المطبلون حول أي مسؤول أخطر عليه من نفسه حين توسوس له بالسوء، لاسيما إن كان هو ذاته طبالاً بامتياز لمن يعلوه منصبًا ومسؤولية طلبًا للرضا أو البقاء أو الترقي أو إشباع الذات بغذاء الثناء! ... وقد يكون التطبيل مباشرًا أو غير مباشر، مقصودًا أو غير مقصود، قويًا أو ضعيفًا أو متدرجًا في قوته تبعًا لحجم الفيض الصادر عن المسؤول واستمراريته، فإذا ما ترك منصبه تولى عنه المطبلون وهم معرضون!
الأمثلة على ذلك متنوعة وفاجعة، تراها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على مدار اليوم، وتراها في كافة مؤسسات الدولة؛ فما أكثر المطبلين والمزمرين الذين يلتفون حول أي مسؤول، يُسمعونه ما يود سماعه ولو كان فيه هلاكه وهلاك رعيته، ويحجبون عنه الحقيقة ولو كانت فيها النجاة ... وكلما علا المنصب أصبح التطبيل أكثر قوة، وأكثر خطورة، وأكثر صخبًا، وأكثر تنوعًا؛ فهذا يؤلف، وهذا يُلحن، وهذا يغني، وهذا يرقص .. وينتفخ المسؤول كذبًا، ويظن أنه امتلك نواصي الحكمة .. ويتصدع الوطن!
كذب المطبلون ولو كان قرع طبولهم يصم الآذان ..
لست ربوت