يربي القرآن الكريم المؤمنين على تنمية الشعور بالمسؤولية ، والمسؤولية واضح معناها ، فهي تعني أن المسؤول سيسأل ، سواء في الدنيا أو الآخرة ، من قبل الله او من قبل عباد الله ، ومن الغريب في مجتمعاتنا العربية وربما نشمل أيضاً المجتمعات الإسلامية التي يفترض أنها متربية تربية قرآنية أن المسؤول لا يُسأل ، وتكون دائماً للمسؤول حصانة ولا يمكن التكلم معه فضلاً عن سؤاله ومحاسبته واستجوابه !!
بينما يؤكد لنا القرآن أن الجميع مسؤولين بدءً من أعظم الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى أقل إنسان منزلة عند الله ، فالكل سيسأل ويحاسب ، لذلك من تربى تربية قرآنية صحيحة يخاف من هذا اليوم الذي سيحاسب فيه ، إذ نرى الأنبياء والمرسلين والأوصياء وعباد الله المخلصين تذوب أجسادهم من كثرة العبادة والصلاة والصيام لأنهم يدركون معنى المسؤولية التي حملوها ويخافون من التقصير فيها .
لذا من كان له شأن اجتماعي أو مركز ديني أو منصب سياسي فليعلم أنه أعطي ذلك لا لكرامة له عند الله او لفضله على باقي الناس إلا أن يؤدي مسؤولية تلك المكانة ، وإلا سيحاسب أكثر مما لم يُعطى مثل هذا الشأن .
فمتىيغي المسؤولان. العمل امانة في عنقه ،والمسؤولية لا تتجلي في الجلوس على الكرسي فقط بل المتابعة والوقوف على ادق تفاصيلها.
وحسبنا ماورد في خطبة:
خُطْبَةُ أبي بَكْرٍ رضي اللّه عنه
تكلّم أَبو بكر رضي اللّه عنه بعد أن بَايَعَه الناسُ بالخلافة فَحَمِدَ اللّه وأَثْنَى عليه بالذي هو أهْلُهُ ثم قال:
أما بعدُ، أَيُّها الناسُ فَإِني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ . والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه. لا يَدَعُ قومٌ الجِهادَ في سبيل اللّه إلا خَذَلَهم اللَّهُ بالذُلِّ ولا تَشِيعُ الفاحشةُ في قومٍ إِلا عَمَّهم اللَّهُ بِالبلاءِ. أَطِيعُوني ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم. قُومُوا إلى صلاتكم يَرْحَمْكُمُ اللّه.
سيرة ابن هشام : 4/240،
عيون الأخبار لابن قتيبة : 2/ 2344.
لست ربوت