أيها المسلمون أنه قد جاءت آيات في القرءان تتحدث عن الأمانة قال تعالى فيما يؤتمن عليه الرسل في تبليغ الدعوة((وإلى عاد أخاهم هودا...إلى ... أبلغكم رسالاتي وأنا لكم ناصح أمين))وقال(( كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين))وقال تعالى فيما يؤتمن الإنسان عليه من التكاليف : {{ ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون))وقال((إن عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال.....وقال تعالى فيما يؤتمن عليه الإنسان من الودائع((وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوض فإن أمن بعضكم بعضا فليود الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه))وقال:((إن الله يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل }وقال تعالى:((وقال الملك ايتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين))وقال((قد أفلح المؤمنون ــ إلى---((والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون))
أولا>> فضل الأمانة : عَنْ أَبِي سَعِيدٍعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ >قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
ثانيا>>الأمر بأداء الأمانة وعدم خيانتها لقوله تعالى:((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وقوله(ص):((اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:اصدقوا إذا حدثتم أوفوا إذا عاهدتم وأودوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم
<1461>
وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم))رواه أحمد فأما خيانة الأمانة فهو عدم تنفيذ أمر الله ورسوله فيها لقوله تعالى:((يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون))وقوله (ص):((أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك))رواه الترمذي قال الشيخ الألباني :صحيح
ثالثا>>:خيانة الأمانة من علامات النفاق لقوله(ص):((آية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب وإذا وعد خلف وإذا ائتمن خان))رواه البخاري
رابعا>> نماذج من الأمناء>>
1>>ـ محمد ابن عبد الله النبي الأمي لقوله صلى الله عليه وسلم للمعترضين عليه ((ألا تؤمنوني وأنا أمين من في السماء الخ وكان يلقب بالأمين ...عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا قَالَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ قَالَ وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي فَقَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ وَأَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ.> البخاري ...وفي تهذيب الأسماء : وهاجر على، رضي الله عنه، إلى المدينة، واستخلفه النبى - صلى الله عليه وسلم - حين هاجر من مكة إلى المدينة أن يقيم بعده بمكة أيامًا حتى يؤدى عنه أمانته والودائع والوصايا التى كانت عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك
2)ــ نبي الله موسى((ص))حكى تعالى مقالة بنت شعيب لأبيها في حقه ((يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين))
3)أبو عبيدة ابن الجراح لقوله(ص)فيه :((لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة))رواه البخاري ومسلم . عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ قَالَ فَتَشَرَّفَ لَهُ النَّاسُ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِابن ماجه. قَوْله ( حَقّ أَمِين )أَيْ بَلَغَ فِي الْأَمَانَة الْغَايَة الْقُصْوَى قِيلَ الْأَمَانَة كَانَتْ مُشْتَرَكَة بَيْنه وَبَيْن غَيْره مِنْ الصَّحَابَة لَكِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَّ بَعْضهمْ بِصِفَاتٍ غَلَبَتْ عَلَيْهِ وَكَانَ بِهَا أَخَصّ وَقِيلَ خَصَّهُ بِالْأَمَانَةِ لِكَمَالِ هَذِهِ الصِّفَة فِيه ِقَوْله ( فَتَشَرَّفَ )أَيْ اِنْتَظَرَ لَهُ أَيْ لِلْبَعْثِ وَفِي نُسْخَة لَهَا أَيْ لِهَذِهِ الْكَلِمَة .
