المقصود
بالتوجيه الإيجابي هو تعليم السلوك للأطفال.
-
التوجيه
الإيجابي حيث يأخذ الأهل وقتهم بالتفكير ولا يأتي تصرفهم كردة فعل سريعة على تصرف
الأبناء، فردة الفعل السريعة والعبية غالبًا ما تكون غير مجدية.
-
التوجيه
الإيجابي يعزز ثقة الطفل بالنفس، حيث يتم الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الطفل
واحتياجاته، ويكون الأهل قادرين على السيطرة على انفعالاتهم.
-
التوجيه
الإيجابي يعلم الأطفال المسؤولية، فعندما نضع حدود للطفل، نعلمه الانضباط الداخلي،
نعلمه الصح والخطأ، ونساهم في تطوير القيم التي تحترم مشاعر الآخرين وحتياجاتهم.
-
الأهل
الذين يستخدمون التوجيه الإيجابي يقدمون الدعم لأبنائهم ويعلمونهم النظام، فهم لا
يهملون أولادم ولا يستخدمون القوة، لكنهم يحاولون عمل توازن بين الحب والحدود.
ما
هو مصدر سلوكيات الطفل غير المقبولة:
إذا
عرف الأهل كيف يتعلم الطفل السلوك، ولماذا يسلك هذا السلوك دون غيره، فإن هذا
يساعدهم في التعامل مع أطفالهم بصورة إيجابية. نذكر هنا عدة مصادر للسلوك:
1.
الأطفال
يقلدون ساوك الأهل: الأهل هم نموذج الطفل،
فإذا قام الأهل مثلا بضرب طفلة عمرها 5 سنوات كلما تصرفت تصرف يرونه غير مقبول،
فإن النتيجة ستكون أن الطفلة ستقوم بضرب الأطفال الآخرين لأنها تقلد أسلوب أهلها
في كيفية مواجهة المشاكل.
2.
الأطفال
يهتبرون القوانين التي يضعها أهلهم: وهنا يقوم
الطفل باختبار الأهل في محاولة لكسر الحدود التي يضعونها له، لفحص مدى جدية الأهل
ومدى صلابة هذه الحدود، وهنا يتعلم الأطفال عدم الالتزام بهذه القوانين لمعرفتهم
أن أهلهم سيغيرون قوانينهم في نهاية المطاف.
3.
نظرة
الطفل المتدنية لذاته: يسلك الأطفال السلوك
المتوقع من ذاتهم، وهذا التوقع يتعزز من الآخرين وخصوصًا الوالدين، فإذا ردد الأهل
عبارة "أنت غبي"، فإن الطفل سيأخذ صورة عن ذاته بأنه غبي، وبهذا فمن
الممكن أن لا يبذل جهدًا في تنفيذ المهام كونه "غبي" كما قالوا له. وأما
الوالدان اللذان يعززان الثقة بالذات باثين الأمل، الحب والتشجيع في نفوس أبنائهم،
تتكون لدى أبنائهم صورة إيجابية عن أنفسهم وعن سلوكياتهم.
4.
إذا
كوفئ الأطفال على السلوك فإنهم سوف سكررونه:
كل طفل بحاجة لأن يحصل على الاهتمام، وفي بعض الأحيان يقوم الأطفال بتصرف غير
مقبول حتى يحصلوا على اهتمام ذويهم. فإذا تجاوب الأهل مع هذا السلوك فإن الطفل
يكرر نفس السلوك للحصول على الاهتامم. فالعقاب هو تعزيز للأطفال الذين يفتقدون
اهتمام الأهل.
كيف
يمكن أن نعزز سلوك الطفل الإيجابي ونبني حدود (قوانين) تساعد الطفل على النمو
والتطور النفسي السليم؟
-
قم/قومي
بتعليم القيم والسلوك، وذلك من خلال تعزيز السلوك الجيد عند الطفل والاستجابة
لسلوك الطفل بالحب والتشجيع مباشرة بعد قيامه به.
-
عزز/ي
شعور الطفل بالأمان من خلال الاتصال الجسدي، حيث أن الاتصال الجسدي هو حاجة عاطفية
أساسية.
-
عزز/ي
التعبير عن المشاعر عند الغضب بدل استخدام طرق العنف، ومن هنا يقوم الأطفال بتعلم
لغة الشعور ويعبروا عن ذاتهم عند الغضب.
-
قم/قومي
بتقديم بدائل، فعندما يشعر الطفل بالتعب أو المل خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة
مما يقوم به فمن المهم إعطاءه بديل، وإذا شعر بالتوتر فمن المهم تهدئته عن طريق
مشاركته باللعب أو قراءة قصة، أو إشراكه في الفعاليات المشتركة.
