موضوع اليوم يتطرق إلى بحث عن الممنوع من الصرف في اللغة العربية ، وذلك بأسلوب وأمثلة مبسطة ، نتعرف فيها عن ماهية هذا الاسم ، وقواعده وشروطه الإعرابية ، وإن شاء الله سأحاول أن أقدم الأمر بشكل يسير قدر الإمكان .
تعريف الممنوع من الصرف
الممنوع من الصرف هو اسم لا يقبل التنوين ، بعكس الاسم المنصرف الذي يقبل التنوين ، وسمي التنوين صرفا لأن له رنّة كرنة الدراهم عند الصيارفة – ما شاء الله على دقة التعريف عند أهل اللغة – .
أمثلة على الممنوع من الصرف
– أحمدُ – زينبُ – مساجدُ – مصابيحُ – عرفاتُ ( هذا النوع من الأسماء لا يقبل التنوين ) .
أمثلة على الاسم المنصرف
– محمدٌ – طائرٌ – بيتٌ
إعراب الممنوع من الصرف
قاعدة : يرفع الاسم الممنوع من الصرف بالضمة ( جاء أحمدُ ) ، وينصب بالفتحة ( رأيت أحمدَ ) ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ( مررت بأحمدَ ) .
بمعنى ، لا تقل : جاء أحمدٌ ( تنوين ) وهكذا…….لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلل التي سنذكرها الآن .
متى يمنع الاسم من الصرف ؟
يمنع الاسم من الصرف إذا دخلته علل تسعة جمعها الشاعر في قوله :
اجمعْ وزِن عادلا أنّثْ بمعرفة * ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا
أنصحكم أن تحفظوا هذا البيت الرائع ، وأعدكم أنكم لن تنسوا قواعد وعلل الاسم الممنوع من الصرف أبدا ، ودعونا الآن نوضح هذه العلل بشكل مفصل .
الممنوع من الصرف لعلة واحدة
1 – الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة .
ألف التأنيث الممدودة مثل : أصدقاء – أشياء – أسماء
ألف التأنيث المقصورة مثل : سلمى – حبلى – مرضى
2 – صيغة منتهى الجموع
هي كل جمع كان على وزن مفاعل أو مفاعيل ، ويكون أيضا على صيغة فواعل أو فواعيل .
يقول سبحانه وتعالى : ‘ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ‘ ( الملك 5 )
استخرج من الآية الكريمة اسما ممنوعا من الصرف ؟
جواب : بمصابيحَ . أحسنت ، ولكن لاحظ أن الباء حرف جر وبالتالي يجب أن يكون الاسم مجرورا بالكسرة ، فلماذا لم يكن مصابيحِ ( بالكسر ) ؟ لأنه ممنوع من الصرف ، رائع . وما المانع له ؟ لأنه يا سيدي على وزن مفاعيل ( مصابيح ) ، وقلنا هذه صيغة منتهى الجموع ، وبالتالي يعرب الاسم مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة .
يقول سبحانه : ‘ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ‘ ( الحج 40 ) .
الآن دوركم ، استخرج الاسم المنصرف ؟
جواب : صوامعُ – مساجدُ
لماذا ؟
لأنه صيغة منتهى الجموع ، صوامع ( فواعل ) ، مساجد ( فواعل ) .
بالمقابل انتبه للأسماء ( بيعٌ – صلواتٌ ) هذه أسماء تنصرف ( أي تقبل التنوين ) ..واضح ؟
الممنوع من الصرف لعلتين
1 – العلم ، وذلك في المواضع التالية :
– إذا كان مؤنثا بالتاء لفظا .
قتادة – طلحة – حمزة – معاوية : هذه أسماء أعلام لرجال ، لكنها مؤنثة بالتاء لفظا ( أي ننطقها ) ، وبالتالي هي أسماء ممنوعة من الصرف ( أي لا تقبل التنوين ) ، والسبب المانع هو العلمية والتأنيث اللفظي .
– إذا كان مؤنثا بالمعنى .
زينب – مريم – سعاد : هذه أسماء إناث ، لكنها غير مختومة بالتاء المؤنثة ، وبالتالي هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث المعنوي ، يعني زينب واضح أنها أنثى وليست رجلا ، فهمتم ؟
طيب يا سيدي ماذا تقول في عائشة – حفصة – ميمونة ؟
سؤال رائع جدا ، هنا يا صديقي المجتهد عرفنا عائشة أنها أنثى ، كما رأينا أنها ختمت بالتاء المؤنثة وبالتالي ، هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث اللفظي المعنوي . أرأيت كم الأمر بسيط ؟ 😉
– إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف .
