يراودني الشوق من حين إلى أخر ويأخذنى الحنين إلى الماضى الجميل، أتذكر أيام الطفولة فتحملنى الدكريات إلى حينا القديم، حي البشريين بدوار اجديد سابقا او الحي الجديد حاليا .حيث يوجدبيتنا الطيني ، وبالرغم من أن بيتنا الجديد مساحته أكبر ويقع فى نفس المنطقة وعلى مقربة منه لكن الأول كان له تأثير خاص فى قلبى، ما إن أقف أمامه حتى اتدكر الذكريات وما أعذبها ، هداالبيت الذى ولدت فيه وهللت جدرانه فرحاً بصوت نبضات قلبى مرحبةً بقدومى إلى الحياة، فى هذا البيت عشت سنين الطفولة البريئة، كان أكبر همى فيه هو واجبات المدرسة الكثيرة، التى ما إن تنتهى حتى أذهب إلى بيت جارنا التى كانت فى اقسى الحي لأشاهد التلفاز، لم نكن نملك فى ذلك الوقت تلفازاً، فطيبة الأهل والأقارب كانت تغنينا عنها، بجوار البيت يوجد ملعب مترب شاهد على مراحل عمرى ففى هدا الملعب رفقة صقور البشريين-- عبد العالي بلقايد ومحمد المتصدق وادريس لكريني ومحمد المنصوري وايت ماضي نوالدين والوحداني ادريس و الحارس الكبير الحسين الخيدر وغيرهم كثير -- وعيت الحياة، وعلى أرضيته تعلمت ابجديات كرة القدم رفقة رفاق الطفولة والمدرسة حيث قارعنا فرق الاحياء ونسجنا مع بعضها صداقة لايزال صداها يرافقني الى يومنا هدا، وبجنبات الملعب كان البرج مكان تجمعنا حيث نسترق السمع إلى صوت احد المعلقين الرياضيين ناقلا لاطوارمقابلة من مقابلات فريقنا الوطني لكرة القدم من ادغال افريقيا حيث كنا مغرمين باهداف احمد فرس و مراوغات باموس وتمريرات خالد لبيض وصولات الحارس قسو علال نفرح لانتصاره وندرف الدموع لهزيمته ، نحلم حينها بأحلام الطفولة البريئة ، كنا نتشارك جميع المناسبات الحزينة منها قبل السعيدة، فى رمضان كنا نجتمع بعد تناول وجبة الفطور بعد ادان المغرب نتبادل اطراف الحديث في جو اخوي ، وفى العيد كنا نجتمع بيت احدنا لتناول وجبة الغداء او العشاء ، مشاعر كثيرة تربطنى بحي البشريين أمل .. طموح .. فرح .. حزن ووداع، رغم أن هذه الأشياء أمست ببعيدة لكنى ما زلت أتذكرها بوضوح كأنها حدثت منذ فترة قريبة، لا أدرى أين إختفت هذه الأيام الرائعة ولا كيف ابتلعها الزمان، لكن شذى عطرها مازال يفوح بداخلى.
لست ربوت