تركيب
الشخصية والمزاج (الطباع):
الفروق
المزاجية:
هذا
يملّ بسرعة وذاك لا يقدر على التركيز والإصغاء وآخر كثير التنقل يقفز من نشاط إلى
آخر، وهذه كثيرة التذمر والشكوى، وتلك غير مبالية لما يجري من حولها.
هذا
الأمر كثيرًا ما يقلق الآباء ويسبب لم التوتر والانفعال عند المقارنة مع أطفال
آخرين من أبناء الجيران، الأصحاب والأقارب. فيسألون:
-
هل
طفلنا طبيعي السلوك؟ هل العيب فينا أم أم في مبنى شخصية طفلنا؟
-
هل
لتوجهنا التربوي تأثير؟ ما هي النصيحة؟
الطفل
مخلوق فريد وخاص:
شخصيات
الأطفال تولد بنماذج مزاجية متنوعة. والفروق الفردية هي التي تجعل كل طفل مخلوقًا
فريدًا ومميزًا. فالتوجه التربوي المقارن يسيء لشخصية الطفل. المقارنة هي عبارة عن
مفاضلة مواصفات. فالمربي الذي يحلم بأن يخلق من جميع الأطفال نماذج بشرية مطيعة
ومستجيبة تتقبل تعليماته برغبة ومتعة، هو مسؤول تربوي فاشل، لا يعرف حقيقة بديهية
بأن الأطفال المطيعين ليسوا نماذج طاعة دائمًا والأطفال المتمردين يحتاجون لأساليب
تربوية مناسبة لتمايزهم. هناك طفل مطيع وإيجابي بنشاط ما، وغير مطيع بتجارب أخرى
كثيرة وبفترات زمنية متغيرة أخرى. المربي الذي يطمح بأن يخلق من طفله زعيمًا
وقائدًا جماهيريًا، مثلا، هو يجهل مسألة الفروق الفردية المزاجية.
الذي
يحتاجه الطفل في المراحل الأولى من تجربته التربوية هو: التعرف على النموذج
المزاجي الذي ينتمي له كل طفل واختيار التوجه التربوي المناسب لتلك الأمزجة.
عرض
د. جون جراي في كتابه: الأولاد هم من الجنة (1999) أربعة نماذج مزاجية للأطفال
وطرقًا تربوية في كيفية التعمل وفقًا لها.
النموذج
المزاجي الحساس:
ما
يميز هذا النموذج من الأطفال هو الإدراك العميق، التواصل لإيجابي، القدرة على
الابتكار والأصالة. هو سريع الإثارة والتأثر. يزعجه انتقاد أحاسيسه التي يغلب
عليها التذمر والشكوى، ولا يفيده توضيح أمر تطرف حساسيته المستمرة والزائدة.
يتفاعل
ذو المزاج الحساس ويندمج بعلاقاته الاجتماعية. يتجاوب عن طريق الإصغاء والفهم.
درجة حاجته لتفهم الآخرين لمشاعره هي أعلى من أنماط مزاجات باقي معظم الأطفال.
يحتاج لوجبة أكبر من التعاطف، التأييد، التجاوب والاعتراف له بصراعاته وآلامه
الداخلية. يحتاج لوقت أكبر في إنجازاته، وكلما حاول الآخرون العمل على جعله أسرع
عند قيامه بعمل ما، كلما ازداد انفعالا وتمردًا. ساعاته الزمنية فريدة ومتعلقة
بمزاجه الحساس. محاولة تجاهل مشاعره أو تحويل حالته المزاجية لفرح وسرور تجعل
مزاجه يزداد حدة وتأثرًا. أكثر الأساليب التربوية نجاحًا معه هي التوجه المشارك
والداعم لأحاسيسه، والتي تؤكد له بأنه ليس لوحده في الحالة الشعورية الصعبة التي
يعاني منها. عن طريق الإصغاء له والتعاطف الشعوري معه يسهل عليه التسامح، تتعزز
قدرته على النسيان وفهم مزاجه. تلك مميزات تنمو وتترسخ عنده إذا عاش بجو تربوي
إيجبي، داعم، متقبل ومتفهم.
نموذج
المزاج النشيط والفعال:
يتميز
بطاقة عالية يميل كثيرًا للنشط الحركي الفعل والمتواصل. يفضل موقعًا يستحوذ فيه
على محط النتباه المركزي ويتداخل إلى عمق الفعالية. هو يرغب بأن يكون دائمًا على
صواب، ويفضل فرض سلطته القيادية على الآخرين. لذا يستحسن منحه دور المسول وأن يأخذ
مكانة المبادرة الأولى، إذا أمكن ذلك طبعًا. هو يميل دومًا لإقحام نفسه بحالات
إشكالية.
يتميز
أيضًا بالإثارة الذاتية ويرغب بالتعون، خاصة، إذا أحسن الآخرون توجيهه ببرنامج
منهجي ملائم. هو دائمًا جاهز للتحرك والميادرة القيادية.
