نصحبكم في بحث ممتع ومفصل ، تحت عنوان ‘ بحث عن الإعراب في اللغة العربية ‘ ، حيث سنفتح لكم الباب لتتعرفوا على قواعد الإعراب وأنواعه ، مع أمثلة مبسطة توضح ما صعب ، وتسهّل الفهم والحفظ .
تعريف الإعراب
تأمل الجمل الآتية :
– جاء محمدٌ .
– رأيتُ محمدا .
– مررت بمحمدٍ .
إذا تأملت الكلمات التي تحتها خط ، وجدتها تتغير من حال إلى حال بتغير مكانها من الجملة ، فتارة مرفوعة وتارة منصوبة وتارة مجرورة .
هذا التغيير جاء بسبب العوامل الداخلة على الكلمة ( محمد ) ، حيث جاءت في الجملة الأولى فاعلا مرفوعا ، لأنه دخل عليها الفعل ( جاء ) ، وفي الجملة الثانية مفعولا به منصوبا ، لأنه دخل عليه الفعل ( رأى ) والفاعل ( التاء ) ، وفي الجملة الأخيرة مجرورة بسبب دخول حرف الجر ( الباء ) .
هذا التغير الذي حصل بسبب تلك العوامل الداخلة يسمى الإعراب عند النحاة .
قاعدة : الإعراب هو تغيير أحوال أواخر الكلمة تبعا لتغير العوامل الداخلة عليها .
أنواع الإعراب في اللغة العربية
الإعراب أربعة أنواع : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم .
– مثال الرفع : جاءَ محمدٌ .
محمد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
– مثال النصب : ضربَ المعلمُ التلميذَ .
التلميذ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .
– مثال الجر : مررتُ بالرجلِ .
بالرجل : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
– مثال الجزم : محمدٌ لم يكتُبْ .
يكتب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون .
فائدة : تشترك الأسماء والأفعال في الرفع والنصب ، أما الجر فتختص به الأسماء فقط ، في حين يختص الجزم بالأفعال .
علامات الإعراب الأصلية والفرعية في الأسماء والأفعال
تنقسم علامات الإعراب إلى علامات أصلية ، وعلامات فرعية ( نائبة عن الأصلية ) .
علامات الإعراب الأصلية
الضمة : تكون الضمة علامة أصلية للرفع في أربعة مواضع :
1 – الاسم المفرد ، مثل : التلميذُ المجتهدُ .
2 – جمع التكسير ، مثل : إنهم رجالٌ أقوياء .
3 – جمع المؤنث السالم وملحقاته ، مثل : المؤمناتُ صالحاتٌ .
4 – الفعل المضارع صحيح الآخر المجرد من الناصب والجازم ، مثل : يجتهدُ المجدون فينجحون .
الفتحة : تكون الفتحة علامة أصلية للنصب في ثلاثة مواضع :
1 – الاسم المفرد ، مثل : إن المعلمَ نشيطٌ .
2 – جمع التكسير ، مثل : قرأتُ كتبا كثيرة .
3 – الفعل المضارع صحيح الآخر ، أو معتل بالواو أو الياء ودخل عليه حرف ناصب ، مثل : لن نلعبَ الكرةَ .
الكسرة : تكون الكسرة علامة أصلية للجر في ثلاثة مواضع :
1 – الاسم المفرد المنصرف ( أي يقبل التنوين ) ، مثل : مررتُ بمحمدٍ .
2 – جمع التكسير المنصرف ، مثل : سرتُ في طرقٍ ملتوية .
3 – جمع المؤنث السالم وملحقاته ، مثل : اذهب إلى الممرضاتِ .
السكون : تكون السكون علامة أصلية للجزم في موضع واحد :
– الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم يتصل آخره بشيء ووقع بعد جازم ، مثل : لم يشأْ أن يذهب .
علامات الإعراب الفرعية
المعرب بالحركات النائبة ، وهو :
1 – الممنوع من الصرف : فإنه يجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، مثل : سلمتُ علىأحمدَ .
المفروض أن نقول : سلمتُ على أحمدٍ ، لأنه سبقه حرف الجر ( على ) ، لكنه جُر بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، للعلمية ووزن الفعل ( انظر درسالاسم الممنوع من الصرف ) .
