على أنقاض جسدي
تمر قوافل الصمت
تعبر المدافن القديمة
تبيع
في أسواق مكة أسماء الزمن
بجارية
فيلدني الختم بدايات مجهولة
و بين الاسراء و المعراج
يخرج جبل من الملح
على سنمه
يجلس الشتاء حزينا
يكسر
فنجاني بحثا عن حقول البن
ينتشي بأعقاب سجائري
ثم
يحيك من الدخان غيمة تجري كالسراب
في العراء المنتشر
يحاول
أن يقصف بها عورة الخريف القادم
ثم يحاول
يفكر أن يجعلني في المرسم
جسما خارج هيئة الإنسان
في دار من دور الهزيمة
يعثر على نفسه
عجوزا
لا يستطيع طردي من الأرض
على باب قريتي الأثري
أعلق أسماء الجواري و صور الاغتصاب
و أمر
أحصي مسافات الزمن الذي
سرق أثناء عبور الطريق
ثم
أقضي أن أترك جسدي قرية لا تشبهني
على قارعة الحرب
يحضر السلام فقيرا يرغب في معاش
يعد القتلى و يهيـأ المقابر
يحمل النعوش كما يحمل العزاء
ينظف مكان الجريمة
يغظ الطرف
و ينكر الشهادة
و هو ينظر إلى لغتي
تغتصب في طقس الحداد على يد الجنود الجرحى
ثم
في مرحاض المأتم
تيمم السلام
على كسرة خبز تنفضها سنبلة سقيم
ثم يقتعد عتبة الأفواه
يفترش
سجادة الولاء و هو يتوجس خائفا
ثم
ينعق بما يسمع
مؤذنا في الموتى
الجنة ،
لا يدخلها إلا من كان مجرما
فتأخذني تلك المسافات الفارغة
داخل
جمجمة تطل من شرفة قبر النسيان
و أنا
في المضي أمضي
أتأبط اغتيالي أسابق السراب
أقدم في حارة الكرى
حلما
لتلك الأرصفة الحزينة
التي يحضنها أطفال حزانى
فروا من بطون الأمهات
خوفا
أن يكونوا عبيدا في معتقل الصلاة .
الأديب حسن السلموني
لست ربوت