أبو زيد.. أول مغربية تنشر سيرتها الذاتية في كتاب

إعلان الرئيسية

 

 


 

رغم أن محمدو تيمور الأديب والكاتب القصصي المصري، يقول "إن السيرة الذاتية ليس لها مستقبل في الوطن العربي، لأن هذا الأخير مجتمع تقليدي"، إلا أن الكاتبة المغربية ليلى أبو زيد ارتأت أن تدخل غمار التحدي، وتشكل استثناء لهذه القاعدة.

وتفاجأ الكتاب والمبدعون وكذا النقاد المغاربة، الذين ساد عندهم اعتقاد يفيد بأن الكاتبات المغربيات والعربيات بشكل عام لا يكتبن سيرهن الذاتية، وذلك بعدما ألفت سيرتها "رجوع إلى الطفولة"، سنة 1993. لتكون بذلك أول سيرة ذاتية نسائية باللغة العربية في المغرب.

وتروي في سيرتها الذاتية، عن معاناة عاشها المغاربة في ظل الاستعمار الفرنسي، وعبرت عن تلك الحقبة الزمنية بأسلوب عربي فصيح يتضمن بعض الحكايات بالدرجة المغربية، حيث كانت تحكي عن طفولتها وعن ما عايشته بعد دخول والدها السجن ومعاناة والدتها في ظل صراعها مع عائلة زوجها.

الكاتبة المغربية، أبوزيد التي تقطن بالرباط، أبصرت النور سنة 1950 بالقصيبة بنواحي مدينة بني ملال، ودرست اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وحصلت على الإجازة، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بجامعة تكساس في أوستن، حيث اشتغلت في مجال الترجمة، والتأليف.

وكانت أبوزيد قد بدأت حياتها المهنية كصحافية في التلفاز، وعملت في عدة دواوين وزارية، من بينها "ديوا الوزير الأول"، وبالإضافة إلى اهتمامها بالرواية، فإنها أصدرت مجموعتين قصصيتين: "الغريب" و"المدير"، علاوة على أنها كتبت في أدب الرحلة: "أمريكا الوجه الآخر"، ثم "بضع سنبلات خضر".

وترجمت العديد من أعمالها من العربية إلى الإنجليزية والألمانية والهولاندية والإيطالية، والأسبانية والفرنسية والمالطية والأردية، إلى جانب قيامها بترجمة سيرة الملك محمد الخامس، والسيرة الذاتية لمالكوم إكس، من اللغة الإنجليزية إلى العربية.

معظم ما أنتجته، الكاتبة المغربية نجده يعبر عن الواقع المعاش، حيث قالت في مقابلة إعلامية حينما حلت ضيفة على القناة الأولى ببرنامج مشاريف، "ما يهمني أنا هو الكتابة عن الواقع الحالي"، وتنتقد الروائيين العرب المحدثين عندما يكتبون روايات بالعودة إلى التاريخ بعيدا عن واقعهم، وترى أنه "لا فائدة ترجى من الرجوع إلى الخرافة والتاريخ، لأن بين أيدينا واقع زاخر الوقائع المعيشية".

وكانت أول رواية أصدرتها أبوزيد تحت عنوان "عام الفيل" سنة 1982، وتعتبر إحدى أشهر الروايات التي لاقت إقبالا منقطع النظير لدى قراء اللغة الإنجليزية لما ترجمت عام 1982، ثم أصبحت تدرس بعد ذلك في الجامعات الأمريكية".

وبعدما عرفت سيرتها الذاتية "رجوع إلى الطفولة"، انتشارا واسعا داخل المغرب وخارجه، تم إدراجها ككتاب مقرر يدرس لتلاميذ السنة الثالثة إعدادي بالمؤسسات التعليمية المغربية.

الكاتبة العصامية كما يطلق عليها، تم كرمها في اتحاد كتاب العرب في أسفي مؤخرا، وبفضل كتاباتها الإبداعية المتميزة نالت عدة جوائز، منها: جائزة مهرجان دبي السينمائي، وجائزة المهر الإمراتي وجائزة المهر القصير.

https://soltana.ma/2702.html

تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button