اهـ حاشية السندي
<1463>
4)ــ الفاروق عمر رضي الله عنه أخرج أحمد بإسناد حسن عن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر رضي الله وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط وهو شيء كالقفة يعبأ فيه الطيب أتي به من قلعة من العراق فكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر فقال له من عنده لم تبكي وقد فتح الله عليك وأظهرك على عدوك وأقر عينيك فقال عمر:
سمعت رسول الله(ص)يقول:((لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك)) ولما جاء مبعوث الروم ليقتل عمر وقف عليه وهو نائم تحت ظل شجرة فسقط السيف من يده فقال له:((عدلت فنمت)).ولما وصل إلى عمر كنوز كسرى أثنى على الله وشكره قائلا:
((إن أقواما أدوا إلي هذا لأمناء فقال له علي بن أبي طالب:((إنك يا أمير المؤمنين عففت فعفت رعيتك لو رتعت لرتعوا
ولما نظر إلى هذه الأموال بكى وقال:((اللهم إنك منعت هذا رسولك ونبيك وكان أحب إليك مني وأكرم عليك مني ومنعته أبا بكر وكان أحب إليك مني وأكرم عليك مني وأعطيتنيه فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بي)) و أخرج بن سعد عن البراء بن معرور أن عمر خرج يوما حتى أتى المنبر وكان قد اشتكى شكوى فنعت له العسل وفي بيت المال عكة فقال إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فهي علي حرام >و قال السيوطي في تاريخ الخلفاء : وقال أسلم: قال عمر: لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطري قال: فرحل يرفأ راحلته وسار أربعاً مقبلا وأربعاً مدبراً واشترى مكتلا فجاء به وعمد إلى الراحلة فغسلها فأتى عمر فقال: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة فنظر وقال: أنسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنيها؟ عذبت بهيمة في شهوة عمر؟ إلا والله لا يذوق عمر مكتلك.اهـ..فلو لم يستحضر عمر عظم المسئولية وكان ممن يرى جلال الله لقدم الشهوة على أمانة الأمة
5)ــ عمر بن عبد العزيز حفيد عمر قالت زوجته فاطمة:دخلت يوما وهو جالس في مصلاه واضعا خذه على يده ودموعه تسيل على خذه فقلت((مالك))فقال((ويحك))يا فاطمة قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة والمظلوم المقهور والغريب والأسير والشيخ الكبير ذوي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي عز وجل سائلي عنهم يوم القيامة وأن خصمي دونهم محمد(ص)فخشيت أن لايثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت))وكيف والنبي(ص)يقول:((لا إيمان لمن لا أمانة له))
6)ـــ أبو بكر الصديق
فلما كان أبو بكر الصديق رضي الله نه يحتضر لم ينس رد الأمانات إلى المسلمين فاستدعى عائشة وقال لها:((يا عائشة انظري اللقحة((الناقة))التي كنا نشرب لبنها والجفنة التي كنا نصطبغ فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا نتفع بذلك حين كنا نلي أمرا المسلمين . فإذا مت فرديه إلى عمر فلما مات أبو بكر رضي الله أرسلت بهذه الأشياء إلى عمر فقال عمر:((رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك وصدق
<1464>
عمر رضي الله عنه فمن بوسعه أن يصل إلى هذه الدرجة من الأمانة اهــ حياة الصحابة
7> الصحابي الذي تهيب من الأمانة فطلب الإقالة فعن أبي زرارة عدي بن عميرة الكندي رضي الله قال:سمعت رسول الله(ص)يقول:((من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة))قال:فقام رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال:يا رسول الله أقبل عني عملك قال:((ومالك قال:سمعتك تقول:كذا وكذا قال:((وأنا أقوله الآن:((من استعملناه منكم على عمل فيجيء بقليله وكثره فما أوتى منه أخذ وما نهي عنه انتهى))رواه مسلم .
