محتويات المقال
عبد المجيد مومر الزيراوي*
يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على وقع حرب مواقع طاحنة يحاول فيها بعض أعضاء المكتب السياسي ارتداء جلابيب الصالحين والظهور بمظهر المُصلِحين، وحيازة صك البراءة من جرائم المجازر التنظيمية التي ساهموا فيها أو سكتوا عن بشاعة أحداثها مقابل حيازة مقاعدهم داخل الأجهزة التنظيمية وتثبيت غنائمهم طيلة المرحلة السابقة.
ولأن حبل الكذب قصير ولأن دلو الخداع ممتلئ، فإننا داخل تيار أولاد الشعب إذ نؤكد على أن ورش الإصلاح الحزبي المأمول ينطلق وجوبا من إنماء الوعي المعرفي ونبذ السلوك السياسوي الاتتهازي وإقرار المحاسبة الجماعية للقيادة الحزبية الحالية، فإننا نذكر الرفيقات والرفاق الذين خرجوا راكبين على فضيحة مشروع قانون22.20، محاولين تبرئة أنفسهم وتبرئة أولياء نعمتهم. أولئك الأعضاء الذين زاغوا عن المحاسبة الجماعية إلى تصفية حساب مع طرف واحد، وشرعوا في الترويج لأجندات تنظيمية تضليلية عبر مناشدة رئيس المجلس الوطني ورئيس لجنة التحكيم والأخلاقيات، رغم أنهم جميعا يتحملون قسطا وافرا من المسؤولية السياسية والتنظيمية في ما وقع ويقع داخل حزب الاتحاد الإشتراكي.
وها نحن داخل تيار أولاد الشعب نطرح عليهم أسئلتنا الصريحة: أين كنتم؟!
نعم؛ أين كنتم حين تم تمريغ كرامة الفكرة الاتحادية وقبلتم المشاركة الذليلة في حكومة العدالة والتنمية؟ أين كنتم حين تم وأد مشروع الحداثة والديمقراطية مقابل الحقائب الوزارية وصدقات المناصب المالية؟ أين كنتم حين تم تكميم أفواه المعارضة الداخلية لأنها طالبت بالوفاء لمرجعيتنا الثقافية ورفضت الاسترزاق بتاريخ نضالات القوات الشعبية؟
ومن باب تسمية الأشياء بمسمياتها، دون مجاملة أو مراوغة، فإن شرذمة الانتهازية المتجددة تحاول الآن لعب دور المُزَايِد السياسي حتى يفتح الفضاء الحزبي لتبرير الفشل وتمجيد الإخفاقات، وترجيح كفة بعض الراغبين في الانقضاض على غنيمة الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي.
بالتالي ضمان تجديد مواقع الانتهازية المقرفة الساقطة ديمقراطيا وسياسيا، من خلال تدشين حملة دعاية لبعض القيادات الحالمة بالخلود وراء الواجهة الزجاجية لمقر العرعر، مع التظاهر ببراءتهم المزعومة رغم أن تواجدهم وطريقة احتجاجهم تتناقض مع مبدإ ربط المسؤولية المشتركة بالمحاسبة الجماعية.
ومنه، فإن تيار أولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات، يعلن للرأي العام ما يلي:
1- أن استمرار الحزب في حكومي العدالة والتنمية يعتبر خيانة للشهداء وللأحياء من حملة الفكرة الاتحادية، وخيانة كذلك للأجيال الصاعدة التي تعاني من فظاعة آثار السياسات الحكومية اللاشعبية التي فشلت في إحقاق المشروع التنموي المغربي، والتي تريد اليوم إقبار الحقوق والحريات.
2- أن الانتقال إلى مرحلة يتسنى فيها لكل الاتحاديات والاتحاديين الحق في تقرير مصير حزبهم، ينطلق من ضرورة عقد مؤتمر استثنائي ديمقراطي تشاركي، شعاره الأبرز الاتحاد حول خط سياسي عقلاني حداثي قوامه مرجعية ثقافية وفكرية واضحة، وليس اجترار مصطلحات للترويج الاعلامي و توريط الإتحاديات والاتحاديين في حرب مصالح تخدم أجندات تلميع صورة قادة الطوائف المتناحرة حول منصب الكتابة الأولى.
*تيار أولاد الشعب داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
لست ربوت