تعريفه: عرفه كثير من النقاد بتعريفات مختلفة، ولعل ذلك
الاختلاف راجع إلى نقد المقال كعمل فني داخل في دائرة الأدب، والمراحل الزمنية
التي مر بها المقال في تطوره. ومن هذه التعريفات ما يلي:
1-
فكرة محددة تتناول موضوعاً بالبحث يجمع الكاتب
عناصره ويرتبها ويستدل عليها بحيث يؤدي إلى نتيجة معينة.
2-
قطعة نثرية محدودة في الطول والموضوع ، تكتب
بطريقة عفوية سريعة خالية من الكلفة والرهق، وشرطها الأول أن تكون تعبيراً صادقاً
عن شخصية الكاتب.
3-
إنشاء قصير نسبياً يتناول موضوعاً محدداً، وقد
يطول ليصبح بحثاً قصيراً أو فصلاً في كتاب مرتبطاً بفصول أخر، وكلها تعالج مشكلة
ما.
أجزاء المقال
:
1.
المقدمة: لتهيئة الأذهان،
وتكون موجزة ومركزة ومشوقة، وتشكل مدخلاً له صلة وثيقة بموضوع المقال.
2.
العرض: وهو صلب
المقال، ويكون في عدة فقرات كل فقرة
تتناول فكرة جزئية معينة، وتكون الأفكار متسلسلة ومترابطة بحيث يستدل عليها بالأدلة
النقلية والعقلية المناسبة ، على أن يغلفها الكاتب بانطباعاته الشخصية ووجهة نظره
الخاصة .
3.
الخاتمة: وهي ثمرة المقال ونهايته، فلا
بد من أن تكون نتيجة طبيعية للمقدمة والعرض، واضحة، صريحة، ملخصة للعناصر الرئيسة
المراد إثباتها، حازمة تدل على اقتناع ويقين، لا تحتاج إلى شيء آخر لم يرد في
المقال.
موضوعاته: يكتسب المقال موضوعاته بحسب طبيعة فكرته؛ فهناك الديني
والاجتماعي والسياسي والاقتصادي
أقسامه: ليس للمقال أقسام محددة متفق عليها عند الباحثين
والمهتمين بها؛ فمنهم من يقسمه إلى: ذاتي وموضوعي، ومنهم من يقسمه إلى صحفي وغير
صحفي. وكل من النوعين ينقسم بدوره إلى أقسام على النحو الآتي :
المقال الذاتي: وفيها تظهر شخصية الكاتب،
وتتدفق عاطفته، وتتميز بالإيقاع والتصوير الخيالي.
ومن أنواعه:
مقال الصورة الشخصية ، والاجتماعي، والوصفي، والتأملي، والسيرة.
المقال الموضوعي: وفيها تختفي شخصية
الكاتب ويبرز الموضوع ويلتزم فيها كاتبها بالمنهج العلمي. ومن أنواعه:
المقال العلمي، والتاريخي، والنقدي، والسياسي، والفلسفي، والاقتصادي …
وسوف نتناول بالحديث كلاً
من المقال الاجتماعي والمقال الوصفي:
المقال الاجتماعي:
ومن أهم سماته ما يلي:
1-
دقة الملاحظة للظواهر الاجتماعية.
2-
الدقة والتفصيل في عرض الموضوع.
3-
القدرة على الإقناع وذلك بتقديم الأدلة
والبراهين .
4-
عدم استخدام الألفاظ الغريبة أو المهجورة.
5-
القدرة على التهكم والسخرية .
6-
القدرة على الوصف والتحليل والتأمل العميق.
7-
تقديم الحلول لتلك الظواهر.
ومن
أشهر كتاب المقال الاجتماعي مصطفى لطفي المنفلوطي، ومصطفي صادق الرافعي،
وأحمد حسن الزيات، ومحمد حسن عواد.
المقال الوصفي : الهدف منه إعطاء صورة
واضحة ومفصلة لمكان رآه الكاتب أو حادث شاهده . ولتحقيق ذلك ينبغي أن يخصص الكاتب
الفقرات المكونة للقسم الثاني من المقال لإعطاء صورة للمكان، أو سرد لوقائع
الحادث. وطبيعي أن يتابع الكاتب في وصف المكان أو الإنسان أو أي شيء آخر حركة
عينية، وفي الحكاية يتابع الكاتب الحركة
الزمانية ، وفي كلتا الحالتين تختص كل فقرة بزاوية من زوايا المكان أو واقعة من
الحدث ، بقدر من التفصيل . وبذلك يخرج القارئ بصورة واضحة للمكان أو الحادث وكأنه
شاهده بنفسه.
ومن أهم سماته : 1-دقة الملاحظة. 2- الامتزاج بالطبيعة والانفعال بها .