مصادر الصور الصحفية (ساهر فخر قداره)

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية مصادر الصور الصحفية (ساهر فخر قداره)

مصادر الصور الصحفية (ساهر فخر قداره)

تدور أسئلة كثيرة في أذهان الناس حول مصدر الصورة الصحفية، وكثيرا ما نواجه نحن المصورين الصحفيين في المجالس المختلفة بأسئلة عن طبيعة مهنتنا وماهية عملنا وكيف نخرج للمناسبات ومن يخبرنا بالأحداث، وأحببت هنا أن أوضح جوانب هذا الموضوع.

يمتاز العمل الصحفي بشكل عام والتصوير الصحفي على وجه الخصوص عن باقي المهن بعدة ميزات أهمها أنه لا تحكمه الظروف الثابتة كباقي المهن من حيث زمان العمل ومكانه والظروف المحيطة به، ولذا فالتصوير الصحفي مهنة مرنة لا تخضع لشروط العمل المكتبي.

وإذا أردنا التحدث عن مصادر الصور الصحفية فيمكننا تقسيم ذلك لقسمين رئيسيين حسب المناسبات والأحداث هما: المناسبات والأحداث الثابتة، والمناسبات والأحداث الغير ثابتة، ونستعرض ذلك بشيء من التفصيل على النحو التالي:



1. المناسبات والأحداث الثابتة:
والمقصود بالثابتة هنا أي المناسبات والأحداث المعدة سلفا والتي يملك المصور الصحفي علما ومعلومات عنها مسبقا قبل حدوثها، بمعنى آخر يكون المصور الصحفي مكلفا بتغطيتها سواء من خلال إدارة التحرير بالصحيفة أو من خلال الصحفيين أو المندوبين الصحفيين أو المراسلين، أو التي يكون هو على علم بها مسبقا من خلال مصادره الخاصة. ومن هذه المناسبات والأحداث: المؤتمرات الصحفية والحفلات الموسيقية والمعارض والمهرجانات والمقابلات الصحفية وغيرها. فهذه المناسبات تحدد مسبقا من قبل أصحابها أو المنظمين لها ويتم إبلاغ وسائل الإعلام بها لعمل تغطية صحفية لها وفي النهاية يتم تبليغ المصور الصحفي بها وبزمانها ومكانها وكل التفاصيل المتعلقة بها ويبقى على المصور الصحفي أن يختار هو آلية التصوير واللقطات والزوايا وغير ذلك من جوانب عملية التصوير. 

ويتوقف بقاء المصور عادة في مثل هذه المناسبات على أهميتها وطول مدتها الزمنية وتزاحم جدول المصور وبعد أو قرب المناسبة من إغلاق الصفحات لإرسالها للتنفيذ ثم للمطبعة مما يتطلب التأكد مسبقا من وقت تسليم الصور هل هو في نفس الليلة أم لليوم التالي.




2. المناسبات والأحداث الغير ثابتة:
كما قلنا سابقا فمهنة التصوير الصحفي ليست مهنة مكتبية أو محددة المهام، فالمصور الصحفي لديه مرونة في العمل ولديه صلاحيات بل هو مطالب بمواكبة كل جديد في هذه المهنة كما هو مطالب بتقديم إبداعات وابتكارات في عمله وهي ما نسميه (السبق الصحفي).

ومن هنا يأتي هذا القسم من مصادر الصور الصحفية، والمقصود هنا بالغير ثابتة أي التي تحدث فجأة ولا يكون لدى المصور أي أدنى فكرة عن حدوثها أو إمكانية حدوثها وكأمثلة على ذلك حوادث المرور والحرائق والأحداث الغريبة والطريفة التي يصادفها المصور في تجواله في الشوارع أو أثناء ذهابه لتغطية مناسبات ثابتة ومعروفة. 

علما أنا بعض هذه الأحداث يتم تبليغ المصور بها وقت حدوثها من خلال الصحيفة أو من خلال مصادر أخرى كالأصدقاء أو القراء للصحيفة أو من خلال مصادر أمنية أو مصادر داخل الدفاع المدني أو المستشفيات أو المخابرات أو غيرها، والمسألة تعود لنشاط المصور الصحفي الاجتماعي وعلاقاته المتعددة وحرفيته وحركته الكثيرة التي لا تهدأ. وبالرغم من ذلك تبقى هذه الأحداث ضمن الأحداث والمناسبات الغير ثابتة بشكل عام.

إن الحديث عن مصادر الصور الصحفية خاصة فيما يتعلق بالأحداث والمناسبات الغير ثابتة يقود للتطرق لجانب مهم ألا وهو المصادر السرية للعمل الصحفي وللتصوير الصحفي، حيث يكون للمصور الصحفي مصادر سرية لا يكشف عنها قد تكون ضمن الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية أو داخل مجلس النواب أو داخل الوزارات المختلفة أو في أي مكان مهم داخل البلد، 

بل أكثر من ذلك أن المصور الصحفي بطبيعة مهنته الحساسة والمهمة قد يكون مصدر معلومات لأجهزة الدولة المختلفة خاصة فيما يتعلق بالمسائل الأمنية والصحية والاجتماعية وفيما يتعلق بمشاكل الناس وقضاياهم وشكاويهم وما يخص المجتمع المدني عموما أو ما يطلق عليه اصطلاحا الرأي العام. فكثيرا ما اتخذت قرارات مهم وحاسمة وحساسة في الدولة أو الحكومة بناء على تحقيق صحفي أو صورة صحفية علما أن ذلك منتشر في الدول الغربية ودول أوروبا أكثر من الدول العربية ودول العالم الثالث.

لا بد أن نشير أخيرا إلى أن بعض الصور الصحفية تجمع بين كلا القسمين الثابتة وغير الثابتة حين يكون لدى المصور علم بحدوث أو إمكانية حدوث شيء ما أو ظاهرة أو حدث معين لكن لا يكون لديه تصور نهائي عن ذلك أو معلومات محددة عنه من حيث الزمان والمكان، ومثال على ذلك حين يرد إلى علم المصور الصحفي بأن موجة حر أو منخفض ثلجي أو وباء صحي أو أسراب جراد أو طيور مهاجرة سيحل بالبلد فهنا المعلومات تكون موجودة ولكنها عامة وأحيانا غير مؤكد، ولذا يبقى المصور الصحفي متأهبا لذلك دون أن يكون عارفا أين سيصور ومتى وهل سيحدث شيء فعلا وهل الأمر سيكون صعبا أم سهلا، لأنه في كثير من الأحيان لا تصدق الرؤيا ولا يحدث حر ولا ينزل ثلج. وغالبا ما يرتبط هذا الأمر بأمور موسمية ثابتة زمانيا أو مكانيا أو الاثنين معا ولكنها غير ثابتة من حيث الحدوث أو غير مؤكدة الحدوث أي ليست مسلمات.

ومن هنا أمكننا تصنيف هذه المناسبات أو الأحداث الصحفية تحت أحداث ثابتة وغير ثابتة في نفس الوقت

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button