على
المربين أن يعلنوا للطفل النشط، مسبقًا، عن الأنظمة ومخطط الفعاليات. إنه يحتاج
للتعرف، مسبقًا، على برنامج الفعالية، قوانينها ومركباتها وهوية المسؤول عن
إدارتها. تحضير الطفل المسبق يجعل منه شخصًا متعاونًا وداعمًا. توضيح حدود النشاط
المسبق، اتجاهاته وأنظمته ينع الطفل النشط من المقاومة، التمرد على السلطة أو
الانفلات.
يحتاج
الطفل النشط للكثير من التسامح على أخطائه التي يقع فيها، وللكثير من التقدير على
نجاحه في أي عمل يقوم به.
المحادثة
الطويلة يعتبرها عقابًا له وتسبب له حالة من الضغط.
من
السهل إثارة حماس الطفل النشط والعمل على إسعاده إذا أعطي موقع المسؤول. يصعب على
الطفل النشط الجلوس ساكنًا، هو دائم التأهب والاستعداد، هو يحتاج للتحرك ويتعلم
أسرع إذا شارك في الفعالية بشكل فعلي.
يتعرف
الطفل النشط على ذاته من خلال التجربة العملية. يحتاج لسلطة أبوية ثابتة وهادئة
لأن ما يميز مزاجه هو السلوك المتمرد.
يحتاج
الطفل ذو المزاج النشط لتوجيه يبدأ بعبارة: "أنا أريد..." صيغة كهذه
تخفف من مقومته، وتذكره بأن أبويه هما السلطة التربوية الإدارية والوحيدة في
العائلة. لذا على الأبوين الإيجابيين أن يوضحا للطفل النشط بأنه لا بأس من وقوعه
بالخطأ، وهما يعلمان يقينًا بأنه دائمًا يبذل أقصى ما في وسعه كي ينجح...
النموذج
المزاجي المستجيب:
يتميز
بطبيعة متحركة، ويحتاج لتنقل دائم. هو لا يثبت بنشاط واحد، ويتشابه مع نموذج
الفراشة. بحاجة للحرية في الاستكشاف، التغيير والتنويع. يستجيب لمثيرات متعددة
واهتماماته كثيرة. يحتاج لوقت كاف لممارسة استكشافاته وحب استطلاعه.
يقبل
لهفة مؤقتة على جميع أنواع التجارب الاجتماعية. كثير النسيان، حالم غارق في حالة
انذهال دائم. يحتاج لكثر من التوجيه، خاصة في حالات الشرود.
غالبًا
ما لا يكمل نشاطًا كان قد بدأ به أو فعاليةكان قد انضم للمشاركة بها. الفوضى جزء
هام من عملية تعلمه.
يمكن
للآباء ضبط ثورات غضبه ومقاومته بسهولة، وذلك ببعض أساليب درامية تثير حواسه
فتجعله ينسى ويلهو من خلالها. التسلية واللهو جزء ضروري وهام في توجه الآباء
التربوي، لجعل الطفل المستجيب يستمر بالفعالية. لذا ينصح بسرد قصة مسلية، أو أغنية
قصيرة عند تعوانه أو قيامه بنشاط.
النموذج
المزاجي المتقبل:
المتقبل
كثير الاهتمام ومراع لحقوق ومشاعر
الآخرين، هو عميق التفكير وطيب بطبيعته. يحتاج لوقت أطول عند إنجاز فعالية أو
نشاط، ويقاوم كل تغيير أو تبديل يمكن ان يصادفه. هو بطيء في اتخا القرارات ويحتاج
وقتًا أطول من غيره عند الإنجاز. هذا النمط لا يرتاح في حالة وقوعه في ظروف جديدة
لا علم له بتفاصيلها، ويجهل المتوقع منها. هو يحتاج لأن يعلم، مسبقًا، ماذا سوف
يتوقع من البرنامج الجديد القادم. يرتاح للنظام اليومي بإيقاع الثابت والمتكرر.
بالرغم
من أنه يفضل الأسلوب التربوي الموجه الذي يقوده في جميع أنواع الفعاليات، إلا أنه
يقاوم التوجه الذي يتطلب منه الزيادة في سرعة العمل أو الإنجاز، ويرفض الإكراه
للقيام بالمشاركة في نشاط أو فعالية. هو يتمتع بجلسة مريحة، بالأكل، بمجرد مراقبة
الآخرين "متفرج"، بالإصغاء أو بالنوم ... فسحة من الوقت، ومن غير أي
نشاط، تسبب له الشعور بالرضى.
مع
هذا النموذج من الأطفال يجب على الآباء التوجيه وأخذ زمام القيادة لأنهم يستصعبون
مواقف الاختيار. فلا ينصح بالتوجه بالسؤال الاختياري بمسألة: ماذا تريد؟ تفكر؟ أو
تشعر؟
مزاج
المتقبل هو نقيض أغلبية الأطفال، فهو لا يرغب بالقيادة أو المشاركة. هو يفضل
الجلسة الحالمة والراحة الجسمانية.
نموذج
المتقبل، كثيرًا ما يهمل أمره المربون لأنه يتصف بالهدوء، سهل القيادة وغير متطلب.
لذا على المسؤولين الاهتمام به وتوزيع الوظائف والمهام عليه باسلوب لطيف ومشجع
لإثارة حماه. يستحسن عدم الإلحاح أو الإكرا في حالات التوجيه، والاهتمام باحترام
غرادته غا رغب التأجيل.
لست ربوت