يعني أسماء أصلها غير عربي مثل : إبراهيم – إسماعيل – إسحاق – يعقوب ( تذكر كلها أسماء لا تقبل التنوين ) .
ماذا نقول في محمد – صالح – شعيب ؟ تقبل التنوين أم لا ؟ فكر …
صحيح تقبل التنوين لأنها أسماء عربية وليست أعجمية .
ماذا عن هود – نوح – لوط ؟
هي أسماء أعجمية لكن على ثلاثة حروف فقط وليس زائد عليها شيء ، وقلنا في القاعدة فوق أنه إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف ، وبالتالي هذه الأسماء تقبل التنوين .
– إذا كان مركبا تركيبا مزجيا
ما هو التركيب المزجي ؟
، أي نأتي بكلمة مكونة من كلمتين .
حضرموت : مكونة من كلمتين ، حضر و موت ، وكذلك بعلبك . هذه أسماء ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتركيب المزجي .
– إذا كان مختوما بألف ونون زائدتين .
تذكروا أننا لحدود الساحة نتحدث عن اسم العلم .
مثال : سلمان – سليمان – عثمان – عمران
لاحظ أن هذه الأسماء مختومة بألف ونون زائدتين ، فأصل سليمان سلم ، وعمران عمر ، وعليه فهما ممنوعان من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
– إذا كان على وزن الفعل
أحمد – يزيد ، فلا نقول مررت بيزيدٍ ، بل بيزيدَ ، لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية ووزن الفعل .
– إذا كان معدولا به عن صيغته الأصلية مع بقاء معناه الأصلي .
لا تعقدوا الأمر في هذه المسألة لكن أقول لكم احفظوا هذه الأسماء الثلاثة المعدولة المشهورة فقط : عمر معدولة عن عامر ، أمس معدولة عن الأمس – سحر معدولة عن السحر ( وقت من اليوم ) .
2 – الصفة ، وذلك في المواضع التالية :
– إذا كانت مختومة بألف ونون زائدتين .
مثال : غضبان – سكران – عطشان
– إذا كانت على وزن الفعل
مثال : أعرج – أفضل – أخضر
– إذا كانت معدولة عن وزن آخر وذلك في الكلمات المشهورة التالية :
– مَثنى – ثُلاث – رُباع – أُخر
لنعد الآن إلى البيت الشعري الذي جمع كل قواعد الاسم الممنوع من الصرف .
اجمعْ وزِن عادلا أنّثْ بمعرفة * ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا
اجمع : صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعل أو مفاعيل ، وفواعل أو فواعيل .
زن : وزن الفعل في العلم والصفة .
عادلا : ما عدل عن علم أو صفة .
أنث : مختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة ، والمؤنث لفظا ومعنى .
ركّب : الاسم المركب من كلمتين كحضرموت وبعلبك .
زد : زيادة الألف والنون في العلم والصفة .
أمثلة وتدريبات إعرابية
يقول سبحانه وتعالى : ‘ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ‘ ( ياسين 73 )
منافعُ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة لأنه ممنوع من الصرف ، المانع له صيغة منتهى الجموع ، ومشاربُ معطوفة على منافع وهي أيضا ممنوعة من الصرف لنفس السبب .
يقول تعالى : ‘ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ‘ ( البقرة 184 ) .
أخرَ : صفة لأيام مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية والعدل.
– مررت بيزيدَ
يزيدَ : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل .
– افتخرت بعمرَ
عمرَ : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل .
– مررت بليلى
ليلى : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بسبب ألف التأنيث المقصورة .
– سافرت إلى حضرموتَ
حضرموتَ : اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي .
– ذهبت إلى إبراهيمَ
إبراهيمَ : اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
قاعدة أخيرة مهمة جدا : إذا دخلت على الاسم الممنوع من الصرف ال أوأضيف ، فيجر بالكسرة ولا تطبق فيه أي قاعدة ، يعني انسوا كل شيء .
أمثلة :
خطبت على المنابرِ : المفروض نقول منابرَ لأنها ممنوع من الصرف بسبب صيغة منتهى الجموع ، لكن بدخول ال سقط كل شيء وبالتالي تعود لحالتها الإعرابية الطبيعية .
صليت في مساجدِ مكة : مساجد أضيفت إلى مكة وبالتالي تسقط عنها القاعدة