كلما تساءلت عن إيجابيات الهواتف الذكية أجد نفسي حائرا في سلبياتها و متناقضاتها. كم أصبحنا اليوم تواقين إلى زمن الصينية واللمة العائلية المعهودة في تقاليد وعادات المجتمع المغربي والتي من خلالها يتبادل أفراد الأسرة أطراف الحديث تحت رئاسة الأب واستشارة الأم ، مع مناقشة كل ما يهم العائلة اجتماعيا و اقتصاديا. ليس هذا إلا نموذجا للروابط الأسرية التي تعرضت لضمار شامل من طرف أسلحة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي المجسدة على الخصوص في الهواتف الذكية التي نسيء استعمالها في غالب الأحيان، بحيث حكمت هذه التكنولوجيا على العديد من الناس بالتركن في الزوايا غارقين في بحر الإنزواء و محلقين تارة أخرى في فضاء غير مبالين بما يدور في فلكهم من مدننبات خطيرة ونيازك و شهوب حارقة لا ينجو منها إلا الكيس العالم بأبجديات التحليق داخل الفضاء الساحر المحفوف بالمخاطر.
لاننكر كون هذه التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا مهما في تقريب المسافات وخلق جسور التواصل، كما جعلت هذا العالم قرية صغيرة سهلة الاكتشاف والإطلاع، لقد أصبحت كذلك مصدر للمعرفة و العلم وجهاز لابد منه في تسيير كبريات الشركات والأعمال ، كما يمكننا استعمالها في تحديد الأماكن ومعرفة الطرقات والوصول إلى المعلومة....، كل هذه المزايا بالنسبة لنا نضعها أحيانا جانبا لنتوه في مواقع دات نفع سلبي منها الإباحية والألعاب الإلكترونية العنيفة و اختراق المعلومات الشخصية الخاصة،كما نسيء إستعمال الفضاء الأزرق لنستغله في تبادل السب و القدف والكلام في أعراض الناس مع تسخيره كألية للابتزاز.
لا ننسى كذلك بأن هذه التكنولوجيا أصبحت اليوم تتبوأ الصدارة في فضح الفساد و المفسدين كما صارت نقمة على مستعملي الشطط والتسيب و شكلت خطرا حقيقيا على الأنظمة الفاشلة الراعية لاستمرار التخلف والفساد.
لست ربوت