2 – جمع المؤنث السالم وملحقاته : فإنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، مثل : حيّيتُ المعلماتِ .
المعرب بحذف الحركة نيابة عن السكون ، وهو :
– الفعل المضارع المعتل الآخر ( بالألف ، بالواو ، بالياء ) ، فإنه في حالة الجزم يجزم بحذف حرف العلة نيابة عن السكون ، مثل : لم يسعَ .
كيف ؟
أصله : يسعى ، فحين دخل عليه حرف الجزم ( لم ) حذفنا حرف العلة ( الألف المقصورة ) .
المعرب بالحروف النائبة ، وهو :
1 – الأسماء الخمسة ، مثل : جاء أبوكَ ، حيث نعربها : فاعلا مرفوعا بالواو لأنه من الأسماء الخمسة ( راجع درس الأسماء الخمسة ) .
2 – جمع المذكر السالم وملحقاته ، مثل : نجح المجتهدونَ ، حيث نعربها : فاعلا مرفوعا بالواو والنون لأنه جمع مذكر سالم .
3 – المثنى وملحقاته ، مثل : جاء الطالبانِ ، حيث نعربها : فاعلا مرفوعا بالألف والنون لأنه مثنى .
4 – الأفعال الخمسة ، مثل : المجتهدان يفوزان ، حيث نعربها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ( راجع درس الأفعال الخمسة ) .
الإعراب الظاهر
هو الذي تظهر فيه علامة الإعراب ولا يمنع مانع من التلفظ بها .
مواضع الإعراب الظاهر
1 – الكلمة صجيحة الآخر ، مثل : يفوزُ المجتهدُ .
2 – الكلمة المختومة بواو أو ياء متحركة وقبلها ساكن ، مثل : عفْوٌ – ظبْيٌ .
الإعراب المقدر
هو الذي تختفي فيه علامة الإعراب وتقدّر لمانع يمنع من النطق بها .
مواضع الإعراب المقدر
1 – الاسم المقصور ، مثل : موسى ، الفتى ، مبنى ، فإنه يعرب بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا .
كيف ؟
– جاء الفتى .
الفتى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر .
سؤال : لماذا قلنا : منع من ظهورها التعذر ؟
جواب : لأنه لا يمكن إظهار الحركة على الألف المقصورة .
2 – الاسم المنقوص ، مثل : القاضي ، الداعي ، فإنه يعرب بضمة مقدرة في حالة الرفع ، وبكسرة مقدرة في حالة الجر ، وبفتحة ظاهرة في حالة النصب .
كيف ؟
– جاء القاضي .
القاضي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، منع من ظهورها الثقل ، أي نجد ثقلا إذا نطقنا : القاضيُ ( بالضمة ) .
3 – الاسم المضاف إلى ياء المتكلم ، مثل : غلامي ، جدي ، فإنه يعرب بحركات مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال آخر الاسم بحركة مناسبة الياء .
كيف ؟
– جاء جدي .
جدي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال آخر الاسم بحركة مناسبة الياء .
بمعنى : الياء تناسبها الكسرة دائما ، وبالتالي فإنه يتعذر أن نقول : جاء جدُّي ( بالضم ) ، أو رأيتُ أخَي ( بالفتح ) ، لهذا نقول : منع من ظهورها اشتغال الاسم بحركة المناسبة .
4 – الفعل المعتل الآخر بالألف ، مثل : يخشى ضعيف الإيمان الفقرَ . ويعرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر .
5 – الفعل المعتل الآخر بالواو ، مثل : يدعو الإسلام إلى الإخاء .
6 – الفعل المعتل الآخر بالياء ، مثل : يرمي الحجاج الجمرات .
الإعراب المحلي
هو الذي يكون في الأسماء المبنية الواقعة في محل اسم معرب .
مواضع الإعراب المحلي
1 – أسماء الإشارة ، مثل : هذا رجلٌ ، ونعربه : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
2 – الأسماء الموصولة ، مثل : جاء الرجل الذي أحبه ، ونعربه : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت .
3 – الضمائر ، مثل : نحن الفقراءُ ، ونعربه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .
4 – أسماء الاستفهام ، مثل : من أبوك ؟ ونعربه : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
5 – الظروف ، مثل : اذهب من حيثُ أتيت ، ونعربه : ظرف مكان مبني على الضم في محل جر بحرف الجر .