إن عبادة الصيام هي عبادة امتناعية وليست عبادةً عملية، فكل العبادات يجب فيها أن نفعل إلا الصوم فهو العبادة الوحيدة التي يجب فيها ألا نفعل!
لا نّ الصوم تدريب عملي للصائم على الامتناع باختياره وإرادته عن تلبية رغباته وشهواته لفترة معينة، وأن يعلو على غرائزه لوقت معلوم، وبتكرار هذا السلوك يصبح طبعًا راسخًا في حياة الفرد، وبذلك يعلّمنا الصوم الصبر على الطاعة والصبر على المعصية رجاء الثواب، ونتربّى على مراقبة الله في أعمالنا، ومن ثمّ نتقنها.
وعلى الصائم أن يحافظ على صومه في لسانه، فلا يماري، ولا يجادل، ولا يغتاب، ولا يلعن ولا يسب، ولا يتلفظ بأي عبارة تمس عبادته، ولا يعمل عملا يجرح به صومه، لأن الصوم ليس هو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فقط، بل مفهوم الصوم مع ما سبق يتعدى إلى حفظ الجوارح عن معصية الله تعالى.
وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وتحقيق التقوى والعمل بمقتضاها هي العلة التي من أجلها شرع الصيام.
وأيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور، والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري ومسلم، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم روى عن ربه جل وعلا أنه قال (كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم.والصوم في واقع الأمر مدرسة لتهذيب الأخلاق والسلوك،و يسهم في إشاعة أجواء المحبة والأمان
هذه مدرسة الصيام: حفظ اللسان، وغض البصر، وحفظ الفرج والجوارح، والصبر، والبذل والسخاء، وإتقان الأعمال، ومراقبة الله، وبالجملة: تقوى الله..
هذه مدرسة الصيام: حفظ اللسان، وغض البصر، وحفظ الفرج والجوارح، والصبر، والبذل والسخاء، وإتقان الأعمال، ومراقبة الله، وبالجملة: تقوى الله..
لست ربوت