-
أدخل/ي
النظام إلى حياة الطفل، من خلال تحديد وقت معين للدراسة، للأكل والنوم. وخاصة
الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
-
مشاركة
الأهل في فعاليات ووقت ممتع مع الأطفال يشعرهم بأهميتهم ويقرب العلاقة بينهم وبين
أطفالهم.
وضع
الحدود للأطفال:
الحدود
سواءً كانت توجيهات أو قوانين هي توقعات محددة من قبل الأهل لتصرفات أبنائهم، وهي
تظهر من منظور إيجابي كونها تعكس اهتمام وحب الأهل لأطفالهم، وشعور الأطفال
بالحماية والأمان المحتاجين له. مع العلم أن لكل طفل من الأطفال صفات تميزه عن
الآخرين، لا على الأهل الاخذ بعين العتبار شخصية وصفات الطفل لدى التعامل معه
وتوجيهه.
ما
هي الأمور التي يجب مراعاتها عند وضع الحدود؟
§
ضع/ي
الحدود للأمور المهمة: على الأهل التفكير
بنوعية الحدود، فهناك الحدود التي تحمي الأطفال من الإساءة الجسدية والنفسية، فإذا
أقدم طفلك على سبيل المثال لإشعال الغاز
وهو في عمر صغير وأنت تعرف/ي خطورة ذلك فعليك أن تمنعه/تمنعيه وتشرح/ي له خطورة
ذلك.
§
ضع/ي
توقعات واقعية تكون ملائمة لعمر الطفل:
هنالك بعض التوقعات غير الواقعية من قبل الأهل يجب الانتباه لها، ومنها على سبيل
المثال: الطلب من الطفل في جيل مبكر أن يخرج في العتمة أو في الليل وأن لا يخاف،
علمًا بأن الخوف شعور طبيعي لأي إنسان في أي مرحلة عمرية.
§
من
المهم أن تكون الحدود إيجابية وواضحة للطفل:
عندما يفهم الأطفال الحدود يتكون لديهم شعور داخلي بالمسؤولية، فمن المهم أن نقوم
بتوضيح الحدود وإعطاء بدائل للطفل كي يفهمها ويتعامل معها. فمثلاً نقول له لا تلعب
في الشارع، ولكم من الممكن أن تلعب في الملعب مع تفسير ذلك (الشارع مليء بالسيارات
ومن الممكن أن تتعرض للخطر).
§
من
المهم أن تكون/ي ثابت/ة في الحدود التي تضعها/تضعيها:
الأطفال يحترمون الحدود الثابتة التي يضعها الأهل مثل: توقع الأهل من الطفل ان
يغسل يديه قبل الطعام أو أن يعمل فروضه قبل مشاهدة التلفاز، هذه الحدود يجب أن لا
تتغير من يوم غلى يوم، فالحدود غير الثابتة توتر الأطفال.
§
شارك/ي
الطفل في وضع الحدود التي تتلاءم مع مصلحته:
مشاركة الطفل في وضع الحدود تساعده على بناء ثقته بذاته والسيطرة عليها، فالمناقشة
مهمة وضرورية للطفل، لكن عليه أن يعي أن المناقشة لا تعني دائمًا الموافقة، فهناك
حدود من الضروري أن يلتزم بها.
§
ساعد/ي
الطفل لتفهم السبب وراء هذه الحدود: الأطفال يصبحون
مستعدين للتعاون مع الأهل وتقبل القوانين إذا تفهموا الأسباب ورائها، فمن الممكن
أن يقوم الأهل بسؤال الأبناء عن رأيهم في الحدود وهل يعتقدون أن هذه الحدود مهمة. هذه
الأسئلة تساعد الأبناء على التفكير والوصول إلى النتائج وتقبل القوانين.
كيف
توجه/توجهين الطفل عندما يتصرف بطريقة غير مقبولة؟
§
من
المهم أن تشجع/ي التفكير: عندما يكون الطفل
هادئًا ناقش/ي معه واطرح/ي عليه بعض التساؤلات حول المشكلة، وافحص/ي معه بدائل مختلفة
لحلها. أعطي لابنك الفرصة في رؤية
الاختيارات التي لا تؤذيه ولا تؤذي
الآخرين.
§
أظهر/ي
الاهتمام بأحاسيس الطفل: فعندا يكون الطفل غير
قادر على التعبير عن مشاعره، عليك مساعدته ليعكس مشاعره وأحاسيسه بطريقته.