8>.>ـ عبد الحميد أحد آخرأمراء الخلافة العثمانية إن الحركة الصهيونية في تفكير دائم وعمل دائب للنيل من الإسلام والانتقام من المسلمين يدفعها نازع الثأر للهزائم التي تلقتها في صدر الإسلام في خيبر وبني قريظة كما يحلمون بإعادة هيكل سليمان وإقامة الدولة العبرية من الفرات إلى النيل وكانت البداية في عام 1895م حيث وضع((هرتزل))كتابه((دولة اليهود)) في فيينا. وأول مؤتمر للصهاينة عقد كان في سويسرا عام1897 افتتحه هر تسل بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو وضع الحجر الأساسي للبيت الذي يسكنه الشعب اليهودي في المستقبل {معلناأن الصهيونية هي عودة إلى اليهودية قبل العودة إلى بلاد اليهود}.....والصهيونية مذهب ديني استعماري متطرف جدا يتمذهب به غلاة اليهود تهدف إلى السيطرة السياسية على العالم بتقويض النظم السياسية للمجتمع الدولي وإخضاعه لنير اليهود وحكمهم ويزعم اليهود أن الله استخلفهم في الأرض وأورثهم أقطارها وشعوبها وأن الدول القائمة كافة دعية ومغتصبة وأن على اليهود المجاهدة لاسترداد حقهم في فلسطين أرض الميعاد تحت إمرة ملك من نسل داود... وتنسب الصهيونية إلى صهيون بفلسطين وهو أحد جبال أربعة أقيمت عليها مدينة أورشليم {أي مدينة السلام} وهو الاسم القديم لبيت المقدس ويعتقد اليهود أن الههم {يهوه}يقيم في جبل صهيون وفي رحابه يظهر المسيح المخلص الذي ينتظره اليهود بشيرا بغفران الله وتوبته عليهم انتهى القضية الفلسطينية لفتحي يكن .--- وأساليب الغزو الفكري ــ وهر تسل هذا ولد: 1860المتوفى 1904هو كاتب مجري يهودي وهو الذي أسس الحركة الصهيونية وأما {يهوه}فهو اسم أطلق في التوراة على الله تلقاه موسى بالوحي على جبل حوريب انتهى المنجد ...........وفيه أيضا:الصهيونية: حركة المطالبين بوطن قومي لليهود في فلسطين نشأت في القرن التاسع عشر الميلادي وعد بتحقيقها بلفور رئيس وزراء إنجلترا ووعده كان 1917م ولما عرضوا على عبد الحميد أحد أمراء الخلافة العثمانية عروضا مقدارها 80 ليرة تركية ليسلمهم فلسطين قال: لا أقدر على بيع البلاد إنها ليست لي قال له : قرصوا الزعيم اليهودي المفاوض: إن الشجرة لا بد أن يقطعها أحد أعضائها فكان الذي تولى إلغاء الخلافة ((مصطفى كمال أتاتورك وهو اليد اليمنى لعبد الحميد .
9> عبد الله بن رواحة بعثة النبي<ص>إلى خيبرليقوم بتقدير ثمر النخل عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ
<1465>
فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُودِ خَيْبَرَ قَالَ فَجَمَعُوا لَهُ حَلْيًا مِنْ حَلْيِ نِسَائِهِمْ فَقَالُوا لَهُ هَذَا لَكَ وَخَفِّفْ عَنَّا وَتَجَاوَزْ فِي الْقَسْمِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ فَأَمَّا مَا عَرَضْتُمْ مِنْ الرَّشْوَةِ فَإِنَّهَا سُحْتٌ وَإِنَّا لَا نَأْكُلُهَا فَقَالُوا بِهَذَا قَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْض> الموطإ...ُالبغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت..... الخرص : يقال خَرَص النخلة والكَرْمة يَخْرُصها خَرْصا : إذا حَزَرَ وقَدَّر ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا، فهو من الخَرْص : الظنّ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن ...الحَيْف : المَيْلُ في الحُكم ، والجَوْرُ والظُّلم.... السُّحت : الحَرَام الذي لا يَحِلُّ كسْبُه؛ لأنه يَسْحَت البركة : أي يُذْهبها ، والسَّحت من الإهْلاك والاستِئصال.
10>>ـ :النعمان بن مقرن المازني جعله عمر عاملا على كسكر من أعمال إيران بين البصرة والكوفة وكانت تجتمع لدي أموال كثيرة من أموال الزكاة وغيرها فكانت نفس تراوده أن يأخذ منه فكتب إلى عمر يناشده الله أن يعزله من ولاية كسكر ويجعله جندا من جنود المسلمين فرق عمر إلى حاله وخشي عليه أن يقع في المحظور فرد عليه الجواب بأن يكون أميرا على جيش من جيوش المسلمين بنهاوند فتوجه النعمان إلى أرض المعركة وقبل الدخول فيها دعا الله بأن يرزقه الشهادة وأقسم على الجيش أن يؤمنوا عليها فكان أول قتيل في المعركة>
11>>ـ ناقلو سواري كسرى إلى عمر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ>رواه البخاري أوفد الخليفة عمر سعد بن أبي وقاص ليقود جيش المسلمين في واقعة القادسية ضد جيش كسرى بقيادة <رستم>فانتصر المسلمون وقتل رستم ثم جاءت بعدها ملحمة المدائن حيث اقتحم المسلمون نهر دجلة فانهارت مملكة كسرى فوصل سعد إلى وشهد عرشه الذهبي وعندما حان وقت الأذان أمر فأذن ثم أقام الصلاة في تلك القصور الوثنية وعندما وصل إلى عمر كنوز كسرى حمد الله واثني عليه قائلا:<إن أقواما أدوا هذا لأمناء فقال له علي بن أبي طالب <إنك يا أمير المؤمنين عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت >
12ـ > زوجة الجندي الغائب وروينا من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيراً إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقاً عليها بابها وهي تقول:
تطاول هذا الليل تسري كواكبه ... وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه
فوالله لولا الله تخشى عواقبه ... لزحزح من هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيباً موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه
مخافة ربي والحياء يصدني ... وأكرم بعلي أن تنال مراتبه
وأخرج إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحداً أكثر من أربعة أشهر.
