن المخابرات المغربية والمخابرات الأمريكية بتواطؤ مع الشرطة الفرنسية وراء خطف وقتل ومحو آثر المهدي بن بركة ، اعتراف نفخ الروح في قضية مهدي من جديد ، إلا أنه لم يجد الصدى المطلوب.
وتواصل مسلسل الحقيقة الضائعة ، وكثرت الإتجاهات المزيفة ، والقذف باتهامات صوب المخابرات المغربية أو نظيرتها الأمريكية وتارة صوب الموساد الإسرائيلي ، وكل يغني على ليلاه.
فمن قتلك يا المهدي؟.
(كلمة)
يبقى المهدي بن بركة بما له وما عليه ؛ رمز النضال الذي تجاوز القومية العربية وكل المنادين بتلك الترهات التي عفا عنها الزمن . المهدي، الذي جند نفسه لدفاع عن حقوق البشرية جمعاء، ولم يحصر نفسه في إقليم الأحياء الأموات الذين لا يجمعهم سوى القاعات الفخمة لإستعراض بيانهم وبلاغتهم التي لا محل لها في لغة الضاد، وكل ما في جعبتهم من الهذيان ، ثم الإنصراف لخدمة أولياء نعمهم : نعل مهدي ؛ أكبر منهم جميعا.
ويبقى السؤال الملح، الشائك، الأبدي : من قتل المهدي؟
نصف قرن عجز عن وضع الصواب أمام هذا الإستفهام ، ويبقى المشتبه فيه الأول فيما آل إليه مصير المهدي ، هو وطني : المغرب . وإذا افترضنا جدلا أن المغرب بريئ من قتل المهدي براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، غير أن مواطنه قتل أو اختفى في ظروف مبهمة ، أليس من الواجب البحث عن الحقيقة وتقديم التوضيحات لعائلته التي شاخت وتهدمت قواها وهي تطالب لعقود طالت بمعرفة مصيره ، وكذا الرأي الدولي؟. ثم تأتي فرنسا بلد الأنوار والديمقراطية المزعومة ، أليس من واجب سلطة باريس وكل المتعاقبين على قصر الإليزيه فتح تحقيقا يصل إلى نتيجة نهائية في جريمة شنعاء وقعت على أرض فرنسا؟ أليس المهدي بن بركة ضيفا لديهم، بل ويستعد للقاء زعيم البلاد الجنرال ديغول؟ هل هكذا يعامل الضيف في القرن العشرين؟ .. وإلى هنا نصل إلى استنتاج واحد : أن المغرب وفرنسا هما المتهمين الرئيسيين في قضية المهدي بن بركة.
في الأخير ؛ مات المهدي بن بركة وهو يستعد لدفاع عن الإنسان البائس المقهور المسلوب الحق حول العالم ، مات واقفا في سبيل تحقيق الحق.