من بوابة الشمس
تخرج يدي صهارة سقر
تقبض على الغمام عصارة قطرة مطر
تتنزل
حجارة على كف أطفالي
تحمل وطن
هو ذاك طفلي الذي
يكسر البندقية في يد جبان
و يمشي
فوق الأرض شهيدا مختالا
يكتب على الأرض بتراب الجسد
اسم الوطن
إن تشاء أيها الجبان
تذكر مقام الأبطال
عند كل غروب يطاردك من شرفة البطون
أجنة
تحمل صرخة نطفتي
من سكرات الخوف
يترك النعل عند الغروب
قجقجة
تسخر منه الثكلى العجوز
إن تشاء أن تتذكر
إن معطفي على أغصان الزيتون
مسطر عليه أسماء القرى
و المدن التي كانت من مواليد الأجداد
على مشاريف حيفا و الجليل
و أمهات طالهن الغصب في المساجد
إن مديتي على الوريد
تثأر
لبيوت عذراء تغتصبها الأقفال
تنتظر
على عتبة المساء
تنتظر عودتي و عودة المفاتيح
فالأشجار التي تعدم في الحقول
ما تزال تتذكر
عناق الأهالي و المزارعين
تتذكر عبر أحفادي
أن لها في الأرض جذور
و أن العود قادم
و يكون ..... و يكون
ذات يوم
تسلق الحزن جبين الشمس
و رسم
وهما ، على ناصية الكذب
و عند غبش الليل
رمى بطلقة اغتصاب
ثم تلعتم في العتمة
أن الرصاصة طائشة
و هي
تحمل عنوان صدري
فأقوم مبعوثا من رحم مريم
أكسر القبور
أحمل قراب قلبي على الجفون
أسقي مراقد الأنبياء
فيوقدون من رميم الجسد
جسدي الذي
كسر النعوش و مزق الأكفان
و رفض أن يغادر من مدائن المآذن
فتكلم الكليم
و يشهد على الشهادة خاتمهم
أن البلد ليس حل على قوم
لقد دبحوا الأنبياء
و من العصيان أذاقوهم رهقا
ثم يطوف النور على الأرض
ينثر الشموع على رؤوس الجبال
يوقدوها بدرا
لصبية عربية
حافية القدمين
على كعبها ، عقد من لجين
تطوف مجرى الوادي و كل عرقوب
و تضاجع
بعشق العيون وجهه الغضون
ثم أقسمت ، في محرابي
أن لا تغادر منه حتى يعود الماء من المعتقل
و أنا
و أنا قرب ظلها
أحرت على السماء آذان الشمس
فتصلي على وضوء
لصخرة
على قارعة المعراج عرشها
آناء الصلاة
تذكرت
أنها كانت حجارة في يمناها
فتنهمر أرواح الشهداء غيثا يجود
فربت الأرض و يرتوي الزيتون
و شعشع الأقحوان و شقائق النعمان
و يسمق الكل فوق الجدار
فيختفي الجدار
و يختفي و إلى الأبد
الأديب حسن السلموني
لست ربوت