خامسا الخاتمة نهمس في أذن من يهرولون للأمساك بالأمانة بما يلي :
<1466>
****عن أبي ذر قال:قلت يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال فضرب بيده على منكبي ثم قال ( يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها> رواه مسلم . )قوله {ص} ( إنك ضعيف وإنها أمانة ) هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلا لها أو كان أهلا ولم يعدل فيها فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط وأما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة ]
****عن نافع عن ابن عمر قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل هذه غدرة فلان بن فلان> رواه مسلم . ) ش ( يرفع لكل غادر لواء ) قال أهل اللغة اللواء الراية العظيمة لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب أو صاحب دعوة الجيش ويكون الناس تبعا له قالوا فمعنى لكل لواء غادر أي علامة يشهر بها في الناس وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر لتشهيره بذلك وأما الغادر فإنه الذي يواعد على أمر ولا يفي به وذكر القاضي عياض احتمالين أحدهما نهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته وللكفار أو غيرهم أو غدره للأمانة التي قلدها لرعيته والتزم القيام بها والمحافظة عليها ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم فقد غدر بعهده والاحتمال الثاني أن يكون المراد نهي الرعية عن الغدر بالإمام فلا يشقوا عليه الطاعة ولا يتعرضوا لما يخاف حصول فتنة بسببه والصحيح الأول .
****.في إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله: وحكي أن سليمان بن عبد الملك قدم المدينة وهو يريد مكة فأرسل إلى أبي حازم فدعاه، فلما دخل عليه قال له سليمان: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب فقال: يا أبا حازم كيف القدوم على الله؟ قال: يا أمير المؤمنين أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه، فبكى سليمان وقال: ليت شعري ما لي عند الله؟قال أبو حازم: اعرض نفسك على كتاب الله تعالى حيث قال: " إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال: قريب من المحسنين، ثم قال سليمان: يا أبا حازم أي عباد الله أكرم؟ قال: أهل البر والتقوى قال:فأي الأعمال أفضل؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم. قال: فأي الكلام أسمع؟ قال: قول الحق عند من تخاف وترجو قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: رجل عمل بطاعة الله ودعا الناس إليها، قال: فأي المؤمنين أخسر؟ قال: رجل خطا في هوى أخيه وهو ظالم فباع آخرته بدنيا غيره، قال سليمان: ما تقول فيما نحن فيه؟ قال: أو تعفيني؟ قال: لا بد فإنها نصيحة تسديها إلي، قال: يا أمير المؤمنين إن آباءك قهروا الناس بالسيف وأخذوا هذا الملك عنوة من غير مشورة المسلمين ولا رضا منهم حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة وقد ارتحلوا، فلو شعرت بما قالوا وما قيل لهم؟ فقال له رجل من جلسائه: بئسما قلت قال أبو حازم: إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء ليبننه للناس ولا يكتمونه. قال: وكيف لنا أن نصلح هذا
<1467>
الفساد؟ قال: أن تأخذه من حله فتضعه في حقه، فقال سليمان: ومن يقدر على ذلك؟ فقال: من يطلب الجنة ويخاف من النار. فقال سليمان:ادع لي. فقال أبو حازم:اللهم إن كان سليمان وليك فيسره لخيري الدنيا والآخرة وإن كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى، فقال سليمان: أوصني، فقال: أوصيك وأوجز، عظم ربك ونزهه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك>
وسبحانك اللهم والحمد لله رب العالمين .
لست ربوت