§
استخدام
العقاب كآخر خيار: استخدم/ي العقاب منتيجة
للسلوك السلبي، ومن الأمثلة على ذلك أن يجلس الطفل في الغرفة لمدة معينة، أو أن
يحرم الطفل من مشاهدة التلفاز ليوم واحد في حالة عدم تنظيم وقت الدراسة. العقاب
يساعد الأطفال على تحمل مسؤولية تصرفاتهم، ويقلل من السلوك السلبي على أن يكون
مبني على الإرشاد والتوجيه.
بعض
الإرشادات لاستخدام العقاب:
-
عدم
استخدام العقاب دائمًا في تربيتنا للطفل، لأنه يفقد تأثيره غذا تم استخدامه
كثيرًا.
-
يجب
أن يكون العقاب قريبًا من وقت السلوك.
-
من
الضروري أن يربط الطفل بين السلوك والعقاب وذلك من خلال نقاشه مع الطفل.
-
يجب
أن يكون العقاب ملائم للسلوك وله علاقة منطقية بالتصرف.
-
الخصوصية
في توجيه الطفل من قبل الأهل، لأن توجيه الطفل أمام الآخرين يشعر الطفل بالغضب
ويؤثر على ثقته بنفسه.
-
استخدم/ي
أسلوزب العقاب بطريقة حازمة وعطوفة وذلك من خلال التعبير للطفل أنك حتى لو فرضت/ي
عليه عقاب معين فإنك ما زلت تحبه/تحبينه، وأن رفضك هو للسلوك وليس للطفل نفسه. لأن
تهديد الطفل بحب الأهل يشعره بالرفض وعدم القبول.
الآثار
السلبية للعقاب العنيف:
يسبب
العنف الأذى النفسي والجسدي للطفل ويعتبر طريقة غير مقبولة للتعامل مع الأطفال وحل
مشكلاتهم، حيث أنه لا يعلم الطفل البدائل التي يمكن أن يتعامل بها في مواجهة
المواقف والتصرفات، فالعنف يزعزع ثقة الطفل بنفسه ويجعله يكره ذاته والآخرين، بحيث
يشعر أنه شخص سيء ليتعاملوا معه بهذه الطريقة.
طرق
لضبط النفس عند الغضب:
يشعر
جميع الأهل بالحب اتجاه أولادهم، لكن تأتيهم أوقات يشعرون فيها بالإحباط والغضب،
ويكون هذا الشعور مخيفًا. وهنا من المهم أن الغضب هو شعور طبيعي وأن جميع الأهل
يشعرون به من وقت إلى آخر. ولكن عليك ان تتذكر/ي انك لا تؤذي طفلك عندما تظهر
مشاعرك، فإظهار مشاعرك بطريقة صحيحة تكون إيجابية لأنها تعلم الطفل كيف يتعامل مع
شعوره.
يجب
ان لا تشعر/ي بالخزي بسبب مشاعرك السلبية ولكن من المهم أن تحاول/ي ان تتحكم/ي
فيها.
وهنا
بعض الاقتراحات التي سوف تساعدك في التعبير عن المشاعر الصعبة بطريقة إيجابية:
-
كن/كوني
صادق/ة مع نفسك ومع طفلك.
-
اسمح/ي
لنفسك بالشعور بالغضب. فعدم الاكتراث بمشاعرك سوف يضغطك ويجعلك تتصرف/ين بحدة في
المستقبل.
-
أدرك
بداية مشاعرك بالإحباط.
-
ضع/ي
أولوية للسلوكيات التي تريد/تريدين أن تعطيها اهتمامك.
استخدم/ي
كلماتك:
-
عبر/ي
لطفلك عن مشاعرك باختصار.
-
تكلم/ي
عن سلوكيات الطفل وليس صفاته.
-
تكلم/ي
فقط عن الحاضر وليس عن مواقف حصلت في الماضي.
-
ابتعد/ي
عن التعميم، مثل (أنت دائمًا مهمل أو لن أكون قادر/ة على الثقة بك).
-
اعتذر/ي
عندما تشعر/تشعرين انك قلت أو فعلت شيء ندمت عليه، فهذا لن يخسرك سلطتك، وستعلم/ي
طفلك ان الراشدين يخطئون أيضًا.
خذ/ي
وقت استراحة:
ابتعد/ي
عن ردة الفعل المباشرة، خذ/ي نفسًا عميقًا وعد/ي إلى 10، أو اتنرك الغرفة لتمنحك
فرصة لتهدأ/ي وتفكر/ي.
ابحث/ي
عن مساعدة إذا رأيت نفسك عنيف/ة وتحتاج/تحتاجين للمساعدة.
لست ربوت